رأي اليوم:
2025-04-30@03:02:11 GMT

الجزائر والصين.. رؤية جديدة للعلاقات الدولية

تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT

الجزائر والصين.. رؤية جديدة للعلاقات الدولية

الجزائر/ عباس ميموني/الأناضول رسمت زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى الصين، الأسبوع الماضي، تفاصيل أدق عن مستقبل العلاقات بين البلدين، بعدما اتفقا على تعميق التفاهمات السياسية والأمنية والارتقاء بالعلاقة الاقتصادية، مع تمهيد طريق الجزائر نحو عضوية مجموعة “بريكس”. وخلال زيارته، وقَّع تبون 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع نظيره الصيني تشي جين بينغ، كما تم إبرام 12 اتفاقية بين رجال الأعمال من البلدين خلال ملتقى خاص بهم.

وتوجت الزيارة بإعلان مشترك بين البلدين، استعرض مضمون المحادثات ومواقفهما تجاه القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك، ومنها تايوان و”بريكس”. و”بريكس” من أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم، وتضم في عضويتها كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. تعميق الشراكة كان واضحا أن تبون منح لزيارة الصين أهمية خاصة، إذ استمرت 5 أيام، وهذه المدة هي الأطول بين جميع زيارته إلى الخارج منذ انتخابه رئيسا في 2019. ومن نشاطه في العاصمة ومدينة شنجن للتكنولوجيا الحديثة، أظهر تبون رغبة بلاده في الانتقال بعلاقاتها مع الصين إلى نموذج جديد، يتماشى مع ما أطلق عليه في البيان المشترك “رؤية الجزائر الجديدة”. وتقوم هذه الرؤية على بناء اقتصاد متنوع يتحرر من التبعية المطلقة للنفط، وبدأت برفع قيمة الصادرات غير النفطية من 3 بالمائة إلى 11 بالمائة هذه السنة، بحسب تأكيد تبون في حفل تكريم لأفضل المصدرين قبل أيام. ومتحدثا عن “معجزة تحققت”، قال تبون: “إلى غاية 2019 ومنذ الاستقلال (عن فرنسا عام 1962) لم تتجاوز صادراتنا خارج المحروقات 1.9 مليار دولار، حققنا 5 مليارات دولار سنة 2021 ووصلنا إلى 7 مليارات دولار في 2022، ونطمح إلى 12 أو 13 مليار دولار نهاية العام الجاري”. وشملت الاتفاقات ومذكرة التفاهم الموقعة مع الصين كافة المجالات الحيوية بالنسبة للجزائر، خاصة نقل التكنولوجيا الصينية، والزراعة التي تسعى الجزائر من ورائها إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في الزراعات الاستراتيجية (الحبوب)، والطاقات المتجددة والهيدروجين، إلى جانب التعاون العلمي وفي مجال الفضاء. وأبدى تبون رغبته في إنشاء شركة جزائرية صينية تختص بعلم الفضاء وتسمح للجزائريين بالتحكم أكبر في هذه المجال، مثلما قال في مقابلة مع قناة “سي سي تي في نيوز” الإخبارية الصينية. وعلى هامش منتدى الأعمال، كشف وزير التجارة الجزائري الطيب زيتوني عن رغبة الصينيين في بناء مصنع لليثيوم في الجزائر، إلى جانب توسيع ميناء محافظة عنابة (شرق)، وإنشاء مصنع خاص بالسيارات. وقال زيتوني إن الاتفاقات الموقعة بين الشركات الجزائرية ونظيراتها الصينية تُخرج العلاقات بين البلدين من مستوى السوق (الواردات والصادرات) إلى الاستثمار. والصين هي أكبر مورد للسوق الجزائرية، إذ تقدر صادراتها نحو الجزائر بحوالي 8 مليارات دولار سنويا مقابل واردات من الجزائر بـ1 مليار دولار. كما حصل تبون على دعم بكين لطلب بلاده الانضمام إلى مجموعة “بريكس”، وكشف عن استعداده لإيداع مساهمة بـ1.5 مليار في بنك المجموعة، فور المواقفة على طلب الانضمام إلى البنك. ووصف تبون، في لقاء جمعه بالجالية الجزائرية في بكين، نتائج زيارته بأنها “إيجابية جدا”، وأعلن عن استثمارات صينية وشيكة في الجزائر بقيمة 36 مليار دولار. مشاريع استراتيجية الخبير في الاقتصاد الصيني محمد سعيود قال للأناضول إن “الشق الاقتصادي لزيارة الرئيس تبون إلى الصين حمل مؤشرات واعدة جدا بالنسبة للاقتصاد الجزائري”. وأوضح: “لقد تفاهم الطرفان على مشاريع كبرى تتراوح قيمتها بين 1 و10 مليارات دولار، على مصنع السيارات الكهربائية ومنصع الليثيوم للبطاريات وتوسيع المنشآت القاعدية كالموانئ”. وفي المقابل “الاقتصاد الجزائري بحاجة إلى مشاريع صغيرة تحقق نتائج على المدى المتوسط”، بحسب سعيود مرجحا أن “المشاريع الكبرى المتفق عليها ستغير اقتصاد الجزائر فعلا، ولكن على المدى البعيد”. واستطرد: توجد 300 شركة صينية تعمل في مجال الإنتاج بالجزائر حاليا، ولا بد من استقطاب شركات أخرى في الصناعات الخفيفة حتى نحقق التحول الاقتصادي بأسرع طريقة ممكنة. وبشأن دعم الصين لطلب الجزائر الانضمام إلى “بريكس”، شدد سعيود على أن الجزائر حتى وإن كانت بناتج إجمالي أقل مقارنة بالدول الأعضاء المؤسسة للمجموعة “إلا أنها تملك خصائص لا يملكونها، وهي الموقع الجغرافي”. وأردف: “موقع الجزائر يجعلها بمثابة نقطة توسع لبريكس، ومن خلالها يمكن الوصول إلى سوق بمليار ونصف مليار نسمة في إفريقيا وأوروبا، لأنها قريبة من أوروبا وبوابة إفريقيا في نفس الوقت”. سعويد توقع أن مساهمة الجزائر في بنك “بريكس” بـ 1.5 مليار دولار، ستدر عليها في غضون 5 أو 6 سنوات أرباحا تصل حتى 50 مليار دولار، معتبرا قرار تبون “صائبا جدا”. أكثر من الاقتصاد في مقابل الاقتصاد، تناول البلدان بكثير من الوضوح مسائل سياسية، فقد اتفقا على مساندة متبادلة في “حماية سيادة الوحدة الترابية”، وأكدت الجزائر معارضتها لمسألة استقلال تايوان واعتبرتها “جزءا لا يتجزأ من الصين”، كما اتفق البلدان على “رفض تسييس الملفات المرتبطة بحقوق الإنسان واستخدمها كوسيلة ضغط في العلاقات الدولية”. وجدد البلدان تمسكهما برفض الهيمنة المطلقة، ودعم “ديمقراطية العلاقات الدولية وتعددية الأطراف والحفاظ على مصالح الدول النامية والدفاع عن حقوقها ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول”. وقال الخبير في الأزمات الدولية حسان قاسيمي للأناضول إن “الرئيس تبون يسافر إلى الخارج للدفاع عن المصالح السياسية والاقتصادية للبلاد، ويعمل على تعزيز التقارب مع الدول التي تشاطر الجزائر نفس الرؤية في العلاقات الدولية وعلى رأسها الصين”. وأضاف أن تبون “كان واضحا عندما قال إنه يرغب مع الصين في تكريس نظام عالمي جديد أكثر عدلا، يبدأ بمراجعة بعض المؤسسات النافذة مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي”. قاسيمي تابع أن زيارة الصين أثبت رغبة ملحة لدى الجزائر في التقرب واللحاق بركب الدول الناشئة، معتبرا أن أهم ما ركز عليه تبون هو “تحويل (نقل) التكنولوجيا الحديثة، لأنه يعلم أن الدول الغربية لا تقوم بفعل ذلك لأنها تعتبرها أداة هيمنة”. وأوضح أن التكنولوجيا تعني الوسائل الحديثة، بما فيها الأسلحة، مفيدا بأن “الغرب أو الولايات المتحدة تحديدا لن تمنحك إلا المعدات الحربية القديمة، ولن تحصل منها على طائرات إف- 16 ولا إف- 35 مثلا، على عكس الصين”. ومقرا بأن الجزائر لا تملك حاليا اقتصاد دول “بريكس”، أضاف قاسيمي أنها تملك مقومات ضخمة خاصة في مجالي الغاز والمناجم، ولديها “20 بالمائة من الاحتياطي العالمي للأتربة النادرة، على غرار الليثيوم الذي يستخدم في صناعة البطاريات والرقائق الإلكترونية، وهذا ما يدركه الصينيون جيدا”.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: ملیارات دولار ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

مأساة جديدة في البحر.. غرق وفقدان العشرات قبالة تونس والجزائر

المأساة الإنسانية في البحر المتوسط تتكرر، حيث أصبح البحر الأبيض المتوسط مسرحًا لحوادث غرق المهاجرين الذين يسعون للهروب من الفقر والصراعات في بلدانهم، وفي الأيام الأخيرة، شهدت المنطقة حادثتين مأساويتين قبالة سواحل تونس والجزائر، حيث تم انتشال جثث ثمانية مهاجرين وإنقاذ 29 آخرين قبالة تونس، بينما لا يزال مصير 23 مهاجرًا مجهولًا بعد انطلاقهم من الجزائر باتجاه إسبانيا.

في التفاصيل، غرق 8 مهاجرين ونجا 29 آخرون إثر غرق مركبهم قبالة تونس، فيما فقد 23 مهاجراً انطلقوا منذ نحو أسبوع من سواحل الجزائر باتجاه إسبانيا.

وقال المتحدث باسم الحرس الوطني التونسي حسام الجبابلي، اليوم الاثنين، لوكالة الأنباء الألمانية “د.ب.أ”، إن جميع الغرقى والناجين من جنسيات أجنبية، ومعظمهم ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وانتشل الحرس البحري وجيش البحرية الوطنية التونسية ثماني جثث.

من جهتها، أعلنت منصة “هاتف الإنذار” للإبلاغ عن المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في البحر عن فقدان أثر 23 مهاجراً كانوا قد انطلقوا منذ نحو أسبوع من سواحل الجزائر في طريقهم إلى إسبانيا.

وقالت المنظمة عبر منصة “إكس” إن السلطات الجزائرية أخذت علماً بالقارب وتأمل العثور على المهاجرين أحياء.

الجدير بالذكر أن هذا العام شهد العديد من حوادث غرق القوارب المأساوية التي أودت بحياة مئات المهاجرين، ففي مارس 2025، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن فقدان أكثر من 180 شخصاً إثر غرق أربعة قوارب قبالة سواحل اليمن وجيبوتي. هذه الحوادث وقعت بسبب سوء الأحوال الجوية واستخدام قوارب غير صالحة للإبحار.

كما أشارت التقارير إلى أن طريق الهجرة بين القرن الإفريقي واليمن كان من بين أخطر المسارات، حيث أودى بحياة مئات الأشخاص خلال السنوات الأخيرة، مع استمرار ارتفاع أعداد المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم للوصول إلى دول الخليج.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة: لا تطبيع للعلاقات مع سوريا في هذه المرحلة
  • مدبولي يعلن إقامة الصين أكبر مجمع مصانع بتكلفة 1.6 مليار دولار
  • مصر والصين بصدد توسيع مجالات التعاون الاقتصادي والمالي من خلال «الحزام والطريق»
  • ماذا يحدث بين الجزائر ودول الساحل؟
  • بنجامين ستورا يحمّل ريتايو مسؤولية توتر العلاقات مع الجزائر وتصاعد الإسلاموفوبيا
  • بنجامين ستورا يحمل ريتايو مسؤولية توتر العلاقات مع الجزائر وتصاعد الإسلاموفوبيا
  • مأساة جديدة في البحر.. غرق وفقدان العشرات قبالة تونس والجزائر
  • الذهب يهبط مع تراجع توتر أمريكا والصين والدولار يستقر
  • الذهب يهبط بأكثر من 1% مع انحسار التوتر بين أمريكا والصين
  • انطلاق ASPECT رسمياً في مصر.. رؤية جديدة للرفاهية باستثمارات 15 مليار جنيه