رمضان خير شهور العام فلا تغفلوا عنه
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
د. خالد الهادي
رمضان هو خير شهور العام الذي لا يُعْلمُ من يبلغهُ ويُدْركهُ ويُتقبلُ منه لكن نعلمُ يقيناً بأَن التوبةَ عُبودية العُمر تجْري مع الأَنفاس حتى مُنتهاها، فالموفق من جدد التوبة وهيأ نفسه لاستقبال شهر رمضان بالإخلاص في العمل، وشغل وقته بالذكر وتلاوة القرآن، البذل والعطاء .
فرمضان جنة، والصوم عبادة تنطوي على قسط كبير من التواصل الخفي بين العبد وربه، وفيها يتجسد معنى الإخلاص والأمانة مع النفس، فليس هناك من يرقب صومك أو إفطارك ولا يعلمه إلا الله علام الغيوب .
لذا بقى أجره رهن علمه عز وجل فالصوم لله وهو يجزي به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)
وعلينا أن نودع في شهر رمضان المبارك كل سلبية في علاقاتنا مع الأقارب والأخوة والأصدقاء، فالهجرة والقطيعة ليس من أخلاق المؤمنين، ولنعلم بأن الشيطان الرجيم والنفس الأمارة بالسوء يعملان دائماً على تعكير علاقات الإنسان مع الآخرين ويقودونه إلى الهجرة والقطيعة لكل من حولك من أهلك وأصدقائك وحتى زملائك .
شهر رمضان هو الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وهو الشهر الذي انزل فيه القرآن الكريم على رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه قال تعالى :” (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )
ولاشك إن إثبات صفة العلو لله تعالى، ومن علو منزلة الصيام عند الله أنه أنزل فيه القرآن من فوق سبع سماوات.
وعلينا وعلى كل مؤمن ان يدرك ويعي عظمة هذا الشهر الفضيل ويتقرب إلى ربه بالأعمال الصالحات فهن الباقيات في سجل حياته على الأرض، وليجعل حياته نفحات إيمانية يشعر بها كل من حوله من الناس من خلال تغيير بعض السلوكيات والعادات السيئة التي اعتاد عليها، وعلينا أن نعلم إن ابتعادنا عن المعاصي في رمضان لايدل على النفاق وليس في ذلك إدعاء للمثالية، بل يدل على تقوى قلبك، لأنك تفعل ذلك تعظيما لهذا الشهر (ومن يُعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، وقال تعالى أيضأ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) وتأكد كلما ابتعدت عن المعاصي في رمضان كلّما كنت للرحمة والعتق من النار أقرب.
إن جمال شهر رمضان وقيمته تكمن في تجديد الإيمان وتطهير النفس من الشهوات التي تقيدها وتمنع الروح عن التحليق والإرتواء من حب الله ورحمته، فإن رمضان فرصة عظيمة لتُمحى ذنوبك وتجدد توبتك، لتعيش بقلب طاهر وصدر منشرحٌ، لما في رمضان من دروسٍ ومحطات روحية إيمانية وتربوية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
3 آيات لمن غلبته الديون الكثيرة.. اقرأها بيقين يأتيك الفرج عاجلا
لا شك أن وجود ثلاث آيات لمن غلبته الديون الكثيرة تعد بمثابة طوق النجاة من أثقل الهموم والتي لا مفر للإنسان منها مادامت الحياة الدنيا، حيث إن الديون تعد من أثقل الكروب ، ومن ثم فلا سبيل للخلاص منها إلا بالدعاء في هذا الشهر الفضيل ، وبناء عليه فإن ثلاث آيات لمن غلبته الديون الكثيرة هي جملة سحرية يمكن التعلق عليها للتخلص من هم الدين فليس هناك منجي أفضل من القرآن الكريم وآياته ، لذا يبحث الكثيرين عن ثلاث آيات لمن غلبته الديون ، حيث إنها أقوى وأيسر الطرق لسد هذا الدين الذي ينغص الحياة عليك.
قالت دار الإفتاء المصرية، إن هناك أشياء وصفها لنا الله عز وجل، وبيَّنها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، في توسعة الرزق وسد الدين، وذلك بعد الأخذ بالأسباب والسعي في الأرض.
وأوصت “ الإفتاء” عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعدة أمور لتوسعة الرزق وسد الديون، وهي:
1- تقوى الله والخوف منه، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا • وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 2-3].
2- صلة الرحم، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» أخرجه البخاري في "صحيحه".
3- كثرة الاستغفار، قال الله تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا • يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا • وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10-12].
4- كثرة الدعاء، وهو موضوع تقريرنا عن دعاء الرزق وسد الدين، فعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي، قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللهُ عَنْكَ؟ قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ» أخرجه الترمذي في "سننه".
ثلاث آيات لمن غلبته الديونوهناك ثلاث آيات لمن غلبته الديون ، وهي :
قال تعالى : «لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ». الآية 87 من سورة الأنبياء (مائة مرة).
قال تعالى: « فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا(12)» من سورة نوح.
قال تعالى: « قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ» الآيات 26 و27 من سورة آل عمران (سبعًا).
وأوضح الدكتور أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه قد ورد في السنة أن رجلًا كفيفًا جاء للنبي صلى الله عليه وسلم، فسأله أن يدعو الله له فيرد الله عليه بصره، فأرشده إلى صلاة الحاجة، وهي أن يصلي المسلم ركعتين من غير الفريضة ثم يقول هذا الدعاء بعد الصلاة، وهو دعاء الحاجة، ويسمي حاجته: "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم إني اسألك واتوجه إليك بنبيك سيدنا محمد نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم، يا سيدي يا محمد يا رسول الله إني أتوجه بك لربك وربي فتقضي حاجتي"، ثم يسمي الإنسان حاجته وتقضى بإذن الله.