الكتبة والمداحون وشيوخ الطوائف والبنائين والنحاسين.. وغيرهم الكثير من المهن التي اشتهرت في مصر خلال العصرين العثماني والفاطمي، والذي سجلت الجدران والمساجد إبداعاتهم التي ظلت راسخة ومنقوشة عبر مئات السنين.

وتأخذكم "البوابة نيوز" في رحلة، طوال شهر رمضان المبارك، وحديث حول تلك المهن وشيوخها واسطواتها، التي اشتهرت في مصر والعالم العربي، والتي لايزال الكثير منها موجودا حتى عصرنا الحالي، ومنها ما اندثر، وأصبح تراثا تشهد به جدران المساجد والقصور.

وعلى مدار الشهر الكريم، نقدم لكم حرفة من الحرف، التي اشتهرت في تلك الفترة، لنقف أمام إبداعات فنانيها وقوانينها التي كانت تتوارث، جيلا بعد جيل، وحكايات المعلم والصبي والاسطى الذي كان يعتبر رب المهنة.

يقول المثل الشعبي المصري "ادي العيش لخبازه ولو ياكل نصه"، فهل حقًا يأكل الخباز نصف أرغفة العيش، أو أن المعني الأصلي أن تعطي صاحب المهنة والمتخصص في مهنته وحرفته، فما المقصود بهذا المثل.. هل نترك العيش لخبازه، أم نعطيه لمن لا يعرف أصول المهنة.

وعن أصول مهنة الخباز، نعود إلي دفاتر التاريخ، والتي استطاعت وصف مهنة الخبازين بشكل مفصل، فكانت مدينة القاهرة تشتهر بمطاحن القمح، وكانت الطريقة التي تتبع في المطاحن بسيطة إلى حد كبير، فهي كانت عبارة عن طاحونة مؤلفة من حجرين تحركهما عدة يعلق بها عادة حصان أو بغل.

وكانت الأدوات الضرورية لطحن القمح والشعير والفول والحبوب الأخرى التي تحتاج إلى طحن تصنع بالقاهرة، وكان يُطلق على الرجال الذين يزاولون مهنة الطحن بـ "المُغربلين"، أما من كان يخبز الخبز فيسمي بـ "الخباز"، والخباز كان يدخل الخبز الذي يرد إليه في الفرن لإنضاجه، ثم يخرجه منه بعد أن يكتمل النضج بدقائق معدودة".

وصل عدد الخبازين في ثمانينيات القرن التاسع عشر بالقاهرة إلى ألف خباز

وزاد عدد الخبازين والطحانين أو المغربلين والفرانين، حتى أصبح لهم طائفة، حيث وصل عدد الخبازين في ثمانينيات القرن التاسع عشر، بمدينة القاهرة، إلى ألف خباز، وكانت عملية صناعة الخبز تقوم بها طائفة الطاحنين أو المغربلين، والفرانين الذين كانت أعدادهم تزيد بزيادة عدد سكان القاهرة، وذلك لزيادة الطلب على رغيف العيش أو الخبر.

كما كانت الأفران المعدة لتصنيع رغيف الخبز بسيطة أيضًا، على غير الشكل الحداثي الآن، وكذلك عملية الطحن كانت بدائية، وبسيطة جدًا وذلك قبل دخول الماكينات والصناعات الحديثة التي تقوم بطحن القمح في خطوة واحدة.

وقد انتعشت صناعة طحن الحبوب في عهد إسماعيل باشا، إذ كانت القاهرة وحدها تملك 31 مصنعًا تدار بطريقة البخار، وكانت أغلب المصانع بالقاهرة والإسكندرية قد تحولت في تلك الفترة إلى مصانع بالبخار.

وقد ارتبطت صناعة الدقيق ترتبط بعدة حرف وهي حرفة الطحانين، وحرفة المغربلين، وحرفة الخبازين، وحرفة العجائن وحرفة صناعة الحلويات، وقد سُمي شارع المغربلين بالقاهرة، بهذا الاسم نسبة إلى حرفة الطحانين أو المغربلين كما كان يُطلق عليهم في هذه المنطقة بحكم اتساع تجارة الحبوب.

فقد كان من يتولى غربلة الحبوب بواسطة الغربال لتنظيفها من شوائب، ويتوسط شارع المغربلين 6 أحياء في منطقة الدرب الأحمر وهي من الجهة البحرية: حارة الروم أما من الجهة الشرقية: الدرب الأحمر وسوق السلاح، أما الحد القبلي: السروجية والحد الغربي: الدوادية والقريبية.

أعلام ولدوا في هذا الشارع

ومن أشهر مواليد حي أو شارع المغربلين؛ الفنان محمود المليجي، والقارئ الشيخ محمد رفعت، والأديب يوسف السباعي، والعلامة حامد جوهر «مقدم برنامج عالم البحار في التلفزيون المصري الرسمي»، والمطرب الشعبي شفيق جلال، والمونولوجست محمود شكوكو، والكاتب المسرحي بديع خيري.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: يوسف السباعي شهر رمضان المبارك

إقرأ أيضاً:

الآلاف من أهالي الرجدية بطنطا يودعون شهداء لقمة العيش.. القصة الكاملة

شهدت قرية الرجدية التابعة لمركز طنطا في محافظة الغربية حالة من الحزن والوجيعة بين صفوف الأسر والعائلات أثناء مراسم تشييع جثامين 4 شباب من أبناء القرية راحوا ضحايا حادث أليم .

https://youtube.com/shorts/trfUu906uNk?si=LgNC_Hi2N71GAzEP
 

وكان الآلاف من الأسر والعائلات من أبناء قرية الرجدية بمركز طنطا شيعوا  جثامين 4 شباب لقوا حتفهم  غرقا في مياه بيارة الصرف الصحي بمدينة شبين  الكوم في محافظة المنوفية في مشهد جنائزي مهيب عقب أداء صلاة الجنازة بمسجدي العمري الكبير والعمده وسط حالة من الانهيار والدموع انتابت أقارب شهداء لقمة العيش ودفنهم حتي مثواهم الاخير .


كما تحولت منازل أهالي القرية الي سرادقات عزاء  عقب دفن الضحايا الأربعة بمقابر أسرهم عقب أداء صلاة الجنازة على جثامينهم .

وكان أهالي القرية انتظروا  تصاريح النيابة العامة بدفن جثامين أبنائهم لإقامة صلاة الجنازة بالمسجد الكبير بذات القرية فضلا عن إقامة العزاء بمسقط رأسهم.

وكان وزير العمل محمد جبران وجه ،مديرية عمل محافظة المنوفية بسرعة متابعة حادث مأساوي، تسبب في مصرع 4 عمال ،وإصابة 2 آخرين ،تعرضوا  لاختناقات شديدة ،بعد سقوطهم داخل بيارة صرف صحي بمدينة شبين الكوم ،أثناء قيامهم بتنظيفها ،وكذلك متابعة ملابسات الحادث ،والتأكد من مدى مطابقة الإجراءات الاحترازية والسلامة أثناء العمل في مثل هذه " البيارات"، وتحديد المسؤولية بعد معرفة الجهة التي يعملون فيها "تحديد تبعية هؤلاء العمال والمسؤول عنهم "،لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذه النوعية من الحوادث،وسرعة اعداد تقرير شامل بتفاصيل الحادث.

كما وجه الوزير ،مدير مديرية العمل  بالمنوفية عماد سعيد،بتقديم واجب العزاء لأسر الضحايا من المتوفين ،وزيارة المصابين في مستشفي شبين الكوم ،واتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع الإدارة المركزية للعمالة غير المنتظمة لصرف التعويضات التي تصل إلى 200 ألف جنيه لأسرة كل متوفي ،و20 ألف جنيه للمصاب .يشار هنا إلى أن الحادث أسفرت عن وفاة كل من: محمد كارم، محمد رأفت (27 عامًا)، وجمال مصطفى (30 عامًا)، ومحمد رجب (25 عامًا)، فيما أصيب كل من محمد سامي (42 عامًا) من طنطا، وإسلام (32 عامًا) من قرية دكما، اللذين تم نقلهما إلى مستشفى شبين الكوم التعليمي في حالة حرجة.

مقالات مشابهة

  • جنوب السودان: الفيضانات السنوية تفاقم الأزمة الإنسانية وتدفع المجتمعات إلى العيش على حافة المياه
  • سفارة روسيا في لشبونة: الأضرار التي لحقت بالسفارة البرتغالية في كييف كانت بسبب قوات الدفاع الجوي الأوكرانية
  • (عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني
  • كيف يحقق مشروع قانون المسؤولية الطبية حرية مزاولة المهنة وحماية المرضى؟
  • حيوان يمكنه العيش عام كامل دون طعام أو شراب.. يزن أكثر من 500 رطل
  • نقيب المهندسين: حققنا نقلة نوعية في ملف المعاشات واستمرار العمل بقانون النقابة القديم يهدر حقوق الأعضاء
  • إنارة شجرة الميلاد وسط طرابلس.. وكلمات شددت على العيش الواحد المشترك
  • محافظ القاهرة يشهد حفل تخرج أول دفعة من «أسطوات مصر»
  • الآلاف من أهالي الرجدية بطنطا يودعون شهداء لقمة العيش.. القصة الكاملة
  • هتاخد فلوس بدل العيش.. مفاجآت بشأن الخبز المدعم وشرط الحكومة للتحول للدعم النقدي