حكايات على موائد الطعام.. «أبو هريرة» يربط حجرًا على بطنه من شدة الجوع و«ثأر الإعرابي» مع الجدي
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
لموائد الطعام كثير من الحكايات التي شغلت حيزًا مهمًا في الكتابات التراثية العربية، وهي نوع من الحكايات تجمع بين الطرافة والفكاهة والعظة، وتحقق لدى القارئ درجة عالية من المتعة المعرفية، فهي أيضًا تشمل جانبًا مهمًا يكشف عن الجوانب العقلية والفلسفية التي تمتع بها هؤلاء الأشخاص الذين جمعتهم الموائد.
روى ابن عبد ربه الأندلسي في كتابه "العقد الفريد"، رواية جمعت بين والي الكوفة في زمن الدولة الأموية وأعرابي جلس على مائدته، في إطار الأجوبة الهزلية، تقول الرواية أنه كان للمغيرة بن عبد الله الثقفي وهو والي الكوفة، جدي يوضع على مائدته، فحضره أعرابي، فمد يده إلى الجدي وجعل يسرع فيه؛ فقال له المغيرة: إنك لتأكله بحرد (أي بغضب وغيظ) كأن أمه نطحتك! قال: وإنك لمشفق عليه كأنّ أمه أرضعتك.
ومن طرائف موائد الطعام أيضا، ما رواه الصحابي أبو هريرة عن حياته الشخصية زمن النبي الكريم، وقد أتى من اليمن إلى المدينة مسلمًا مبايعًا، فعاش بجوار النبي فقيرا معدمًا، وظل مع جماعة من الفقراء عرفوا بأهل الصفة في المسجد النبوي، وكان الجوع يدفعه لأن يقف في طريق الصحابة الكرام أمثال أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب كي يطعموه، وكان جعفر بن أبي طالب عنده من أحب الصحابة إليه لأنه كان يكرمه دائما ويقربه، واشتهر جعفر رضي الله عنه بحب المساكين.
وروى الخطيب البغدادي في باب التعريض بالدخول على الموائد من الكبار، فكان أبو هريرة أحد هؤلاء الذين صرحوا بأنهم يغشون الموائد نظرا لفقره الشديد، خاصة وأنه كان يربط حجرا على بطنه من شدة الجوع، وفي الرواية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم لشبع بطني حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحرير ولا يخدمني فلان ولا فلانة، وألصق بطني بالحصباء".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: موائد الطعام الحكايات
إقرأ أيضاً:
28 مليار درهم قيمة مشروع طريق سيار يربط مراكش بفاس مرورا بكل من بني ملال وخنيفرة
أعلن نزار بركة، وزير التجهيز والماء، عن مشروع استراتيجي ضخم يهدف إلى إنشاء طريق سيار يربط بين مدينتي مراكش وفاس مرورا بكل من بني ملال وخنيفرة. في خطوة ترمي إلى تعزيز البنية التحتية الوطنية، بلغ إجمالي تكلفة المشروع 28 مليار درهم، ومن المتوقع أن تُطلق الأشغال فيه قبل حلول عام 2030.
ويتضمن هذا المشروع الطموح بناء طريق سيار يمتد عبر مناطق عدة ذات طابع جغرافي معقد، ويعد أحد أبرز المشاريع الوطنية التي ستساهم في تحسين الربط بين مدن الوسط والشمال المغربي. كما سيسهم في تسهيل التنقل بين هذه المناطق، ما سيكون له دور كبير في تحفيز الاقتصاد المحلي وتسهيل حركة السياحة والنقل التجاري.
ويشكل المشروع جزءاً من خطة الحكومة المغربية الرامية إلى تطوير البنية التحتية للطرق والمواصلات، وتعزيز التكامل بين مختلف جهات المملكة. كما يندرج ضمن المشاريع الكبرى التي تهدف إلى تحسين مستوى الحياة في المناطق الداخلية، التي ظلت تعاني من ضعف في الربط الشبكي.
وفي السياق نفسه، كشف الوزير عن اتفاقيات جديدة تم توقيعها في إطار برنامج التنمية الجهوية، والتي تشمل ست جهات بالمملكة. بلغ إجمالي الكلفة لهذه الاتفاقيات 16.8 مليار درهم، حيث تم تخصيص 16 مليار درهم منها لتحديث وتأهيل الشبكة الطرقية في مختلف الجهات.
هذا البرنامج الطموح يهدف إلى تعزيز ربط المناطق النائية والشبه حضرية، وتمكين الساكنة من الوصول إلى الخدمات والمرافق الأساسية بشكل أسرع وأسهل.
ويُعتبر هذا الجهد جزءاً من رؤية الحكومة الرامية إلى إحداث نقلة نوعية في مستوى البنية التحتية، بما يضمن تحفيز النمو الاقتصادي والاستثمار المحلي.
ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في رفع قدرة الاستيعاب الطرقي، وتسهيل التنقلات بين المدن الكبرى والمناطق المتوسطة، كما أنه سيعزز حركة البضائع بين الشمال والجنوب، ما سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد الوطني بشكل عام.