متابعة بتجــرد: عقب دقائق قليلة من بث أول حلقة من مسلسل “الحشاشين”، بطولة الفنان المصري كريم عبدالعزيز، على شاشات الفضائيات المصرية أمس في أول أيام رمضان، تصدر المسلسل الترند بمواقع التواصل، وشنت لجان جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان هجوما ضاريا على المسلسل وصنّاعه.

يبدأ المسلسل بمشهد مثير للجدل بين زعيم الطائفة وأحد أتباعه يسأل فيه الزعيم “تفدي الدعوة بإيه؟” فيرد التابع “بروحي.

. روحي فداء صاحب مفتاح الجنة”.

وتكشف أحداث المسلسل نهج الجماعات الفاسدة والإرهابية والتكفيرية منذ أيام الحشاشين وتشابه الأفكار بين حسن الصباح مؤسس الحشاشين، وحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، ومبدأ السمع والطاعة الذي يسير على نهجه أنصار الجماعتين الأخطر في العالم، وكيف نجح مؤسس الحشاشين في إقناع أتباعه بأفكار خاطئة لتبرير جرائمهم، مثلما فعل حسن البنا -مؤسس الإخوان- مع أتباعه.

ويقول الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة في تصريحات لـ”العربية” إنه قبل البدء في سرد فكرة جماعة الحشاشين، يجب القول إن “المسلسل عودة للدراما التاريخية التوعوية التي تكشف أخطر الحركات السرية والعسكرية التي اشتهرت بالاغتيالات والإرهاب حتى ظهور جماعة الإخوان”، مضيفا أن “الجماعة بدأ تأسيسها على يد حسن الصباح في القرن الحادي عشر الميلادي، كجزء من الطائفة النزارية نسبة إلى نزار بن المستنصر المنتمية للمذهب الإسماعيلي”.

وقال إن الحشاشين جماعة مسلحة من البداية، وهناك تشابة بينها وبين الإخوان في فكرة تجنيد الأنصار في سن صغيرة واستخدام الدين لتبرير الاغتيالات بحجة الدفاع عن الدين والجماعة، موضحا أن مؤسس الجماعة حسن الصباح كان يتبع طريقة غريبة في تجنيد الشباب وتنفيذ أوامره من خلال تخديرهم بالحشيش. وعملت الجماعة على تنفيذ اغتيالات سياسية، وأطلق على منفذي العمليات الإرهابية اسم “الفدائيين”.

وكشف أستاذ التاريخ أن الحشاشين استمروا لسنوات طويلة ودرّب الصباح أتباعه في قلعة “ألموت”، والتي تم اختيارها بعيدًا عن أنظار الخلافة العباسية، ليصبحوا “فدائيين” ويتولون تنفيذ عمليات اغتيال، مؤكدا أنهم انتهوا لأن أي جماعة سرية في التاريخ سيكون مصيرها مثل مصير الحشاشين.

ويقول سامح فايز، الباحث في تاريخ جماعات الإسلام السياسي لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” إن الجماعة بدأت في العام 1094، أي قبل ألف عام وكان اسمها مثار رعب ومصدر خوف، ليس للمسلمين فقط في بلاد العرب أو فارس لكن لملوك أوروبا أنفسهم.

وقال إنه في نهايات حكم الدولة الفاطمية، حدث صراع بين الفاطميين على ولاية المستعلي وأخيه نزار، وانشقت المجموعة الداعمة لنزار ومقرهم بلاد فارس وأصبح اسمها الإسماعيلية النزارية، وكان زعيم المجموعة المنشقة حسن الصباح، زعيم الحشاشين.

وتابع أن “حسن الصباح من مواليد مدينة قم في بلاد فارس، ومع ضعف حكم الدولة الإسلامية وتوالي الحملات الصليبية ومعها الحروب مع المغول استغل حسن الصباح المشهد، وبدأ ينشر بين الناس أنهم ابتعدوا عن الإسلام الحقيقي، وأنهم لابد أن يرجعوا لجماعة المسلمين، وأسس لجماعته مقرهم الأشهر في قلعة ألموت الجبلية شمال إيران”، موضحا أن “ألموت” كلمة فارسية معناها عش النسر، وامتدت دولتهم إلى سوريا.

وقال فايز إن “الغريب في جماعة الحشاشين إنهم لم يؤسسوا دولتهم بالمواجهة بين جيوش دولتين، لكنهم استخدموا فكرة الاغتيالات والعمل السري، وكان لدى الصباح الآلاف من التابعين الذين دربهم على مبدأ السمع والطاعة، وقام بتجنيدهم منذ طفولتهم وعلمهم أغلب اللغات المعروفة في تلك الفترة ما سهل له اختراق الدول المجاورة واستغلال وجود اتباعه كخلايا نائمة في قصور الأمراء والخلفاء لتنفيذ عمليات الاغتيال وإضعاف الدولة بشكل ممنهج، مثلما فعل الإخوان بعد ذلك”.

وذكر الباحث في تاريخ الجماعات الإرهابية أن “أول عملية اغتيال نفذتها جماعة الحشاشين كانت للوزير نظام الملك في دولة السلاجقة الأتراك، وكانت بداية كبيرة وخطيرة على اعتبار أن الوزير نظام الملك من أقوى الوزراء في دولة السلاجقة والذي شهد حكم السلاجقة معه أكبر لحظات مجدهم وقوتهم”، متابعا أنه مع بدايات عام 1300 أصبحت كلمة حشاش مرادفة جديدة على القاموس اللغوي الأوروبي وتعني القاتل المحترف المأجور.

وكشف فايز أن “من أهم أسباب انتشار جماعة الحشاشين أنهم اعتمدوا العمل السري والكمون كسبيل للانتشار والسيطرة”، موضحا أن الطابع السري في العمل ساهم في استمرار الجماعة وتماسكها وشدة تنظيمها و جاذبيتها العقلية والعاطفية للشباب الذين انتموا إليها.

وفجر الباحث مفاجأة وقال “إن جماعة الحشاشين ما زال بعضهم موجودا حتى اليوم لكن من دون أي نفوذ سياسي، وينتشرون في أكثر من 25 دولة في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الشمالية”، مشيرا إلى أن سقوط نظام دولة الحشاشين لم يكن معناه زوال خطر الجماعات الإرهابية المنحرفة عن نظام الدولة، مختتما بالقول إن “كل ما في الأمر أن حسن الصباح زعيم الطائفة مات، وبعد 1000 سنة ولد حسن آخر اسمه حسن البنا”.

يُذكر أن مسلسل “الحشاشين” يشارك فيه عدد كبير من النجوم أبرزهم كريم عبدالعزيز، ونيقولا معوض، وفتحي عبدالوهاب، وقام بتأليف المسلسل الكاتب عبدالرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي، واستغرق تصويره عامين، وكان من المقرر عرضه في رمضان العام الماضي، لكن تم تأجيله لهذا العام بسبب تصوير مشاهد من المسلسل في مالطا وكازاخستان.

View this post on Instagram

A post shared by Karim Abdel Aziz (@karimabdelazizofficial)

View this post on Instagram

A post shared by Karim Abdel Aziz (@karimabdelazizofficial)

main 2024-03-13 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: جماعة الحشاشین حسن الصباح

إقرأ أيضاً:

سوزان نجم الدين: عِشت قمة التشرد بعيدًا عن عائلتي

قالت النجمة سوزان نجم الدين أن أصعب مرحلة مرت بها هي الحرب و ذلك بعد أن كانت تعيش قمة الأمان والحب وكل شيء حلو، لقمة السواد وذلك بعد أن سافر أولادها وعائلتها وشعرت وقتها أنها في قمة التشرد والضياع. 

وأضافت سوزان نجم الدين أثناء استضافتها في برنامج كتاب الحياة على مجلة "فوربيس" أنها كانت أقرب لوالدتها من والدها لانها كانت تخجل من والدها كثيرا لانها كان يعبر عن حبه لها ولأخواتها بالمواقف، لافتة إلى أن حضنها الأول لوالدها كان بعد وفاته ووقتها طلبت منه أن يسامحها بأنها لم تضمة أكثر في حياته ولم تعبر عن حبها بشكل أكبر لوالدها. 

سوزان نجم الدين 

وتابعت: "شعرت في هذا الوقت أن والدي يسمعني وأخبرته كل شيء أريد أن أخبره لها ولم أستطع أن أقوله بسبب الخجل ومكانة الأب الكبيرة التي كان يحتلها في حياتي".

وكانت أبدت الفنانة سوزان نجم الدين، عن سعادتها الغامرة بمشاركتها في دور "ألينار"  في مسلسل الحشاشين قائلة : عمل متكامل نصاً وإخراجاً وإنتاجاً".

سوزان نجم الدين 

وأضافت خلال لقاء عبر برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة  ON:" ليس من المهم حجم الدور بقدر تأثيره حتى لو كان مشهدا أو مشهدين، فهى تجربة مشرفة لي أضيفها لمسيرتي المهنية وافتخر بها بشكل كبير".

سوزان نجم الدين 

وكانت حرصت الفنانة سوزان نجم الدين على الترويج لحلقتها مع الإعلامية لميس الحديدي الليلة بمشاركة أبطال مسلسل “الحشاشين” بطولة النجم كريم عبد العزيز .

 

سوزان نجم الدين ونصال الشافعي 

ونشرت سوزان نجم الدين مجموعة من كواليس الحلقة من خلال حسابها الرسمي على موقع إنستجرام وكتبت قائلة: “انتظرونا اليوم السبت الساعة التاسعة بتوقيت مصر، في لقاء حصري لصنّاع الحشاشين على قناة أون مع الإعلامية المتميزة  لميس الحديدي”.

 

سوزان نجم الدين وبيتر ميمي

تعتبر شخصية حسن الصباح من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل بالتاريخ الإسلامى والعالم أجمع بعدما أسس الجماعة الأشهر فى تنفيذ حركات الاغتيالات من وراء قلعة حصينة هى الموت.

سوزان نجم الدين وكريم عبد العزيز 

عُرض مسلسل الحشاشين على قناة «دي أم سي» في شهر رمضان 2024، ومنصة Watch it الإلكترونية، وذلك ضمن مجموعة كبيرة من مسلسلات دراما رمضان 2024.

سوزان نجم الدين ولميس الحديدي ونضال الشافعي 

وكانت قالت سوزان نجم الدين، فى تصريحات لها مؤخرًا إن مسلسل الحشاشين حقق نقلة نوعية مبهرة للأعمال التاريخية في مصر والوطن العربي بفضل كل أدوات النجاح اللي تحققت في العمل من إنتاج ضخم أزال كل العقبات أمام مخرج هايل مثقف متميز له رؤية متفردة فالتعامل مع الفن والمهنة الى أبطال العمل وعلى رأسهم النجم الأكثر جماهيرية كريم عبد العزيز وبداية طبعا مع الكاتب العبقري عبد الرحيم كمال  .

وأضافت سوزان نجم الدين أنها كانت سعيدة وفخورة بالعمل ضمن هذه التركيبة الناجحة وبالأخص تحت قيادة المخرج العالمي بيتر ميمي الذي أخرج شخصية ألينار من قلب سوزان بتوجيهاته وقيادته السلسة الذكية.


قصة مسلسل الحشاشين

تدور أحداث مسلسل الحشاشين حول مؤسس طائفة الحشاشين «حسن ابن الصباح»، الذي يجسد شخصيته كريم عبد العزيز، حيث كون هذا الرجل أخطر جماعة قتالية في التاريخ، أرعبت العالم، وارتكبت جرائم اغتيالات عديدة، وهو عمل تاريخي، مأخوذ من أحداث حقيقية من القرن الحادي عشر.

أبطال مسلسل الحشاشين

ويشارك في مسلسل الحشاشين كلاً من الفنان كريم عبد العزيز، نضال الشافعي، فتحي عبد الوهاب، محمد رضوان، سامى الشيخ، عمر الشناوى، نور ايهاب، أحمد عيد، ميرنا نور الدين، نيكولا معوض، إسلام جمال، سوزان نجم الدين، ياسر علي ماهر، ومسلسل الحشاشين من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي.

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري يكشف موقفا بطوليا للمستشار عدنان فنجري: «وقف بكل بسالة في وجه الإخوان»
  • سوزان نجم الدين: عِشت قمة التشرد والضياع بسبب الحرب
  • كتاب «ثورة 30 يونيو».. مصطفى بكري يكشف أسرار الأيام الأخيرة لحكم جماعة الإخوان الإرهابية
  • 30 يونيو | بعد 11 عامًا من السقوط.. هل ماتت «الجماعة» إكلينيكيًا؟
  • 30 يونيو | باحث: الجماعة الإرهابية ماتت إكلينيكيًا
  • النقابات المهنية.. سنوات من النضال ضد سيطرة الجماعة الإرهابية
  • سوزان نجم الدين: عِشت قمة التشرد بعيدًا عن عائلتي
  • في ذكرى الاحتفال بثورة 30 يونيو.. أبرز جرائم جماعة الإخوان الإرهابية
  • كاتب صحفي: «30 يونيو» أنقذت الشعب من جماعة حاولت هدم الهوية الوطنية
  • “هذه حقيقتي”.. مي عمر تطلّ بهذه الصور من إجازتها في لندن