رأي اليوم:
2025-02-07@01:43:58 GMT
الشعب السوري يختنق.. تدهور الليرة السورية يتواصل امام العملات الأجنبية.. والاسعار تضاعفت.. وعود رفع الأجور لم تنفذ والحكومة تبدو عاجزة ومجلس الشعب السوري يعقد جلسة طارئة لدراسة الأوضاع التي وصلت اليها البلاد
تاريخ النشر: 24th, July 2023 GMT
بيروت ـ “راي اليوم” من نور علي: أينما ذهبت في كل انحاء سورية اليوم لن تسمع سوى حديث واحد من عموم الناس وهو حديث في الوضع المعيشي الصعب وارتفاع أسعار المواد الأساسية وعجز الاسر السورية عن مواجهة متطلبات الحياة اليومية. الغلاء في كل مكان وفي كل شيء. ومرد ذلك الى انهيار متواصل لسعر صرف الليرة السورية امام الدولار.
اما احاديث فئة الشباب وطلاب الجامعات فتنحصر في حلم السفر وترك البلاد، لاتعدام الامل في بناء مستقبل في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب، وصعوبة الحصول على فرص عمل جيدة تأمن مقومات الحياة. شكوى العاملين في القطاع العام الحكومي هي الأعلى والاشد مرارة نظرا لتدني اجورهم وعدم مقاومتها لارتفاع الأسعار. وسجّل سعر مبيع الدولار في دمشق، 12 ألف و700 ليرة، وسعر الشراء 12 ألف و500، بينما اقترب سعر المبيع في حلب من 13 ألفاً و سعر الشراء 12 ألف و700 ليرة. بذلك، تكون الليرة قد خسرت في قرابة شهر 4 آلاف و400 من قيمتها، إذ كان سعرها يبلغ 8 آلاف و500 ليرة قبل عدة أسابيع في اقسى تراجع لها منذ سنوات. هذا الانهيار انعكس مباشرة على حياة الناس من خلال ارتفاع جنوني لاسعار المواد الاستهلاكية والضرورية. وباتت اغلب الاسر السورية عاجزة عن مواكبة هذا الارتفاع مع تدني مستوى الدخل والأجور خاصة للعاملين في القطاع العام، اذ اصبح الدخل الشهري لا يتجاوز ما يعادل ١٠ دولارات في الشهر. ترافق ذلك مع تدني مستوى الخدمات العامة. ويعاني السوريين بشكل خاص من انقطاع التيار الكهربائي طوال ساعات اليوم، ولا يحصل المواطن السوري وسيطا على اربع ساعات من التيار الكهربائي خلال اليوم في مناطق داخل العاصمة والمدن الرئيسية بينما تقل عن هذه المدة في المناطق والارياف خارج المدن. ومع ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام بشكل قياسي فان المعاناة من انقطاع التيار تزداد وتتحول الى ازمة حقيقة. ولا يقوى المواطن السوري على اللجوء الى البدائل لتوفير الطاقة نظرا لارتفاع تكاليفها. وتنقسم الآراء داخل المجتمع السوري حول أسباب ما آلت اليه الأوضاع في البلاد. ففي حين يرى البعض ان جل الأسباب ترتبط بحالة الحصار والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الغربية على سورية في محاولة لاخضاع سورية ونيل ما لم تستطع هذه الدول الحصول عليه بالحرب المباشرة ودعم وتسليح الجماعات الإرهابية، وتعتقد هذه الدول ان سلاح الجوع والخنق سوف يحقق الأهداف، ويكون بديلا عن فشل الحرب المباشرة. ويرى الرأي الاخر ان البلاد وان كانت تخضع للحصار الا ان السبب الأساس للازمة مرتبط بسوء الإدارة، وضعف الحكومة، والفساد. وان القرارات غالبا ما تكون ارتجالية وبعيدة عن الواقع، وتزيد الواقع تعقيدا وصعوبة بدلا من ان تسهم في الحل. قبل عيد الأضحى المبارك سادت وعود من الحكومة برفع أجور القطاع العام، وأصبحت هذه الوعود حديث الشارع السوري الذي بدى مترقبا لهذه الزيادة التي يمكن ان تحسن الواقع ولو قليلا. ونشرت مواقع إخبارية محلية ان اقتراح الحكومة سيتضمن زيادة الأجور للقطاع العام بنسبة 100 في المئة. الا ان هذه الوعود حتى اليوم لم تنفذ، بقيت حالة الترقب دون أي نتائج، حتى المقترح نفسه سحب من التداول. ولم يعد احد يتحدث به. اعطى هذا الحال مؤشرا واحدا بالنسبة لفئات اجتماعية واسعة وهو ان الحكومة عاجزة عن مواجهة تردي الأوضاع المعيشية الصعبة. واليوم الاثنين يعقد مجلس الشعب السوري جلسة استثنائية أصبحت وقبل انعقادها محور اهتمام الشارع السوري الذي ربما حملها اكثر مما تحتمل لجهة قدرة النواب وفي جلسة واحدة على مواجهة الحكومة، ومعالجة الازمات المعقدة. وطالب بعض النشطاء السوريين عبر مواقع التواصل بنقل الجلسة على الهواء مباشرة ليطلع الشعب السوري على ما سيدلي به النواب من مداخلات، لكن هذه الدعوات بقيت دون رد، فجلسة اليوم ستقعد بدون وسائل اعلام. لتبقى عين المواطن السوري على ما سيصدر من نتائج لهذه الجلسة. في المحصلة الشعب السوري يختنق، والوضع يزداد صعوبة وقسوة، ويحتاج الى قرارات وإجراءات استثنائية تخفف ولو جزئيا من المعاناة اليومية، وهذه القرارات يجب ان تكون أولا سريعة وعاجلة وثانيا مدروسة بشكل جيد وفق قراءة دقيقة للواقع وليست ارتجالية، وثالثا قابلة للتنفيذ الفوري وليست مجرد وعود. السبب السياسي للازمة واضح، ويتمثل في الحصار المتوحش والظالم والذي يرقى الى جريمة حرب ترتكبها الدول الغربية بحق الشعب السوري، وكانت قد ارتكبت مثلها مرارا وتكرارا بحق شعوب أخرى دون أي رحمة. لكن المعالجة والمواجهة الفاشلة والفساد والعجز يساعد هذا الحصار في الوصول الى أهدافه.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: الشعب السوری
إقرأ أيضاً:
سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار يواصل الانتعاش
واصل سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار اليوم الثلاثاء الارتفاع في السوق الموازية مع توجه الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تركيا بدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتأتي زيارة الشرع بعد زيارة له إلى السعودية التقى خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ما أعطى إشارة إلى السوق باستقرار الإدارة الجديدة مع زيادة احتمال تطوير العلاقات الاقتصادية مع عدة بلدان.
سعر صرف الليرة السورية اليوم الثلاثاء في السوق الموازية ارتفع سعر صرف الليرة السورية في دمشق وحلب إلى 8300 ليرة مقابل الدولار عند الشراء من 9 آلاف مسجلة مساء أمس، في حين زاد سعرها عند البيع إلى 8400 ليرة للدولار من 9100 مساء أمس. في إدلب ارتفع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار إلى 8100 ليرة للدولار من 9 آلاف ليرة عند الشراء، وعند البيع زاد سعر العملة السورية أمام الدولار إلى 8200 ليرة من 9100 ليرة. في الحسكة ارتفع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار عند الشراء إلى 8600 ليرة مقابل الدولار من 9100 مسجلة في آخر تعاملات أمس في حين زاد سعر البيع إلى 8700 من 9200 ليرة مقابل الدولار مسجلة مساء أمس. سعر صرف الليرة السورية لدى مصرف سوريا المركزيأبقى مصرف سوريا المركزي سعر صرف الليرة السورية عند 13 ألف ليرة للشراء و13 ألفا و130 ليرة عند البيع وفق النشرة الرسمية الصادرة اليوم الثلاثاء.
إعلانويصف خبراء في الاقتصاد أسعارا دون أسعار صرف المصرف المركزي التي تجتاح أسواق الصرف الموازية في سورية بكونها "حالة نادرة".
لماذا تواصل الليرة السورية الارتفاع؟ يزور الرئيس السوري أحمد الشرع تركيا اليوم بدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان. أجرى الرئيس السوري أحمد الشرع زيارة للعاصمة السعودية الرياض التقى خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأبدى رغبة في التعاون الاقتصادي مع المملكة. قررت الإدارة السورية الجديدة إلغاء العمل بدستور سنة 2012، وحلّ حزب البعث العربي الاشتراكي ومجلس الشعب والجيش والأجهزة الأمنية التابعة لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. ناقش وزير المالية السوري محمد أبازيد الأسبوع الماضي احتمالات تخفيف العقوبات المفروضة على بلاده في أول اجتماع له مع مسؤولين بالاتحاد الأوروبي منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي. خففت الولايات المتحدة عقوباتها على سوريا مما فتح المجال أمام التعاملات مع مؤسسات الحكومة ومعاملات الطاقة، وسمح بتحويل الأموال الشخصية إلى البلد بما في ذلك عبر المصرف المركزي. لا تضخ بنوك سوريا الليرة بالسوق، وهو ما يدفع التجار والمصنعين إلى الاستغناء عن الدولار للحصول على الليرة من السوق الموازية لتسيير أعمالهم. يزيد المعروض من الدولار الأميركي، ويمسك المصرف المركزي باحتياطات من الليرة. رفع التعريفة الجمركية للاستيراد سيحفز الإنتاج والاستثمار، ويدعم المنتج المحلي، ويحد من استنزاف الدولار.