ملاحظات حول إشكالية توظيف الإناث فى مصر
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
فى مطلع الأسبوع قرأت فى «الوول ستريت جورنال» تقريراً تحليلياً حول الفرص المهدرة لغياب النساء عن سوق العمل فى مصر، وكان أبرز ما جاء فيه هو أن مصر لديها واحدة من أدنى معدلات توظيف الإناث فى العالم.
ووفقا لما نشرته الصحيفة الأمريكية، فرغم اندماج مصر العميق فى الاقتصاد العالمى، فإن معدلات تشغيل الإناث فيها أقل مما كان قبل عشر سنوات، وبين كل أربع سيدات مصريات هناك امرأة واحدة تعمل.
كذلك يشير التقرير إلى أن هناك شعوراً عاماً بأن الذكور أكثر على العطاء فى العمل من النساء، وهو ما يعبر عنه استطلاع رأى يؤكد أن 92 فى المئة من الرجال والنساء يرون أن الذكور أفضل فى القيادة من الإناث.
وكان هناك اعتقاد راسخ بأن رياح العولمة فى مطلع الألفية الثالثة يمكن أن تُغير كثيراً من التقاليد الاجتماعية بشأن مشاركة المرأة فى الأعمال، غير أن الوضع فى مصر أكد أن تغيير الأنماط الاجتماعية السائدة أمر فى غاية الصعوبة.
وإذا كان التقرير يحمل بعض المبالغات خاصة فيما أشار إليه بأن دول الشرق الأوسط ومنها مصر أمامها مئة وخمسون عاماً للحاق بالعالم فيما يخص توظيف النساء، فإن علينا أن نعترف بأن وضع تشغيل الإناث فى بلادنا ما زال مُحبطاً، وأن ثمة مسئولية كبيرة تقع على عاتق الدولة ومؤسساتها وعلى منظمات المجتمع المدنى، فى هذا الشأن.
وأرى أن ثمة ملاحظة مُهمة لم يتضمنها تقرير «الوول ستريت جورنال»، وهى أن الأزمة الاقتصادية وحالة الانكماش الاقتصادى التى عانت منها مصر لبضع سنوات سابقة، تسببت فى محدودية الوظائف المُتاحة، وهو أمر عانى منه على السواء الذكور والإناث المقبلون على سوق العمل.
كذلك، فإن استحواذ مشروعات البنية التحتية والإنشاءات والطرق والكبارى على معظم الاستثمارات الجديدة فى مصر أدى إلى تحديد نوعية الوظائف المُتاحة لتقتصر فى الغالب على الرجال القادرين على العمل لساعات طويلة وفى ظروف صعبة لتنفيذ المشروعات المستهدفة فى أوقات قياسية. وللأسف، ودون قصد فإن زيادة الاستثمارات العامة فى مشروعات البنية الأساسية ساهمت بشكل غير مباشر فى التأثير السلبى على معدلات تشغيل المرأة.
وبالقطع، فإن هناك إلى جانب ما سبق دور ثقافى وتوعوى ما زال غائباً فى قضية توظيف الإناث هو أن بعض، بل كثير من المناطق فى الأرياف والوجه القبلى ما زالت تعانى من نزعات تمييز اجتماعى لصالح الذكور.
ولا شك أننا فى حل من أن نكرر بأن المرأة هى نصف المجتمع، وبأنها وفقا للدستور لها كافة الحقوق وعليها كافة الواجبات التى على الرجل، وبأنه لا تحضر ولا تقدم يمكن تحقيقهما دون مشاركة أوسع للنساء فى كافة المجالات الاقتصادية.
ووفقاً لما عايشته وشاهدته فى بيئة العمل أستطيع أن أقول بصراحة إن هناك نساء كثيرات متميزات ولديهن كفاءة لافتة فى الإدارة، ويمتلكن مهارات نادرة تمكنهن من القيادة الرشيدة.
وسلامٌ على الأمة المصرية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د هانى سرى الدين فى مصر
إقرأ أيضاً:
عبد العاطي: هناك توافق حول الأسماء المقترحة لإدارة غزة بعد الحرب
أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، أن الدول العربية قادرة على الانتهاء من إعادة إعمار قطاع غزة خلال 5 سنوات، مشيرا إلى أن ما تم الاتفاق عليه حل عملي قابل للتنفيذ على أرض الواقع.
وقال عبد العاطي، في مقابلة خاصة مع قناة «العربية الحدث» الإخبارية، إن هناك توافقا حول الأسماء المقترحة لإدارة غزة بعد الحرب، ويجب أن تكون الإدارة بيد شخصيات فلسطينية مستقلة.
وأضاف، أن قمة القاهرة قدمت حلا عمليا لإعادة إعمار غزة دون إخراج سكان القطاع من وطنهم، وأن ما تم الاتفاق عليه في القمة يعالج المأساة والكارثة الراهنة الناجمة عن عمليات التدمير الواسعة التي طالت المباني السكنية والمنشآت والمراكز الطبية والمرافق العامة.
وشدد وزير الخارجية على ضرورة إيجاد أفق سياسي يقود إلى تجسيد الدولة الفلسطينية لضمان تنفيذ الخطة العربية بشكل كامل على أرض الواقع، لافتا في الوقت نفسه إلى أن البيان الختامي للقمة غيرالعادية التي ترأسها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد اعتماد الدول العربية خطة مصر لإعمار غزة لتصبح خطة عربية.
وأضاف عبد العاطي أنه يجب أن تكون هناك بيئة مواتية تسمح بتنفيذ خطة إعمار غزة، ولتنفيذ هذه الخطة يجب استدامة وقف إطلاق النار بشكل آمن.
وحول عملية إدارة غزة بعد الحرب.