قطاع غزة (الأراضي الفلسطينية)جنين «أ.ف.ب» «رويترز»: تتكثف المساعي الدولية لإيجاد آليات ومسارات جديدة لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة الذي يتضور سكانه جوعا وعطشا جراء الحصار والدمار الذي خلفته الحرب بين إسرائيل وحماس، في حين ندد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستخدام الجوع «سلاح حرب».

ودلالة على تدهور الوضع الإنساني، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 27 شخصا استشهدوا بسبب سوء التغذية والجفاف، معظمهم من الأطفال.

في الأثناء، تستمر الجهود لوقف لإطلاق النار، لكن قطر وهي الوسيط الرئيسي قالت إنه ما زال بعيد المنال.

لكن الحرب تدور عنيفة في القطاع حيث أفاد مراسل فرانس برس في وقت مبكر عن دوي قصف وغارات. وقال المكتب الإعلامي لحماس إن الجيش الإسرائيلي شن «أكثر من 50 غارة جوية»، تركزت على دير البلح في الوسط وخان يونس وبلدتي بني سهيلة والقرارة ورفح في الجنوب وحي الزيتون في مدينة غزة. كما طال قصف مدفعي مكثف شرق رفح وخان يونس في الجنوب والبريج والشجاعية وجباليا في الشمال. وقال الدفاع المدني إن الجيش الإسرائيلي «نسف أكثر من 17 عمارة وبرجا سكنيا، واعتقل العشرات بينهم فتيات وأطفال في مدينة حمد شمال غرب خان يونس».

وأحصت وزارة الصحة في غزة اسنشهاد 88 شخصا على الأقل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، فيما «ما زال العشرات تحت الأنقاض». وأشارت إلى غارات أوقعت شهداء في مدينة غزة وقت السحور.

وقالت في بيان «ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 31272 شهيدا و73024 أصابة»، وقدرت أن «72% من الضحايا هم من الأطفال والنساء».

حرب على الأطفال

وندّد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الثلاثاء بما وصفها بأنها «حرب على الأطفال».

وكتب فيليب لازاريني على منصة اكس «أمر صادم. عدد الأطفال الذين أحصي قتلهم في أربعة أشهر فقط في غزة يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا على مدى 4 أعوام في جميع النزاعات بأنحاء العالم».

واعتمد لازاريني في منشوره مرجعا أرقام الأمم المتحدة التي تظهر أن 12 ألفا و193 طفلا قتلوا في نزاعات حول العالم بين العامين 2019 و2022.

وأمام مجلس الأمن الدولي، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن «التجويع يُستخدم سلاح حرب» في غزة. وأضاف جوزيب بوريل «هذه الأزمة الإنسانية ليست كارثة طبيعية، ليست فيضانا أو زلزالا بل من صنع الإنسان ... إذا كنا نبحث عن طرق بديلة للمساعدات، فذلك لأن المعابر البرية مغلقة بشكل مصطنع». وتقول هيئات الإغاثة إن إيصال المساعدات برًا تعيقه إسرائيل عبر عمليات تفتيش تستغرق وقتا طويلا والقصف الذي يعرقل توزيعها.

ولا يعاني الغزيون ولا سيما في شمال القطاع فقط من النقص الحاد في المواد الغذائية وغيرها من الضروريات، فقد أدى الحصار والحرب إلى رفع أسعار القليل المتوفر منها. وقال طبيب الأسنان باهر حسونة النازح في رفح «حاجات كثيرة في السوق غير متوفرة، وحتى لو توفرت، فهي بأسعار فلكية».

وقال عبد المجيد ابو شمالة (36 عاما) وهو من سكان حي الزيتون «رمضان قاس علينا. نحن عاجزون عن توفير لقمة الخبز لأولادنا. نحن في مدينة غزة صائمون منذ شهور بسبب المجاعة، لا خبز ولا طعام. منذ شهرين لم يدخل الخبز على عائلتي».

وقال فهد الغول (50 عاما) وهو من مخيم جباليا، «رمضان هذا العام بطعم الموت والقنابل الإسرائيلية ... نحن صائمون غصبا عنا منذ شهرين أو أكثر ... رمضان لا يغير شيئًا، نحن صائمون أساسا. وأفطر أولادي بعد آذان العشاء، كنت في الخارج وحصلت على بعض الأرز لكني وصلت متأخرًا وانتظروني لأن لا طعام في البيت».

على شفا المجاعة

مع تقليص كبير في عدد الشاحنات الداخلة إلى غزة، تجري مساع لإنزال المساعدات جوًا أو إيصالها عبر ممر بحري مع قبرص من حيث انطلقت السفينة «أوبن آرمز» وهي تحمل 200 طن من الأغذية في رحلة طولها 400 كيلومتر تقريبًا. وقالت منظمة «وورلد سنترال كيتشن» الخيرية الأمريكية إن العمل جارٍ لبناء رصيف لتفريغ الحمولة، فيما قالت قبرص إنه يجري تجهيز سفينة ثانية.

وأفاد شهود عيان أن جرافات وآليات هندسية من شركات خاصة فلسطينية وبالتنسيق مع منظمات دولية، تنقل كتلًا أسمنتية من ميناء الصيادين بخان يونس إلى شاطئ البيدر بمنطقة الشيخ عجلين في غزة. وأفادوا عن أعمال تمهيد لاستقبال المساعدات.

وقالت منسقة الأمم المتحدة للمساعدات في غزة، سيغريد كاغ، ورئيس مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، خورخي موريرا دا سيلفا، في بيان مشترك إنهما «يرحبان بفتح ممر بحري ... لكن لتوصيل المساعدات على نطاق واسع، لا يوجد بديل فعلي للطرق البرية».

وفي شمال القطاع، أفاد شهود عن إدخال 6 شاحنات من المعبر رقم 96 في منطقة السودانية قال الجيش الإسرائيلي إنها من برنامج الأغذية العالمي وأدخلت كجزء من «مشروع تجريبي لمنع حماس من الاستيلاء على المساعدات».

ومن دون الحديث عن المسار الجديد، أفاد برنامج الأغذية العالمي على منصة «إكس» أنه «سلم أغذية تكفي 25 ألف شخص في مدينة غزة الثلاثاء في أول قافلة ناجحة إلى الشمال منذ 20 فبراير». وأضاف «مع الناس في شمال غزة على شفا المجاعة، نحتاج إلى توصيل المساعدات كل يوم». وما زالت هذه الكميات شحيحة ولا تلبي الحد الأدنى من احتياجات القطاع حيث تحذّر الأمم المتحدة من أن 2.2 مليون شخص من سكّانه البالغ عددهم 2.4 مليون، مهدّدون بالمجاعة. وقد نزح 1.7 مليون جراء الحرب ويتجمع القسم الأكبر منهم قرب الحدود مع مصر في رفح المهددة باجتياح بري تعد له إسرائيل، وهو ما كرره الثلاثاء رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو.

توازيا، انطلقت من فرجينيا 4 سفن أمريكية تقل نحو 100 جندي وتجهيزات لبناء ميناء مؤقت على ساحل غزة لإنزال المساعدات. ويتوقع أن تستغرق الرحلة نحو 30 يوما وبناء الرصيف نحو 60 يوما. وأدت الحرب إلى تصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين حيث استشهد فتى عمره 12 عاما برصاص شرطة الحدود خلال صدامات في مخيم شعفاط مساء الثلاثاء. واستشهد فلسطينيان آخران يبلغان من العمر 16 و23 عامًا بالرصاص في قرية الجيب بالقرب من القدس خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية.

حصيلة الشهداء

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 31 ألفا و272 قتيلا و73 ألفا و24 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وقالت الوزارة ، في منشور أوردته على حسابها بموقع «فيسبوك» اليوم، إن «الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 88 شهيدا و 135 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية».

وأضافت أنه في «اليوم الـ159 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ويمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم».

ولفتت إلى أن « 72% من ضحايا العدوان هم من الأطفال والنساء» .

شهداء بالضفة

ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن قوات إسرائيلية قتلت فلسطينيين اثنين خلال مداهمة في الضفة الغربية المحتلة في وقت مبكر من صباح اليوم ليرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في وقائع مختلفة خلال عدة ساعات إلى خمسة.

وقال شاهد يدعى يوسف نمر إن قوات إسرائيلية بدأت بإطلاق نار على أشخاص كان يجلس معهم خارج مستشفى في مدينة جنين بينما كانوا يوشكون على الانتهاء من تناول وجبة السحور.

وقال نمر، الذي أصيب في المداهمة، وهو يشير إلى ثقب قال إن رصاصة أحدثته في أحد جدران المستشفى «قلت لهم شباب في إشي جاي علينا بدأ قناصة يجي علينا. إشي حبى (زحف) وإشي شرد (هرب). اللي شرد اتصاب واللي حبى نفد (نجا)». وفي واقعة منفصلة قالت الشرطة الإسرائيلية إن حارسا مدنيا مسلحا أطلق النار على مشتبه به في هجوم طعن عند حاجز أمني للجيش بين القدس ومدينة بيت لحم بالضفة الغربية وإنه «حيّده». ولم تتضح بعد حالة المشتبه به الذي قالت الشرطة إنه فلسطيني عمره 15 عاما. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن اثنين من أفراد الأمن أصيبا بطعنات خفيفة إلى متوسطة وتم نقلهما إلى المستشفى. وقالت الشرطة إن قوات إسرائيلية قتلت بالرصاص فتى فلسطينيا عمره 13 عاما من مخيم للاجئين على مشارف القدس مساء الثلاثاء، وقتلت اثنين آخرين عند نقطة تفتيش.

وذكرت الشرطة أن إطلاق النار على الفتى جاء بعد أن أطلق ألعابا نارية على قوات متمركزة في نقطة مراقبة.

وفي واقعة نقطة التفتيش، قالت الشرطة إن خمسة أشخاص شوهدوا وهم يشعلون متفجرات ويهمون بإلقائها على الطريق، مما دفع القوات الإسرائيلية إلى إطلاق النار واعتقال المشتبه بهم. ولم تؤكد سقوط أي قتلى، وقالت إنه لم تقع إصابات بين رجال الشرطة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی مدینة غزة قالت الشرطة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

وسط نيران الحرب.. قصة 80 شخصا محاصرين داخل كنيسة بالخرطوم

وسط المعارك المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لجأ قرابة 80 شخصا لكنيسة في حي الشجرة بالعاصمة السودانية الخرطوم، وباتوا محاصرين تحت إطلاق النار الكثيف ويعانون من الجوع ونقص الإمدادات.
ويعاني الأب جاكوب ثليكادان المحاصر في مركز “دار مريم” الكاثوليكي من الجوع الشديد وتسبب شح إمدادات الطعام في نقص وزنه، ويؤي المركز العشرات من النساء والأطفال لحمايتهم من المعارك المستعرة في شوارع الخرطوم بحسبما أفادت وكالة رويترز.
وتعرض سقف المبنى الرئيسي بالكنيسة لأضرار جراء القذائف، واشتعلت النيران في أجزاء من سكن الراهبات.
وفي ظل شح الطعام، تقوم الراهبات بغلي أوراق الأشجار ليأكلها الأطفال، ولا يتناول البالغون ما يسد رمقهم.
وانتهت محاولة من الصليب الأحمر لإنقاذهم في ديسمبر الماضي بمقتل 2 وإصابة 7 آخرين، منهم 3 من موظفي المؤسسة الخيرية، بعد أن فتح مسلحون النار على قافلة مما أجبرها على العودة قبل أن تتمكن من الوصول إلى الدار، حيث تبادل الطرفان المتحاربان الاتهامات بالمسؤولية عن الهجوم.
وقال ثليكادان إنه والراهبات رفضوا عروضا من الجيش لنقلهم عبر النهر بشكل دائم مع ترك العائلات وراءهم، لكنهم آثروا المغادرة مع لناس.
وفر كثير من سكان العاصمة السودانية بعد اندلاع شرارة الصراع في أبريل من العام الماضي وامتدادها للخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان على نهر النيل، قبل أن يتسع الصراع سريعا إلى مناطق أخرى من البلاد.
وقال ثليكادان: “أصبح وضعنا الغذائي سيئا للغاية.. نشعر جميعا بالوهن الشديد”.
وينتشر الجوع الحاد في المناطق الأكثر نكبة بالصراع في أنحاء السودان، مما استلزم إطلاق تحذيرات من مجاعة في مناطق من بينها الخرطوم.
ولجأت بعض العائلات إلى المركز في يونيو من العام الماضي، على أمل الاحتماء تحت سقف خرساني.
وقال ثليكادان إن المنطقة مع ذلك سرعان ما صارت معزولة مع ضغط قوات الدعم السريع للسيطرة على مقر سلاح المدرعات ذي الأهمية الاستراتيجية الذي يبعد نحو كيلو مترين عن المركز الكاثوليكي، ضمن عدد من قواعد الجيش التي كانت تستهدفها.
ويتعرض حي الشجرة لهجوم عنيف من قبل قوات الدعم السريع، وسجل من يملكون المال اللازم من السكان بالقرب من الحي أسماءهم لدى الجيش ليتم نقلهم إلى الضفة الأخرى من نهر النيل، وينتظر بعضهم منذ شهور.
وقال ثليكادان إن الإجلاء ليلا بالقوارب عبر رافد النيل الأبيض يعتبر مع ذلك بالغ الخطورة على الأطفال المحتمين بالمركز.
وفجرت حرب السودان أكبر أزمة نزوح في العالم ودفعت ما يقرب من 10 ملايين شخص للبحث عن مأوى داخل البلاد أو خارجها، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، كما ألحقت دمارا غير مسبوق بالعاصمة الخرطوم.
وذكر ثليكادان أن الأعداد تتغير، لكن منذ مارس هناك نحو 30 امرأة إلى جانب 50 طفلا أعمارهم بين عامين و15 عاما في المركز.
ومعظم المقيمين في المركز من المسيحيين اللاجئين من جنوب السودان وإثيوبيا، الذين نصبوا خياما من المفارش البلاستيكية حول مباني المجمع الذي يشمل كنيسة ومجمعا تعليميا ومبنى سكنيا.
وحول الأب ثليكادان والراهبات أكثر غرف المكان أمنا إلى ملاذ لحماية الأطفال من تبادل إطلاق النار. ويحاولون صرف انتباه الأطفال عن العنف الدائر حولهم بإتاحة مساحة لركوب الدراجات في الباحة وتشجيعهم على الانشغال بألعاب فيديو.
أما الحصول على الغذاء فهو يشكل تحديا، وبحلول سبتمبر بدأت النقود تنفد وبات جلب الإمدادات من الأسواق في المنطقة شبه مستحيل بسبب الاشتباكات.
وعادة ما كان الأطفال يتلقون كميات ضئيلة من العصيدة والعدس والفول لكن المخزونات تناقصت بشدة.
وقال الأب ثليكادان إنه منذ فبراير أوصلت قوات في معسكر سلاح المدرعات بعض المساعدات جوا لدار مريم بما شمل السكر والوقود لمولدات سحب المياه من الآبار.
كما أتاح الجيش اتصالا عبر ستارلينك ليسمح لمن هم في المجمع باستخدام هواتفهم، ونقلوا القس ومسؤولا إداريا مرتين إلى بورتسودان، وهي مدينة على البحر الأحمر انتقل إليها الجيش والحكومة، لمقابلة مسؤولين من الكنيسة وجمع بعض الأموال والإمدادات.

سكاي نيوز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حكاية نزوح: كان معنا 31 بلحة أدينا مرضى السكري 5 بلحات وفضل 21 بلحة وزعناها على الأطفال
  • وسط نيران الحرب.. قصة 80 شخصا محاصرين داخل كنيسة بالخرطوم
  • مسؤولة أممية: ضرورة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • كتائب القسام تعلن قتل جنود إسرائيليين في مدينة غزة
  • الاحتلال يربط محطة تحلية المياه في خانيونس بشبكة الكهرباء.. لم يصل التيار بعد
  • إخلاء مستشفى غزة الأوروبي بعد تهديدات إسرائيلية
  • مئات الضباط الإسرائيليين يرغبون في ترك الخدمة العسكرية
  • الأونروا : جهود الاستجابة الإنسانية في غزة صعبة جدا
  • حماس تدعو لتدخل دولي وإسرائيل توسع السجون
  • القسام تفجر منزلا بجنود الاحتلال شرق رفح.. نفذت منه عملية قنص