أمريكا تجري محادثات سرية مع إيران حول الهجمات بالبحر الأحمر
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
كشفت صحيفة “فايننشال تايمز”نقلاُ عن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين أن الولايات المتحدة أجرت محادثات سرية مع إيران في محاولة لإقناع طهران باستخدام نفوذها على جماعة الحوثي اليمنية لإنهاء الهجمات على السفن في البحر الأحمر.
حبس روجينا 7 سنوات بتهمة قتل أحمد بدير في الحلقة الثالثة من سر إلهي مانشيني يعيد سداسي المنتخب السعودي لصفوف الأخضر من جديد المفاوضات بين إيران وأمريكاوقال المسؤولون إن المفاوضات غير المباشرة، التي أثارت خلالها واشنطن أيضا مخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني المتوسع، جرت في عمان في يناير وكانت الأولى بين الخصمين منذ عشرة أشهر.
وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية في الساعات الأولى من الثلاثاء، أنها استهدفت ما قالت إنها "السفينة الأمريكية بينوكيو" في البحر الأحمر.
الهجمات سوف تتصاعد خلال شهر رمضان دعما لغزةوقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، إن هجمات الجماعة سوف تتصاعد خلال شهر رمضان "دعما لقطاع غزة".
وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن الحوثيين أطلقوا صاروخين بالستيين مضادين للسفن، من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن، باتجاه السفينة التجارية "بينوكيو".
وأضافت أن السفينة سنغافورية وترفع علم ليبيريا، مؤكدة أنه لم ترد أنباء عن وقوع خسائر مادية أو بشرية.
وتشير قواعد البيانات العامة التي تديرها شركة "إكويسيس" والمنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، إلى أن "بينوكيو" سفينة حاويات ترفع العلم الليبيري وتملكها شركة مسجلة في سنغافورة.
تعطيل حركة الشحن العالميوبدأ الحوثيون شن هجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل، منذ نوفمبر الماضي.
وأدت هجمات الجماعة في البحر الأحمر إلى تعطيل حركة الشحن العالمي، مما أجبر شركات على تغيير مسارها للقيام برحلات أطول وأكثر تكلفة حول إفريقيا، وأثارت مخاوف من اتساع نطاق حرب غزة مما قد يزعزع استقرار الشرق الأوسط.
الولايات المتحدة وبريطانيا تشم ضربات على أهداف للحوثيين في اليمنوفي وقت سابق من الإثنين، قال متحدث باسم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا إن 11 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 14 آخرين، بعدما أصابت غارات جوية نسبت إلى تحالف أمريكي بريطاني، مدنا ساحلية وبلدات صغيرة غربي اليمن.
وتشن الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات على أهداف للحوثيين في اليمن، وأعادت واشنطن تصنيف الحركة جماعة إرهابية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جماعة الحوثي اليمنية السفن البحر الاحمر ايران أمريكا السفن في البحر الأحمر اليمن فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
الحديدة ليست الميدان الوحيد : أنصار الله يستهدفون السفن من كل أنحاء اليمن
وعلى الرغم من التوجهات الأميركية المتجددة لتصعيد الأعمال الحربية على الحديدة تحت حجة وقف هذه الهجمات، فإن المعطيات والوقائع على الأرض تكشف أن هذه الرؤية تتسم بالعشوائية وعدم الاستناد إلى تحليل دقيق للواقع العسكري.
إن الدعوات الأميركية لشن هجوم بري على الحديدة تطرح تساؤلات جدية حول جدوى هذه الاستراتيجية. فالمنطق العسكري يقول إن استهداف السفن في المياه الإقليمية لم يكن يوما مرتبطا بموقع جغرافي معين، بل كان مرتبطا بالقدرة على استهداف الأهداف البحرية عبر تقنيات متنوعة.
إذ إن أنصار الله لم يعتمدوا في استهداف السفن على الزوارق المسيرة إلا بعد شهور طويلة من استخدام صواريخ وطائرات مسيرة أُطلقت من مختلف المناطق اليمنية.
وبالتحديد، منذ بداية هجمات أنصار الله على السفن التجارية، تم استهداف 153 سفينة خلال الأشهر السبعة الأولى من المواجهات، ولم يحتاج المهاجمون إلى الزوارق المسيرة في تلك الفترة. بل كانت الهجمات تتم عبر صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة أُطلقت من 12 محافظة يمنية. وهذا يثبت أن استهداف السفن لا يعتمد على الحديدة أو على منطقة معينة في البحر الأحمر، بل هو جزء من استراتيجية عسكرية شاملة تتوزع فيها العمليات من عدة مواقع في اليمن.
واليوم، وبعد مرور أكثر من عام على بداية هذه الهجمات، بلغ إجمالي السفن المستهدفة 202 سفينة، منها اثنتان فقط استُهدِفتا عبر الزوارق المسيرة في البحر الأحمر أما بقية السفن، فقد تم استهدافها بصواريخ وطائرات مسيرة، وصواريخ باليستية متطورة انطلقت جميعها من مختلف المناطق اليمنية، باتجاه مسرح العمليات البحري الذي يشمل البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي وحتى البحر الأبيض المتوسط. هذه الوقائع تؤكد أنه لا توجد علاقة حتمية بين الهجمات على السفن وبين الحديدة بشكل خاص.
يستند التحليل العسكري إلى الوقائع الميدانية، ولا يمكن تجاهل المعطيات التي تؤكد أن الهجمات على السفن لن تتوقف في حال شن حرب برية على الحديدة. بل إن النتيجة ستكون كارثية، حيث ستجد المملكة العربية السعودية نفسها في مواجهة ردود فعل عسكرية عنيفة من قبل أنصار الله، سواء في البحر أو على الأرض وفي حال تم تنفيذ الهجوم البري على الحديدة، فمن المتوقع أن تكون هناك زيادة في الهجمات على السفن السعودية والنفطية، التي تشكل جزءا رئيسيا من الاقتصاد السعودي. ومن الممكن أن يكون الرد الحوثي على أي تصعيد في الحديدة جزءا من استراتيجية عسكرية أوسع تشمل استهداف المنشآت النفطية الحيوية للمملكة
وبالتالي حدوث ازمة عالمية في اسواق الطاقة بالعالم
علاوة على ذلك، فإن ما يبدو أنه اقتراح عسكري عشوائي يتجاهل تماما حقيقة أن أنصار الله يمتلكون القدرة على استهداف السفن باستخدام تقنيات أخرى لا تعتمد على موقع جغرافي معين.
لذلك، يمكن الاستنتاج بأن إشعال حرب على الحديدة لن يؤدي إلى توقف الهجمات على السفن، بل سيؤدي إلى تصعيد أكبر في المواجهات، وسيضر بمصالح الأطراف المتورطة في هذا النزاع، وعلى رأسها السعودية التي تساهم بشكل مباشر في دعم القوات المعادية في اليمن.
هذه المعطيات العسكرية تؤكد أن الرهان الأميركي على استهداف الحديدة كوسيلة لوقف الهجمات على السفن هو رهان خاطئ. بل إن التصعيد العسكري في هذه المنطقة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، إذ ستزيد الضغوط على المملكة العربية السعودية التي قد تجد نفسها في مواجهة تهديدات متعددة، سواء كانت في البحر أو على الأرض.
في النهاية، يعكس الموقف الأمريكي تجاه الحديدة فشلا في فهم تعقيدات الواقع العسكري اليمني، ويجسد عجزا في قراءة التفاعلات الاستراتيجية على الأرض. وإذا كانت الولايات المتحدة تظن أن الهجوم على الحديدة سيقيد قدرة أنصار الله على استهداف السفن، فهي بذلك تقامر بمصالحها الإقليمية وتضع الأمن السعودي والاقليمي في خطر أكبر.
وما كان من المفترض أن يكون خطوة نحو وقف الهجمات البحرية عبر وقف العدوان الاسرائيلي على غزة قد يتحول إلى تصعيد عسكري شامل، مع ما يترتب عليه من عواقب كارثية على الأمن الإقليمي، لا سيما بالنسبة للمملكة التي تعتبر أكبر مصدر للنفط في العالم.
- عرب جورنال / كامل المعمري -