غزة- خاص بـ”رأي اليوم”- نادر الصفدي: فاجأت حركة “حماس” الجميع بإعلانها الموافقة رسميًا على المشاركة في اجتماع الفصائل الفلسطينية، المقرر عقده في العاصمة المصرية القاهرة، نهاية الشهر الجاري، رغم التوتر والمشاحنات الإعلامية المتصاعدة والتي لا تهدأ مع السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس الذي دعا لهذا الاجتماع “الطارئ”.

ورغم أن الكثير من الأنباء التي تم تداولها عن موقف “حماس” الرافض للمشاركة باجتماع القاهرة، على خلفية التوتر في الضفة الغربية وما يجري من حملات اعتقال وملاحقات مكثفة على خلفية “سياسية” تقوم بها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، لكن يبدو أن الحركة أرادت أن تتجاوز هذا الملف كليًا وتغمض عينها. وأمس الاحد أكدت “حماس” رسميا مشاركتها في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة الأسبوع المقبل، وصرح عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية، خلال لقاء للفصائل في غزة، بأن حماس تلقت دعوة رسمية لحضور اجتماع الأمناء العامين للفصائل وقررت المشاركة فيه. وذكر أن “حماس” تنظر إلى الاجتماع المذكور على أنه “فرصة كبيرة للنهوض بالوضع الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية”، وقال “نريد رؤية وطنية واضحة استراتيجية أركانها لم الشمل الفلسطيني ووحدة البيت الداخلي ولا يكون ذلك إلا بتشكيل مجلس وطني جديد (لمنظمة التحرير) بالانتخابات وإن تعذر ذلك تشكيل قيادة وطنية جامعة ثم تشكيل حكومة منبثقة عنها “. وترجح الكثير من التوجهات بأن حركة “حماس” تعرضت لضغوطات وصفتها بـ “الهائلة والكبيرة” من قبل الجانب المصري من أجل المشاركة في اجتماع الفصائل كونه “فرصة ذهبية لا تعوض” لإزالة الخلافات وفتح الملفات الشائكة وإعادة مناقشتها من جديد، وإزالة التوتر القائم بين حركتي “حماس” و”فتح” والسلطة. فيما ذهبت تحليلات أخرى إلى أن “حماس” وافقت على “مضمض” للمشاركة في هذا الاجتماع، خوفًا منها لإعطاء الرئيس عباس الفرصة الكافية من أجل تمرير مخططاته وسيطرته على الفصائل ومحاولة اقناعهم بـ”قانونية” حملات الاعتقال التي تجري بالضفة الغربية وملاحقة المقاومين على خلفيات سياسية بحته، فقررت المشاركة كونها ستكون لها أهمية أكبر من غيابها، وانها لا تريد إعطاء فرصة لخلق توتر مع القاهرة. ومن المقرر انعقاد اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة في 30 من الشهر الجاري وذلك لأول مرة منذ سنوات. ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس للاجتماع المذكور في الثالث من الشهر الجاري على خلفية عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين في الضفة الغربية خلفت استشهاد 12 فلسطينيا وعشرات الجرحى. ودأبت مصر منذ سنوات على استضافة اجتماعات الفصائل الفلسطينية في محاولة لإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ عام 2007 غير أن سلسلة اتفاقيات وتفاهمات لم تجد طريقها للتنفيذ. شرط حركة الجهاد بدوره اشترط أمين عام حركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، الأحد، حضور حركته لاجتماع الأمناء العامين الذي سيعقد في العاصمة المصرية القاهرة بالإفراج عن المعتقلين. وقال النخالة في تصريح صحفي مقتضب، لن نذهب لاجتماع الأمناء العامين في القاهرة قبل الإفراج عن إخواننا المجاهدين في سجون السلطة الفلسطينية، وفق نص تصريحه. بدوره، اعتبر القيادي الأخر في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس، حضور الفصائل للاجتماع في ظل استمرار الاعتقالات السياسية و”التنسيق الأمني” مع الاحتلال واستمرار رفض قيادة السلطة لتحقيق مطالب الشعب والمقاومة “نجاحًا” يسجل للسلطة ولصالح اتفاقاتها مع الاحتلال. وقال: “المؤتمر سيكون وبالاً على المقاومة والشعب الفلسطيني ونجاحًا للسلطة ومؤسساتها ويعطيها تشريعًا لما تفعله بالضفة، في ظل موافقة الفصائل للذهاب للاجتماع لمجرد رفع الحرج عن أنفسهم”. وحول توقعاته لمخرجات الاجتماع، قال: “كالعادة الاجتماع سيخرج بعبارات الإدانات للاحتلال ومستوطنيه، وسنسمع كلمات ونعود كما قبل بعد ذلك، وسنعطي شرعية للسلطة أمام الشعب والعالم”. وتنفي السلطة الفلسطينية أن يكون لديها أي معتقلين سياسيين، وتقول إن من تعتقلهم يتم على خلفية قضايا جنائية وخاصة بعد مهاجمة مركز للشرطة في بلدة جبع جنوب جنين. وهنا يقول النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة إن الفصائل الفلسطينية مطالبة بأخذ موقف مماثل لموقف حركة الجهاد الإسلامي، داعيًا الفصائل لأن تربط مشاركتها في اللقاء بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين كشرط للبدء في الحوار. وأضاف خريشة، “سبق وأن تم التعهد في اجتماعات سابقة بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ثم لم يتم تنفيذ أي من هذه الاتفاقيات أو مخرجات اللقاءات وبالتالي يجب أن يكون ملف الاعتقالات السياسية شرط أساسي لبدء اللقاء”. وتابع قائلاً: “ملف الاعتقالات السياسية ملف قديم إلا أنه متجدد غير أن الخطورة تمكن حاليًا في أن الاعتقالات السياسية جاءت بعد الانتصار الذي حققته جنين والمقاومة فيه وما تبع ذلك من إحراج لأطراف كثيرة أبرزها السلطة والنخبة المتنفذة فيها، والنظام العربي المهرول للتطبيع”. ويعتقد النائب الثاني للمجلس التشريعي الفلسطيني أن التجربة التاريخية فيما يتعلق باللقاءات أنها تأتي كطوق نجاة للنخبة المتنفذة في السلطة الفلسطيني والتي تبحث عن تجديد الشرعيات من خلال هذا الاجتماع والاتفاق على بيان ختامي يصدر عن اللقاء ثم لا ينفذ منه شيء. وشدد على أن الجميع الفلسطيني يريد تطبيق حقيقي لكل الاتفاقيات والقرارات الصادرة عن المجلس المركزي والوطني وعلى رأسها وقف التنسيق الأمني والاعتقالات السياسية والذهاب نحو انتخابات داخلية وخارجية خاصة بالمجلس الوطني تفضي إلى لجنة تنفيذية مشتركة ورئيس للشعب الفلسطيني. ويبقى هنا التساؤل.. لما تراجعت “حماس” عن موقفها، وأغمضت عينها عن الاعتقالات السياسية؟ هل هذا اللقاء فخًا نُصب للفصائل؟

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

تحت ضغط شعبي.. نتنياهو يعلن عن “مفاوضات مكثفة” لاستعادة الأسرى

إسرائيل – أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن هناك “مفاوضات مكثفة” هذه الأيام لإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة في ظل تواصل الضغط الشعبي عليه، إثر تنصله من اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع واستئناف الحرب.​​​​​​​

جاء ذلك وفق بيان صادر عن مكتب نتنياهو، امس الإثنين، بعد وقت قصير من إعلان حركة الفصائل الفلسطينية أنها تدرس مقترحا جديدا قدمه الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وفي يناير/ كانون الثاني 2025 تمكنت القاهرة بمشاركة قطر والولايات المتحدة من التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة الفصائل ينص على وقف إطلاق النار في غزة وفق عدة مراحل، قبل أن تنتهكه تل أبيب وتعلن من طرف واحد استئناف الحرب في مارس/ آذار الماضي.

وبحسب البيان الذي نقلته صحيفة “معاريف” العبرية، أجرى نتنياهو مكالمات هاتفية مع أمهات ثلاثة أسرى محتجزين في غزة، وهم: تمير نمرودي، وأفيناتان أور، وإيتان هورن.

وأوضح البيان أن نتنياهو “شرح خلال المكالمات الجهود المبذولة لإعادة المختطفين، وأطلعهم على وجود مفاوضات مكثفة تجري في هذه الأيام”.

وزعم نتنياهو “التزامه بإعادة جميع المختطفين، سواء الأحياء منهم أو من قتلوا”، بحسب المصدر ذاته.

ويأتي حديث نتنياهو في وقت يشهد تصاعدا في الضغط الشعبي داخل إسرائيل، إذ انضم خلال الساعات الـ48 الأخيرة آلاف من جنود الاحتياط والمدنيين من مختلف القطاعات إلى حملة توقيعات تطالب الحكومة بإعادة الأسرى، حتى لو كان الثمن وقف الحرب.

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وفي وقت سابق من مساء الاثنين، أعلنت حركة الفصائل، الإثنين، أنها تدرس مقترحا تسلمته من الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة.

وقالت الحركة في بيان: “قيادة الحركة تدرس، بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلّمته من الإخوة الوسطاء (مصر وقطر)، وستقدّم ردّها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه”.

وأضافت: “نؤكد على موقفنا الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاقٍ قادم: وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن شعبنا”.

وفي 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة الفصائل إسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • رابطة علماء اليمن تنظم لقاءًا بعنوان “لا عذر للجميع أمام الله في القعود عن نصرة غزة وفلسطين”
  • تحت ضغط شعبي.. نتنياهو يعلن عن “مفاوضات مكثفة” لاستعادة الأسرى
  • في اتصال مع عباس... ماكرون يدعو لإصلاح السلطة الفلسطينية ونزع سلاح حماس
  • تفاصيل اجتماع رئيس الوزراء مع اللجنة السياسية| فيديو
  • الحكومة تناقش السيناريوهات السياسية المقترحة خلال الفترة المقبلة
  • الرئيس الفرنسي يدعو الرئيس الفلسطيني لـ «إبعاد» حركة حماس وإصلاح السلطة
  • في لحظة دولية فارقة... لوكمسبورغ تحتضن أول اجتماع أوروبي رفيع المستوى مع السلطة الفلسطينية
  • الرياض.. مجموعة “دراغون” تبحث تطورات الأوضاع بفلسطين
  • الجهاد الإسلامي”: استهداف العدو لمستشفى المعمداني صعود جديدة نحو قمة الاجرام
  • حركة الجهاد: قصف العدو لمستشفى المعمداني صعود نحو قمة الإجرام