أكدت الصحفية اليسارية الإسرائيلية أميرة هاس، في مقال بصحيفة "هآرتس"، أن الغالبية العظمى من اليهود الإسرائيليين يوافقون على الخطة التي تفرضها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على جميع الفلسطينيين.

وحذرت من أن هذه الخطة -التي تهدف إلى إخضاع الفلسطينيين- تمضي قدما، مضيفة أنه حتى أولئك الذين سخروا من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يشاركون أو يدعمون علنا استخدام الحكومة القوة الماحقة ضد الشعب الفلسطيني في كل مكان.

وأوضحت أن إسرائيل تنفذ بالفعل هذه الخطة التي رسمها سموتريتش وأطلق عليها "الشقيقة التوأم" للتغييرات الجوهرية على النظام القضائي في البلاد.

وذكرت هاس أن من كانوا وراء رسم الخطة وأيدوها ودافعوا عنها هم من بيئة المستوطنين الصهاينة المتدينين التي تزداد قوة.

ويذكر أن نواب الائتلاف الحاكم -الذي يضم أحزابا يمينية متطرفة ودينية متشددة- صادقوا العام الماضي في البرلمان على بند في برنامج إصلاح القضاء يحدّ من قدرة المحكمة العليا على إلغاء قرارات الحكومة.

وقد أحدثت الخطة انقساما حادا في إسرائيل لأنها تزيد من سلطة البرلمان على حساب القضاء، وأثارت حالة من الجدل، ووصفتها المعارضة بأنها محاولة للانقلاب على الديمقراطية.

دولة واحدة لشعب واحد

ولفتت الكاتبة اليسارية الإسرائيلية في مقالها إلى أن سموتريتش قدم لدوائر صهيونية دينية مغلقة في ربيع عام 2017 -عندما كان لا يزال نائبا عن حزب البيت اليهودي– خطته لإقامة دولة واحدة من البحر إلى النهر لشعب واحد "هو الشعب اليهودي".

وافترضت هاس أن وزير المالية الإسرائيلي اعتمد في خطته على رسائل بعث بها يوشع بن نون إلى سكان الأرض التي هاجمها، بحسب الأساطير اليهودية.

وفي مقابلة أجرتها صحيفة هآرتس في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2016 مع سموتريتش استند في تبرير مواقفه المتشددة إلى 3 رسائل يزعم اليهود أن يوشع بن نون فتى نبي الله موسى -عليه السلام- بعثها إلى سكان الأرض التي فتحها.

وبحسب تلك الرسائل، فإن يوشع أعطى السكان 3 خيارات: "إذا لم يهرب سكان البلاد فيجب أن تُفرَض عليهم قيود، أن يكونوا مهانين ومحتقرين، وألا يرفعوا رأسا في إسرائيل، وإن عارضوا ذلك فلا نترك منهم نفسا".

وفي تلك المقابلة، قال سموتريتش "نحن نحسم الصراع: أنا أدمر آمالهم في إقامة دولة". وعندما سألته رافيت هيشت -الصحفية التي أجرت معه ذلك اللقاء- تضمنت إجابته إحالة إلى رسائل يوشع التي يزعم أنه قال فيها: "من يريد أن يقبل بحكمنا فسيُقبل، ومن يريد أن يرحل فسيرحل، ومن يريد أن يقاتل فسيقاتل.. وأما من يريد الرحيل فسوف نساعده".

تحذير فظيع

وحذر في المقابلة أيضا الفلسطينيين من أن من لن يغادر الأرض "سيقبلون إما بحكم الدولة اليهودية، وفي هذه الحالة يمكنهم البقاء، أما أولئك الذين لا يغادرون فسنقاتلهم ونهزمهم".

وخلصت هاس في مقالها إلى أنه عندما تضع هذه الحرب "الفظيعة" أوزارها، فإن غالبية الإسرائيليين الذين عارضوا التعديلات على النظام القضائي، سيكتشفون أنها قد أُنجزت تقريبا.

ووصفت التعديلات بأنها أضعف وأكثر خضوعا للنظام الحاكم من أي وقت مضى، وبات النظام التعليمي في حالة تناغم تام معه، كما أن وسائل الإعلام أضحت تنوب "بحماس شديد" عن الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي.

وختمت ساخرة "إنه حقا انتصار".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات من یرید

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة

زعمت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024، بأن "حركة حماس ترفض تقديم قائمة المحتجزين الأحياء والأموات الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى، وسيتم تبادلهم مع أسرى فلسطينيين، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار والافراج عن المحتجزين".

وأضافت الهيئة نقلاً عن مصادر، أن الحركة تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف المحادثات وعادت لتطالب بإنهاء الحرب.

إقرأ أيضاً: الإعلام العبري: مفاوضات غزة لم تنهار وتفاهمات بشأن فيلادلفيا ونتساريم

وفي وقت سابق، أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلًا عن قيادي في حركة حماس، بأن اتفاق وقف إطلاق النار سيقضي بوقف الحرب تدريجيًا والانسحاب الإسرائيلي من غزة.

وأضاف القيادي بحركة حماس، أن اتفاق وقف إطلاق النار سينتهي بصفقة جادة لتبادل الأسرى والمحتجزين ووقف دائم للحرب، ومن الممكن أن يرى اتفاق وقف إطلاق النار النور قبل نهاية العام الجاري، إذا لم يعطله رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .

وأشار إلى أن هناك بعض النقاط العالقة في مفاوضات وقف إطلاق النار لكنها لا تعطل التوصل لاتفاق، مضيفًا أنه تم الاتفاق على معظم النقاط المتعلقة بقضايا وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.

وأكدت قناة كان العبرية نقلاً عن مصادر مطلعة على مفاوضات صفقة الأسرى، أن المفاوضات لم تنهار، وأن عودة الوفد الإسرائيلي كانت بهدف اتخاذ قرارات في إسرائيل بشأن كيفية المضي قدمًا في المفاوضات.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد، مساء أمس، عن عودة فريق المفاوضات الإسرائيلي الذي يضم مسؤولين رفيعي المستوى من الأجهزة الأمنية إلى تل أبيب، وذلك بعد أسبوع من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، المكثفة في قطر.

وقال مكتب نتنياهو، في بيان صحفي، إن الوفد الذي يضم مسؤولين من جهاز الموساد والأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي، يعود لـ"إجراء مشاورات داخلية في إسرائيل بشأن استكمال المفاوضات لإعادة الأسرى" المحتجزين في قطاع غزة.

وأشار مكتب نتنياهو إلى "أسبوع مهم من المفاوضات" في قطر، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • حرق شجرة الميلاد في قرية سورية ذات غالبية مسيحية يؤدي إلى تظاهرات
  • إبطال بطاقات الائتمان في تركيا التي تستخدم هذه الكلمات والأرقام في كلمات المرور
  • واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتجبر آلاف الفلسطينيين على الفرار
  • هآرتس: الحرب مع إسرائيل تعزز قبضة الحوثيين على الداخل وتثير قلق دول الخليج (ترجمة خاصة)
  • هآرتس تحذر من كارثة بالنسبة للرهائن الإسرائيليين فى غزة بسبب نتنياهو
  • خبير: إسرائيل اتخذت ذريعة 7 أكتوبر لتغيير وتقليل أعداد السكان الفلسطينيين
  • الكشف عن عملية خاصة للاحتلال فشلت بانقاذ أحد الأسرى الإسرائيليين في غزة
  • خبير علاقات دولية: إسرائيل اتخذت ذريعة 7 أكتوبر لتهجير السكان الفلسطينيين
  • حركة فتح: إسرائيل تواصل عدوانها على الفلسطينيين وسط صمت دولي من العالم