نقاش مُحتدم.. مدوّنة الأسرة تُشعل الخلاف بين المحافظين والحداثيين بالمغرب
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
آراء ومرجعيات مُختلفة، تصدّرت المشهد المغربي، وأشعلت النقاش والخلاف، منذ اللحظة الأولى من إعلان الرّغبة في تعديل مدوّنة الأسرة، أواخر أيلول/ شتنبر الماضي، بالنظر إلى حجم أهمّية هذا القانون، بالنسبة لجميع المواطنين المغاربة.
بين من يطالب بتعديلات تتماشى مع "المرجعية الإسلامية" ومن يُطالب بـ"الاجتهادات وفقا لتغييرات المجتمع الذي بات حداثيا"، علَت الأصوات وتضاربت، واحتدم النقّاش، الذي وصل لـ"تراشق الاتهامات".
وبعد مرور عشرين عاما، وعلى الرغم من تحقّق جُملة من المكاسب، فإن إصلاح قانون الأحوال الشخصية لعام 1958 بات ضرورة ملحّة. فمنذ أن وجّه ملك المغرب، محمد السادس في 26 أيلول/ سبتمبر عام 2023 رسالة إلى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، تتعلق بـ"إعادة النظر في مدونة الأسرة، خلال أجل ستة أشهر، قبل إعداد مشروع قانون وعرضه على مجلس النواب".
أي تعديلات يُريد المغاربة؟
رصدت "عربي21" الكثير من المنشورات والتغريدات، على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، حيث يكشف أصحابها، عن ما يودّون طرحه من تعديلات على مدوّنة الأسرة، يقولون إنها "تُناسب واقعهم اليوم"، خاصة فيما يرتبط بالمساواة في الإرث، وتجريم تزويج القاصرات، والسماح بالحق في الإجهاض والتعدد.
#أسرة_مستقرة_مجتمع_متماسك#المغرب #8مارس
#مدونة_الأسرة pic.twitter.com/XjUOLgvcFX — Aymane (@aymanbalmaalm) March 8, 2024 سؤال.. مجرّد سؤال!
هل أثارت تعديلات مدوّنة الأسرة في المغرب حميّة العلماء والدعاة في المغرب كما أثارتها معركة "المسح على التقاشر".. أم أنّ الحشد العالماني وحده قد انتبه إلى أهميّة هذه التعديلات في إعادة صياغة الأسرة؟! pic.twitter.com/xFKyGgTcWg — د. سامي عامري (@DrSamiAmeri) March 6, 2024 #مدونة_الأسرة#أسرة_مستقرة_مجتمع_متماسك#مــ8ــارس#المغرب pic.twitter.com/OwFLaZ6Bbe — جماعة العدل والإحسان - الحساب الرسمي (@JS1OFFICIEL) March 9, 2024
وكتب المتخصص في الجماعات الإسلامية والفكر الإسلامي، إدريس الكنبوري، في تدوينة على حسابه الشخصي في "فيسبوك": "لم يعد دعاة تعديل مدونة الأسرة من منطلقات علمانية يخفون نواياهم؛ وها هم يقولون بأن الدستور يعلو على الفقه الإسلامي".
وأضاف الكنبوري، "مما تجب معرفته أن الفقه يعلو على الدستور في المغرب فعلا؛ فإمارة المؤمنين أسبق من الدستور بقرون عدة؛ أما الدستور فلم يظهر إلا في 1962؛ وإمارة المؤمنين خرجت من الفقه؛ وصفة الملك كأمير للمؤمنين في الدستور تسبق صفته كرئيس للدولة؛ والمجتمع مجتمع مسلم ودين الدولة الإسلام".
وتابع المتخصص في الجماعات الإسلامية والفكر الإسلامي، موضحا أنه "عندما انسحب الاتحاد الاشتراكي من البرلمان في بداية الثمانينات قام الملك الراحل الحسن الثاني بتفعيل إمارة المؤمنين وليس الدستور؛ وبرّر ذلك بجماعة المسلمين"، مردفا: "ونحن هنا أمام مأزق؛ لأن هؤلاء يتحدثون عن ضرورة الاجتهاد في مدونة الأسرة والاجتهاد يؤطره الفقه".
وأبرز: "الغريب أن هؤلاء يتحدثون عن النقاش والحوار ثم يصفون المغاربة بالمشوشين؛ لأن معنى ذلك أن المغاربة غير معترف بهم بل مجرد مشوشين؛ والمشكلة أن هؤلاء أقلية صغيرة جدا لا تمثل سوى نفسها؛ مع ذلك تريد مصادرة الفقه والدستور والديمقراطية. وعلى فرض أنهم يدافعون عن المرأة؛ فالمشوشون يدافعون عن المرأة والطفل والرجل؛ وبهذا المنطق يصبحون هم المشوشين بموضوع المرأة".
"إنهم يريدون مصادرة مؤسسة إمارة المؤمنين وإفراغها من دورها التاريخي الذي ارتضاه المغاربة؛ ويريدون علمنة الدولة؛ لأن هذا التكتيك له هدف بعيد هو عزل مؤسسة إمارة المؤمنين عن الحقل الديني ليخلو لهم الجو حتى يعبثوا بالدين"، يضيف الكنبوري، متابعا: "لقد قال الرئيس التونسي الأسبق الباجي قايد السبسي نفس الكلام ثم أخذته الملائكة؛ قال لدينا الدستور الذي يعلو على كل شيء".
وأكد: "هم يقولون إن المواثيق الدولية هي مرجعية تعديل مدونة الأسرة؛ ونحن نسأل: لماذا تم تجميد جميع المواثيق الدولية في العدوان على غزة ولم يتم تحريك سوى المواثيق الخاصة بالمرأة؟ ولماذا تهزهم الغيرة على المواثيق الدولية حول المرأة ويسكتون عن تلك المتعلقة بالعدوان؟"، مستطردا: "الجواب يتوقف عليه كل شيء".
بدورها أوضحت النائبة البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية، فاطمة الزهراء برصات، أنه في إطار المبادرة التشريعية البرلمانية، تقدمت بمقترح قانون يقضي بنسخ المواد 20، 21 و22 من مدونة الأسرة".
وتابعت برصات، عبر تدوينة لها على منصة "فيسبوك": "يرمي هذا المقترح إلى وضع حد للاستثناء الذي تتيحه المدونة لتزويج الطفلات، والذي للأسف بالنظر للسلطة التقديرية الواسعة للقضاء، والتي تم استخدامها بشكل كبير جدا في اتجاه إعطاء الترخيص لهذا النوع من الزيجات، جعل الاستثناء يتحول إلى قاعدة، حيث وصلت نسبة تزويج الطفلات 9.13 بالمائة من مجموع عقود الزواج المبرمة سنة 2018 أي ما مجموعه 25.514 طفلة متزوجة سنة 2018(حسب وزارة العدل)".
وأضافت النائبة البرلمانية: "يأتي المقترح في إطار ملاءمة مقتضيات المدونة مع مقتضيات دستور المملكة والاتفاقيات ذات الصلة التي صادق عليها المغرب، بهدف حماية الطفلات اللواتي يعتبرن ضحية لهذا النوع من الزواج، لكون تزويجهن يعتبر سببا مباشرا في حرمانهن من حقوقهن الإنسانية، وعدم التمتع بها على قدم المساواة مع باقي الأطفال، وعلى رأسها الحق في التعليم والترفيه والصحة".
وأردفت: "بالإضافة إلى حرمانهن من فرص تنمية أوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية والثقافية..، ناهيك عن الآثار النفسية للظاهرة على الطفلات..علما أن الآثار السلبية لهذه الظاهرة لا تتوقف عند الطفلات بل تمتد الى الأسرة والمجتمع أيضا..".
نقاش مُشتعل
الكشف عن الرغبة في تعديلات عدد من المواد القانونية في مدوّنة الأسرة، أثار فتيل النقاش وأشعله، بين الأصوات المُتعدّدة التي توجد في المغرب، وممّا "استفز كلام كثر"، هي كلمة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله بنكيران، التي أتت في مهرجان خطابي لحزبه حول الأسرة.
وقال بنكيران، إن "الشعب المغربي لا يقبل المقترحات الدولية التي تدعو إلى التخلي عن الشريعة الإسلامية، ويرفض القبول بالمرجعية الدولية، التي سيكون من نتائجها تفكك الأسرة بطريقة مباشرة"، مضيفا: "وهو ما حاول معتنقون الفكر الحداثي تشبيهه باستحضار اليساريين والحقوقيين موضوع إملاءات المنظمات الدولية عندما يتعلق الأمر بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية للبلاد".
وتابع: "في الوقت الذي يرفض المحسوبين على الصف المحافظ بالبلاد اللجوء إلى المرجعيات الدولية عند إعادة صياغة قانون الأسرة المغربي، خصوصا الاتفاقيات التي صادقت عليها البلاد، لـ"عدم مطابقتها للخصوصية الوطنية"، لا يرى الفرقاء المحسوبين على الصف الحداثي أي نقص في استحضار هذه المرجعيات والاتفاقيات الدولية التي وقع عليها المغرب، معتبرين أن ذلك في مصلحة الأسرة والمرأة المغربيتين".
تصريحات بنكيران، أشعلت فتيل النقاش أكثر، وجعلت عدد من الشخصيات البارزة للرأي العام المغربي، تدلي برأيها أكثر؛ بينهم رشيد حموني، وهو برلماني ورئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، الذي قال في تدوينة نشرها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك": "تصريحات السيد عبد الإله ابن كيران، ليست هي الأولى من نوعها، ولكنها الأخطر على مجتمعنا المغربي وتجربتنا الديمقراطية الناشئة، للأسباب التي سنوردها. وهي تصريحاتٌ متهجِّمَة وأخلَّت، بشكلٍ صارخ، بواجب الاحترام الواجب بين القيادات والأحزاب السياسية".
وتابع: "إنَّ تصريحات الرجل، الذي تَحَمَّلَ يوما ما مسؤولية رئاسة الحكومة المغربية بما كان يُفترَضُ أن يجعل منه رجل دولة، هي تصريحاتٌ مُحرِّضَةٌ على الفتنة والانقسام المجتمعي، وتنطوي على تهديدٍ صريح ب"الانتفاض" ضد أيِّ إصلاحٍ تحديثي لمدونة الأسرة"؛ وذلك في إشارة إلى أن بنكيران قد قال أيضا: "إن الذين ينادون بتجريم تزويج الطفلات، لا يريدون من القاضي أن يكون هو الحكم في مثل هذه القضايا التي هي قليلة أصلا، بل يطالبون بالتجريم التام بدعوى حماية حقوق الطفلات وضمان تمدرسهن، في وقت لا يكترثون فيه للآلاف من الفتيات لا يستكملن دراستهن".
وأضاف بنكيران: "يطالبون بتشريع العلاقات الرضائية، أي أنهم يقبلون هذه العلاقات خارج إطار الزواج ويرفضونها في إطار الزواج، فضلا أنهم يدعمون الإجهاض، وهو جريمة قتل في حق إنسان لا ذنب له ولا جريرة"، وهو ما جعل رشيد حموني، يتابع تدوينته بالقول: "من حق الرجل، من منطلقِ الاختيار الديمقراطي الذي أقَرَّ الدستور أنه لا رجعة فيه، أنْ يُعبِّر عن مواقف غارقة في المحافَظة إزاء قضية المساواة أو أيِّ قضية مجتمعية أخرى، حتى لو كانت خلفية ذلك هي محاولة استعادة أمجادٍ غابرة، علماً أن التاريخ لا يُعيدُ نفسه سوى بشكلٍ كاريكاتوري".
وتابع حموني: "لكن الذي ليس من حق السيد ابن كيران هو الافتراءُ والتحريف، بل والتحريض الصريح، في حق مواقف أحزاب سياسية وطنية تشتغل في إطار المرجعية الدستورية الوطنية وثوابت الأمة، منذ عشراتِ السنين، وفي حق مؤسسة وطنية دستورية أساسية هي المجلس الوطني لحقوق الإنسان".
واسترسل البرلماني نفسه: "لقد أطلق الرجل العِنان لاتهامات كاذبة وعبثية لا أساس لها إلا في ذهنه، وبلَغَ به الانسياقُ الكلامي إلى حد إخراج كلِّ مَن له مرجعيةٌ تحديثية من دين الإسلام الحنيف، وإلى تقسيم العالم إلى بلاد الإسلام وبلاد الكفار، وتصنيف المغاربة على أساس فهمٍ شخصي من الرجل للإيمان، من خلال إيهام الناس بأن من هو ضد المحافَظة هو ضد الإسلام والقرآن الكريم"، مستفسرا: "أليس هذا تكفيرٌ صريح ودعوة إلى التطرف والمس بأحد المرتكزات الأساسية التي تعضد مجتمعنا المغربي، وهو مرتكز التعددية الفكرية والسياسية الذي اختاره المغربُ منذ الاستقلال!؟".
إلى ذلك، كان وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، قد أكد في آيار/ مايو التزامه بالقيام بإصلاحات جديدة وصفها بأنها "المعركة الأخيرة لإنهاء إقصاء وسوء معاملة النساء المتراكم في البلاد منذ سنوات".
وكانت آخر مدونة للأسرة، للمغرب، قد تم سنّها في عام 2004، أدخلت تغييرات كبيرة فيما يخص عدد من الأمور الرئيسية مثل الزواج والطلاق والميراث وحضانة الأطفال. فيما كان قانون الأحوال الشخصية لعام 1958 يسمح للرجل بتعدد الزوجات دون اشتراط موافقة زوجته (أو زوجاته) الحالية، وكان حق المرأة في الطلاق مقيدًا بشدة، ولم يكن مسموحا للمرأة الزواج دون موافقة الوصي القانوني (الولي)؛ فأي تغييرات سوف تحملها المدوّنة الجاري العمل عليها؟
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المغربي المغرب القانون المغربي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مدونة الأسرة فی المغرب فی إطار
إقرأ أيضاً:
المجالس المحلية.. وقبضة المحافظين (10)
فى الحلقة الماضية عرضت بعض اختصاصات المجالس الشعبية المحلية، واليوم نواصل الحديث عن هذه الاختصاصات التى حددتها تعديلات القانون الصادر عام 1981، والذى جعل تشكيل المجالس الشعبية بالقوائم الحزبية وليس بالانتخاب الفردي، وأضاف رؤساء هذه المجالس إلى عضوية المجلس الأعلى للحكم المحلى، الذى حل محل مجلس المحافظين.
وبعد صدور القانون رقم 145 لسنة 1988 تم إلغاء مصطلح الحكم المحلى، وتغير اسم الوزارة إلى «تنمية الإدارة المحلية» وعادت ريما لعادتها القديمة، ولم تمر ثمانى سنوات حتى صدر تعديل للقانون برقم 84 لعام 1996 وصارت انتخابات المجالس المحلية بالنظام الفردى مرة أخرى؛ تنفيذًا لحكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية المادة رقم 47 من قانون الإدارة المحلية والخاصة بالنظام الانتخابى المختلط (عضو واحد فردى لكل مجلس والبقية قائمة حزبية).
ومع كثرة هذه التعديلات التى أجريت على القانون الأساسى وهو رقم 43 لسنة 1979، كان من الطبيعى أن تتغير اختصاصات المجالس المحلية، ويرتبك الأداء وتزداد الفجوة بينها وبين المجالس التنفيذية، وبدلاً ما كان المجلس المحلى هو الذى يعد موازنة المحافظة قبل اعتماده من المحافظ ثم رئيس الجمهورية، تغير الوضع وتحول هذا الاختصاص إلى المجالس التنفيذية بكافة مستوياتها (محافظة ومراكز ومدناً وأحياء)، ويحق للمجلس المحلى قبولها أو الاعتراض قبل إدخالها مشروع الموازنة العامة للدولة وإقراره من البرلمان.
ورغم أن دساتير مصر سعت إلى توسيع اختصاصات المجالس المحلية، إلا أن دستور 2014 يظل الأكثر إنصافاً ودعماً لها بتسع مواد؛ ساعدتها على تحقيق العدالة الاجتماعية والاستقلال المالى بأن جعل لكل مجلس محلى موازنة وحساباً ختامياً، وحدد 50% من مقاعدها للعمال والفلاحين والمسيحيين وذوى الاحتياجات الخاصة، والبقية مناصفة بين الشباب والمرأة.
ولأول مرة، وبالإضافة إلى توجيه الأسئلة وطلبات الإحاطة، ينص دستور2014 فى مادته 180 على منح المجالس المحلية حق استجواب المحافظين والتنفيذيين، وبالتالى سحب الثقة منهم، ومنع الدستور تدخل السلطة التنفيذية فى قراراتها، واختص الجمعية العمومية لقسمى الفتوى والتشريع بمجلس الدولة، بالفصل فى أى خلاف بينهما، كما منع حل المجالس المحلية المنتخبة بإجراء إدارى شامل.
وعاد للمجالس الشعبية المحلية حق إقرار مشروعات خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومشروع الموازنة السنوية ومتابعة تنفيذها والموافقة على الحساب الختامى للمحافظة، وعلى المشروعات العامة والإنتاجية بما فيها الإسكان والتشييد، وكذلك إقرار خطط المشاركة الشعبية بالجهود والإمكانيات الذاتية، واقتراح المرافق وفرض الضرائب والرسوم ذات الطابع المحلى أو تعديلها وإلغائها. ومن الاختصاصات أيضا الموافقة على إنشاء مناطق حرة، استثمارية، تكنولوجية، تجارية، لوجستية، بورصات سلعية، وشركات استثمار مشتركة مع رأسمال عربى أو أجنبى.
ورغم أن هذه التعديلات تهدف إلى توسيع الاختصاصات وتخفيف قبضة الحكومة المركزية وقبضة الوزراء والمحافظين، إلا أنها كانت فى كثير من الأحيان سبباً فى تعطيل العمل الجماهيرى وارتهانه لمزاجية المحافظ وتربيطاته السياسية وخلافاته مع رئيس وأعضاء المجلس المحلى، وصار أغلبها حبراً على ورق؛ لا ينفذ واقعياً بسبب سيطرة المحافظ والمجلس التنفيذى على الموظفين بفروع الوزارات وبعض الجهات المركزية، بل وعلى مفاصل الحياة الإدارية والتنفيذية، والسياسية أحياناً.
ولذا فإنه من المهم جداً أن تكون هناك نية حقيقية وإرادة سياسية لمنح المجالس الشعبية حق تنفيذ وتطبيق اختصاصاتها على كل جهة وعلى كل مسئول حتى ولو كان المحافظ نفسه، ومن دون ذلك سندور فى حلقة مفرغة، ويزداد الفساد طولاً وعرضاً؛ لغياب الرقابة السريعة، المتمثلة فى المجالس الشعبية المحلية.
وإلى الأسبوع القادم نستمر ونكمل الكلام بإذن الله.
Samysabry19@gmail