تحتمس الثالث.. أسس إمبراطورية في التاريخ وكتب عن الفضائيين| خبير أثري يوضح
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
يصادف ذكرى وفاة تحتمس الثالث، سادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، ويُعَدُّ أحد أعظم حكام مصر وأقوى الأباطرة في التاريخ، قام بتأسيس إمبراطورية مصرية حديثة في تلك الحقبة الزمنية، واستمرت تلك الإمبراطورية حتى نحو عام 1070 قبل الميلاد، عندما حكم رمسيس الحادي عشر.
نابليون مصر القديمة
قال مجدي شاكر كبير الأثريين يطلقون عليه فى الغرب: نابليون مصر القديمة، وهذا استخفاف بالعقول، فقد مات نابليون مهزومًا تحت رحمة الإنجليز مسجونًا فى جزيرة سانت هيلانة، بينما هو أول من أسس إمبراطورية على سطح الكرة الأرضية، طولها ٣٢٠٠ كيلومتر، امتدت من إثيوبيا جنوبًا إلى الفرات شمالًا، كما امتدت إلى برقة غربًا.
استعان اللورد اللنبى فى الحرب العالمية الأولى بعد نصيحة لورانس العرب بأن يقرأ خطته العسكرية فى مجدو - عرونا، كما استعان فيلد مارشال مونتجمرى فى الحرب العالمية الثانية بحمل السفن مفككة على اليابسة، وإعادة تركيبها عند إنزالها للبحر.
أكل كلاب وقطط ولحوم بشر.. بعد ظهورها في مسلسل الحشاشين تعرف على الشدة المستنصرية ذكرى مسيرة الملح| عصيان مدني قاد غاندي الهند به إلى الاستقلال حكم تحتمس الثالث
استطرد مجدي شاكر حكم مصر بعد الملكة حتشبسوت الملكة عمته وحماته، لأنه تزوج ابنتها حتشبسوت الصغرى، اغتصبت حتشبسوت المُلك منه لأنه كان صغيرًا بحجة أنها ابنة آمون، وصدقها الناس.
خاض معركة مجدو «القرن ١٥ ق.م» وهزم لأمراء كنعان تحت قيادة أمير قادش، لم أبقهم على ممالكهم بعد أن أقسموا بالولاء والطاعة لحكم مصر، كما أخذ أولادهم حتى يمصرهم ويشبعهم بهوى مصر، وحين يموت الآباء يرسل الأبناء ليحكموا بعد آبائهم.
كان يحترم عقائد الآخرين، وكان الآسيويون فى مصر يعبدون آلهتهم الآسيوية بكل حرية.
أخبره الكهنة فى السنة ٢٢ من حكمه أن سماء البلاد امتلأت بأجسام دائرية فضية لامعة، أمر بتسجيل هذه الظاهرة فى بردية محفوظة الآن فى الفاتيكان، يعتقد البعض أنها كانت أطباقًا طائرة، وسجلها إريك فون دانكشتن فى كتابه «عجلات الآلهة»
أضاف كبير الأثريين خاض تحتمس الثالث ست عشرة حملة عسكرية لم يهزم فى واحدة منها، كانت كل حملة تحرص على أن يكون معها رجال الدين مع مترجمين لأهالى الممالك الأخرى، كما كان أول من أمر بتسجيل عدد القتلى والجرحى فى كل معركة، فقد سجلنا خسائرنا فى مجدو ٤٠٠٠ قتيل و١٠٠٠ جريح، بينما خسائر الأعداء ٨٣٠٠ قتيل و٣٤٠٠ أسير، كما كان لديه ما تسمونه الآن «المراسل الحربى» لوصف وتسجيل سير المعارك.
كانت مدة حكمه ٥٤ سنة قضي آخر ١٢ سنة من حكمه فى سلام، باستثناء حملة تأديبية فى الجنوب، كانت فترة السلم للجنود والضباط.. التفرغ للتدريبات العسكرية، أما الشؤون المالية والدينية والمعمارية فهى مقصورة على المدنيين.
أمر بالتعلم واستحضار كل ما هو جميل ومفيد لمصر، فمثلًا أخذ عن سوريا تربية الدجاج وزراعة الرمان، قال عنى وزيره رخ مى رع: كان يرى كل شىء ويتعلم من أى شىء.
ورحل للعالم الآخر سنة ١٤٣٦ ق.م، ترك إمبراطورية لها كلمة مسموعة النفير وله مقبرة هامة فى وادى الملوك فى البر الغربى فى الأقصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تحتمس الثالث الحرب العالمية الثانية الملكة حتشبسوت المراسل الحربي
إقرأ أيضاً:
قصة مايتا ـ ماريوباراغاس يوسا.. مقاربات مع التاريخ الطهراني للثورات في الأردن
-1-يفتتح يوسا روايته العظيمة بمشهد الزبالة في ضواحي ليما، حيث يصور روتين حياته اليومية ككاتب روائي. ويختتمها بنفس المشهد. وفي هذا رمزية واضحة المعالم تتخذ من الواقع المعاش لغة فجة تغلف مقولة الكاتب ووجهات نظره. وكأنه يضع هذه التحفة الروائية كإستعارة بين قوسين يضعان هذه السردية التي يختلط فيها الخيال بالتاريخ أمام تحديات الواقع المعاش/ وقت كتابة الرواية سنة 1982 حيث تبدأ سلسلة من الصراعات المسلحة في بلده البيرو وتمتد لسنة 2000
يجيد هذا الكاتب لعبة التعاطي الخادع مع التاريخ وهو لمن خبر مغامراته الروائية أفضل من ابتدع هذه المحاوره الماكرة مع هذا الصنم المصمت المسمى تاريخا.. إذ يتلمس بعناية الخبير مفاصله الباردة ثم يلج إليها محاورا ومجيدا في اعادة صياغة ما غمض منه وهو ما يفتأ يذكرك بمناسبة وبدون مناسبة أنه لا يكتب تاريخا وإنما يستلهمه في صياغة رواية فيها الكثير من الخيال والقليل من الأحداث التي حدثت بالفعل.
لماذا يلجأ روائي مثل يوسا إلى هذه الطريقة في مناقشة قضايا محورية في التاريخ قررت مصائر بلد بأكمله. وبهذه الخفة التي تكاد السخرية تنظم حباتها ويكاد الماضي يطوي صحائفه هل يحاول إعادة صياغة الأحداث بأن يكون جزءا محوريا منها؟
الطهرانية الثورية.. هي جل ما يبحث عنها الكاتب في شخصية مايتا.. هذه الطهرانية التي نتوهم واثقين إمساكها في راحتينا ثم ما تلبث أن تتحول إلى محض سراب غير موجود إلا في خيالاتنا التي تنسج بفطرتها المريضة بالكمال ومع ذلك. فهو ما يلبث إلا أن يضعنا في مقام الحيرة الخابطة.. مسلطاً علينا شمس السؤال الحارقة.. متوازنين من غير يقين ولا تأكيد.
بعد سلسلة من النهايات التي لا تليق ببطل طهراني.. سنظل نتساءل هل كان مايتا مناضلا ثوريا منزوعا من أية نوازع غير ثورية أم أنه مجرد لص سارق يمارس السطو المسلح على البنوك ويقضي فترة حكمه مستكينا هادئا ومتصالحا مع قدره. هل كان ساذجا.. غدره أصدقاؤه أم أنه كان ثائرا حقيقيا.. خذلته الظروف ثم واصل حياته دون أن يرمش له جفن في تذكر ما مضى.. هل المشكلة بالفكرة أم بتداعياتها.
في التاريخ، الحديث للبيرو.. فإن اليخاندرو مايتا قام بتمرد على نطاق ضيق في منطقة خاوخا.. ولم يكن معه سوى أربعة من الرجاال البالغين.. وبضعة تلاميذ من المدرسة المحلية.. كانت مجموعة من التروتسكيين الشيوعيين... وسرعان ما تم القضاء على هذا التمرد بسهولة ويسر وفي ظرف اثني عشر ساعة . تم قتل اثنان من الثوار واعتقال الباقي. هذا التمرد لا يكاد يذكر في تاريخ التمردات في البيرو تلك الفترة. يتتبع يوسا هذا التمرد ويناقش الافكار الشيوعية التي كانت سائده في تلك الاثناء حول الثورة والتغيير.. هذه ببساطة خلطة يوسا الأولية لهذه الرواية والتي تتفرع ويزداد حجمها فتصبح علامة بارزة في مشواره الروائي.. ويتم قراءتها سياسيا من حيث هجاء يوسا لتاريخه وللحركات اليساريه ومشروعها بشكل عام . وهذا ما يدعوه لان يصرح بأكثر من مقابلة بأن هذه الرواية هي أكثر كتاب له ظلم من ناحية القراءة المتعسفة له .
ـ 2 ـ
بتاريخ 22 ـ 4 ـ 1987 وفي قرية صغيرة في الجنوب الأردني اسمها ذات رأس ضمن محافظة الكرك كانت حشود من المناضلين الشيوعيين الأردنيين تجتمع لدفن فتى نهاية العشرينات أسمه حمدان الهواري.. ويبدو أننا سنعرف فيما بعد أن القوم قد دفنوا أحلامهم الأممية ـ آنذاك ـ معه تحت شجرة وارفة كان يتفيأ ظلالها قبر والده المحامي من قبله.
حمدان الهواري.. ولدى البحث عن سيرته سنجد نزرا يسيرا من حياته الحقيقية و الكثير من ظلاله واشعاعه في كتابات من عاصروه.. ويتأكد لدى المتتبع لأخباره إنه من أولئلك الثوريين الطهرانيين الذين عاشو الحلم وربما تجرعو انكساره..
ظلال كثيرة.. وتأثيرات لايمكن لنا تجاوزها.. أدت بشاعر أردني كبير مثل حبيب الزيودي إلى تخليد ذكراه بقصيدتين أولاهما بعد موت حمدان بسنة ( عام 1988) والثانيه قبل موت الشاعر نفسه بأشهر من عام 2012 وما بينهما الكثير من المقالات والأحاديث.
طالب في الجامعة الأردنية في أواخر السبعينات يؤسس حزب العمال الشيوعي الفلسطيني فيحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات .. ثم في سجنه يغير رفاقه في الحزب البوصلة ويتقربون من حركة فتح .. فيقرر الانتماء للحزب الشيوعي الأردني .. وفي أخر أيامه يصاب بمرض السرطان فيخرج بعفو انساني وينتهي به المطاف مسجى في قريته الصغيرة في جنوب الأردن.
تنتهي به الأحلام الكبرى والجدوى.. خارجا من سجن المحطة.. ويترك رئته الممزقة للريح وللمراثي.. هل خذله الرفاق.. هل وشو به.. هل تركوه نهبا لأفكار تتنازعه حول الجدوى.. أين كان يقف في لحظة خروجه من سجن المحطة. هل تقاسم رفاقه مخصصات وزارة الداخلية في دعمها للأحزاب المرخصة بعد موته بعام في ظل الانفتاح الديمقراطي الذي شهده الأردن . ماذا كان سيقول لو انه شهد تجمع القوى اليسارية المدعوم من الحكومة ؟؟ هل كان لابد له من الموت ببساطة لأن النظام العالمي الجديد بعد 1991 لا يمكن له استيعاب الطهرانيين.. أم أنه كان مجرد طالب جامعي تمور في رأسه كل طواحين الأردن التي ظلت تستجدي الرياح .
ستظل الأسئلة التي طرحها يوسا في روايته تلاحق كل الثوار الطهرانيين.. منذ الحسين عليه السلام وحتى حمدان الهواري.. ولكن من يجرؤعلى هذا الطرح سوى كاتب كبير مثل يوسا.. لا يأبه للتابوهات..