حزب الأمة القومي: إعلان القاهرة ملاحظتان!
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
حزب الأمة القومي: إعلان القاهرة ملاحظتان!
الواثق كمير
أُهنئ حزب الأمة القومي بانعقاد اجتماعات مؤسسة الرئاسة ومجلس التنسيق للحزب، في القاهرة في الفترة 3-7 مارس الجاري. فمن السلع النادرة أن تجتمع مؤسسات الأحزاب للتداول حول الإصلاحات التنظيمية ومراجعة مواقفها وتحالفاتها السياسية وتطوير أدائها، في ظل حربٍ مُستعِرة، خاصة أن الاجتماعات جاءت في اعقاب ورشة الحزب للحوار حول مشروع الحزب للخلاص الوطني، في فبراير المنصرم.
لدي ملاحظتان على مضمون إعلان القاهرة ومخرجاته، لعلها تُسهِمُ في إثراءِ الحوارِ داخل الحزب حول مختلف القضايا التي تسود الساحة السياسية.
الملاحظة الأولى:وربما الأهم، يبدو من قراءةِ مَتْن الاعلان، أن أكثر النقاط التي تباينت الآراء حولها هي الموقف من قوات الدعم السريع والتحالفات السياسية للحزب، والتي تم التوافق بشأنها بالتشديد على الحياد تجاه طرفي الحرب. فأفرد الإعلانُ فقرتين مطولتين متتاليتين أدانّ في الأولى تعديات واستهدافات الدعم السريع، بينما شجب في الثانية استمرار القصف العشوائي لطيران الجيش على المدنيين واستهداف البنى التحتية.
في ظني أن هذا الموقف التوافقي على الحياد، الذي أسعد البعض وخيب ظن آخرين، هو الاجدى للحفاظ على تماسك الحزب ووحدة قيادته حتى يتيسر انعقاد الهيئة المركزية أو المؤتمر العام للحزب.
ومع ذلك، فتوقيعِ التحالُفِ السياسي الذي يُعدُ الحزب من مؤسسيه لإعلانٍ للمباديء مع أحد أطراف الحرب، قد يطعن في مصداقية موقف الحياد! وفي رأيي، أن تحقيق الوحدة حول موقف الحزب السياسي، وإقرار تحالفاته الجبهوية، يظل مرهوناً بتوفيرِ أكبرِ قدرٍ من التوافق في الإجابةِ على بِضعةِ أسئلةٍ جوهريةٍ، على رأسها: الموقف من الدعم السريع، والموقف من الجيش وقيادته، والموقف من الإسلاميين.
لقد عبرت فى كثيرٍ من مقالاتى ومساهماتى المختلفة عن الضرورةِ المُلحةِ للإصلاح السياسى لأنّ الغاية المرجوة فى التحول الديمقراطى لا يتيسر لها النجاح دون وجود احزاب سياسية متماسكة، تمارس الديمقراطية داخلها، ومؤسسة على البرامج وليس على مبادئ وقيم المجتمعات قبل السياسية شأن الجهات والمناطق والقبائل، فالأحزاب فى الدولة الحديثة طليعة المجتمع المدنى فى السياسة التى تحفظ مصالحه وتحميها.
فى هذا السياق، أعِدُ أي جُهدٍ، نحو تجميع القوى السياسية ومنظومات المجتمع المدني المدنية الأخرى، خطوةً إيجابيةً فى الإتجاه الصحيح مما يُسهِمُ في تحرير الساحة السياسية من الاختلاف والتشظى رغم وحدة الهدف وتطابق البرامج بين كثيرٍ من هذه القوى. فالأحزاب فى أحدِ وجوهِها المهمة تعمل على تنظيمِ الرأى السياسى داخل المجتمع فى برامجٍ وخُططٍ حتى لا يرتبك الرأى العام فى الاختيار والتمييز والاقتراع فى الانتخابات المُرتقبة والمحاسبة أثنائها وبعدها، وحتى لا يضطرب من كثرةِ الأحزابِ وتشابه البرامج. إنّ الديمقراطية فى الحالة المعاصرة لا تقوم الا بالتحالفات التى تجمع أكبر عددمن القوى السياسية والمجتمع المدنى، وهيّ الأنفع والأجدى خاصة فى واقع السياسة السودانية، الذى يعان ما يعان من الاختلاف غير المؤسس، مع ضرورةِ إدراكِ أنّ التحالفات الصلِبة والمؤثرة مرهونةٌ بقوةِ وتماسُكِ مكوناتها وليس العكس.
ومع ذلك، فإنّ كلَ تلك الاهداف لن تكون إلاّ بالتناولِ الجادِ والصريحِ لمسارِ تلك العملية ومن ذلك ما ورد فى ملاحظتي السابقة، وفى النقاش الذى دار داخل اجهزة حزب الأمة القومي وحمَلهُ إعلان القاهرة، وفى بيانِ لقاء قيادات الحزب مع رئيس تحالف “تقدم” (ولو أنّي لم أطلِع عليه إلاّ بعد أن اكتملت مسودة هذا التعقيب المُقتضب).
الملاحظة الثانية:في الفقرة السادسة من الإعلان، يقر الحزب “الاتصال بالأطراف المتحاربة والقوى السياسية والمدنية لعقد مؤتمر مائدة مستديرة يحقق التوافق الوطني لوقف الحربِ وبناءِ السلامِ العادلِ والشاملِ. هذه نقطةٌ جوهرية يا ليت الحزب يضعها على قمةِ أولويات مساعيه، ليس لوقفِ الحرب فحسب بل لإنهائها في سياق عملية سياسية تأسيسية، تحت شعار لا للإقصاء ولا للإقصاء المضاد!
kameir@yahoo.com
تورونتو، 8 مارس 2024
الوسومإعلان القاهرة التحالف السياسي السودان الواثق كمير حزب الأمة القومي مصرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إعلان القاهرة التحالف السياسي السودان حزب الأمة القومي مصر حزب الأمة القومی إعلان القاهرة
إقرأ أيضاً:
خبراء: القمة المصرية الأردنية الفرنسية تأكيد لدور القاهرة المحوري لوقف الحرب على غزة
أكد محللون سياسيون وخبراء أردنيون، أن القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفرنسية التي تعقد اليوم الإثنين، في القاهرة هي انعكاس حقيقي لواقع الجهود الكبيرة التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي وأخيه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني؛ من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإنفاذ المساعدات لأهالي القطاع، مشددين على أن الجهد المصري الأردني لم ولن يتوقف في سبيل إعادة أمن واستقرار المنطقة وفي مقدمة ذلك وقف العدوان الإسرائيلي.
وقال الخبراء الأردنيون، في تصريحات لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن دعوة الرئيس السيسي لعقد قمة ثلاثية بالقاهرة تجمع العاهل الأردني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يزور القاهرة حاليا هو تأكيد للدور المحوري والرئيسي الذي تقوم به مصر من أجل التنسيق مع الأصدقاء والشركاء لوقف الحرب على غزة، معربين عن أملهم في أن تساهم هذه القمة في العمل العربي والدولي المشترك لوقف نزيف الدم الفلسطيني.
الدكتور محمد بزبز الحياري باحث ومحلل سياسي أردني، قال إن القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفرنسية بالقاهرة تأتي في ظل الصمت والغياب الدولي المريب بعد استمرار الحرب على غزة وإكمال حلقات الإبادة الجماعية والتدمير الممنهج لكامل للقطاع الذي تقوم به حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف وبدعم كامل من الإدارة الأمريكية الذي يصل حد الشراكة، والذي أدى إلى مأساة إنسانية تاريخية تتفاقم يوما بعد يوم.
وأضاف الحياري، أن القمة الثلاثية تمثل دفعة نوعية في توقيت دقيق ومناسب في مسار التحركات السياسية والدبلوماسية المتعلقة بالحرب على غزة والقضية الفلسطينية بشكل عام والذي تقوم به مصر والأردن بتنسيق مشترك منذ بداية الحرب وحتى الآن، مشيرا إلى أن التنسيق بين القاهرة وعمان عالي المستوى ومتكامل ويهدف إلى استغلال كل جهد دبلوماسي وسياسي وعلاقات دولية مع القوى الدولية المؤثرة بالإضافة لرغبة فرنسا في القيام بدور سياسي إنساني أكثر فاعلية، يجعل من القمة الثلاثية فرصة نادرة ومواتية للضغط على إسرائيل لوقف هذه الحرب الجائرة.
واعتبر أن اختيار فرنسا لمصر والأردن وقيادتهما للتنسيق معهما والبناء على جهودهما المستمرة والدؤبة لوقف الحرب، وعقد القمة بالقاهرة له دلالة واضحة على عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدان الثلاث والدور المستقبلي بشأن القضية الفلسطينية وخصوصا مع مصر والأردن أصحاب الدور التاريخي والإنساني مع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
بدوره، قال ضرار الشبول الصحفي بقناة عمان تي في الأردنية، إن القمة الثلاثية بالقاهرة تأتي في توقيت مهم جدا نظراً لما يشهده قطاع غزة من وحشية غير مسبوقة، مؤكدا أن دعوة الرئيس السيسي للقمة ومشاركة الملك عبدالله الثاني تعكس مدى مساعيمها الثابتة والراسخة لتحقيق الدعم الكامل للشعب الفلسطيني، وضمان أن تكون الجهود الدولية موجهة نحو التوصل إلى حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو جل اهتمام عمان والقاهرة.
وأشار الشبول إلى أن توقيت القمة الثلاثية بالقاهرة يعكس الحجم الكبير للتنسيق الدبلوماسي وعالي المستوى بين مصر والأردن، الذي لم ينقطع منذ العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة، موضحا أن المشاركة الفرنسية والانخراط في المساعي السياسية الأردنية المصرية، والذي يأتي لتأكيد لموقف زعيمي البلدين الداعم والمساند لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية نقطة إيجابية يجب استغلالها.
ولفت إلى أن القمة الثلاثية ليست مجرد اجتماع دبلوماسي بل رسالة أوروبية واضحة بأن القضية الفلسطينية لا تزال في صدارة الأولويات وخصوصا لدى الأردن ومصر وتأكيد فرنسي بحضور الرئيس ماكرون، لدعم القيادة الأوروبية ومن قبلها القيادة العربية في القمة العربية غير العادية التي عقدت في مارس الماضي في القاهرة، منوها إلى أن الدعم الأوروبي والدولي للموقف المصري الأردني يمثل إدراكا متزايدا بأن الأمن والاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقهما إلا عبر إنهاء الاحتلال وحل الدولتين.
من جانبها، أعربت رزان السيد الصحفية بجريدة الأنباط الأردنية، عن أملها أن تكون هذه القمة بداية لبناء موقف دولي ضد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ووقف فوري للعدوان على غزة، مؤكدة أن دعوة الرئيس السيسي لهذه القمة ومشاركة الملك عبدالله الثاني ترسيخ لمدى التنسيق والتشاور الدائم والمستمر بين القاهرة وعمان بشأن القضية المركزية للبلدين وهى القضية الفلسطينية.
وشددت رزان، على ضرورة أن يتفهم المجتمع الدولي خطورة الأوضاع الراهنة في المنطقة وكذلك التحذيرات التي يطلقها الرئيس السيسي وأخيه الملك عبدالله الثاني بشأن استمرار هذا الصراع ليس فقط على المنطقة فحسب بل على العالم أجمع، معتبرا أن حضور الرئيس الفرنسي لهذه القمة هو تأكيد للموقف الأوروبي الراغب في إنهاء الوضع القائم والعمل المشترك مع مصر والأردن لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ونوهت بأن حرص العاهل الأردني على المشاركة في كافة القمم والمؤتمرات والمحافل الدولية هو تأكيد على دوره الريادي في تحقيق السلام بالمنطقة وخصوصا إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67، مؤكدة أن الجهد المصري الأردني لا يتوقف في سبيل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.