بيروت ـ “راي اليوم” من نور علي: أينما ذهبت في كل انحاء سورية اليوم لن تسمع سوى حديث واحد من عموم الناس وهو حديث في الوضع المعيشي الصعب وارتفاع أسعار المواد الأساسية وعجز الاسر السورية عن مواجهة متطلبات الحياة اليومية. الغلاء في كل مكان وفي كل شيء. ومرد ذلك الى انهيار متواصل لسعر صرف الليرة السورية امام الدولار.

اما احاديث فئة الشباب وطلاب الجامعات فتنحصر في حلم السفر وترك البلاد، لاتعدام الامل في بناء مستقبل في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب، وصعوبة الحصول على فرص عمل جيدة تأمن مقومات الحياة. شكوى العاملين في القطاع العام الحكومي هي الأعلى والاشد مرارة نظرا لتدني اجورهم وعدم مقاومتها لارتفاع الأسعار. وسجّل سعر مبيع الدولار في دمشق، 12 ألف و700 ليرة، وسعر الشراء 12 ألف و500، بينما اقترب سعر المبيع في حلب من 13 ألفاً و سعر الشراء 12 ألف و700 ليرة. بذلك، تكون الليرة قد خسرت في قرابة شهر 4 آلاف و400 من قيمتها، إذ كان سعرها يبلغ 8 آلاف و500 ليرة قبل عدة أسابيع في اقسى تراجع لها منذ سنوات.  هذا الانهيار انعكس مباشرة على حياة الناس من خلال ارتفاع جنوني لاسعار المواد الاستهلاكية والضرورية. وباتت اغلب الاسر السورية عاجزة عن مواكبة هذا الارتفاع مع تدني مستوى الدخل والأجور خاصة للعاملين في القطاع العام، اذ اصبح الدخل الشهري لا يتجاوز ما يعادل ١٠ دولارات في الشهر. ترافق ذلك مع تدني مستوى الخدمات العامة. ويعاني السوريين بشكل خاص من انقطاع التيار الكهربائي طوال ساعات اليوم، ولا يحصل المواطن السوري وسيطا على اربع ساعات من التيار الكهربائي خلال اليوم في مناطق داخل العاصمة والمدن الرئيسية بينما تقل عن هذه المدة في المناطق والارياف خارج المدن. ومع ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام بشكل قياسي فان المعاناة من انقطاع التيار تزداد وتتحول الى ازمة حقيقة. ولا يقوى المواطن السوري على اللجوء الى البدائل لتوفير الطاقة نظرا لارتفاع تكاليفها. وتنقسم الآراء داخل المجتمع السوري حول أسباب ما آلت اليه الأوضاع في البلاد. ففي حين يرى البعض ان جل الأسباب ترتبط بحالة الحصار والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الغربية على سورية في محاولة لاخضاع سورية ونيل ما لم تستطع هذه الدول الحصول عليه بالحرب المباشرة ودعم وتسليح الجماعات الإرهابية، وتعتقد هذه الدول ان سلاح الجوع والخنق سوف يحقق الأهداف، ويكون بديلا عن فشل الحرب المباشرة. ويرى الرأي الاخر ان البلاد وان كانت تخضع للحصار الا ان السبب الأساس للازمة مرتبط بسوء الإدارة، وضعف الحكومة، والفساد. وان القرارات غالبا ما تكون ارتجالية وبعيدة عن الواقع، وتزيد الواقع تعقيدا وصعوبة بدلا من ان تسهم في الحل. قبل عيد الأضحى المبارك سادت وعود من الحكومة برفع أجور القطاع العام، وأصبحت هذه الوعود حديث الشارع السوري الذي بدى مترقبا لهذه الزيادة التي يمكن ان تحسن الواقع ولو قليلا. ونشرت مواقع إخبارية محلية ان اقتراح الحكومة سيتضمن زيادة الأجور للقطاع العام بنسبة 100 في المئة. الا ان هذه الوعود حتى اليوم لم تنفذ، بقيت حالة الترقب دون أي نتائج، حتى المقترح نفسه سحب من التداول. ولم يعد احد يتحدث به. اعطى هذا الحال مؤشرا واحدا بالنسبة لفئات اجتماعية واسعة وهو ان الحكومة عاجزة عن مواجهة تردي الأوضاع المعيشية الصعبة. واليوم الاثنين يعقد مجلس الشعب السوري جلسة استثنائية أصبحت وقبل انعقادها محور اهتمام الشارع السوري الذي ربما حملها اكثر مما تحتمل لجهة قدرة النواب وفي جلسة واحدة على مواجهة الحكومة، ومعالجة الازمات المعقدة. وطالب بعض النشطاء السوريين عبر مواقع التواصل بنقل الجلسة على الهواء مباشرة ليطلع الشعب السوري على ما سيدلي به النواب من مداخلات، لكن هذه الدعوات بقيت دون رد، فجلسة اليوم ستقعد بدون وسائل اعلام. لتبقى عين المواطن السوري على ما سيصدر من نتائج لهذه الجلسة. في المحصلة الشعب السوري يختنق، والوضع يزداد صعوبة وقسوة، ويحتاج الى قرارات وإجراءات استثنائية تخفف ولو جزئيا من المعاناة اليومية، وهذه القرارات يجب ان تكون أولا سريعة وعاجلة وثانيا مدروسة بشكل جيد وفق قراءة دقيقة للواقع وليست ارتجالية، وثالثا قابلة للتنفيذ الفوري وليست مجرد وعود. السبب السياسي للازمة واضح، ويتمثل في الحصار المتوحش والظالم والذي يرقى الى جريمة حرب ترتكبها الدول الغربية بحق الشعب السوري، وكانت قد ارتكبت مثلها مرارا وتكرارا بحق شعوب أخرى دون أي رحمة. لكن المعالجة والمواجهة الفاشلة والفساد والعجز يساعد هذا الحصار في الوصول الى أهدافه.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الشعب السوری

إقرأ أيضاً:

أسعار العملات الأجنبية اليوم السبت بماكينات الصرف الألي الـATM

أسعار العملات.. استقرت أسعار العملات الأجنبية أمام الجنيه المصري اليوم السبت، 1 فبراير 2025، تزامنًا مع عطلة البنوك الأسبوعية، وسجل سعره في البنك المركزي المصري نحو 50.16 جنيه للشراء، 50.30 جنيه للبيع.

وفي هذا الصدد ترصد بوابة الوفد الإلكترونية" أسعار العملات اليوم السبت 1 فبراير 2025، والتي جاءت على النحو الاتي:

أسعار العملات اليوم السبت بماكينات الصرف الألي 

 

الدولار الأمريكي

البنك المركزي المصري: 50.16 جنيه للشراء، 50.30 جنيه للبيع.

البنك الأهلي المصري: 50.18 جنيه للشراء، 50.28 جنيه للبيع.

بنك مصر: 50.18 جنيه للشراء، 50.28 جنيه للبيع.

البنك التجاري الدولي (CIB): 50.17 جنيه للشراء، 50.27 جنيه للبيع.

 

اليورو الأوروبي

البنك الأهلي المصري: 52.14 جنيه للشراء، 52.62 جنيه للبيع.

بنك مصر: 52.01 جنيه للشراء، 52.35 جنيه للبيع.

 

الجنيه الإسترليني

البنك الأهلي المصري: 62.34 جنيه للشراء، 62.72 جنيه للبيع.

بنك مصر: 62.23 جنيه للشراء، 62.54 جنيه للبيع.

 

الريال السعودي

البنك الأهلي المصري: 13.33 جنيه للشراء، 13.40 جنيه للبيع.

بنك مصر: 13.33 جنيه للشراء، 13.40 جنيه للبيع.

 

الدينار الكويتي

البنك الأهلي المصري: 162.02 جنيه للشراء، 163.07 جنيه للبيع.

بنك مصر: 162.04 جنيه للشراء، 162.89 جنيه للبيع.

 

يُذكر أن هذه الأسعار مستقرة منذ آخر تحديث يوم الخميس الماضي، نظرًا لإجازة البنوك يومي الجمعة والسبت، وتختلف الأسعار من بنك لآخر، لذا يُنصح العملاء بمتابعة التحديثات المستمرة عبر المواقع الرسمية للبنوك.

مقالات مشابهة

  • مجلس السلم و الأمن الأفريقي يعقد قمة طارئة لمناقشة الأوضاع في السودان
  • الرئيس الفلسطيني يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن
  • سعر الدولار مقابل الليرة السورية اليوم الأحد 2-2-2025 في آخر تحديث
  • فلسطين تطلب جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على الضفة
  • الرئيس الفلسطيني يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي
  • ارتفاع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار اليوم الأحد
  • الحزب الشيوعي العراقي ينتقد قرار الحكومة السورية بحل الحزب في البلاد
  • آخر تحديث لأسعار العملات الأجنبية في مصر اليوم الأحد
  • سعر الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الأحد 2 فبراير 2025
  • أسعار العملات الأجنبية اليوم السبت بماكينات الصرف الألي الـATM