مسجد الراية .. موقع قبة المصطفى يوم الخندق
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
تزخر منطقة المدينة المنورة بالعديد من الآثار والشواهد التاريخية المرتبطة بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن بين هذه المعالم التاريخية مسجد الراية، أحد أبرز الشواهد التاريخية بالمدينة المنورة.
ويقع مسجد الراية إلى الجهة الشمالية من المسجد النبوي الشريف على جبل يسمى “ذبابا” الذي ركز النبي صلى الله عليه وسلم رايته المنصورة عليه في غزوتي خيبر وتبوك، كما وقف سلمة بن الأكوع وصرخ نذيرًا بأخذ عيينة بن حصن للقاء النبي صلى الله عليه وسلم فسمع الناس صراخه فكانت غزوة الغابة، وقد سبق سلمة الخيل بقدميه وناوش العدو بالرماية، حتى جاء النبي الكريم وكان عيينة والفزاريون معه قد هربوا وتركوا ما بأيديهم فقسمه غنيمة في أصحابه وفرض لسلمة سهمين لسبقه الخيل على رجليه لكونه من عدائي العرب، وفي الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب قبته يوم الخندق في هذا الموضع ليشرف على أعمال حفر الخندق، وإلى شماليه اعترضت صخرة للصحابة فأرسلوا إليه سلمان الفارسي رضي الله عنه، فنزل النبي الخاتم وأخذ المعول بيده وكان يسمي ثم يكبر وضرب الصخرة ضربات ثلاث صارت بعدها كثيبًا مهيلًا بشر خلالها بفتح الشام وفارس واليمن.
والمسجد مبني على الطراز القديم له محراب غير واضح البروز، ذكر المؤرخ السمهودي أن عمر بن عبدالعزيز بناه أثناء ولايته على المدينة، وكان مبنيًا بالحجارة المطابقة على صفة المساجد العمرية.
وقد تم ترميم المسجد حديثًا ضمن مشروع “ترميم المساجد التاريخية” بهدف المحافظة عليه والعناية به وإعادة تأهيله، وإظهار قيمته الدينية والحضارية والعمرانية، حيث أعدت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة خطة للعناية بالمساجد التاريخية على مستوى المنطقة لإعادة تأهيل وترميم المساجد التاريخية، مثل ترميم مسجد الجمعة، والمساجد السبعة والراية وغيرها.
ويتكون مسجد الراية من مشقط شبه مربع الشكل، يتمثل في رواق الصلاة ويتبعه صحن مكشوف من الجهة الشمالية الذي تم بناؤه، وأضيف للمسجد رواق الصلاة مساحته 15م2 أما المساحة الإجمالية 123م2، ولرواق القبلة أربع نوافذ وللمسجد قبة واحدة وليس له مئذنة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
وصايا النبي.. قوة ( قول هو الله أحد) وأثرها في وقت الشدائد
في حديث شريف، يروي الصحابي الجليل عبد الله بن خبيب رضي الله عنه أنه في ليلة من ليالي الشتاء الممطرة والمظلمة، خرج مع رفاقه بحثًا عن رسول الله ﷺ ليصلي بهم. وعندما أدركوه، سألهم النبي ﷺ: "أَصَلَّيْتُمْ؟" لكن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه لم يجب، فتكرر السؤال ثلاث مرات، حتى قال له النبي ﷺ: "قُلْ"، وعندما سأل عبد الله بن خبيب عن ما يقوله، أجابه النبي ﷺ قائلاً: "قُلْ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ".
هذاقوة ( قول هو الله أحد) وأثرها في حياة المؤمن
الحديث يحمل معاني عظيمة تبرز في توجيه رسول الله ﷺ للمسلمين في الأوقات الصعبة، فقد كان الجو مليئًا بالمطر والظلام، وهو مشهد يعبّر عن التحديات التي قد يواجهها المؤمن في حياته. ورغم هذه الظروف، لم يُطلب منهم سوى قول "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" ثلاث مرات، وهي السورة التي تبرهن على توحيد الله عز وجل.
دلالات الحديث وأثره:القوة الروحية للتوحيد: في هذا الحديث، يوجه النبي ﷺ الصحابي إلى قوة التوحيد التي تكمن في سورة "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ"، التي تذكر المؤمن بعظمة الله ووحدانيته. هذه السورة هي من أهم سور القرآن الكريم، وقد أكدت العديد من الأحاديث النبوية فضلها وضرورة ترديدها في مختلف الأوقات.
التأكيد على الاستمرارية في الذكر: أمر النبي ﷺ بقراءة السورة ثلاث مرات، وذلك في وقتَي المساء والصباح. وهذا يحمل دلالة على أهمية الحفاظ على الذكر المستمر لله عز وجل في الحياة اليومية، فهو درع من الشرور ويكفي المؤمن من كل شيء.
التوجيه النبوي في الأوقات الصعبة: عندما تكون الظروف مليئة بالتحديات، كما كانت تلك الليلة الممطرة المظلمة، يُعلمنا النبي ﷺ أن تذكر الله هو السبيل إلى الطمأنينة والنجاة. فذكر الله في هذه الأوقات يُشعر المؤمن بالأمان ويمنحه القوة على مواجهة الصعاب.
الفوائد العملية لهذا الحديث:تحصين النفس من الشرور: بترديد "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" ثلاث مرات في المساء والصباح، يصبح المؤمن محصنًا من كل مكروه، سواء كان من الشيطان أو من الأمور المجهولة التي قد تواجهه.
الاستمرارية في الذكر:الحديث يعزز من أهمية الذكر المستمر لله عز وجل، والذي يكون له تأثيرات روحانية وجسدية إيجابية على حياة المسلم.
الثقة بالله:من خلال توجيه النبي ﷺ لعبد الله بن خبيب، يبرز درس عظيم في الثقة بالله في جميع الأوقات. فالمؤمن، بتوكله على الله، يحصل على حماية من جميع الأمور التي قد تعترض طريقه.
ختامًا، يُعد هذا الحديث دعوة للمؤمنين للحفاظ على تلاوة سورة "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" في أوقات مختلفة من اليوم، بما يعكس الصلة القوية التي يجب أن تربط المسلم بربه، ودرعًا يحميه من كل سوء.