فوائد قيام الليل في استجابة الدعاء.. من صفات المتقين
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
فوائد قيام الليل أنه صفة من صفات عباد الرحمن، يدعو المسلم، الله- عز وجل- أن يعينه على أداء صلاة قيام الليل وأن يتوقف عن ارتكاب الذنوب، قيام الليل عرس كبير لا يدعو له إلا من يعمل الصالحات كما أن قيام الليل هو صفة من صفات الله المتقين الذين ذكرهم في كتابه الكريم ولا يقدر على قيام الليل إلا من وفّقه الله -تعالى- له، قال تعالى: «وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا* وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا» كما أن في قيام الليل إجابة للدعاء، فيه أفضل أوقات استجابة الدعاء وسبب من أسباب رحمة الله- سبحانه وتعالى-، قال صلى الله عليه وسلم: "رحم الله رجلاً قام من الليل فأيقظ امرأته.
كما أنّ قيام الليل من الأعمال التي يُمتحَن بها إخلاص العبد؛ فلا منافق يقوم الليل، وهذا العمل هو أحد الأعمال التي تميّزت بها الأمّة الإسلاميّة، وتربّى عليها جيل الصحابة الأُوَل؛ فقد فُرِض عليهم قيام الليل بداية الدعوة مدّة سنة كاملة، وعلى الرغم من أنّ الله -تعالى- رفع عنهم وجوبه، إلّا أنّهم استمرّوا يقومونه.
فوائد قيام الليل في استجابة الدعاء
فوائد قيام الليل في استجابة الدعاء هو من الأوقات المهمة في استجابة الدعاء ومن فضائل قيام الليل أنَّها من علامات المتَّقين، يقول الله تعالى إنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ، والله سبحانه يصفهم (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)، ووعد الله تعالى من يقومون الليل بالجزاء الوافي في قوله تعالى
تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وفي الحديث النبوي الشريف الذي وعد من يقوم الليل بالجنة (أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصلُّوا والنَّاسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ، ولا تكون ثمرة قيام الليل في الآخرة فقط؛ فالذي يقوم الليل يشعر بحلاوة، ولَذّة، وراحة، وسكينة في الدُّنيا أيضاً.
فوائد قيام الليل عدد كبير من جمهور العلماء والفقهاء من الحنفيّة، والشافعيّة، والحنابلة قالوا إنّ القيام في السُّدسَين: الرابع، والخامس من الليل أفضل؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْل، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا)، وذهبوا إلى أنّ الصلاة في الثُّلث الأخير من الليل أفضل لِمَن اعتاد الاستيقاظ فيه، أمّا مَن اعتاد الرقود آخر الليل وعدم الاستيقاظ، فالأفضل أن يحتاط ويُصلّي في أوّل الليل ، ومن فوائد قيام الليل أنه سبب لطرد الأمراض من الجسم، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، وقربةٌ إلى اللهِ تعالى، ومنهاةٌ عنِ الإثمِ، وتكفيرٌ للسيئاتِ، ومطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ.
وقت قيام الليل
وقت قيام الليل وفقا لدار الافتاء إن قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء وينتهى بأذان الفجر، وأن التهجد من ضمن القيام لكنه أخص من القيام أنه يتم بعد القيام من النوم وأفضل وقت لهذه المدة هو الثلث الأخير من الليل ويتم حساب اقسم الوقت ما بين الفجر إلى المغرب على ثلاثة ويتبين لنا في هذا الحالة الثلث الأول من الثاني من الثالث ، وفي الآية [20] من السورة يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ﴾.
ويجتهد في ترتيل القراءة، ويوتر بواحدة وليس هناك شيء محدود، يقرأ ما تيسر: من أول القرآن، من أوسط القرآن، من آخره، أو ينظم ختمه يبدأ من أول القرآن إلى أن يختم ، لكن السنة أن يرتل كما قال الله جل وعلا: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [المزمل:4] كان النبي ﷺ يقرأ قراءة واضحة يرتلها حتى يستفيد من يسمعها، أما عن وقت قيام الليل فوسط الليل أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل : أى الصلاة أفضل بعد المكتوبة ؟ فقـال : « صلاة جوف الليل » ولأن العبادة فيه أثقل ، والغفلة فيه أكثر والنصف الأخير من الليل أفضل من الأول ؛ لقوله تعـــالى : « وَبِالْأَسْحارِهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » الذاريات (18) ولأنه وقت نزول المولى سبحانه وتعالى وهــــو نزول قـــدرة ومع هذا ، فوقت قيام الليل يبدأ من بعد صلاة المغرب إلى طلوع الفجر ، قال الإمام أحمــــد : « قيام الليل من المغرب إلى طلوع الفجر « وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى بين المغرب والعشاء فعن حُذيفة رضى اللــه عنه قـــال : « أتيت النبى صلى الله عليه وسلم فصليت المغـرب فصلى إلى العشـاء « رواه النسـائى».
معجزات قيام الليل
معجزات قيام الليل قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له.) وقيام هذه الساعة فيه خير كثير كما أن في قيام الليل طاعة لله عز وجل وارتبط قيام الليل بالمقام المحمود عند الله والدعاء كما أن من يستيقظ في هذا الوقت للصلاة وفقا لعدد من الأطباء فإنه يحمي نفسه من حدوث ارتفاع في مستوى ضغط الدم وهذا يحمي الفرد من حدوث أزمات وجلطات قلبية والسكتات الدماغية ، كما أن التهجد ليلاً بمثابة علاج طبيعي لمن يعاني من أمراض تصلب المفاصل، وهذا بسبب أن الفرد عندما يقوم للوضوء يعتبر بأنه يقوم بفرك المفاصل بالماء بالإضافة إلى حركة الركوع والسجود الخفيف الذي يعمل على ليونة المفاصل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فوائد قيام الليل قيام الليل وقت قيام الليل معجزات قيام الليل صلى الله علیه وسلم فی استجابة الدعاء وقت قیام اللیل قیام اللیل فی اللیل أفضل من اللیل کما أن
إقرأ أيضاً:
المحافظة على روحانية الشهر الفضيل
قبل أن يهل هلاله، تجتمع اللجان المختصة وعامة الناس لاستطلاع ثبوت رؤيته بعد أن ينقضي شهر شعبان المبارك، رغم أنه تطور العلم حاليا في رصد الكواكب وأهلة الشهور من خلال استخدام أجهزة حديثة مزودة بالتقنيات المتقدمة.
وبعد ثبوت رؤيته يبث الخبر في جميع القنوات الإخبارية ليتم الإعلان رسميا عن بداية شهر الرحمة والغفران، ويتبادل الناس التهاني بقدوم شهر رمضان الفضيل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تتزين الشوارع العامة بالأنوار، والمنازل بالفوانيس الرمضانية، وتقوم المؤسسات التجارية بعمل العروض والتخفيضات الرمضانية، أما المنازل فإنها تعج بقراءة القرآن وتنتشر بداخلها الطقوس الرمضانية والاستعدادات المختلفة.
ويحرص الجيران على زيارة بعضهم البعض خلال فترة المساء في الشهر الفضيل هذه الزيارات توطد علاقات المحبة والمودة، كما يتبادل البعض قبل الإفطار الأطباق الرمضانية بأصناف مختلفة من المأكولات التي يشيع تقديمها على المائدة الرمضانية في هذا الشهر العظيم الذي هو خير الشهور وأجملها، فشهر رمضان يملأ منازل المسلمين بالروحانية والسكينة، فهو يأتي كل عام ليطهرنا وينقينا ويحقق أمانينا ويجمعنا على المحبة والتواد والتراحم فيما بيننا وبين الآخرين.
إن لشهر رمضان المبارك مكانة خاصة ومميزة عند المسلمين لأنه شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب والسيئات، شهر الصيام الذي يعد ركنا من أركان الإسلام، وفيه فرضت عبادة الصوم التي لم يحدد الله عز وجل أجرها كون الصيام يكون خالصا لله سبحانه وتعالى فهو يجزي به الصائمين.
ورمضان، شهر عظيم ينتظره المسلمون في بقاع العالم كل عام للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة كالصيام وكثرة الصلاة وكثرة الدعاء والصدقات طمعا في المغفرة والأجر الكثير.
إن شهر رمضان يعج بالكثير من الفضائل والحكم العظيمة والفوائد العديدة بما فيه من صوم وتقرب إلى الله تعالى منها: أنه سبب لاستجابة الدعاء وقد ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ»؛ لذلك على المسلم أن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله في شهر رمضان لما فيه من فضل كثير ودعوات مستجابة.
كما أن رمضان هو شهر القرآن فقد خصه الله سبحانه وتعالى بنزول القرآن الكريم على سيد البشرية وهاديها إلى الطريق المستقيم، وقد روي عن عثمان بن عفان أنه كان يختم القرآن الكريم كل يوم في رمضان.
إلى ذلك كله في رمضان ليلة من أعظم الليالي المباركة وهي «ليلة القدر» التي ميزها الله تعالى عن باقي الليالي وتقع في أواخر هذا الشهر الفضيل، وجاء ذكرها في القرآن الكريم وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام فقال الله تعالى: «ليلة القدر خير من ألف شهر»، أي أن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله خير من العمل في ألف شهر، فما أعظمها من ليلة مباركة!
وأخيرا علينا أن نعي بأن لشهر رمضان منزلة عظيمة عند الله تعالى، ففيه يفتح الله أمام العباد أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتغل الشياطين، لذا فهو فرصة كبيرة أمام المسلم للتوبة والمغفرة وتجنب ارتكاب المعاصي والذنوب، إضافة إلى أنه فرصة لعبادة الله على أكمل وجه.
إن هذه الفضائل التي ذكرتها لتعد نقطة في بحر ممتد لكثرتها ومنافعها؛ لذا وجب على المسلم الفطن أن يستغل أيام هذا الشهر وما بقي من لياليه في الأعمال الصالحة ابتغاء وجهه تعالى؛ ولذا ندعو الله ونسأله أن يعيننا على صيامه وقيامه ويتقبل منا خالص الأعمال ويجعلنا المولى عز وجل وإياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام.