الاستيقاظ ليلا من أجل التبول.. لماذا يتكرر؟ وما العمل؟
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
سواء كنت ذكرا أو أنثى، يافعا أو متقدما بالعمر، لا يستطيع عدد كبير منا البقاء في الفراش خلال الليل وحتى الصباح دون الحاجة للاستيقاظ للذهاب إلى المرحاض من أجل التبول.
ومن المعروف منذ فترة طويلة أن التقدم في السن، وما يسببه من تضخم البروستاتا الحميد وتورم الأنسجة المحيطة بها يؤدي إلى الحاجة إلى التبول خلال الليل.
ووجدت دراسة منشورة في نوفمبر 2022 أن ما بين 69 إلى 93 في المئة من الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاما، يحتاجون إلى التبول خلال الليل.
لكن الطبيب العام في الكلية الملكية بلندن حسين الزبيدي بدأ يلاحظ اتجاها جديدا مثيرا للقلق، يتمثل في أن العديد من المرضى الذين يأتون لرؤيته هم رجال أو نساء في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهم، يشتكون من أنهم يحتاجون إلى الاستيقاظ خلال الليل للتبول، بحسب ما نقلت عنه صحيفة “الغارديان”.
وبحسب دراسة نشرتها مجلة جمعية المسالك البولية الأميركية في 2013، فقد وجد باحثون أن التبول أثناء الليل يمكن أن يؤثر على ما يصل إلى 44 في المئة من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاما.
يعتقد الزبيدي أن ها الاتجاه الجديد سببه أنماط الحياة الحديثة وما يرتبط به من “عادات الشرب”.
ويوضح: “غالبا ما يكون الناس أكثر انشغالا خلال النهار، لذلك يميلون إلى عدم شرب السوائل في الصباح، وفي المساء، يشربون المزيد من الماء لأنهم عطشى، ولذلك يستيقظون في الساعات الأولى حين تكون المثانة ممتلئة”.
قد يتم تشجيع عادات الشرب غير الصحية تلك من خلال ولعنا بمنصات البث المباشر مثل نتفليكس ووسائل التواصل الاجتماعي.
ووجدت دراسة حديثة باستخدام بيانات من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية في الولايات المتحدة أن 32 في المئة من المشاركين الذين تزيد أعمارهم عن 20 عاما اضطروا إلى الاستيقاظ والتبول مرتين أو أكثر في الليل. وكان هذا الخطر أكبر بنسبة 50 في المئة تقريبا لدى الأشخاص الذين أمضوا خمس ساعات أو أكثر يوميا في مشاهدة مقاطع فيديو مختلفة.
ولكن هناك الكثير من العوامل الأخرى التي يمكن أن تساهم في الرغبة بالتبول أثناء الليل، بحسب الطبيبة في مستشفى روتشيلد في باريس ريبيكا حداد، مشيرة إلى أن التدخين وتناول الكثير من الكحول وعدم النشاط البدني يمكن أن يقلل من قدرة المثانة، مما يجعل هناك حاجة أكثر إلى التبول.
تشدد حداد على أن قضاء الكثير من الوقت في الجلوس أثناء النهار، أو التحديق في الشاشات في المساء، قد يغير إيقاعات الجسم البيولوجية ويؤدي إلى ظاهرة غريبة تعرف باسم “التبول الليلي”، حيث يخرج الناس كميات طبيعية من البول خلال النهار. ولكن بكميات كبيرة في الليل.
وتشير حداد إلى أنه “على الرغم من أنه غالبا ما يُنظر إلى هذه الحالة على أنها حالة ذكورية، إلا أنها تمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للنساء”، إذ وجدت دراسة شملت 30 ألف شخص، أن 69 في المئة من الرجال و 76 في المئة من النساء فوق سن الأربعين استيقظوا مرة واحدة على الأقل في الليل من أجل التبول.
وتوضح أن انقطاع الطمث يمثل إحدى الفترات الانتقالية التي قد تؤدي إلى هذه الحالة وأيضا عدم النوم العميق وزيادة الوزن التي تؤدي إلى مزيد من إنتاج البول.
يقول الزبيدي: “الفكرة هي أنه عندما يزيد وزن الشخص، فإن ذلك يضغط على القلب”. “وعندما يحصل الناس أيضًا على نوم سيئ الجودة، يجب على القلب أن ينبض بشكل أسرع للحفاظ على الدورة الدموية بالأكسجين الذي يحتوي عليه.”
وبسبب الروابط بين المثانة وأنظمة الجسم الأخرى، يمكن أن يكون التبول الليلي أيضا علامة على حالات مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني، وضعف في الكلى.
كيف نتغلب على “التبول الليلي”؟
عندما يتعلق الأمر بمنع التبول أثناء الليل، فإن أفضل نصيحة على الأرجح هي التركيز على جدولة تناول معظم السوائل في وقت مبكر من اليوم.
وينصح الزبيدي على وجه الخصوص بعدم تناول أكثر من 330 مل من السوائل خلال 3 ساعات قبل النوم. وهذا هو نفس مقدار علبة مشروب غازي أو كوب كبير.
وإذا كان عليك الاستيقاظ في الليل، فحاول العودة إلى النوم في أقرب وقت ممكن، بحسب ما ينصح الزبيدي الذي يؤكد أهمية الابتعاد في هذا الوقت عن الهاتف وعدم تصفح إشعارات وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أن “الضوء المنبعث من الشاشة سيؤثر على مستويات هرمونات النوم ويجعل من الصعب النوم مرة أخرى”.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی المئة من خلال اللیل فی اللیل یمکن أن
إقرأ أيضاً:
بفضل تكنولوجيا حديثة.. الشمس تشرق ليلاً في دبي
كشفت شركة عالمية عن ابتكار مشروع ضخم لبيع ضوء الشمس في الظلام، مؤكدة حاجة كثير من الدول والقطاعات لضوء الشمس ليلاً.
عرض الابتكار بن نواك، المدير التنفيذي لشركة "رفليكت أوربيتال" خلال مشاركته في القمة العالمية للحكومات التي نظمتها إمارة دبي، أمام عدد كبير من المسؤولين الحكوميين من مختلف دول العالم.
وقال نواك يقوم المشروع على وضع مرآة ضخمة في الفضاء وربطها بأقمار اصطناعية قريبة من الأرض، ويتم من خلال هذه التقنية إرسال أشعة الشمس لمن يطلبها بضغطة زر.
وأضاف أن هذا الابتكار يمثل نقلة نوعية في مجال الطاقة الشمسية، لقدرته على ضمان استمرار تدفق الأشعة الشمسية حتى بعد غروب الشمس أو في أوقات الليل التي كانت تمثل تحدياً كبيراً في استدامة الطاقة الشمسية.
وذكر أن هذه التقنية يمكن أن تلعب دوراً محورياً في تحسين عدة مجالات حيوية، وذلك من خلال استخدامها في امداد مناجم التعدين في المناطق النائية بالضوء، بالإضافة إلى استخدامها في عمليات الإنقاذ في الأماكن المعتمة مثل الأنفاق والمناطق المغمورة بالظلام، إلى جانب توجيهها للصوبات الزراعية، والمدن والقرى التي تعاني من الظلام نهاراً في أوقات الشتاء.
Catching rays from #space: The company holding up a mirror to the Earth, by Rachel Kelly in @TheNationalNews https://t.co/TCxGYpbN5f #Satellites #USA #UAE
— Middle East Space Monitor (@MidEast_Space) February 15, 2025وتابع تعد العواكس الفضائية مفيدة جداً في الزراعة، حيث تحتاج العديد من المحاصيل إلى ضوء الشمس المكثف خلال ساعات الليل لتعزيز نموها وتحقيق إنتاجية عالية، ما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي العالمي.
وأكمل هذه التقنية ستتيح التحكم في ضوء الشمس ونقله إلى الأرض مثلما يتم التحكم في مصادر المياه، ويمكن للإنسان أن يضمن إمدادات طاقة مستدامة ومتجددة، بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الوقت.
وأوضح أنه لا يمكن المراهنه كثيراً على الوقود الأحفوري لإمداد البشرية بالطاقة، ولكن اعتماد هذه التقنيات سيلعب دوراً هاماً في تغيير طرق توليد الطاقة العالمية والتوجه بشكل أسرع نحو الطاقة النظيفة، ما يحد بشكل مباشر من انبعاثات الكربون ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات الطاقة للأجيال القادمة.
وكشف بن نواك عن أن شركة "رفليكت أوربيتال" تستعد إطلاق قمرها الاصطناعي الأول، الذي سيحمل العواكس الضوئية المتطورة، بهدف نقل أشعة الشمس إلى المناطق المظلمة على سطح الأرض أثناء الليل.
ويكون للقمر الاصطناعي دور مهم في توفير الطاقة للمناطق النائية أو المظلمة التي تفتقر إلى بنية تحتية للكهرباء، والاستفادة من الطاقة الشمسية على مدار 24 ساعة، ما يجعلها متاحة دائماً بغض النظر عن الوقت أو الظروف الجوية.