هآرتس: غالبية الإسرائيليين يؤيدون استخدام القوة الماحقة ضد الفلسطينيين
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
أكدت الصحفية اليسارية الإسرائيلية أميرة هاس، في مقال بصحيفة "هآرتس"، أن الغالبية العظمى من اليهود الإسرائيليين يوافقون على الخطة التي تفرضها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على جميع الفلسطينيين.
وحذرت من أن هذه الخطة -التي تهدف إلى إخضاع الفلسطينيين- تمضي قدما، مضيفة أنه حتى أولئك الذين سخروا من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يشاركون أو يدعمون علنا استخدام الحكومة القوة الماحقة ضد الشعب الفلسطيني في كل مكان.
وأوضحت أن إسرائيل تنفذ بالفعل هذه الخطة التي رسمها سموتريتش وأطلق عليها "الشقيقة التوأم" للتغييرات الجوهرية على النظام القضائي في البلاد.
وذكرت هاس أن من كانوا وراء رسم الخطة وأيدوها ودافعوا عنها هم من بيئة المستوطنين الصهاينة المتدينين التي تزداد قوة.
ويذكر أن نواب الائتلاف الحاكم -الذي يضم أحزابا يمينية متطرفة ودينية متشددة- صادقوا العام الماضي في البرلمان على بند في برنامج إصلاح القضاء يحدّ من قدرة المحكمة العليا على إلغاء قرارات الحكومة.
وقد أحدثت الخطة انقساما حادا في إسرائيل لأنها تزيد من سلطة البرلمان على حساب القضاء، وأثارت حالة من الجدل، ووصفتها المعارضة بأنها محاولة للانقلاب على الديمقراطية.
دولة واحدة لشعب واحد
ولفتت الكاتبة اليسارية الإسرائيلية في مقالها إلى أن سموتريتش قدم لدوائر صهيونية دينية مغلقة في ربيع عام 2017 -عندما كان لا يزال نائبا عن حزب البيت اليهودي– خطته لإقامة دولة واحدة من البحر إلى النهر لشعب واحد "هو الشعب اليهودي".
وافترضت هاس أن وزير المالية الإسرائيلي اعتمد في خطته على رسائل بعث بها يوشع بن نون إلى سكان الأرض التي هاجمها، بحسب الأساطير اليهودية.
وفي مقابلة أجرتها صحيفة هآرتس في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2016 مع سموتريتش استند في تبرير مواقفه المتشددة إلى 3 رسائل يزعم اليهود أن يوشع بن نون فتى نبي الله موسى -عليه السلام- بعثها إلى سكان الأرض التي فتحها.
وبحسب تلك الرسائل، فإن يوشع أعطى السكان 3 خيارات: "إذا لم يهرب سكان البلاد فيجب أن تُفرَض عليهم قيود، أن يكونوا مهانين ومحتقرين، وألا يرفعوا رأسا في إسرائيل، وإن عارضوا ذلك فلا نترك منهم نفسا".
وفي تلك المقابلة، قال سموتريتش "نحن نحسم الصراع: أنا أدمر آمالهم في إقامة دولة". وعندما سألته رافيت هيشت -الصحفية التي أجرت معه ذلك اللقاء- تضمنت إجابته إحالة إلى رسائل يوشع التي يزعم أنه قال فيها: "من يريد أن يقبل بحكمنا فسيُقبل، ومن يريد أن يرحل فسيرحل، ومن يريد أن يقاتل فسيقاتل.. وأما من يريد الرحيل فسوف نساعده".
تحذير فظيعوحذر في المقابلة أيضا الفلسطينيين من أن من لن يغادر الأرض "سيقبلون إما بحكم الدولة اليهودية، وفي هذه الحالة يمكنهم البقاء، أما أولئك الذين لا يغادرون فسنقاتلهم ونهزمهم".
وخلصت هاس في مقالها إلى أنه عندما تضع هذه الحرب "الفظيعة" أوزارها، فإن غالبية الإسرائيليين الذين عارضوا التعديلات على النظام القضائي، سيكتشفون أنها قد أُنجزت تقريبا.
ووصفت التعديلات بأنها أضعف وأكثر خضوعا للنظام الحاكم من أي وقت مضى، وبات النظام التعليمي في حالة تناغم تام معه، كما أن وسائل الإعلام أضحت تنوب "بحماس شديد" عن الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي.
وختمت ساخرة "إنه حقا انتصار".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات من یرید
إقرأ أيضاً:
بوتين يهدد بضرب الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة.. الباليستي رد أولي
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أن موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها ضد الأراضي الروسية.
وقال بوتين -في خطاب بثه التلفزيون العام- إن "الصراع بدأ يأخذ طابعا عالميا"، مضيفا أن موسكو "تعتبر أن من حقها استخدام أسلحتها ضد المنشآت العسكرية العائدة إلى دول تجيز استخدام أسلحتها ضد منشآتها، وفي حال تصاعد الأفعال العدوانية سترد بقوة موازية".
كما أكد أن الهجوم الذي شنته بلاده اليوم على أوكرانيا جاء رد فعل على الضربات الأوكرانية لأراض روسية بصواريخ أمريكية وبريطانية في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وأعلن أن روسيا سوف توجه تحذيرات مسبقة إذا شنت مزيدا من الهجمات باستخدام مثل هذه الصواريخ ضد أوكرانيا كي تتيح للمدنيين الإجلاء إلى أماكن آمنة، محذرا من أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية لن تكون قادرة على اعتراض الصواريخ الروسية.
وفي وقت سابق، اتهمت كييف روسيا بإطلاق صاروخ عابر للقارات قادر على حمل رأس نووي على أراضيها، وهو أول استخدام لهذا السلاح ويشكل تصعيدا غير مسبوق للنزاع والتوترات بين روسيا والغرب.
وقال سلاح الجو الأوكراني في بيان إن القوات الروسية استخدمت الصاروخ في هجوم في الصباح الباكر على مدينة دنيبرو (وسط) شمل أنواعا عدة من الصواريخ واستهدف منشآت حيوية.
من جانبه ذكر مسؤول أمريكي، أن موسكو "تسعى الى ترهيب أوكرانيا والدول التي تدعمها عبر استخدام هذا السلاح أو إلى لفت الانتباه، لكن ذلك لا يبدل المعطيات في هذا النزاع".
ويأتي الهجوم في وقت بلغت التوترات أعلى مستوياتها بين موسكو والغرب، مع اقتراب عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل، والتي ينظر إليها على أنها نقطة تحول.
وسبق أن استخدمت أوكرانيا قبل أيام صواريخ أتاكمز الأمريكية التي يبلغ مداها 300 كيلومتر، وذلك لأول مرة ضد منشأة عسكرية في منطقة بريانسك الروسية بعد حصولها على إذن من واشنطن.
وأشارت موسكو إلى أن أنظمة الدفاع الجوي لديها أسقطت صاروخين من طراز "ستورم شادو" (ظل العاصفة) بريطانية الصنع، و6 صواريخ أميركية من طراز هيمارس، و67 طائرة مسيرة.
وزودت دول غربية عدة كييف بصواريخ بعيدة المدى، لكنها لم تسمح باستخدامها على الأراضي الروسية خوفا من رد فعل موسكو.
وعززت روسيا تحذيراتها النووية في الأيام الأخيرة، وفي عقيدتها الجديدة بشأن استخدام الأسلحة النووية -التي أصبحت رسمية أول أمس الثلاثاء- يمكن لروسيا الآن استخدامها عند وقوع هجوم "ضخم" من قبل دولة غير نووية ولكن مدعومة بقوة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة.