بعثة روسيا: الولايات المتحدة معزولة في مجلس الأمن الدولي بسبب موقفها من الحرب في غزة
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
أكد النائب الأول لممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أن الولايات المتحدة تعرقل كافة الجهود في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة، مما أدى إلى عزلتها في المجلس.
وقال بوليانسكي: "تواصل الولايات المتحدة عرقلة جميع الجهود التي يبذلها، بدرجة أو بأخرى، جميع الأعضاء الـ14 في مجلس الأمن. وبعبارة آخرى، واشنطن معزولة في مجلس الأمن، على الرغم من أن أقرب حلفائها يحاولون بكل الطرق الممكنة إخفاء هذا الأمر".
وأشار إلى أنه من أجل صرف انتباه مجلس الأمن فإن الولايات المتحدة مشغولة الآن ببطء بالترويج لمشروع قرارها حول الشرق الأوسط، والذي ترغب فيه في "إدانة "حماس"، مع تجاهل تصرفات إسرائيل في غزة، والدعوات الإنسانية الجديدة، التي كما أكد ممثلو الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة مرارا وتكرارا ألا معنى لها على الإطلاق في ظل استمرار الأعمال القتالية".
وأكد أنه "في ظل الظروف الحالية، تنخرط واشنطن الآن بشكل أساسي في التعطيل (اتخاذ قرار في مجلس الأمن)، ولكن القيام بذلك أصبح أكثر صعوبة بالنسبة لهم، لأن الحاجة إلى اتخاذ تدابير باتت عاجلة لوقف العملية الإسرائيلية في غزة، والتي يتم تنفيذها في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، وقد أصبحت واضحة للأغلبية الساحقة من أعضاء الأمم المتحدة. وأعتقد أن الخطوات العملية لوقف التعطيل الأمريكي أصبحت قاب قوسين أو أدنى".
الجدير بالذكر أن واشنطن استخدمت حق النقض الفيتو أكثر من مرة في مجلس الأمن الدولي ضد مشاريع قرارات لوقف إطلاق النار في غزة، و كان آخرها في 20 فبراير الماضي عندما استخدمت واشنطن النقض (الفيتو) مجددا، ضد مشروع قرار جزائري في مجلس الأمن الدولي، طالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة طوفان الأقصى قطاع غزة مجلس الأمن الدولي الولایات المتحدة فی مجلس الأمن فی غزة
إقرأ أيضاً:
زيارتي إلى الولايات المتحدة
زيارتي إلى #الولايات_المتحدة
د. #أيوب_أبودية
نيويورك
لم أرغب يوما في #زيارة الولايات المتحدة الأمريكية بفعل ما قرأته ودرسته حول الرأسمالية الشرسة والهيمنة الامبريالية على العالم. كان لدي شعور داخلي أنني سأكون في بلدٍ لا يشبهني، ولا يشبه ما أؤمن به من قيم #العدالة و #الحرية.
لكن، وكما هي الحياة مليئة بالمفارقات، وجدت نفسي في نيويورك في استضافة رفيق المدرسة فارس قاقيش، أبو صقر، حيث كان يرافقني يوميا لاستكشاف المدينة، وكان يحببني بها ويخبرني كم هو سعيد مع زوجته الأمريكية وأبنائه، وغمرني بمحبته وكرمه وذكريات الماضي الشجية والشقاوة على مقاعد الدراسة، قبل أن أنطلق بالقطار إلى العاصمة السياسية واشنطن للمشاركة في مؤتمر أكاديمي في جامعة جورج تاون، إحدى أعرق الجامعات الأمريكية وحيث تخرج الكثير من الاردنيين، ومنهم صديقي الاستاذ علي قسي.
وهناك، بدأت الصورة تتغير. #واشنطن ليست فقط عاصمة القرار السياسي، بل هي مدينة نابضة بالحياة، تجمع بين التاريخ والثقافة، وبين التنظيم الدقيق والمساحات الخضراء الواسعة، ووسائل النقل العام الممييزة، وتحديدا المترو.
في أروقة المؤتمر، التقيت بأشخاص تركوا أثراً في نفسي، منهم د. فداء العديلي، ابنة بلدتي الفحيص، التي شعرت بقربها رغم أننا لم نلتق يوماً، ولكنني كنت أعرف عمها أبونا موسى العديلي طيب الذكر رحمه الله، وأيضا تعرفت إلى الدكتور اللبناني ناجي أبي عاد، الذي أضاف بحديثه دفئاً شرقياً للمكان. اللقاء بهؤلاء منحني شعوراً بأن الانتماء ليس بالضرورة جغرافياً فقط، بل يمكن أن يكون فكرياً وثقافياً.
مقالات ذات صلة الجيش الأردني يقظُ أيها الحاقدون . . ! 2025/04/12ولن أنسى تلك الفتاة الأمريكية التي كانت جالسة على الأرض في درجات حرارة تقارب الصفر المئوي، وهي تلصق منشورات تطالب بوقف دعم الجامعة لإسرائيل بفعل حرب العرقبادة على الشعب الفلسطيني. سألتها: هل انت عربية أم مسلمة؟ قالت لا، لدي أصدقاء عرب وعلمت منهم ما يدور هناك من جرائم وبالتالي فانا اقوم بواجبي كإنسانة اميركية تحب الجميع وتدعو إلى السلام.
كم ثمٌنت منها هذا الموقف الانساني، فأحببت أميركا أكثر، وتذكرت راشيل كوري التي قتلتها جرافة إسرائيلية وهي تدافع عن بيوت الفلسطينيين لمنع هدمها. كما تذكرت عشرات اليهود الذين دافعوا عن حقوق الفلسطينيين على حساب مصالحهم ووظائفهم والذين ذكرتهم في كتابي الاخير: يهود ضد الصهيونية ( أصوات من أجل العدالة) الذي صدر عن دار الان في عمان مؤخرا.
وما أضفى طابعاً خاصاً على زيارتي، كان اتصال زياد أبودية، أبو رمزي، ابن عمي الذي لم أره منذ هاجر مع عائلته في نحو عشرة أفراد منذ مطلع السبعينيات. علم زياد من فيسبوك أنني في واشنطن، وأصرّ أن أزوره هو وأخوته. كان اللقاء مؤثراً للغاية؛ فالحكايات لم تنتهِ، ومشاعر الحنين كانت طاغية. ما لفتني أن محبتهم لأمريكا، التي أصبحت وطنهم، لا تقل عن محبتهم للأردن واقربائه، حتى أنه ارسل لي صورة لوالدي يوم زفافهما والتي ما زال يحتفظ بها، هل اصدقون؟ وكأنهم ما زالوا يعيشون على ضفّتي الانتماء، دون أن تتناقض المشاعر أو تتشقق الافئدة، ويحكم أيها الأحبة ما أروعكم.
واشنطن مدينة جميلة ومنظمة، والعيش فيها ليس سهلاً للمبتدئين، فالحياة هنا تتطلب جهداً ومثابرة، ولكنها في الوقت ذاته تفتح آفاقاً وفرصاً لا تُحصى. لم أكن أتوقع أن أقول هذا، لكنني أحببتها، أحببت طاقتها وتنوعها وشعبها الطيب وشوارعها التي تقف لك مركباتها احتراما عندما تعبرها دون أن تطلق أبواقها أو تحاول دهسك أو تسمعك كلاما نابيا.