ثورة 1919، أول ثورة تشترك فيها النساء فى مصر، حيث خرجت المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل لصنع مستقبل البلاد.. خرجت المظاهرات الرافضة للاحتلال وقدمن احتجاجًا مكتوبًا إلى السفراء «معتمدى الدول» وقتها.
ومن نساء ثورة 1919، الفتاة الثائرة حميدة خليل ابنة حى الجمالية بالقاهرة، التى سقطت برصاص الإنجليز وهى تشارك فى الصفوف الأولى أثناء مظاهرة أمام مسجد الحسين، انضمت «حميدة» إلى صفوف الثوار الذين أعلنوا غضبهم من استمرار الاحتلال الإنجليزى لمصر، خلف برقعها الأبيض وضحت عيونها الواثقة وانطلقت هتافاتها التى حركت الجميع من الصفوف الأولى فى الثورة، رفعوا شعارات التنديد بالاحتلال والاستعمار الإنجليزى ومطالب بعودة زعيم الأمة سعد زغلول من المنفى.
كان الهتاف واحدًا: «سعد سعد يحيا سعد، يحيا الهلال مع الصليب»، لم يكن أحد يعرف اسم «حميدة» بعد فهى واحدة من ضمن عدد قليل من السيدات اللائى قررن الخروج للإعلان عن رفضهن للاحتلال الإنجليزى ولكن بعد ساعات قليلة فى 16 مارس 1919.. كانت دماؤها التى سالت برصاص الاحتلال الإنجليزى تكتب التاريخ وتضعها كأول شهيدة فى صفوف الثائرات المصريات ويتناقل خبرها الجميع لتتحرك الثورة ويعم الغضب ربوع البلاد.
فى 16 مارس 1919، وقعت «حميدة خليل» شهيدة برصاص الاحتلال الإنجليزى، خلال مشاركتها فى المظاهرات النسائية الأولى التى كانت تدعم الزعيم سعد زغلول فى منفاه. كانت «حميدة» واحدة ضمن 300 سيدة أخرى قررن التخلى عن الصمت والوقوف أمام التقاليد والممنوعات ليقلن قولة حق بقيادة رائدة الحركة النسائية هدى شعراوى، متمنيات أن يكون مستقبل بلادهن أفضل، وأن يرحل الإنجليز عنها، ولكن لم تستطع «حميدة» أن ترى حلمها يتحقق، بعد أن أرداها الرصاص قتيلة غارقة فى دمائها. منذ استشهادها يتم الاحتفاء بيوم 16 مارس كيوم للمرأة المصرية، وكان فقدانها شرارة لنساء مصر للمطالبة بحقوقهن، فتظاهرن مرة أخرى فى 20 مارس 1919، بعد أيام من استشهاد «حميدة»، وبأعداد قدرت بحوالى 1500 سيدة، ليعلن للمجتمع عن وجودهن وعن أهمية دورهن، لتتوالى بعدهن نجاحات نساء مصر فى إثبات قدرتهن على الاشتراك فى صنع مستقبل هذا البلد.
تضحية سيدات مصر لم تكن فقط فى مشاركتهن ضد الاحتلال الإنجليزى بل ثرن ضد الجهل والتقاليد البالية التى حرمتهن من التعليم والعمل والفكر، فكانت ثورة 1919، نقطة تحول كبيرة فى تاريخ المرأة المصرية، فخلعن الحجاب الفكرى والنقاب الاجتماعى الذى حرمهن من أدنى الحقوق التى استحققن عن جدارة، ليظهر بعدها نساء رائدات فى مختلف المجالات فى مصر، حملن شعلة التغيير وتحمل المسئولية بجدارة ومثلن مصر فى مختلف بلاد العالم بكل شرف.
ومن أبرز مكتسبات ثورة 1919، تشكيل لجنة للسيدات الوفديات وقد جاءت بعد أن أشار بتشكيلها سعد زغلول بفرض أن تعمل النساء جنبًا إلى جنب مع الرجال فى سبيل مقاومة الاستعمار.
وتعد مشاركة المرأة فى ثورة 30 يونيو شبيهة بمشاركتها الفعالة فى ثورة 1919، حيث تصدرت المرأة المشهد بقوة خلال أحداث 30 يونيو، ولعبت دورًا مؤثرًا وكبيرًا لا يمكن إغفاله أو تجاهله، خلال الثورة الشعبية التى انطلقت فى جميع ميادين وربوع مصر للإطاحة بحكم جماعة الإخوان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود غلاب أيقونة الثورة حكاية وطن ثورة 1919 النساء في مصر المظاهرات الرافضة ثورة 1919
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيل أيقونة المرح.. مشوار نعيمة عاكف من السيرك إلى السينما والشهرة
حياة نعيمة عاكف الفنية.. تحل اليوم الأربعاء 23 أبريل ذكرى وفاة الفنانة نعيمة عاكف، التي داهمها المرض في أوج شبابها وتألقها الفني، ليتوقف مشوار صعودها الصاروخي نحو القمة، وينطفئ بريق الشهرة فجأة كما لمع فجأة في سماء الفن.
ورحلت نعيمة عاكف، في سن مبكرة عن عمر ناهز الـ 36 عامًا، منذ 59 عاما، تحديدا في 23 أبريل 1966، بعد حياة فنية قصيرة قدمت خلالها للسينما المصرية عدة أفلام تتميز البهجة، والتي رسمت السعادة في قلوب المشاهدين حتى هذه اللحظة.
وخلال السطور التالية، يسلط «الأسبوع»، الضوء على أبرز المحطات في حياة نعيمة عاكف الفنية.
ملأت نعيمة عاكف دنيانا رقصا وغناءً وتمثيلا واستعراضات مميزة، خلال مسيرتها الزمنية والفنية القصيرة، إذ أصبحت واحدة من أهم نجمات مصر والوطن العربي على مدار مشوارها الفني القصير، والذى قدمت خلاله نحو 25 فيلما من الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية.
ومن أشهر أفلام نعيمة عاكف "العيش والملح، لهاليبو، بلدي وخفة، بابا عريس، فرجت، فتاة السيرك، جنة ونار، النمر، مليون جنيه، نور عيوني، ضابط وأربع بنات، بحر الغرام، مدرسة البنات، تمر حنة، أحبك يا حسن، خلخال حبيبي، بياعة الجرايد، الحقيبة السوداء، أمير الدهاء، من أجل حنفي".
ميلاد نعيمة عاكفولدت نعيمة عاكف في مدينة طنطا محافظة الغربية، في 7 أكتوبر 1929، وقضت شطرا كبيرا من حياتها في السيرك الذى كان يدير والدها إسماعيل عاكف إسماعيل معروفًا باسم «سيرك عاكف» مع أشقائه وعدد من أفراد عائلته، ويعتمد على بناته في تأدية فقرات بالسيرك الشعبي البسيط، حتى صارت «نعيمة عاكف» البطلة الأولى لفريق السيرك وهى بعد في الرابعة من عمرها، وظلت تعمل في السيرك حتى بلغت الرابعة عشر، وخسر والدها كل أمواله مما اضطره لرهن السيرك، وانتقلت نعيمة ووالدتها مع شقيقاتها إلى القاهرة وبدأت العمل في مقاهي شعبية يقدمن عروض البهلونات نسبة إلى عملهن السابق في السيرك، ثم تعرف عليهن المطرب محمد الكحلاوي ليأخذهن للعمل في فرقته، ويصبحن بمثابة وش السعد عليه، ويزداد جمهور فرقته.
ثم عملت بعد ذلك نعيمة عاكف في ملهى الكيت كات، ومن هناك بدأت في التعرف على عدد من المخرجين المصريين، وبدأت العمل في مجال السينما في أواخر حقبة الأربعينيات، اكتشفها المخرج أحمد كامل مرسى فقدمها إلى السينما كراقصة في فيلم ست البيت، ثم قدمها المخرج حسين فوزى فى فيلم «العيش والملح»، أما أول بطولة سينمائية فكانت في فيلم لهاليبو وبعد أن وقع حسن فوزى معها عقد احتكار تزوجها لتقدم معه 15 فيلمًا ممن إخراجه كان آخرها فيلم أحبك يا حسن وارتفع أجرها.
وفى عام 1956 اختارها زكى طليمات بطلة لفرقة الفنون الشعبية في العمل الوحيد الذى قدمته هذه الفرقة، أوبريت بعنوان «يا ليل يا عين»، تأليف يحيى حقي، وتوالت أفلامها ولمع نجمها في السينما من خلال أفلام: بلدي وخفة، بابا عريس، فتاة السيرك، جنة ونار، تمر حنة، يا حلاوة الحب». علاوة على ذلك، تميزت نعيمة بقدرتها على الغناء ضمن العرض. علاوة على ذلك، أكسبتها نشأتها في سيرك والدها خبرة متنوعة فى الألعاب البهلوانية والرقص، سواءً في العروض الفردية أو الجماعية.
عندما ظهرت نعيمة عاكف لأول مرة على فى السينما عام 1949، كانت تحية كاريوكا وسامية جمال ملكتى الفودفيل. فى البداية، تنافست معهما، لكنها سرعان ما تفوقت عليهما، مع أنها كانت أصغرهن سنًا. أما فى التمثيل، فرغم أنها كانت أقل كفاءة، إلا أن الفنان فوزى كان يختار لها أدوارًا لا تتطلب سوى حس فكاهة ونشاطا وروحا مرحة، مما أهّلها تمامًا للأفلام الموسيقية التى كانت سائدة آنذاك.
زواج نعيمة عاكف من المخرج حسين فوزىتزوجت نعيمة عاكف من المخرج حسين فوزى، والذي لم يسمح لها بالتمثيل مع أي مخرج غيره، إلا في مناسبتين. الأولى كانت في فيلم أربع بنات وضابط (1954) الذى قام ببطولته وإخراجه أنور وجدى، مقابل موافقة وجدى على المشاركة معها في فيلم النمر الذى أنتجه وأخرجه حسين فوزى. والثانية كانت في فيلم «مدرسة البنات» (1955) للمخرج كامل التلمساني.
فى عام 1957، شاركت نعيمة عاكف في المهرجان العالمي السادس للشباب والطلاب في الاتحاد السوفيتي السابق ورقصت على مسرح البولشوي في موسكو.
وفازت نعيمة عاكف بجائزة أفضل راقصة في العالم، متفوقة على راقصين من خمسين دولة شاركت في هذا المهرجان. وعند عودتها من روسيا لم تجد زوجها بالمطار ليحدث بينهما نقاش حاد انتهى بقرار الطلاق بعد 10 سنوات نجاحات فنية وعشرة زواج خمس سنوات،
ثم انفصلت نعيمة عاكف عن زوجها في هدوء شديد بعد أن أخرج لها 15 فيلماً، ثم تزوجت من المحاسب صلاح الدين عبد العليم وأنجبت منه ابنها الوحيد محمد صلاح الدين عبد العليم.
شاركت نعيمة عاكف في خمسة أفلام، بعد انفصالها عن زوجها حسين فوزي لكن حضورها كان قليلا، تشمل هذه الأفلام «خلخال حبيبي 1960، إخراج حسن رضا ومن أجل حنفي 1964، إخراج حسن الصيفي، وأثناء تصوير فيلم بياعة الجرايد عام 1963،
شعرت نعيمة عاكف ببعض الألم، وعند إجراء الفحوصات اكتشفت أنها مصابة بالسرطان وصارعت المرض 3 سنوات، رحلة طويلة مليئة بـ السهر والدموع والفرح والحزن يتابعها ماهر زهدي ليصل مرة ثانية إلى المحطة الأخيرة، وفى صحبة نعيمة عاكف، التي كان مقررا لها أن تسافر خارج البلاد للعلاج على نفقة الدولة، لكن المرض هاجمها بشدة يوم 21 أبريل، ونزفت بشكل مخيف، فتم نقلها على الفور إلى المستشفى، ووُضعت في غرفة العناية المركزة.
لكن نعيمة عاكف سبقت الجميع بتنفيذ قرار القدر، لتصعد روحها إلى بارئها فى صباح 23 من أبريل عام 1966، لترحل قبل أن تكمل عامها السادس والثلاثين، وتشيع جنازتها فى اليوم الذى قرر فيه الأطباء أن تسافر إلى الخارج، وأنهت مشوار 17 عامًا من الفن والتألق والإبداع.
اقرأ أيضاًنعيمة عاكف في عيد ميلادها.. أول فنانة تجري عملية تجميل وهذه أمنيتها التي لم تحققها
اليوم.. مشوار نعيمة عاكف السينمائي فى برنامج "كواليس" على قناة النيل الثقافية
تحدثت لأول مرة عن منعها من دخول القاهرة السينمائي.. من هي هند عاكف؟