كتب قيمة.. مقاصد الصوم لـ«العز بن عبدالسلام»
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
يطيب فى أول شهر رمضان الكريم أن نبدأ بالتعريف برسالةٍ نفيسة لسلطان العلماء وبائع الملوك، هو العز بن عبدالسلام؛ المصرى إقامة ومرقداً، الشافعى مذهباً، رضى الله عنه وأرضاه.
ورسالة «ابن عبدالسلام» مختصَرة، جاءت فى أقل من 40 صفحة، فلن تأخذ من وقت قارئها كثيراً، مع عظم فوائدها وغزارة معانيها، إضافةً إلى حسن ترتيبها، وجمال عرضِها ودقَّتها.
وقد تألَّفت هذه الرسالة من عشرة فصول، جمع فيها المؤلف مقاصد الصوم، مبيناً: وجوبه، وفضائله، وآدابه، وما يُجتنَب فيه، وتعرَّض كذلك لليلة القدر، والاعتكاف، وصوم التَّطوع، ثم ختمها بذكر الأيام المنهى عن الصيام فيها.
وعدَّد العزُّ -رضى الله عنه- فيها كثيراً من فوائد الصوم، فقال: (للصوم فوائدُ: رفعُ الدرجاتِ، وتكفير الخطيئات، وكسر الشهوات، وتكثير الصدقات، وتوفير الطاعات، وشكر عالمِ الخفيات، والانزجار عن خواطر المعاصى والمخالفات)، ثم ذكر له فوائدَ أُخَر؛ كصحة الأذهان، وسلامة الأبدان. كما تعرَّض لآداب الصوم، ومنها: حفظ اللسان والجوارح عن المعاصى، وما يقوله الصائم إذا أفطر، والفطر على الرُّطب أو التمر أو الماء، وتعجيل الفطر والدعاء عنده، وتأخير السحور.
ثم عقد فصلاً فى التماس ليلة القدر، وفضلها، وسبب تسميتها بليلة القدر، وتنزُّل الملائكة والروح فى تلك الليلة المباركة، وسلامهم على المجتهدين وتبليغهم السلامَ عن ربهم، وإن ليلةً فيها تسليم رب العالمين لجديرة أن تكون خيراً من ألف شهر، وبأن يلتمسها الملتمسون، ويطلبها الطالبون تأسياً بسيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصحبِه، والصالحين من بعدهم، كما تحدَّث عن وقتها فى عشر رمضان الأواخر، وأنها فى الليالى الوترية أقرب منها إلى الشفعية، مُرجحاً أنها ليلة الحادى والعشرين أو السَّابع والعشرين، مع تدليله على ذلك. ويأتى فصل آخر فى استحباب الاعتكاف فى العشر الأواخر، والإكثار من تلاوة القرآن، ومن الجُود والإفضال فى هذا الشهر للمعتكِف وغيره. ثم ختم المؤلف حديثه عن فضل الصوم مطلقاً فى سائر الأيام، كصيام 6 أيام من شوال، والأيام البيض، والاثنين والخميس، ونحو ذلك. وبيَّن المؤلف فى هذا الكتاب ما للصيام من فضائل وبركات، وما يلتزمه المسلم من آداب، وما ينبغى عليه تركه من منهيات.. فاحرص أيها القارئ الكريم على قراءة هذا الكتاب الماتع؛ لتقف على ما ذكرنا، ويظهر لك ما فيه من سهولة العبارة، وبراعة الاستهلال، وقوة الاستدلال، خاصة فى هذا الشهر الكريم المبارك، والحمد لله رب العالمين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصوم الصيام التراويح
إقرأ أيضاً:
معجزة إرجاع البصر .. الكنيسة تحتفل اليوم بـ«أحد المولود أعمى»
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأحد، الموافق 28 برمهات وفق التقويم القبطي، بـ«أحد المولود أعمى» المعروف أيضا باسم أحد التناصير، وهو الأحد قبل الأخير في الصوم الكبير الذي يستمر لمدة 55 يوما.
وتقرأ الكنيسة في قداس هذا اليوم إنجيل قداس الأحد السادس “أحد التناصير”، وهو إنجيل يروي معجزة إرجاع المسيح البصر للمولود أعمى، بحسب الاعتقاد المسيحي، ووضعت الكنيسة هذه القصة ضمن قراءات الصوم الكبير، إذ ربطت الكنيسة العصور الأولي ربطت بين إنجيل المولود أعمى وبين طقس المعمودية ربطًا شديدًا، وتوجد في سراديب روما من القرن الثاني نقوش بالفريسكو لإنجيل المولود أعمى تحت عنوان: «المعمودية» كشرح لعملها السري، وكذلك يربط الآباء جميعا بين إنجيل المولود أعمى وطقس المعمودية في عظاتهم.
وينتهي الصيام بترؤس البابا تواضروس الثاني قداس عيد القيامة المجيد يوم السبت 19 أبريل، لتحتفل الكنيسة بالعيد يوم الأحد 20 أبريل.
وينقطع الأقباط خلال أيام الصوم الكبير عن الطعام من الساعة 12 ليلا وحتى غروب الشمس وانتهاء القداسات بالكنائس، وذلك فيما عدا أيام السبت والأحد والتي يمتنع فيها الصوم الانقطاعي، ثم يتناولون الطعام النباتي، وتبدأ القداسات في الكنيسة خلال الـ55 ظهرا.
ويعد الصوم الكبير من أصوام الدرجة الأولى والتي لا تسمح فيها الكنيسة للأقباط بتناول الأسماك ويصام انقطاعيا، وتضم أصوام الدرجة الأولى:
صوم يالصوم الكبير.صوم يومي الجمعة والأربعاء.برمون عيد الميلاد والغطاسالصوم المقدس صامه السيد المسيح بنفسه.
وتصوم الكنيسة الصوم الكبير، حيث يحمل معنى الفداء والشركة في آلام السيد المسيح، وتمتاز ألحانه بالخشوع والعمق، بحسب الاعتقاد المسيحي.
ويشمل الصوم الكبير ثلاثة أصوام، هي: الأربعين المقدسة في الوسط، يسبقها أسبوع إما يعتبر تمهيدا للأربعين المقدسة، أو تعويضيًا عن أيام السبوت التي لا يجوز فيها الانقطاع عن الطعام، يعقب ذلك أسبوع الآلام، وكان في بداية العصر الرسولي صومًا قائمًا بذاته غير مرتبط بالصوم الكبير.
وتعتبر أيام الصوم الكبير هي أقدس أيام السنة، ويمكن أن نقول عنه إنه صوم سيدي، لأن يسوع المسيح قد صامه، وهو صوم من الدرجة الأولي، إن قسمت أصوام الكنيسة إلي درجات، وله ألحان خاصة، وفترة انقطاع أكبر، وقراءات خاصة، ومردات خاصة، وطقس خاص في رفع بخور باكر، بالإضافة إلى مطانيات خاصة في القداسات.
ولهذا يوجد للصوم الكبير قطمارس خاص، كما أنه تقرأ فيه قراءات من العهد القديم، وهكذا يكون له جو روحي خاص.