شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في الاجتماع الوزاري الذي عقد اليوم عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد حول مبادرة الممر البحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

استضاف الاجتماع معالي الدكتور كونستانتينوس كومبوس وزير خارجية جمهورية قبرص ، بمشاركة معالي أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية ، ومعالي ديفيد كاميرون وزير خارجية بريطانيا ، وسعادة الدكتور محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي وزير دولة بوزارة الخارجية القطرية وسعادة يانيز لينارتشيتش مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات وسعادة سيغريد كاج كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.

يأتي هذا الاجتماع في أعقاب إعلان المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وجمهورية قبرص ودولة الإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية في 8 مارس الجاري ، عزمها فتح ممر بحري لإيصال المساعدات الإضافية التي تشتد الحاجة إليها عن طريق البحر وصولا إلى غزة .

واستعرض الاجتماع سبل دعم هذه المبادرة الإنسانية وتسريع وتيرة عمل القناة البحرية لتقديم الاستجابة الإنسانية اللازمة للمدنيين في غزة ، كما تطرق إلى آليات التعاون بين الدول المشاركة في المبادرة وسعادة سيغريد كاغ كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة بما يسهم في تسهيل وتنسيق والتحقق من تدفق المساعدات التي تصل إلى غزة بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2720.

وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة تتطلب تبني نهج تعاوني دولي متعدد الأطراف لتخفيف تداعياتها على المدنيين في قطاع غزة ، والسعي بشكل حثيث لفتح ممرات إنسانية لنقل المساعدات الإنسانية بوتيرة كافية ومستدامة ودون عوائق.

وأشار سموه إلى أهمية البناء على مبادرة “أمالثيا” التي كانت قد أعلنتها قبرص مؤخرا وتحدد آلية شحن المساعدات بصورة آمنة من قبرص إلى غزة عبر البحر، وتعد جزءا أساسيا في تفعيل الجهود المشتركة لإطلاق هذا الممر البحري ، مؤكدا على التزام دولة الإمارات الراسخ بحشد الدعم الدولي لمبادرة الممر البحري ، وكذلك التعاون مع شركائها في المجتمع الدولي بهدف تعزيز الاستجابة الإنسانية المقدمة للمدنيين في غزة.

وتوجه سموه بالشكر إلى أصحاب المعالي والسعادة الوزراء والمسؤولين المشاركين في الاجتماع ، مشيدا بحرصهم الكبير على التعاون والعمل المشترك بهدف تقديم الدعم الإنساني اللازم للمدنيين في قطاع غزة بما يسهم في التخفيف من معاناتهم.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الممر البحری إلى غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

د. عبدالله الغذامي يكتب: الكثير من الناس والقليل من الإنسانية

يقول إكزوبيري صاحب رواية «الأمير الصغير»: «إن الأرض مليئة بالكثير من الناس والقليل من الإنسانية»، وقد قالها ناعياً حال البشر، حيث تعمُّ الشرور ويبدون عاجزين عن القضاء عليها، رغم كل ما لديهم من تعاليمَ دينيةٍ وقوانينَ وضعوها لضبط معاشهم البشري وعلاقاتهم، ومع هذا تضيع كل جهودهم في الشعر والفلسفة وفي نظريات الأخلاق، والسؤال الذي يلزمنا طرحه هنا هو: هل كان ممكناً أن تنقلب المعادلة أو تتساوى، بحيث تتوافق النسبة بين الشر والخير، أو تزيد الكفة لمصلحة الإنسانية مقابل كثرة البشر الذين يقعون ضحايا للشرور، أو الذين يتذمرون من الشرور؟ والواقع العملي في هذه الحياة هو أن شراً واحداً يكفي لقلب كل المعادلات، وحينما جرى إسقاط قنبلة هيروشيما، كانت بقرار من شخص واحد، لو اختار تجنبها لفعل حسب ما لديه من سلطة دستورية، لا سيما أنه قد قال من قبل إن استخدام أسلحة الدمار الشامل أمرٌ محال وغير قابل للتصور (ترومان). فهل الشر أسهل على النفس البشرية وأقرب لها من الخير والحكمة.
هذه موازنة حادة بين معنى ومعنى، فشرارة واحدة كافية لتحرق غابة، لكن كل غابات الأرض لن تتمكن من نزع الغيظ من نفوس البشر، ولذا يحقق الأشرار مرادهم، بل يتمكن الشر من تحويل الإنسان الخيّر المعروف بخيريته إلى شرير، ومثال الحارث بن عباد يكشف كيف أن رجلاً صالحاً ومسالماً كان يحرص على تجنب الحرب الكونية حينها بين القبائل العربية، التي درج اسمها بحرب البسوس، وبمجرد أن قتل المهلهلُ بجير بن الحارث، وقال له «بؤ بشسع نعل كليب»، تحوّل الحارث إلى مقاتل ثأراً لذهاب ابنه مقابل حذاء، وقد كان الأب يريد تقديم ابنه فديةً لحقن دماء العرب، وتلك نية صالحة قابلها المهلهل بإهانة الابن وقتله، وبدل حقن الدم جعل دمه بقيمة حذاء، مما فجر الغضب فتحول الحارث لمقاتلٍ ومشارك في حرب طاحنة عزل نفسه عنها لسنوات، وعرض حلها بتقديم ابنه فديةً عن رأس كليب، الذي كان مقتله سبباً لنشوب تلك الحرب، ولكن المهلهل، وهو أخو كليب وطالب ثأره، استصغر ابن الحارث فقطع رأسه، ليقول إنه لا يساوي أكثر من حذاء كليب، وهذه كلمة غيّرت مجرى الحدث من مشروع سلام إلى مشروع حرب. 
والإنسان قادر على فعل الخير، ويملك الوسائل لذلك، وقادر على فعل الشر، ويملك الطرق لذلك أيضاً، بل إنه يخترع الطرق، فيقسم مثلاً بالله العظيم لكي يمرر كذبةً على أخيه الإنسان، وإغراءات المال والجاه وتوسيع الهيمنة كلها دعوات شبه غريزية لجعل الشر وسيلةً للكسب، بل إن كثيراً من العلماء الباحثين راحوا قتلى لأن زميلاً لهم قرر سرقة أبحاثهم لكي يحصل على لقب مخترع الفكرة، وهنا لن تسلم الأرض ممن يفسد فيها ويسفك الدماء، وستظل الإنسانية قليلةً، بينما الناس كثيرون، وكما في المثل العربي فإن الحرب أولها كلام، حيث تتحول اللغة نفسها إلى مادة حربية تقتل وتسفك الدماء.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: شيخات القصايد د. عبدالله الغذامي يكتب: هل العقل رجلٌ والعاطفة امرأة؟!

مقالات مشابهة

  • عبدالله بن زايد يبحث تعزيز التعاون مع وزير الخارجية اليوناني
  • عبدالله بن زايد يستقبل وزير خارجية اليونان ويبحثان تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: الكثير من الناس والقليل من الإنسانية
  • وزيرة التضامن تلتقي ممثل وزير الخارجية والتنمية البريطاني للشؤون الإنسانية بفلسطين
  • منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان: جنوب كردفان والنيل الأزرق على شفا كارثة
  • رئيس الأساقفة حسام نعوم يشارك في المجمع الكنسيّ لأبرشيّة قبرص والخليج
  • بالفيديو | برئاسة منصور بن زايد.. «الوزاري للتنمية» يطلع على مستجدات العمل الحكومي
  • برئاسة منصور بن زايد.. «الوزاري للتنمية» يطلع على مستجدات العمل الحكومي
  • برئاسة منصور بن زايد… المجلس الوزاري للتنمية يطلع على مستجدات العمل في القطاع الحكومي
  • برئاسة منصور بن زايد.. المجلس الوزاري للتنمية يطلع على مستجدات العمل في القطاع الحكومي