وكانت اللجنة الرئاسية واللجنة العسكرية المكلفة بالتنسيق لفتح طريق صنعاء - الضالع - عدن، ومعهما لجنة الوساطة التي تضم ممثلين عن المجتمع المدني والكثير من المشايخ والوجهاء باشرت أمس الثلاثاء أعمالها بالنزول إلى محافظة الضالع من أجل فتح الطريق وإزالة أي عوائق فيه وذلك بعد التنسيق المسبق مع الطرف الآخر، إلا أنها وبمجرد وصولها إلى منطقة مريس تعرضت لإطلاق نار كثيف بمختلف الأسلحة من قبل مليشيا المرتزقة.

وبعيدا عن النوايا المبيتة لدى المرتزقة، عملت صنعاء على تكليف لجنة رئاسية وأخرى عسكرية من أجل التنسيق واتخاذ التدابير والترتيبات اللازمة لفتح هذا الطريق الحيوي الذي سيقلص ساعات السفر بين صنعاء وعدن إلى ثمان ساعات فقط. بدأت اللجنتان ومعهما لجان الوساطة الشعبية والمدنية بإزالة الحواجز الترابية وفتح الطريق في مناطق سلطة المجلس السياسي الأعلى إلا أنهم وبمجرد وصولهم إلى أول نقطة للمرتزقة في منطقة الزيلة بمريس قام مسلحو الطرف الآخر بمحاصرة اللجان واستهدافها بالسلاح الخفيف والثقيل في مسعى واضح لإفشال تلك الجهود، والاستمرار في تضييق الخناق على المواطنين وحرمانهم من أبسط الحقوق في استخدام الطريق بأمن وسلام.

وعقب الاستهداف للجان أطلق العديد من قيادات المرتزقة بعض التبريرات الواهية لاستهدافهم لجان الوساطة والتي زعموا أنها جاءت لدوافع أمنية.

في المقابل فجر هذا الاعتداء السافر حملة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام حيث اعتبر الناشطون بأنها تكشف مخاوف تلك الفصائل من انقطاع الجبايات التي تجنيها عبر النقاط المنتشرة على خط الضالع - عدن ورفضها التنازل عنها.

وقد وصف عضو لجنة الوساطة لفتح الطريق الدكتور حمود العودي إفشال المرتزقة لجهود الوساطة لفتح الطريق بالمؤلم والمحزن، والذي لا يمكن تفسيره سوى بأنه عمل غير مسؤول وعدائي ومضر بمصالح المواطنين واليمن واليمنيين جنوباً وشمالاً وغرباً وشرقاً.

وأكد العودي في تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام أن الجميع استبشروا خيرا بجهود الوساطة في هذا الشهر المبارك، لما لهذه الخطوة من أهمية في إنهاء المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها المواطنون والمسافرون نتيجة عبور طرق طويلة ومحفوفة بالمخاطر.

ولفت إلى أن هذه المبادرة كانت ستمثل البداية الأولى لفتح الطرق الرئيسية، وأن الظروف كانت مهيأة من كل الأطراف، بعد أن تحرك الجميع بناءً على تواصلات مستمرة مع الطرف الآخر في عدن والضالع، إلا أنه وبمجرد الوصول إلى نطاق سيطرة الطرف الآخر فوجئ الجميع بوابل من النيران والقذائف تنهال عليهم ما أدى إصابة شخصين.

وبإفشالهم مساعي فتح هذا الطريق الحيوي الرابط بين صنعاء وعدن عبر محافظة الضالع، اتضح أن الحملات الإعلامية التي ظل المرتزقة يرددونها وصموا بها الآذان طيلة الفترة الماضية تحت عنوان فتح الطرق لم تكن سوى للمزايدة ومحاولة التشويش على موقف الشعب اليمني والقيادة الثورية في نصرة الشعب الفلسطيني.

ويرى الكثير من المراقبين والمحللين أن الحملة التي قادها المرتزقة مؤخرا تحت يافطة فتح الطرقات، جاءت بإيعاز من دول العدوان لمحاولة إثارة البلبلة واشغال اليمنيين بقضايا ثانوية تحول دون استمرار موقف اليمن في مساندة الشعب الفلسطيني.

كما أن دول العدوان نفسها وإلى جانبها المرتزقة هم من فرضوا الحصار على الشعب اليمني في العام 2015م وأغلقوا كافة المنافذ البرية والبحرية المؤدية إلى مناطق سلطة المجلس السياسي الأعلى، تزامنا مع إغلاق المجال الجوي بالكامل، حتى أمام الرحلات الإنسانية، حيث لايزال مطار صنعاء الدولي مغلقا حتى اليوم رغم ما يترتب على ذلك من معاناة إنسانية لملايين اليمنيين.

ظل المرتزقة ممن يتباكون اليوم على الطرق المغلقة يبررون لكل ذلك الحصار ضد صنعاء والمناطق التي تديرها، غير مكترثين لما حل باليمنيين من أوجاع ومآسي طيلة السنوات الماضية نتيجة إغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة.

وبين ليلة وضحاها لاحظ الجميع حملتهم المسعورة ضد صنعاء منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" التي شارك فيها اليمن وقواته المسلحة بقوة إلى جانب المقاومة الفلسطينية كواجب ديني وأخلاقي وإنساني لنصرة الأشقاء في فلسطين الذين خذلهم أبناء جلدتهم من العرب والمسلمين.

كل ما سبق لا يقدم سوى تفسيرا واحدا هو أن المرتزقة ومن خلفهم دول العدوان يسعون من خلال التشويه لموقف صنعاء ومحاولة احباطه لخدمة العدو الصهيوني في عدوانه الإجرامي على الشعب الفلسطيني، امتدادا للموقف الخياني لكبريات الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية.

رغم ذلك استطاعت صنعاء مجددا أن تخرس ألسنة المرتزقة ودول العدوان من خلال مبادرتها لفتح العديد من الطرقات في تعز وغيرها من المحافظات، التي كان آخرها تفاعلها الكبير مع لجنة الوساطة لفتح طريق صنعاء - الضالع - عدن، التي باشرت أعمالها أمس واصطدمت بتعنت المرتزقة متعددي الولاءات لدول العدوان، والذين كشفوا للقاصي والداني أن ضجيجهم وحربهم الإعلامية، كان الهدف الوحيد منها تشويه موقف اليمن المشرف تجاه فلسطين، وصرف الأنظار عن الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الطرف الآخر فتح الطریق

إقرأ أيضاً:

حماس تدعو القمة العربية إلى إفشال خطة تهجير سكان غزة

دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القمة العربية المنعقدة في القاهرة إلى إفشال مخططات تهجير سكان قطاع غزة.

وقالت حماس -في بيان- إنه "في ظل انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة، نتطلع إلى دور عربي فاعل ينهي المأساة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في قطاع غزة، ويلزم حكومته الفاشية بوقف جرائمها بحق المدنيين العزل، ويضغط لفتح المعابر وإدخال ما يحتاجه شعبنا، وإفشال مخططات الاحتلال لتهجيره".

وأشارت الحركة إلى أن استمرار إغلاق الاحتلال الإسرائيلي معابر القطاع ومنع دخول المساعدات "إمعان في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وجريمة حرب".

واتهمت حماس الاحتلال باستهداف المدنيين الأبرياء بحملات التجويع، الأمر الذي يعمّق معاناتهم الإنسانية، لتحقيق أهداف سياسية.

ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري "لوقف الانتهاكات الممنهجة وغير المسبوقة للقانون الدولي والإنساني، ومحاسبة قادة الاحتلال باعتبارهم مجرمي حرب، وفرض إدخال المساعدات ومواد الإغاثة".

وتؤكد حماس مرارا التزامها باتفاق وقف إطلاق النار وتطالب بإلزام إسرائيل به، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية، واعتبرت قرار منع المساعدات ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على الاتفاق.

إعلان

وكانت إسرائيل -في محاولة للضغط على حماس- أوقفت إدخال المساعدات الإنسانية الى غزة يوم الأحد، وهو ما تسبب في انتقادات دولية واسعة لتل أبيب.

والأحد، وبعد ساعات من انتهاء المرحلة الأولى قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تل أبيب تعتزم البدء خلال أسبوع بتنفيذ خطة تصعيدية ضد غزة، تشمل قطع الكهرباء والمياه وتنفيذ عمليات اغتيال وإعادة تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه واستئناف القتال.

وتُعقد -اليوم الثلاثاء- في القاهرة قمة عربية تناقش الأوضاع في غزة والقضية الفلسطينية عموما.

مقالات مشابهة

  • اجتماع بمحافظة صنعاء يناقش الجوانب المتصلة بعملية الدمج لمكاتب الوزارات التي شملها الدمج
  • مُخرج مسلسل "طريق إجباري" يكشف سر استخدام كاميرا مهتزّة خلال التصوير
  • دينا هلالي: خطة إعمار غزة خارطة طريق لدعم القضية الفلسطينية
  • حماس تدعو القمة العربية إلى إفشال خطة تهجير سكان غزة
  • الرئيس السيسي: العدوان على غزة خلف وصمة عار في تاريخ البشرية عنوانها انعدام الإنسانية
  • فوزان في انطلاق دوري أهلي صنعاء الرمضاني
  • وردنا قبل قليل| تحذير هام من العاصمة صنعاء لكافة المواطنين بدون استثناء.. هاكم ما جاء فيه
  • صلح قبلي في صنعاء ينهي قضية قتل دامت 16 عاماً
  • تصريحات جديدة من صنعاء حول فتح طريق القصر-الكمب في تعز
  • مطالبات بمحاكمة مغنٍ تونسي قاتل في صفوف الجيش الإسرائيلي