لماذا تعد الشراكة الستراتيجية بين امريكا والعراق مهمة للشعب العراقي؟
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
13 مارس، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
ألينا رومانوسكي
آمل أن توفر مقالة الرأي هذه بعض الأفكار للنظر فيها خلال شهر التأمل هذا مع العائلة والأصدقاء. مع انطلاق عمل اللجنة العسكرية العليا الأميركية العراقية مؤخراً، يُجري القادة الأميركيون والعراقيون مفاوضات بشأن انتقال عمل التحالف الدولي، وعلى وجه التحديد الوجود العسكري الأميركي، الذي لطالما دعم الشركاء العراقيين في هزيمة داعش.
أُدرك أن ليس جميع العراقيين ينظرون إلى علاقتنا بنفس الطريقة، وأنَّ التباين في الآراء بشأن مسار بلدكم أمر طبيعي، بل ومُؤشر على ديمقراطية ناضجة. ولهذا السبب، فإنَّ اللحظة الحالية توفر فرصة ذهبية للتمعن في نوع العلاقة الستراتيجية طويلة الأمد التي ترغبون في بنائها مع الولايات المتحدة. إنَّ المخاطر المترتبة على الإجابة عن هذا السؤال كبيرة، ليس فقط بالنسبة للعلاقات الأميركية العراقية، ولكن أيضاً بالنسبة لعلاقات العراق مع العالم.
بصفتي سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق، يشرفني أن أعمل يومياً مع الشعب العراقي ومن يمثله بهدف عرض موقف الولايات المتحدة بشأن الشراكة الستراتيجية. ضمن اتفاقية الإطار الستراتيجي التاريخية بين الولايات المتحدة والعراق لعام 2008 التي توجه علاقتنا، أرى كم سيستفيد العراق من شراكتنا الستراتيجية الدائمة، لأنني بالفعل أرى الفوائد التي جلبتها علاقتنا القوية على العراقيين. وهذا ما أراه.
نحن ملتزمون بأمن العراق واستقراره وسيادته، حيث وقفنا جنبًا إلى جنب مع الشركاء العراقيين لتحرير العراق من آفة داعش. مع حلول الذكرى العاشرة لظهور داعش والذكرى الخامسة لهزيمته، يجب أن نكون واضحين بشأن التهديد الذي لا يزال يشكله هذا التنظيم على العراق، من كل من العراق وسوريا. نريد أن تمتلك قوات الأمن العراقية القدرات اللازمة لمواجهة التهديدات المستقبلية، ولهذا السبب، ومنذ عام 2012، خصص الكونغرس الأميركي أكثر من 3.5 مليارات دولار لبناء قدرات قوات الأمن العراقية. وتقدم الولايات المتحدة للعراق دعمًا مستدامًا حيويًا، ومعدات من الطراز العالمي مثل طائرات أف-16 المقاتلة ودبابات القتال أم-1 أبرامز، والتدريب الاحترافي الذي يعزز قدرات قوات الأمن العراقية لتكون ممثلة لكل فئات المجتمع العراقي المتنوعة، وتكون مسؤولة أمام الحكومة العراقية ذات السيادة، وقادرة على الدفاع عن العراق ودوره في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
ولكننا نحتاج إلى أكثر بكثير من مجرد علاقة أمنية. نحن بحاجة إلى علاقات اقتصادية وثقافية وتعليمية وشعبية تبني عراقًا حديثًا مستقرًا وآمنًا وذا سيادة ومزدهرًا ومتصلًا بالعالم.
ولا تزال الولايات المتحدة المانح والداعم الأكبر للعراق. فعلى مدى العشرين عاماً الماضية، قدمت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية للعراق أكثر من 11 مليار دولار من المساعدات التنموية لتطوير المجتمعات المحلية. وقد ساعد هذا الدعم العراقيين على إطلاق المئات من المشاريع الجديدة وخلق الآلاف من فرص العمل وبناء 150 مدرسة و25 عيادة للرعاية الصحية و130 مرفق مياه. ومنذ عام 2014، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 3.6 مليارات دولار لدعم المجتمعات الهشة من النازحين العراقيين واللاجئين وتزويدهم بالرعاية الصحية والدواء ومياه صالحة للشرب وخدمات صرف صحي أفضل. وفقط منذ عام 2017، استثمرنا 157 مليون دولار في مشاريع يقودها العراقيون للمساعدة في توفير المياه الصالحة للشرب لأكثر من 12 مليون عراقي.
ويستفيد الآلاف من العراقيين من برامجنا الخاصة بالتبادل الثقافي والتعليمي. فمنذ بدء برامجنا لتبادل طلاب المدارس الثانوية والجامعات قبل 17 عامًا، سافر أكثر من 5000 شاب عراقي إلى الولايات المتحدة وعادوا للقيام بأشياء عظيمة من أجل العراق. وفي عام 2024، سيزور 400 عراقي إضافي الولايات المتحدة من خلال برامج التبادل لدينا، بما في ذلك برنامج فولبرايت المرموق وبرنامج تبادل القيادات الشابة العراقية وبرنامج الزائر الدولي القيادي. ونوفر أيضاً في العراق برامج أخرى بما في ذلك تعليم اللغة الإنجليزية وتدريب المعلمين وفرص التمكين للباحثين عن عمل والشركات الناشئة ودعاة حماية المناخ. وتوفر برامجنا مبادرات متنوعة أخرى للنساء والفتيات لتطوير مهاراتهن، منها الحصول على شهادات في قطاع التكنولوجيا من شركتي غوغل ومايكروسوفت. وتصدر سفارتنا في بغداد وقنصليتنا العامة في أربيل آلاف التأشيرات سنوياً لدعم سفر العراقيين ولم شملهم بأسرهم والالتحاق بالجامعات وإجراء الأبحاث وإقامة العلاقات التجارية وتلقي العلاج الطبي أو مجرد التمتع بزيارة الولايات المتحدة. وجودنا يجعل هذه الروابط ممكنة.
وتعني التجارة بين الولايات المتحدة والعراق إنتاج المزارعين الأميركيين أغذية تطعم الأسر العراقية. وتقدم شركات الطاقة الأميركية تكنولوجيا متطورة للشبكات الكهربائية للمساعدة في تحديد مكان وحتى تجنب انقطاع التيار الكهربائي، ورفع كفاءة التوربينات الكهربائية أثناء تركيب قدرة توليد جديدة، واحتجاز الغاز الطبيعي المحترق لاستعماله في إنتاج الطاقة المحلية. وتقوم شركات الأدوية الأميركية بتوفير لقاحات عالية الجودة للعراقيين لمكافحة المرض، بينما تستثمر شركات أميركية أخرى في المستشفيات والعيادات العراقية بتزويد المعدات الطبية لإنقاذ الأرواح والتكنولوجيا الحديثة لحديثي الولادة لرعاية أصغر العراقيين. ولقد دعمنا البنك المركزي العراقي في زيادة عدد علاقات المراسلة المصرفية التجارية للعراق، وهو إنجاز هائل للعراق في تطبيع العلاقات التجارية العالمية وإجراء تجارته بأمان باستخدام الدولار الأميركي. حيث ارتفع إجمالي الودائع المحفوظة في المصارف التجارية العراقية بنسبة 40 بالمائة تقريباً خلال العامين الماضيين، مما يشير إلى تزايد ثقة المستهلكين في المؤسسات المصرفية العراقية في الوقت الذي نعمل فيه معاً لزيادة الشفافية واستئصال الفساد والسرقة وربط القطاع المصرفي العراقي بالاقتصاد العالمي التنافسي.
من المؤكد أنَّ دولاً أخرى تطرق باب العراق وتعلن عن بدائل لما تعرضه الولايات المتحدة وشركاؤنا. لكن كسفيرة للولايات المتحدة في العراق، لا أرى أيًا منهم يقدم للشعب العراقي بقدر ما تفعله الولايات المتحدة كل يوم.. ولا يمكن لأحد منهم أن يقدم للعراق شراكة مكافئِة حقيقية ومتساوية تربط العراق بالعالم وتعزز ازدهار العراق.. نحن نعمل على بناء جسور بين شعب الولايات المتحدة والعراق ستدوم لأجيال عديدة.
عندما أتحدث مع الشباب العراقيين الذين يمثلون مستقبل التغيير في هذا البلد، يخبرونني أنهم يرغبون بخدمات يمكن الاعتماد عليها وتعليم أفضل وفرص عمل أكبر وحياةٍ أفضل وفرص أكثر.. وبمعرفة كل ما يمكننا تحقيقه معاً من خلال شراكة ستراتيجية قوية بين الولايات المتحدة والعراق، نستطيع أن نكون جزءاً من تحويل أحلامهم إلى حقيقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة والعراق من العراق أکثر من
إقرأ أيضاً:
الحدود الغربية للعراق.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
عكست الزيارات الأخيرة لمسؤولين عراقيين لتفقد الحدود الغربية للبلاد، الاهتمام المتزايد للقيادة الأمنية برفع جاهزية القطعات العسكرية المنتشرة على الشريط الحدودي مع سوريا، ومتانة منظومة الموانع التي تم بناؤها للحد من عمليات تسلل العناصر الإرهابية.
ورغم هذه الاستعدادت، لكن مراقبين أكدوا أهمية التوسع في استخدام تقنيات المراقبة الالكترونية لزيادة فعالية الدفاعات الحدودية.
يقول، أحمد جديان، وهو عسكري متقاعد، لـ "الحرة" إن الانتشار الكثيف لمختلف أصناف القوات البرية في المنطقة الحدودية، منع وقوع أي خروق في الفترة الماضية.
لكن جديان أقترح على الجهات المسؤولة "أن يكون هناك تسير لطائرات مسيرة بالوقت الحاضر لتأمين الحدود بصورة كبيرة جدا". حسب تعبيره.
العراق يشرع بنصب 100 كم من الكونكريت على الحدود مع سوريا وعززت وزارة الداخلية في العامين الأخيرين قوات قيادة حماية الحدود، ونصبت مجموعة مخافر في نقاط حدودية عدة، بعد أن خصص مجلس الوزراء مبلغ 10 مليارات دينار عراقي في عام 2023 لتعزيز تأمين الحدود.ويرى مراقبون للشأن السياسي أن مخيم الهول السوري القريب من حدود العراق الغربية لا يزال يشكل جزءا من التهديد لتلك الحدود، محذرين من أن بقاء ما يزيد عن 18 ألف عراقي داخل المخيم، يمثل "قنبلة موقوته" تهدد الاستقرار في العراق.
ويقول الباحث السياسي، مكرم القيسي لـ "الحرة" إن " فكر داعش مازال منتشرا هناك بالتالي نحن نقول يجب علينا أن ننهي هذه المخيمات"، مضيفا أن "إرجاع النازحين إلى أراضيهم يمكن تغيير هذا الفكر ممكن تغير هذا الإصلاح هذا التجمع هو عبارة عن قنبلة موقوتة الآن".
وخلال السنوات الماضية اتخذت الحكومة العراقية مجموعة إجراءات لتأمين حدودها مع سوريا الممتدة لقرابة 600 كيلومتر، عبر سلسلة من التحصينات الأمنية ، تمثلت بحفر الخنادق الشقية، وبناء الحواجز الكونكريتية ، فضلا عن زيادة عدد النقاط الحدودية المجهزة بكاميرات المراقبة الحرارية.
فيما أعلنت وزارة الداخلية العراقية مؤخرا عن شروعها ببناء جدار كونكريتي بطول 100 كيلومتر استكمالا لعملية تحصين الحدود العراقية السورية.
القائد العام للقوات المسلحة السيد محمد شياع السوداني يوجه بتجهيز قوات الحدود بالأسلحة الحديثة وتأمين كل متطلباتها الفنية...
Posted by المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي on Thursday, November 21, 2024رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، قال إن العمل الفني والإداري لقوات الحدود، وإشغال المخافر، ونصب الأبراج والكاميرات والموانع "قد بلغ أفضل مستوياته مقارنةً بالسنوات الماضية".
رئاسة الوزراء العراقية ذكرت في بيان، أن السوداني وجه بـ"تزويد قوات الحدود بالأسلحة الحديثة ومواصلة العمل لضمان أمن جميع الحدود، ومكافحة المخدرات والجريمة العابرة للحدود، وكل أشكال التجاوزات التي تضرّ أمن وسيادة العراق" بحسب البيان.