حزب المؤتمر المعارض في غانا..يخطط لاستخدام طائرات درون بالقرب من مراكز الاقتراع يثير جدلًا
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
رفضت الهيئة الانتخابية في غانا، خطة حزب المعارضة الرئيسي لاستخدام طائرات بدون طيار خلال الانتخابات المقبلة.
ويقول المؤتمر الوطني الديمقراطي، إن استخدام الطائرات بدون طيار سيهدف إلى منع حدوث مخالفات محتملة في الانتخابات العامة في ديسمبر كانون الأول.
لكن مفوضية الانتخابات، قالت إن مثل هذه الخطوة ستتعارض مع البروتوكولات الأمنية وتعرض سرية عملية التصويت للخطر.
ولغانا تاريخ من الانتخابات المتقاربة ولكن السلمية.
سيشهد شهر ديسمبر انتخاب رئيس جديد مع تنحي نانا أكوفو أدو بعد إكمال فترة ولايته الثانية.
ومن المتوقع أن تكون الانتخابات الرئاسية سباقا بين نائب الرئيس الحالي محمدو باوميا من الحزب الوطني الجديد وجون ماهاما من مؤتمر الحوار الوطني الذي شغل منصب الرئيس بين عامي 2012 و2017. وكان أيضا المرشح الخاسر في انتخابات 2020.
وزعم ماهاما، أن هناك بالفعل خططا لتزوير التصويت لصالح الحزب الوطني التقدمي، لكن كلا من اللجنة الانتخابية والحزب الوطني الحاكم نفيا هذا الادعاء.
يوم الاثنين ، كشف مسؤول كبير في NDC عن خطط لنشر طائرات بدون طيار في المنطقة المحيطة بالعاصمة أكرا ، في محاولة لتعزيز مراقبة الانتخابات.
وقال إيمانويل ني آشي مور إن الخطة كانت جزءا من استراتيجية لتأمين أكثر من مليوني صوت للحزب في المنطقة ، والتي يعتقدون أنها ستكون حاسمة في تحديد نتيجة الانتخابات.
ونقل عن مور قوله "في الأسبوع المقبل، سنقوم بتدريب المديرين التنفيذيين للدوائر الانتخابية على كيفية استخدام الطائرات بدون طيار لمراقبة ما يحدث خلال الانتخابات".
ولم يذكر مزيدا من التفاصيل حول النشر المزمع للطائرات بدون طيار لكنه شدد على التزام الحزب بتأمين جميع الموارد اللازمة لعملية انتخابية سلسة.
ومع ذلك، عارض مدير الخدمات الانتخابية في البلاد سيريبور كوايكو هذه الخطوة، قائلا إنها قد تعرض خصوصية الناخبين وأمنهم للخطر.
وقال كوايكو إن اللجنة لم تتلق بعد طلبا رسميا من الحزب بشأن نشر طائرات بدون طيار.
وقال "عليهم أن يتقدموا بطلبات لكن سيكون من الصعب جدا على مفوضية الانتخابات أو الشرطة الموافقة على استخدام الناس للطائرات بدون طيار في مراكز الاقتراع".
مراكز الاقتراع مناطق أمنية ونريد ضمان سرية الاقتراع".
لكن مصطفى غباندي، نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الديمقراطي، قال إن الحزب سيلتزم بصرامة بجميع القواعد الانتخابية الموضوعة من خلال تحليق الطائرات بدون طيار خارج مناطق التصويت.
وحث ماهاما، المصمم على العودة بعد هزيمة 2020، أعضاء المعارضة على توخي الحذر طوال العملية الانتخابية.
وأبقى مرشح المعارضة على جين نانا أوبوكو أجيمانغ، وزيرة التعليم السابقة، كنائبة له.
لقد هيمن مؤتمر الحوار الوطني والحزب الوطني على السياسة الغانية منذ عام 1992، ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة منافسة شديدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المؤتمر الوطني الديمقراطي طائرات بدون طیار الحزب الوطنی
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الألمانية المحمومة بصعود اليمين
بسم الله الرحمن الرحيم
#الانتخابات_الألمانية المحمومة بصعود اليمين
دوسلدورف/أحمد سليمان العُمري
تتجه #ألمانيا إلى انتخابات مُبكّرة في 23 فبراير/شباط 2025 وسط أزمات سياسية واقتصادية متفاقمة؛ يتصدرها انهيار الائتلاف الحاكم بقيادة المستشار «أولاف شولتس»، الأمر الذي دفع الرئيس الألماني «فرانك-فالتر شتاينماير» إلى حل البرلمان، مما وضع البلاد في حالة من عدم اليقين.
مقالات ذات صلةهذه الانتخابات أصبحت ساحة لصراع أيديولوجي بين الأحزاب التقليدية واليمين الشعبوي، مع محاولات خارجية للتأثير على نتائجها.
أسباب حل البرلمان
الركود الاقتصادي والتضخم: تواجه ألمانيا أزمة اقتصادية حادة، حيث سجّل الناتج المحلي الإجمالي انكماشا بنسبة 0.3% في الربع الأخير من 2024، مع ارتفاع التضخم إلى 6%، حيث تضرّرت الصناعة الألمانية بشكل كبير، لا سيما في قطاعي السيارات والطاقة، مما أدى إلى ارتفاع البطالة وإفلاس العديد من الشركات الصغيرة.
أزمة الطاقة وعودة الفحم: تعليق صفقات الغاز الروسي أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 25%، مما دفع الحكومة إلى إعادة تشغيل محطات الفحم، بينما انتقد حزب الخضر هذه الخطوة، والتي اعتبرها «شولتس» «إجراء اضطراريا» في مواجهة الأزمة.
صعود حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD): حقق حزب البديل تقدما كبيرا، حيث وصلت شعبيته إلى 20% على المستوى الإتحادي، وأكثر من 33% في ولايات شرق ألمانيا، مستغلّا الاستياء الشعبي من الهجرة والتدهور الاقتصادي.
الاحتجاجات والإضرابات: اندلعت احتجاجات واسعة من قبل المزارعين وعمال القطاع العام، الذين يطالبون بزيادة الأجور ودعم الوقود، مما أدى إلى شلل في حركة النقل في العديد من المدن الكبرى.
تنافس الأحزاب مع تغيّر في المشهد السياسي
الحزب الديمقراطي المسيحي (CDU) نحو اليمين: بقيادة «فريدريش ميرتس»، تبنى الحزب الديمقراطي المسيحي خطابا يمينيا أكثر تشددا، مع التركيز على سياسات الهجرة الصارمة، وإعفاءات ضريبية للصناعات التقليدية، في محاولة لاستعادة الناخبين الذين انضموا إلى حزب البديل.
الحزب الديمقراطي الاشتراكي (SPD) في موقف دفاعي: يواجه المستشار شولتس صعوبة في استعادة ثقة الناخبين، حيث تراجعت شعبية حزبه إلى 16%، وهو الحزب الذي كان يعتمد على الناخبين التقليديين واليسار المعتدل، لكنه يواجه معارضة قوية من اليمين.
حزب الخضر (Grüne) وحزب اليسار (Die Linke) بين التراجع والضعف: بينما لا يزال حزب الخضر قويا في الأوساط الليبرالية، فإن سياسته البيئية لم تعد تحظى بالدعم الشعبي نفسه في ظل الأزمة الاقتصادية. أما حزب اليسار فقد تراجع إلى 5% ويواجه انقسامات داخلية.
حزب سارة فاغنكنيشت (BSW): أسست «سارة فاغنكنيشت» حزبا جديدا يُركّز على القضايا الاجتماعية ومعارضة العقوبات على روسيا، ورغم حصوله على دعم بعض الناخبين اليساريين، إلّا أنه لم يحقق اختراقا كبيرا بعد في استطلاعات الرأي.
التدخلات الخارجية
أثارت زيارة نائب الرئيس الأمريكي «جيه دي فانس»، الذي يمثّل التيار الترامبي، إلى مؤتمر الأمن في «ميونيخ» جدلا واسعا، حيث التقى بزعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، «أليس فايدل» لمدّة نصف ساعة، متجاهلا لقاء المستشار أولاف شولتس، الأمر الذي يُعدّ صفعة دبلوماسية لألمانيا.
يُعتبر هذا اللقاء على أنه دعم أمريكي ضمني لليمين المتطرّف، مما دفع شولتس إلى التحذير قائلا: «لن نسمح بتدخّل جهات خارجية في الانتخابات الألمانية». هذه الخطوة أثارت غضب النخب السياسية في برلين، في وقت تتزايد فيه الخلافات بين برلين وواشنطن حول السياسات الأوروبية والدعم لأوكرانيا.
السيناريوهات المحتملة بعد الانتخابات
استنادا إلى المشهد السياسي العام، فإن السيناريوهات الأكثر ترجيحا بعد الانتخابات هي:
تحالف الحزب الديمقراطي المسيحي مع الحزب الديمقراطي الحر (FDP) بدعم غير مباشر من حزب البديل من أجل ألمانيا، وقد يشهد هذا التحالف سياسات أكثر تشددا ضد الهجرة ودعما أكبر للصناعات التقليدية.
تحالف الحزب الديمقراطي المسيحي مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي في حكومة وحدة وطنية، قد يؤّدي إلى تسويات سياسية تساهم في استقرار مرحلي، رغم وجود خلافات داخلية قد تؤثّر على تناغم الحكومة.
أمّا النموذج غير المرغوب في الأروقة السياسية والمطروح، هو عدم حسم الانتخابات، مما قد يؤدّي إلى أزمة سياسية جديدة وإجراء انتخابات مُبكّرة أخرى في 2026.
تداعيات الانتخابات على أوروبا والعالم
إذا صعد اليمين المتطرّف، فقد يؤثّر ذلك على سياسة ألمانيا تجاه الاتحاد الأوروبي، خاصّة في قضايا المناخ والاقتصاد والهجرة، إضافة إلى علاقات برلين مع واشنطن، حيث الخلافات المتزايدة بينهما قد تدفع ألمانيا إلى إعادة تقييم علاقاتها مع القوى الكبرى الأخرى مثل الصين وروسيا، فضلا عن سياسة ألمانيا تجاه أوكرانيا الوارد جدا تأثّرها، إذ يدعو حزب البديل من أجل ألمانيا إلى خفض الدعم العسكري لكييف.
هذا دون الأخذ بالاعتبار عمّا قد يتطور بين إدارة ترامب واليمين الألماني بظلّ اللقاء الأمريكي في «مؤتمر ميونخ للأمن» معه.
ألمانيا على مفترق طرق
هذه الانتخابات تمثّل لحظة حاسمة في تاريخ ألمانيا الحديث؛ بين صعود الشعبوية اليمينية والتدخّلات الخارجية، والأزمات الاقتصادية التي تعصف في البلاد، وهو ما يُنظر إليه على أنه أكبر اختبار لاستقرارها السياسي منذ عقود.
السؤال المطروح هو: هل ستتمكّن ألمانيا من الحفاظ على توازنها الديمقراطي واجتياز هذا المنعطف الحرج دون أن تفقد هويتها الديمقراطية؟ أم أنّ رياح التغيير ستُعيد تشكيل ملامح القوة في أوروبا بأكملها؟ بحيث أنها ستتجه نحو تحوّل جذري في سياساتها الداخلية والخارجية.
الإجابة اليقين ستتضح بعد 23 من هذا الشهر، ومن الواضح أن أوروبا والعالم يراقبان ألمانيا عن كثب، فقد تكون لهذه الانتخابات تداعيات تتجاوز حدود برلين بكثير.
Ahmad.omari11@yahoo.de