استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم الأربعاء،  مارك روته رئيس وزراء مملكة هولندا، حيث تم التباحث بشأن تطوير العلاقات الثنائية، ومستجدات الأوضاع الإقليمية، خاصة جهود مصر لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة.

وألقي الرئيس السيسي كلمة جاء نصها:

اسمحوا لي في البداية، دولة رئيس الوزراء أن أُرحب بكم في زيارتكم لمصر، التي تعكس عمق العلاقات، ومستوى التنسيق والتعاون المشترك بين بلدينا.

لقد تناولت مباحثاتنا اليوم، تأكيد التزام البلدين باستكشاف سبل تدعيم العلاقات الثنائية  في  ضوء وجود آفاق أوسع للتعاون الثنائي في مختلف المجالات: السياسية، والاقتصادية، والعلمية، والثقافية.

وعكست المباحثات توافق الرؤى، حول أهمية مصر كشريك موثوق فيه للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في مختلف المجالات ذات الاهتمام المُشترك بما في ذلك مكافحة الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب، ودعم تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، بما يحقق المصالح المصرية الأوروبية.

زيادة حجم التبادل التجاري

اتفقنا أيضًا مع دولة رئيس الوزراء، على وجود إمكانيات كبيرة لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وجذب مزيد من الاستثمارات الهولندية المباشرة في السوق المصري، لاسيما في القطاعات ذات الاهتمام المُشترك، ومن بينها قطاع الطاقة المتجددة والخضراء.

قضية الهجرة غير الشرعية واللاجئين

كما تم تناول قضية الهجرة غير الشرعية واللاجئين، وأوضحت لدولة رئيس الوزراء الجهد الذي تبذله مصر باستضافة أكثر من ٩ ملايين ضيف في مصر، يتمتعون بالخدمات العامة؛ مثلهم مثل المواطنين المصريين، مؤكدًا ما تظهره تلك الحقيقة من ضرورة تعزيز الاستقرار في دول المنطقة.. بما يحد من ظاهرتي الهجرة غير الشرعية واللجوء.

حرب غزة

ركزت مباحثاتنا بطبيعة الحال، على الأوضاع في المنطقة وتحديدًا الحرب في قطاع غزة، حيث أكدتُ مجددا حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وإنهاء إسرائيل لأعمالها العدائية، ودعوت في هذا الإطار دولة رئيس الوزراء الهولندي، إلى بذل جهوده الصادقة في هذا الصدد، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لإنهاء الكارثة الإنسانية  في قطاع غزة، وإنهاء مظاهر التصعيد والتوتر في مختلف أنحاء الإقليم كذلك.

إن ما تُمارسه سُلطة الاحتلال  إزاء المدنيين في قطاع غزة، يُمثل انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولقد حذرت مصر مرارًا من الخطط الإسرائيلية لجعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة،  كما تحذر مصر أيضًا من المُخطط الإسرائيلي لشن عملية عسكرية برية، في مدينة رفح الفلسطينية، بما يُهدد حياة ما يزيد عن واحد ونصف مليون نازح تتحمل إسرائيل مسئولية حمايتهم.. وفقًا لقواعد القانون الدولي.

وكالة "الأونروا"

ونؤكد كذلك.. إن قرار بعض الدول.. تعليق مُساهماتها لوكالة "الأونروا".. يتنافى مع كافة الأعراف والقيم الإنسانية.. ويؤكد مرة أخرى.. التعامل مع حقوق الفلسطينيين بمعايير مُزدوجة.. فلا يُمكن أن نُعاقب وكالة أُممية بأكملها.. بسبب اتهامات لبعض الموظفين بها.. علاوة على ذلك.. فإن الأونروا تقوم بدور حصري.. في استقبال وتوزيع المساعدات في غزة.. ولا يجب المساس بهذا الدور.

غزة

لا يخفي عليكم.. أن ما يحدث بغزة أمام أعين العالم.. تقابله في الضفة الغربية.. سياسة مُعرقلة لحياة الفلسطينيين.. سواء من خلال إطلاق العنان لعُنف المستوطنين.. أو من خلال عمليات الهدم والطرد.. والاقتحامات العسكرية ومُصادرة أراضي مُدن الضفة.. فضلًا عن الأنشطة الاستيطانية.. وتكريس الاحتلال.

وأُود أن أختم كلمتي.. بالتأكيد على أن مُعاناة الشعب الفلسطيني.. في كامل الأرض الفلسطينية المُحتلة.. على مدار العقود الماضية.. لن تتوقف سوى بالاعتراف بدولة فلسطين.. ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.. والعمل على تنفيذ حل الدولتين.. وفقًا للمرجعيات الدولية.. وأن التسويف في حل تلك القضية.. يُعرّض المنطقة.. بل والعالم بأسره.. لمخاطر عدم الاستقرار.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي السيسي رئيس وزراء مملكة هولندا الهجرة غیر الشرعیة رئیس الوزراء فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تحية للدبلوماسية المصرية

بعد حوالى ١٥ شهراً من الدمار والدم، جاءت خطوة وقف الحرب الوحشية على قطاع غزة التى انتظرها العالم كله، ومما لا شك فيه أن هذه الحرب كانت مدعاة للألم والحزن فى مصر بقيادتها وشعبها على نحو خاص لاعتبارات عديدة، أبرزها الجوار الجغرافى، إضافة إلى روابط الدين والدم.
وطوال هذه الحرب التى وصلت إلى حد الإبادة، خاضت مصر على كافة الأصعدة صراعات عنيفة لوقف نهر الدم المتدفق ليل نهار، ولم تتخل مطلقاً عن مبادئها الرئيسية قبل المفاوضات أو أثنائها، وفى مقدمتها إنهاء الحرب فوراً وحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
لقد أثبتت كل المنحنيات الخطيرة فى تاريخ نضال الشعب الفلسطينى، أن الدور المصرى ثابت وراسخ مهما حاولت قوى دولية أو إقليمية زعزعته أو إزاحته، بفضل موقعها الجغرافى وابتعادها عن الأطماع، إضافة إلى علاقاتها التاريخية والسياسية مع فصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة.
ويعرف القاصى والدانى، أن مصر بذلت جهوداً دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى اتفاق تهدئة طوال حرب «طوفان الأقصى»، وأجرت محادثات مع جميع الأطراف، سواء من حركتى «حماس» و«الجهاد الإسلامى»، أو القيادة الإسرائيلية فى «تل أبيب»، لضمان وصول المفاوضات إلى نتيجة إيجابية.
وقد استطاعت مصر عبر جهودها الدبلوماسية والمخابراتية، إقناع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى بقبول اتفاق هدنة يقوم على أساس التزام متبادل بوقف الأعمال العدائية فى قطاع غزة، ووضع نهاية حاسمة للحرب التى خلفت خسائر ضخمة فى الأرواح وتدمير المنشآت والممتلكات، وتركت صدمة غير مسبوقة فى كل بيت عربى.
وحرصت مصر خلال بنود الصفقة على إعادة الإعمار فى غزة، بما يشمل إرسال مواد البناء والمساعدات الإنسانية، لوقف الجوع والتهجير، وهو ما كان يؤلم قلب كل مصرى على وجه الخصوص.
تؤمن مصر بأن الفترة الحالية فترة اضطراب سياسى فى العالم أجمع، وفى المنطقة خاصة، ولذلك تسعى للحفاظ على استقرار المنطقة من خلال جهود دبلوماسية وأمنية تتعلق بالأوضاع فى فلسطين وليبيا والسودان، وهى البلدان الثلاثة التى تربطها بها رابطة جوار فى الشرق والغرب والجنوب، وتتحرك الدبلوماسية المصرية فى هذه الملفات عبر عقيدة راسخة تتمثل فى الحلول السلمية والمساعدات الإنسانية.
تحية للدبلوماسية المصرية العريقة التى تعمل دون عنتريات فارغة أو خطابة جوفاء، لسلامة المنطقة كلها، والتحية والفرح لشعب فلسطين وأهل غزة الذين واجهوا الإبادة بالثبات والنصر، وأنا على ثقة أنهم مهما طال الزمن منتصرون.

مقالات مشابهة

  • رئيس المنطقة القليوبية الأزهرية يتفقد لجان الشهادة الإعدادية ببنها
  • إعادة 12 عراقيا إلى بلادهم دخلوا ليبيا بهدف الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا
  • أستاذ علوم سياسية: ترامب لن ينهي موقف الهجرة غير الشرعية مطلقا
  • تفاصيل المباحثات الهاتفية بين بن زايد ورئيس الإدارة السورية الجديدة
  • الصحاف: إطلاق سراح 12 عراقيًا دخلوا ليبيا بهدف الهجرة غير الشرعية
  • تحية للدبلوماسية المصرية
  • بالصور.. نائب محافظ الأقصر يستقبل رئيس جمعية الصداقة الصينية لتعزيز التعاون
  • رئيس الإمارات يشيد بالجهود المصرية الدؤوبة على مدار العام الماضي لحماية أهالي غزة
  • دعم غزة أبرزها.. تعرف على ملفات القمة المصرية الإماراتية بأبو ظبي
  • تقرير: انخفاض الهجرة غير الشرعية من ليبيا إلى أوروبا بنسبة 59% في 2024