لبنان ٢٤:
2024-12-20@05:39:43 GMT

الذكرى الـ 19 لـ 14 آذار: وصاية الحرب والفراغ

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

الذكرى الـ 19 لـ 14 آذار: وصاية الحرب والفراغ

 

كتبت " النهار": يصادف اليوم، 14 آذار 2024، الذكرى الـ 19 لـ"انتفاضة الأرز" التي تجسدت في ثورة سيادية لبنانية على عصر الوصاية السورية واستباحتها للدولة والأرض والمؤسسات طوال حقبة مديدة أدت بعد تفجر حرب الاغتيالات الى تفجير ثورة اللبنانيين، بمعظم فئاتهم وطوائفهم باستثناء الفئات المرتبطة بالنظام السوري الاسدي والنظام الإيراني، الى ثورة خارقة اقتلعت الوصاية السورية الأسدية من لبنان.

تفرض الذكرى وقعها التاريخي الثقيل بعد 19 عاما في واقع صادم يبدو معه لبنان كأنه تقهقر وتراجع تراجعات مذهلة، ان لم يكن الى عصر وصاية خارجي، فإلى وصاية مركبة داخلية – إقليمية شديدة الوطأة تتمثل راهنا بوصاية كابوس الحرب المفروضة على لبنان قسراً بقرار احادي من " حزب الله"وهاجس اتساعها المدمر من جهة، ووصاية الفراغ الرئاسي المتمادي منذ زهاء سنة وخمسة اشهر أدى خلالها الى تراكم ونشوء تداعيات بالغة الخطورة على مسار الدولة والمؤسسات الدستورية بما فاقم أزمات الانهيار التي يرزح تحتها لبنان منذ العام 2019. تبعا لذلك تحل الذكرى الـ 19 لثورة الأرز كحنين وجداني يتردد في كل جنباتها قسم جبران تويني الذي غدا اقرب الى نشيد الوحدة الوطنية في مقارعة الوصاية والاحتلال والتحرر، والذي قضى غيلة مع سائر شهداء الانتفاضة السيادية على درب انعتاق لبنان من الوصاية، فاذا بالزمن الراهن يعيد اللبنانيين الى تشرذم وخلل وتمزق وفراغ وقلق متعاظم مخيف من حرب لا احد يملك ضمانات لطمأنة اللبنانيين الى انها لن تحصل. واما الواقع السياسي الداخلي فحدث ولا حرج امام خلل خطير في ميزان القوى تترجمه سلطة أحادية لا توازن فيها وتفرق للقوى المعارضة والسيادية وتشبث بضرب الدستور والأصول من خلال الإمعان في الفراغ تحت شعارات ومناورات هدفها اما السيطرة بفرض رئيس لفريق التعطيل وأما إطالة الفراغ الرئاسي الى امد غير منظور

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الحفاظ على قيم ثورة ديسمبر هو الضمان لإفشال مخطط تفتيت بلادنا

تمر ذكرى ثورة ديسمبر العظيمة وبلادنا أصبحت مسرحا لحرب عبثية تقضي على الأخضر واليابس، تقتل المواطن وتشرده من بيته وتحرمه من رزقه وتعليم اطفاله. انها كارثة رهيبة تهدد وحدة هذه البلاد وتماسك نسيجها المجتمعي.
وفي خضم التحشيد للحرب ضاعت الأصوات العاقلة التي تنادي بوقف حرب الخاسر الوحيد فيها مواطن فقد كل شيء، ومن لم يمت بالدانات والقصف العشوائي من طرفي القتال، مات بالجوع والاوبئة التي انتشرت في ظل غياب الدولة ومؤسساتها وتدمير القطاع الصحي وفشل المواسم الزراعية.
انها حرب على هذه البلاد ووحدتها، على شعبنا وثورته، فالحرب لم تكن سوى الخطة البديلة لفشل الانقلاب على الحكومة المدنية. فالمؤتمر الوطني (أو الحركة الإسلامية) ظل يدير المشهد من خلف ستار اللجنة الأمنية. لم ينجح الحزب الاجرامي طوال فترة استئثاره بالسلطة في شيء مثلما نجح في غرس بذور الفتن التي أثمرت الحرب الحالية. الحزب الاسلاموي لا يساوي بقاء الوطن موحدا في أدبياته الكثير، وتجلى ذلك مبكرا في فكرة مثلث حمدي التي نادت بقصر التنمية على مثلث بعينه لم يكن سوى تمهيد لدفع أجزاء من البلاد للانفصال، ودُفع أهلنا في الجنوب دفعا لتبني خيار الانفصال، ثم ظهرت (فكرة) دولة البحر والنهر، وهي ليست سوى فكرة واهمة ساذجة تعتمد على عناصر اثنية ليست سوى جزء اصيل من المكون الاثني للبلاد كلها، والغريب ان دعاتها يزعمون انتمائهم لمكون مهاجر، ويعطون أنفسهم الحق في الوقت نفسه لتقرير مصير بلاد هم باعترافهم (رغم خطل ذلك الاعتراف) ليسوا سكانها الأصليين!
أهل السودان شمالا وجنوبا غربا وشرقا تربط بينهم أواصر الدم والعادات والقيم المشتركة، وبسبب إخفاقات الحكومات الوطنية في فترة ما بعد الاستقلال وانعدام الرؤى الاستراتيجية لديها، لم تولي الاهتمام اللازم لقضية التنمية العادلة في كل الأقاليم ولم تهتم حتى بالمناهج الدراسية، التي جعلتنا نعرف عن بعض دول الجوار أكثر مما نعرف عن أهلنا في بقاع السودان المختلفة.
حتى بلاد العالم التي تشكلت مجتمعاتها من شعوب مختلفة في سحناتها وثقافاتها لم يكن صعبا بالوعي والقوانين التي توحد بين الناس، خلق مجتمعات متماسكة تدين بالولاء للوطن لا لقبيلة او جهة، فقوة الشعوب في وحدتها وفي وعي أبنائها، والمدهش ان التنظيم الذي يثير الفتن والعنصرية ويسعى لتقسيم البلاد على تلك الأسس، يزعم لنفسه تبني مشروع إسلامي، بينما الدين نفسه يؤكد على عدم التفرقة بين الناس الا على أساس التقوى.
واضح ان هذه الحرب لا منتصر فيها سوى الموت والدمار ولا خاسر فيها سوى الوطن ومواطنيه. وأنّ الجهة التي تصر على استمرارها تهدف لمسح ذاكرة الناس من جرائمها، واغراقها في الانتهاكات الرهيبة التي صاحبت هذه الحرب من كل أطرافها لذلك تحرص على ان يتطاول أمد الحرب وتغرق ذاكرة شعبنا في مزيد من جرائم الحرب والانتهاكات أملا في أن ينسى الناس جرائم أكثر من ثلاثة عقود. لكن كل تلك المحاولات لن تخفي حقيقة أن الحرب نفسها هي امتداد ونتيجة حتمية لجرائم عقود حكم الكيزان الثلاثة.
تهدف الحرب لتبديد ذكرى ثورة ديسمبر واغراقها في محيط جرائم حرب عبثية يتصارع فيها شركاء الأمس فوق رؤوس الأبرياء، لذلك تركز تلك الجهات هجومها على المدنيين بينما تعلن استعدادها للتفاوض مع قوات الدعم السريع ان جنحت للسلم!
ان الوفاء لقيم ثورة ديسمبر العظيمة يحتم علينا ان نسعى لوقف الحرب التي توسع في كل يوم الشقة بين أبناء الوطن وتهدد بزواله، الوفاء لقيم تلك الثورة العظيمة يحتم علينا ان نتكاتف جميعا لوقف فتنة الحرب، وليخضع كل من سعى لإشعالها وكل من ارتكب جريمة من أطرافها في حق المواطنين الأبرياء للمحاسبة. وتستبعد كل الأطراف التي شاركت في هذه الحرب من اية تسوية قادمة، يكون المشهد فيها فقط لهذا الشعب الذي فجّر ثورة ديسمبر العظيمة.
ينتظرنا الكثير بعد ان تتوقف الحرب العبثية، ينتظرنا ان نستعيد قيم هذه الثورة العظيمة التي وحدت رؤى ووجدان بني شعبنا وأزالت كل الفوارق الوهمية التي حاول النظام القديم زرعها في تربة هذه البلاد الطيبة، ينتظرنا ان نبعد كل العسكر من المشهد، ونقتلع جذور الفساد الذي صار منهج حكم دولة الكيزان، حيث أصبح الفساد هو القاعدة والنزاهة هي الاستثناء، فساد شمل كل مناحي الحياة، فتراجع كل شيء، وضاعت أجيال كاملة واندثرت قيم الشفافية والعدالة. وتراجعت جودة الخدمات التي تقدمها مؤسسات الدولة المختطفة الى الحضيض بسبب تعيين اهل الولاء محل اهل الكفاءة والتأهيل والإخلاص، وأصبحت الدولة أشبه بمنظومة جريمة منظمة تعمل فقط لصالح منسوبيها وتحتكر لهم كل شيء.
ينتظرنا أن نعيد بناء بلادنا بحيث تتوزع مشروعات التنمية الزراعية والصناعية والتعليمية والصحية في كل جهاتها دون استثناء، ويصبح لدينا عاصمة خالية من اية مظاهر عسكرية، تكون فقط للعمل الحكومي ولإدارة الدولة. ان التنمية المتوازنة التي تغطي البلاد كلها هي السبيل الأمثل لإبقاء وحدة هذه البلاد ونزع فتيل الفتن والمؤامرات التي تحدق بها. ان التعليم حق لكل مواطن، يجب ان توفره الدولة للجميع، لا يضمن ذلك فقط تحقيق العدالة بل ويجعل البلاد تستفيد من عقول أبنائها التي تضيع هدرا بسبب تحول التعليم الى سلعة للقادرين على دفع تكاليفها.
عاشت ذكرى ديسمبر العظيمة، مشاعل تطرد الاستبداد والظلام وتنير للأجيال طريق الحرية والكرامة.
والمجد والخلود لشهداء الثورة
#لا_للحرب

أحمد الملك

ortoot@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • الحركة الشعبية / التيار الثوري الديمقراطي: ثورة ديسمبر عائدة ولو كره الفلول
  • في الذكرى السادسة للثورة والاستقلال معاً لوقف الحرب
  • الرئيس السيسي: مصر أقامت جسرا جويا مباشرا بين القاهرة وبيروت لإغاثة اللبنانيين
  • ذكرى ديسمبر: الحزب الاتحادي يدعو قوى الثورة إلى التوحد لإيقاف الحرب
  • السلام طريق إنقاذ الوطن وبنائه على أسس جديدة
  • خالد عمر يوسف يؤكد في ذكرى ثورة ديسمبر: لا عودة للظلام مرة أخرى
  • الحفاظ على قيم ثورة ديسمبر هو الضمان لإفشال مخطط تفتيت بلادنا
  • هل كانت ديسمبر نصف ثورة؟
  • في الذكرى السادسة للثورة والاستقلال معا لوقف الحرب
  • الذكرى السادسة لثورة ديسمبر المجيدة (1)