الخيار الثالث لرئاسة أميركا.. من هو روبرت كينيدي جونيور؟
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
حقق كل من الرئيس، جو بايدن، وسلفه دونالد ترامب، انتصارات حاسمة، في الانتخابات التمهيدية، ليصبح تكرار مواجهة العام 2020 أمرا محسوما على ما يبدو في انتخابات 2024، إلا أن مستقلين، يسعون إلى الترشح، ما قد يعيق سباقهما، نحو البيت الأبيض.
ولم ينتخب الأميركيون رئيسا مستقلا منذ الرئيس، جورج واشنطن، لكن عدم رغبتهم بتكرار المواجهة بين بايدن وترامب، تجعلهم أكثر انفتاحا من أي وقت مضى على فكرة شخصية ثالثة يمكن أن تغيّر النتيجة.
ومن بين المستقلين الذين يسعون للوصول إلى المكتب البيضاوي، روبرت كينيدي جونيور، الذي أعلن عن ذلك في أكتوبر الماضي.
والأربعاء، قالت صحيفة واشنطن بوست، إن روبرت كينيدي جونيور اختار مرشحا لمنصب نائب الرئيس ويخطط للإعلان عن هذا الشخص في الأسبوعين المقبلين.
ويعتقد محللون، وفق فرانس برس، أن روبرت كينيدي جونيور، يمكن أن يحوّل انتخابات 2024 إلى سباق بين ثلاثة مرشحين، مؤكدين -لمن يشككون بالأمر- بأن العديد من الخبراء استبعدوا تماما وصول ترامب إلى الرئاسة في 2016.
ونقلت الوكالة عن المستشار السياسي المخضرم، كيث ناهيغيان، الذي شارك في العديد من الحملات الانتخابية، وكان مسؤولا في البيت الأبيض في عهد الرئيس، جورج بوش الأب، قوله إن "روبرت كينيدي جونيور سيمثّل مشكلة لترامب وبايدن لأنه يسمح للناس بسلك مسار آخر".
وقالت وكالة أسوشيتد برس إنه يحظى باحترام الجمهورييين والديمقراطيين، رغم انتقاد بعضهم له في عدة مناسبات، حيث يتساءل كل فريق حول قدرته على "إفساد" مسيرة مرشحه.
وكان كينيدي قال تعليقا على ذلك، وسط تصفيق حار، وفق الوكالة "الحقيقة هي أنهما على حق، قصدي هو إفساد الأمر لكليهما".
من هو؟روبرت كينيدي جونيور، إبن لعائلة سياسية شهيرة في الولايات المتحدة والعالم، فهو ابن شقيق الرئيس الأميركي الخامس والثلاثين، جون كينيدي، وابن المدعي العام روبرت كينيدي.
وكلاهما فقدا حياتهما برصاصات غادرة: جون في عام 1963، وروبرت في 1968 في خضم حملته الرئاسية.
The State of Our Union pic.twitter.com/srpaPC815k
— Robert F. Kennedy Jr (@RobertKennedyJr) March 8, 2024ولد كينيدي جونيور في 17 يناير 1954 في واشنطن العاصمة، وهو الثالث من بين 11 طفلاً للسيناتور الراحل روبرت كينيدي وإيثيل سكاكيل كينيدي، التي احتفلت مؤخرا بعيد ميلادها السادس والتسعين.
متزوج من الممثلة الشهيرة شيريل هاينز، وللزوجين سبعة أطفال، بينهم أطفال كينيدي الستة من زواجين سابقين.
دراستهبعد تخرجه من جامعة هارفارد، درس روبرت كينيدي جونيور في كلية لندن للاقتصاد وحصل على شهادة في القانون من كلية الحقوق بجامعة فيرجينيا.
ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة بيس، والتي منحته درجة الماجستير في القانون البيئي.
عمل في هيئة التدريس بكلية الحقوق في بيس من عام 1986 إلى 2018 وشارك في تأسيس عيادة التقاضي البيئي في بيس والإشراف عليها.
دفاعه عن البيئة والأطفالبدلا من دخول عالم السياسة على الفور، واصل روبرت كينيدي جونيور تراث عائلته في الخدمة العامة من خلال تكريس نفسه للقضايا البيئية ورعاية الأطفال.
روبرت كينيدي جونيور هو مؤسس تحالف Waterkeeper أكبر مجموعة للدفاع عن المياه النظيفة في العالم، وشغل منصب رئيسها ومحاميها منذ فترة طويلة.
بعد ذلك قام بتأسيس منظمة الدفاع عن صحة الأطفال، حيث شغل منصب رئيس مجلس الإدارة وكبير مستشاري التقاضي في حملتها لمعالجة الأمراض المزمنة لدى الأطفال والتعرض للسموم.
Robert F. Kennedy, Jr., Time Magazine's "Hero for the Planet" & #ardenhayes, creator of ROOSEVELT KIDS. #robertfkennedyjr @RobertKennedyJr pic.twitter.com/sivUQ340mS
— Roosevelt Kids (@Rooseveltkids26) May 5, 2017تنبع سمعة كينيدي كمدافع حازم عن البيئة وصحة الأطفال من مئات الإجراءات القانونية الناجحة.
أطلقت مجلة تايم على روبرت كينيدي جونيور لقب "بطل الكوكب" لقيادته الكفاح من أجل استعادة نهر هدسون.
ساعد هذا الإنجاز في ظهور أكثر من 300 فرع لمنظمة Waterkeeper في جميع أنحاء العالم.
تعتبر اتفاقية مستجمعات المياه في مدينة نيويورك، والتي تفاوض عليها نيابة عن دعاة حماية البيئة ومستهلكي المياه في مدينة نيويورك، نموذجًا دوليًا في مفاوضات إجماع أصحاب المصلحة والتنمية المستدامة.
طالما حقق كينيدي انتصارات قانونية في العديد من المعارك البيئية البارزة على مدى العقود الأربعة الماضية في أميركا اللاتينية، وكندا، والولايات المتحدة.
ومؤخرا، كان ضمن فريق المحاكمة في الانتصارات التاريخية ضد شركة مونسانتو في عام 2018، وضد شركة دوبونت في عام 2019 في قضية التلوث التي ألهمت فيلم "Dark Waters".
بالإضافة إلى عمله البيئي، قام بتمثيل مجموعات السكان الأصليين التي تسعى لتثبيت الحقوق القانونية والمعاهداتية في جميع أنحاء أميركا اللاتينية وكندا.
كتاباتهروبرت كينيدي جونيور هو أيضا كاتب حائز على جوائز. ظهرت مقالاته في نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، ولوس أنجلوس تايمز، وول ستريت جورنال، نيوزويك، رولينغ ستون، أتلانتيك مونثلي، إسكواير، ذا نيشن، أوتسايد ماجازين، ذا فيليج فويس، وجلات وصحف أخرى عديدة.
ومن بين كتبه المنشورة كتابان من أكثر الكتب مبيعا وهما "كرايمز أغينست نيتشر (جرائم ضد الطبيعة) في سنة 2005 و""ذا ريال أنثوني فاوتشي" (أنتوني فاوتشي الحقيقي) الذي صدر عام 2021.
وروبرت جونيور قاد حملة ضد التلقيحات خلال جائحة وباء كورونا.
كينيدي ألف أيضا كتابين للأطفال عن التاريخ الأميركي وثالث آخر عن القديس فرنسيس الأسيزي.
نظرية المؤامرة عند كينيدي جونيورقال تقرير للإذاعة الأميركية العامة "أن بي آر" إن روبرت كينيدي جونيور أجرى ساعات من المقابلات الصحفية مع مشاهير البودكاست والمجلات وشبكات التلفزيون، خلال سعيه للترشح، لكنه "رسم صورة قاتمة تآمرية للعالم".
ومعروف عن روبرت كينيدي جونيور سعيه لإثبات المؤامرة في أكثر من مناسبة، وذلك في مختلف المواضيع التي تهعم المجتمع.
وقال في تصريح صحفي الشهر الماضي إن موجات شبكات "الوا فاي" Wi-Fi تسبب السرطان،
كما قال في مداخلات متفرقة إن مضادات الاكتئاب، مسؤولة عن حوادث إطلاق النار في المدارس.
وقال في مناسبة سابقة إن المواد الكيميائية الموجودة في إمدادات المياه يمكن أن تحول الأطفال إلى متحولين جنسياً، بينما ردد في السابق فكرة مفادها أن مرض الإيدز قد لا يكون ناجماً عن فيروس نقص المناعة البشرية.
كينيدي أيضا، معروف بمعاضرته للقاحات، خصوصا خلال فترة وباء كورونا، حيث قال إنها تسبب مرض التوحد وهي أكثر ضررا من الأمراض التي صممت للحماية منها.
يذكر أن روبرت كينيدي نفى أن يكون ضد اللقحات، لكن مواقفه خلال فترة الجائحة جعلت وكالة أسوشيتد برس تفند "موقفه الجديد".
توجهه السياسيمثل أغلب أفراد عائلته، كان روبرت جونيور كينيدي ينتمي للحزب الديمقراطي، لكن في 29 سبتمبر 2023، ذكرت صحيفة "ميديا آي تي" أنه كان بصدد إعادة توجيه حملته للترشح كمستقل وليس كديمقراطي.
يذكر أن الرجل حاول في البداية الترشح في المسار التمهيدي للحزب الديمقراطي لكنه آثر على المضي مستقلا وفق شبكة "سي بي أس نيوز".
القناة قالت في أحد تقاريرها عنه "سيرشح نفسه للرئاسة كمستقل وسيتخلى عن محاولته في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، مما قد يضعه على الأرجح في مواجهة الرئيس جو بايدن، الذي يترشح لإعادة انتخابه، والفائز في الانتخابات التمهيدية، للحزب الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب".
وفي 9 أكتوبر 2023، أكد روبرت هذه التقارير بإعلانه رسميًا أنه سيواصل محاولته الرئاسية كمرشح مستقل.
روبرت كينيدي عارض تدخل الولايات المتحدة في الحرب في أوكرانيا، حيث انتقد كلا الحزبين الرئيسيين لفشلهما في تقديم "مقاومة ذات معنى للحروب التي لا نهاية لها والتي استنزفت ثرواتنا وذبحت شبابنا".
وفي مقطع فيديو حديث، قال كينيدي إن هناك فسادا "في قيادة كلا الحزبين السياسيين"، وقال إنه يريد "إعادة كتابة الافتراضات وتغيير عادات السياسة الأميركية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: روبرت کینیدی جونیور
إقرأ أيضاً:
طهران ترسل عبر بغداد رسالة إيجابية الى واشنطن: الخيار العسكري مؤجل حاليا - عاجل
بغداد اليوم- بغداد
كشف مصدر مطلع، اليوم الخميس (21 تشرين الثاني 2024)، عن رسالة إيرانية ذات مضامين إيجابية الى واشنطن عبر الوسطاء العراقيين.
وقال المصدر في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن "طهران ارسلت يوم امس عبر وسطاء عراقيين رسالة غير مباشرة الى امريكا حول رؤيتها الى حل الازمة والتصعيد الخطير في الشرق الأوسط، ابتداء من انهاء حرب الإبادة في غزة وجنوب لبنان، وايقاف القصف في بيروت والسعي الى خارطة طريق برؤية دولية".
وأضاف أن "الرسالة الايرانية حملت اشارات دبلوماسية في اغلب سطورها، ما يعني انها تريد الوصول الى حل ينهي الصراع القائم وفق رؤية محددة الابعاد مع الاشارة الى انها لا تريد الحرب الشاملة ولكنها ستنخرط بها اذا ما فرضت عليها بشكل مباشر".
وأشار الى أنه "يمكن الاستشعار بان الخيار العسكري الايراني على تل ابيب بالوقت الحالي بات مؤجلا في ظل مساعي دولية غير معلنة لمنع انفجار الشرق الاوسط، بالاضافة الى انتظار رؤية الرئيس امريكي الجديد وكيفية تعامله مع ملفات الشرق ووعوده بانهاء الحرب".
وبين المصدر أن "ايران بدأت تخفف من حدة خطابها نحو الدبلوماسية التي من خلالها يمكن الوصول الى حلول تسهم في إيقاف نزيف الدماء مع بيان موقف ثابت بانها لن تتخلى عن محور المقاومة".
ولعب العراق دور الوسيط في الحوار غير المباشر بين واشنطن وطهران، وساهم في منع تطور الأحداث إلى حرب شاملة كبرى إقليمية.
وفي شأن متصل، كشف مصدر مطلع، السبت (19 تشرين الأول 2024)، عن وصول رسالة أمريكية مقتضبة إلى طهران عبر وسطاء عراقيين تركز على ثلاث نقاط.
وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" رسالة أمريكية مقتضبة وصلت صباح اليوم الى وسطاء عراقيين في بغداد لنقلها الى ايران ركزت على ثلاث نقاط ابرزها انها تريد التهدئة وعدم تأزيم الموقف في الشرق الأوسط وان أي اعتداء يطال مصالحها سترد وانها لا تريد حربًا مباشرة مع طهران، وان تكف عن دعم حالة التوتر في لبنان وغيره".
وأضاف، ان" الرسالة لا جديد فيها وهي تكرار لرسائل أخرى مشابهة، لافتا الى ان" ايران ردت قبل أيام على رسالة أمريكية كانت مشابهة الى حد كبير باختصار وهي انها لن تتردد في الدفاع عن نفسها اذا ما تعرضت الى هجوم من قبل الكيان وانها ستعتبر من يوفر له الدعم والاسناد للكيان بانه مشارك بالاعتداء".
وأشار المصدر الى، ان" اغتيال السنوار غيّر من قواعد اللعبة في المنطقة ويبدو ان واشنطن قررت التأني في أي مباحثات غير مباشرة مع طهران بانتظار رد الكيان المحتل الذي يتوقع بانه لن يطول لكنها قلقة من انه قد يتجاوز خطوطًا حمراء تدفع الى المزيد من التوتر في منطقة باتت في وضع لا تحسد عليه".
وفي السياق ذاته، كشف مصدر مطلع، يوم الخميس (3 تشرين الأول 2024)، عن محتوى ثلاث رسائل أمريكية عاجلة عبر العراق الى ايران خلال اقل من نصف ساعة.
وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" واشنطن تراقب عن كثب قدرات إيران الصاروخية من خلال وسائل مختلفة وهي تبدي قلقًا من تنامي ملف تطويرها وصولا الى مرحلة فرط صوتية التي تشكل هاجس قلق بالنسبة لها لان قدرات الباتريوت وغيرها من منظومات الدفاع الجوي المتوفرة تكون اقل في اعتراضها".
وأضاف، ان"امريكا وجهت ثلاث رسائل عاجلة الى طهران عبر العراق خلال نصف ساعة، في مرحلة الاعداد للهجوم الصاروخي اول امس والذي تم تنفيذه من 5-6 قواعد إيرانية صوب اهداف في العمق الإسرائيلي وتضمنت الرسائل نقاطًا عدة تتمحور كلها في عبارة "لا تهاجموا قواعدنا العسكرية".
وأشار المصدر الى، إن" واشنطن كانت قلقة من ان تُهاجم قواعدها سواء من قبل ايران او الفصائل المقربة، مؤكدا بانها رغم ذلك استنفرت واتخذت كل الإجراءات الاحترازية تحسبا من أي تطورات متسارعة".