السودان.. قصف متبادل بين الجيش والدعم السريع والبرهان يتعهد بمواصلة التقدم
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
قال قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لقواته إن الجيش سيواصل الضغط للسيطرة على مزيد من الأراضي بعد أهم تقدم حققه في الحرب الدائرة منذ 11 شهرا ضد قوات الدعم السريع، وذلك وسط قصف متبادل اليوم بمناطق عدة من العاصمة الخرطوم.
وسيطرت قوات الجيش أمس الثلاثاء على مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون في أم درمان الواقعة على الضفة الأخرى من نهر النيل وتمثل جزءا من العاصمة الخرطوم.
وعلى الرغم من توقف البث من مبنى الإذاعة والتلفزيون، وسع التقدم نطاق نفوذ الجيش عبر وسط مدينة أم درمان القديم، وهو ما اعتبره مراقبون ذا أهمية من الناحية الإستراتيجية؛ لأن المنطقة بها قواعد عسكرية وتمثل نقطة عبور لإمدادات قوات الدعم السريع.
وقال شهود لرويترز إنهم رأوا مركبات مدمرة تابعة لقوات الدعم السريع وجثث مقاتلين من قوات الدعم السريع قرب مجمع الإذاعة والتلفزيون اليوم الأربعاء.
رسالة البرهان للدعم السريع
وقال البرهان للجنود في قاعدة سلاح المهندسين في أم درمان في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء "رسالتنا لمتمردي الدعم السريع أن القوات المسلحة والأجهزة النظامية العسكرية ستلاحقكم في كل مكان، وكذلك المواطنين حتى يتحقق النصر الكامل".
وأضاف البرهان، بحسب بيان صدر اليوم الأربعاء، أن الجيش سيواصل قتال قوات الدعم السريع في أجزاء أخرى من العاصمة وفي منطقة دارفور بغرب السودان وولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم، وهي مناطق حققت فيها قوات الدعم السريع تقدما سريعا أواخر العام الماضي، "حتى تحقيق النصر الكامل".
ونشر الجيش مقطعا مصورا يظهر فيه البرهان وهو يتوقف في قافلة من سيارات الدفع الرباعي مع حراس مدججين بالسلاح لتناول إفطار رمضان مع سكان على جانب طريق في أم درمان.
وأشار الجيش إلى أنه لن يأخذ في الاعتبار المناشدات الدولية لوقف إطلاق النار في شهر رمضان ما لم توافق قوات الدعم السريع على انسحاب عسكري كبير.
قصف لمواقع الدعم السريعوأفاد مراسل الجزيرة في السودان بأن قوات الجيش قصفت بالمدفعية الثقيلة مواقع قوات الدعم السريع جنوبي الخرطوم، إضافة إلى مواقع غربي وجنوبي مدينة أم درمان، بينما قصفت قوات الدعم السريع وسط الخرطوم ومحيط القيادة العامة للجيش السوداني.
ويأتي هذا القصف المتبادل بين الطرفين، بعد معارك عنيفة دارت رحاها يوم أمس وسط وشرق مدينة أم درمان، وانتهت بسيطرة الجيش على مقرات هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية.
وقد بث الجيش السوداني صورا على حسابه على الفيسبوك لطائرات مسيّرة قال إنها استهدفت سيارات عسكرية لقوات الدعم السريع في أم درمان.
وبحسب الجيش فإن عملية الاستهداف جرت أثناء محاولة قوات الدعم السريع الهروب من الطوق الذي فرضته قوات الجيش في محيط منطقة الملازمين ومباني الإذاعة والتلفزيون، على حد وصف الجيش.
وتدور المعارك في السودان منذ أبريل/نيسان 2023 بين قوات الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي كان نائبا لرئيس مجلس السيادة.
وتبنى مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي قرارا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان، مع تدهور الأوضاع في البلاد حيث بات ملايين الأشخاص مهددين بالمجاعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات الإذاعة والتلفزیون قوات الدعم السریع فی أم درمان قوات الجیش
إقرأ أيضاً:
هل تسعى الدعم السريع لتقسيم البلاد؟
مع تسارع الأحداث بالسودان، بين التقدم الميداني المتواصل للجيش السوداني وارتفاع مستويات النشاط السياسي الإقليمي لإيجاد مسارات تؤدي لإنهاء الحرب الأهلية، برز تفصيل جديد مرتبط بسير الأحداث العامة يبدو أنه سيكون له أثر كبير، على الأقل في الوقت الحالي، على مجريات الأحداث. دخلت كينيا، الدولة الواقعة إلى الجنوب الشرقي لجنوب السودان، على خط الحدث السوداني، واستضافت مؤتمرا ضم قوات الدعم السريع، أعلن فيه عن توجه لتشكيل حكومة سودانية موازية. ماذا يعني هذا الكلام؟ وهل يتجه السودان نحو تقسيم جديد؟
اتهمت الحكومة السودانية كينيا بانتهاك سيادة السودان، من خلال استضافة حدث يرتقب أن تعلن خلاله قوات الدعم السريع حكومة موازية الجمعة.
وأدانت الخارجية السودانية كينيا لسماحها باستضافة الحدث، وفي بيان صدر مساء الثلاثاء قالت الوزارة “هذا يعني تشجيع تقسيم الدول الأفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها، في خرق لميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي والقواعد التي استقر عليها النظام الدولي المعاصر”.
الحكومة الموازية التي يعتزم الدعم السريع ومجموعة من القوى السياسية والحركات المسلحة الإعلان عنها في مناطق سيطرة الدعم السريع، تأتي في وقت عصيب يمر به السودان حيث تعاني البلاد من انقسام سياسي وفوضى أمنية.
ويأتي قرار قوات الدعم السريع بالتوقيع على ميثاق مع الفصائل السياسية الموالية لها وإعلان حكومة في الأراضي التي تسيطر عليها، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تعزيز قبضتها على دارفور ما سيؤدي فعليا إلى تقسيم السودان.
“نظام حكم جديد في السودان”
عبد العزيز الحلو، رئيس الحركة الشعبية شمال، وهي إحدى التشكيلات التي شاركت بالمؤتمر في كينيا وقاتلت الحكومات السودانية المتعاقبة من قواعدها في جبال النوبة، تعهد بالعمل على وضع نهاية للحروب في السودان، والانخراط مع الأطراف الداعية لبناء نظام حكم جديد في البلد.
وأكد الحلو في خطابه خلال فعاليات توقيع ميثاق تشكيل حكومة مدنية في السودان في العاصمة الكينية نيروبي الثلاثاء، أن “الحركة الشعبية شمال ستعمل مع الأطراف السودانية لوضع حلول جذرية لأزمة البلاد”، التي قال إن جلها يتمثل في “هيمنة المركز وتجاهل قضايا الهامش ومحاولة فرض دولة دينية في بلد متعدد الأعراق والثقافات”.
وأضاف الحلو أن الحرب كشفت عن جوهر الصراع في السودان، موضحا “السودان يعيش صراعا بين المركز والهامش، مركز استأثر بالسلطة والثروة والتفوق الاجتماعي، وهامش محروم من كل شيء”.
وقال الحلو “نحن بحاجة إلى دستور جديد وصياغة عقد اجتماعي جديد من شأنه أن يحل السؤال الأبدي حول كيفية حكم السودان”.
كما قدم متحدثون آخرون قوات الدعم السريع على أنها حركة مؤيدة للديمقراطية، وبُثت صور عدة خلال الاجتماع لزعيم المجموعة محمد حمدان دقلو من شاشة ضخمة وسط هتافات صاخبة.
“حكومة موازية ستؤدي للتقسيم”
صحيفة “نيويورك تايمز” اعتبرت في تقرير أن السودان بات على طريق التقسيم، حيث أن الجماعات الانفصالية التي شاركت في مؤتمر كينيا اقتربت الثلاثاء من الإعلان عن حكومة انفصالية.
وجاء في تقرير الصحيفة أن اجتماع كينيا جاء بمثابة “لحظة رمزية مذهلة” لقوات الدعم السريع، التي تعاني من ضربات مستمرة من الجيش السوداني ومن خسارات متتابعة لمواقعها في عدد من المحاور.
وعليه، تأمل الدعم السريع إنهاء سلسلة الهزائم وتعزيز مطالبها بالحكم، من خلال تشكيل حكومة تسيطر من خلالها على المساحات الشاسعة التي تسيطر عليها من السودان.
ومنذ نيسان/أبريل 2023، تسببت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بمقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، وبأكبر أزمة إنسانية في العالم.
وفيما يسيطر الجيش على شرق وشمال السودان، تسيطر قوات الدعم السريع على كل منطقة دارفور تقريبا ومساحات من الجنوب. وفي الأسابيع الأخيرة، قاد الجيش هجوما في وسط السودان واستعاد المدن الرئيسية وكل العاصمة الخرطوم تقريبا.
مونت كارلو
إنضم لقناة النيلين على واتساب