“نيويورك تايمز”: الشرخ السياسي في “إسرائيل” يضر بالمصالح الأميركية
تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، في مقالٍ نشرته للكاتب والمحلّل الشهير، توماس فريدمان، أنّ على الوزراء الأميركيين إخبار نُظرائهم الإسرائيليين أنّ “تمرير التعديلات القضائية من دون إجماعٍ إسرائيلي واسع، سيضرّ بالمصالح الأميركية، مُشيرةً إلى أنّ هذا الضرر “سيأتي مع كلّ ما ينطوي عليه ذلك”. ودعا فريدمان الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى “إصدار تعليماتٍ لجميع وزرائه بالاتصال بنظرائهم الإسرائيليين على الفور”.
وأشار إلى أنّه إذا استمر رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في محاولة تمرير مشروع قانون التعديل القضائي، والذي من شأنه، حسب فريدمان، أن يجرد المحكمة العليا الإسرائيلية من أهم سلطاتها القانونية، فسوف “يؤدي ذلك إلى كسر الجيش الإسرائيلي، إضافةً إلى المصالح الحيوية للولايات المتحدة، وليس فقط تقويض القيم المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.
وقال فريدمان، مخاطباً بايدن، إنّ “ما نحتاجه هو أن يتصل وزير خارجيتك، ووزير دفاعك، ووزير خزانتك، ووزير تجارتك، ووزير الزراعة، وممثلك التجاري في الولايات المتحدة، ومدعيك العام، ومدير وكالة المخابرات المركزية، وهيئة الأركان المشتركة، بنظرائهم الإسرائيليين اليوم، ليخبروهم أنّه إذا مضى نتنياهو قُدماً من دون توافق في الآراء، سيمزق المجتمع الإسرائيلي وجيشه”. وشدّد على أنّه “بينما يتحرك الكنيست للتصويت على هذه القضية، يمكن أن ينفجر شيء مهم جداً في إسرائيل وفي علاقتنا معها”، مؤكّداً أنّه “بمجرد أن تختفي إسرائيل، لن تعود أبداً”.يُذكر أنّه في الوقت الذي تشهد فيه “تل أبيب” ومحيط “الكنيست” الإسرائيلي تظاهراتٍ ضد التعديلات القضائية، أفاد مراسل الميادين بأنّ تظاهراتٍ أخرى مؤيدة للتعديلات في “تل أبيب”، مشيراً إلى أنّ ما يجري حالياً هو شارع مقابل شارع، مما يؤكّد عمق الأزمة المتصاعدة في كيان الاحتلال.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
عرض عسكري يهز “إسرائيل”
يمانيون../
احتفالات واستقبالات بالأحضان والزغاريد لـ200 أسير فلسطيني أُطلق سراحهم من سجون “إسرائيل”، وترديد الأسرى وحشود المستقبلين هتافات التحرير في كل سماء فلسطين: “الشعب يريد كتائب القـسام.. التحية لكتائب عز الدين القسام”.
سبقها ترتيبات أمنية منظمة على مِنصة مؤقتة، نُصبت على أنقاض غزة في ميدان فلسطين، كُتب عليها “الصهيونية لن تنتصر”، بحراسة كتيبة عسكرية مدججة بأسلحة “إسرائيلية” من غنائم سبعة أكتوبر 2023، وقّع مقاوم فلسطيني أوراق تسليم الأسيرات.
مشهد أسطوري
ومع أصوات التكبيرات والتهاليل وتصفيقات الجماهير، وتحايا الأسيرات الأربع (للكيان) لكل الحضور، تمت عمليات التسليم للصليب الأحمر، عقب إتمام مراسيم صفقة تبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى، في مشهد أسطوري يجسّد معادلة القوة والندية، لا ذلك المشهد الاستسلامي الذي أرادته “إسرائيل” للمقاومة.
رغماً عن أنف الكيان وحلفائه ومطبعيه، وقَّع نتنياهو على اتفاق صفقة الأسرى وأخذ أسراه، كما خططت المقاومة، وأراد القائد الشهيد يحيى السنوار، في مشهد أسطوري يحمل معاني العزة والكرامة.
وعد الملثم (أبو عبيدة) وصدق بوعده، وتم الإفراج عن الأسرى من أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية بعد 471 يوما من حرب الإبادة والتدمير في غزة، وأصبحوا أحراراً بقرار من المقاومة، وتضحيات الشعب الفلسطيني، بعد سنوات وعقود في معتقلات “إسرائيل”.
صورة النصر المطلق
من أبرز ردود أفعال المنصات الإعلامية العبرية الصادمة على مشاهد عملية تبادل الأسيرات في غزة، الذي اعتبرها موقع “والأ” الصهيوني عرضا عسكريا صادما هزَّ كل “إسرائيل”.
وعبَّر موقع “أخبار إسرائيل” العبري عن بإندهاش: “يا إلهي، ما هذا الفشل الفادح!!.. فيديوهات جديدة صادمة من حماس أثناء وبعد 7 أكتوبر، لقد عرفوا كل شيء عنا قبل 7 أكتوبر، كان لديهم عناوين وخرائط.. أمر لا يصدَّق”.
وفي حين اعتبرت “قناة 12” العبرية مشهد تلويح المجندات بزيهن العسكري في ميدان فلسطين عرضا ساخرا من حماس، علق مراسل قناة “كان”، روعي كاس، ساخراً من نتنياهو، بقول: “هذه صورة النصر المُطلق”.
.. والثمن الباهظ
وقال الصحفي والمراسل العسكري الصهيوني، يهوشع يوسي، وهو يشاهد صور تسليم الأسيرات الصهيونيات في غزة: “لم يتم النصر على حماس، على الرغم من الأسلحة التي تلقاها الجيش “الإسرائيلي” من الولايات المتحدة، إلا أنه لم يحقق النصر على حماس”.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “دفعنا ثمناً باهظاً، اليوم، بالإفراج عن 200 أسير فلسطيني في إطار صفقة التبادل، بينهم 120 بأحكام المؤبد”.
الإهانات الثلاث
وبينما الصهاينة يندبون حظ الهزيمة، ردد لسان حال الفلسطينيين قائلاً: “حماس أهانت “إسرائيل” مرة بالطوفان، وثانية بالصمود، وثالثة بتسليم الأسرى.. كل خطوة محسوبة، أماكن التسليم، زي الأسيرات، مظهر المقاتلين، كل شيء مصمم لغرس نصل إضافي في قلب المجتمع “الإسرائيلي”.. حماس انتصرت في معركة الميدان، ومعركة الأخلاق، ومعركة الصورة، وستنتصر في معركة تحرير الأرض”.
الخلاصة، قالها الأكاديمي الفلسطيني الثائر، الدكتور رفيق عبدالسلام، على حسابه بمنصة “X”: ” كل شيء في مشهد تبادل الأسرى يقول إن غزة انتصرت سياسيا وعسكريا وأخلاقيا، إلا العربان يريدون إقناع العرب والعالم بأن الفلسطيني انهزم؛ لأنهم مهزومون نفسيا وذهنيا، ويرون كل ما حولهم هزائم وانكسارات”.
السياســـية – صادق سريع