مسلمون على مائدة إفطار قبطي.. ما يروّيه ضيوف «صفـوت البطـطي»
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
لم تكن مائدة إفطار «صفوت البططي» الموسمية عندما يحلّ شهر رمضان، مأدبة طعام للأصدقاء إحتفاءًا بقدوم الشهر الفضيل، بل منتدي ثقافي وتقليد إتبعه «البططي» منذ سنة 1985، يعبر مكنونه المصري الخالص.
قبل قدوم شهر رمضان سنويًا، يستعد الشاعر والمؤلف المسرحي؛ صفوت لبيب سيفين الشهير بـ «صفوت البططي»، لهذه المأدبة بكل تفاصيلها من دعوة ضيوفه المسلمين وتجهيز مستلزمات الإفطار لنحو 20 فردًا تتسع لهم شقته بمدينة قنا.
تقول نجلته «إنجي صفوت»، إن والدها بدأ هذا التقليد بعد زواجه مباشرة، وكانت والدتها «إبتسام الزعيم» هي التي تعد المأدبة دون الإستعانة بأحد من الأقارب أو الطهاة.
الراحل صفوت البططي وأحفاده وفوانيس رمضانوعن قائمة الضيوف تقول، كلهم هم أصدقاء أبي، ومنهم المستشار أحمد أبودقة، البرلماني السابق أنس دنقل، الدكتور أحمد سعد جريو، الأديب فتحي عبد السميع.
الإعلامي عبد الله الأنصاري، الكاتب الصحفي عبد الحكيم القاضي، وسعد فاروق رئيس إقليم جنوب الصعيد الثقافي وغيرهم، وكذلك الراحل الشاعر محمود مغربي والفنان الراحل مصردان البحيري.
وتضيف كان حضور الضيوف مرتبطًا بظروف عملهم وخاصة الذين يسافرون إلى الخارج أو المغتربين عن أسرهم فى قنا، غير إنه كانت هناك قائمة من أصدقاء أبي لا يفوتون الاحتفال معه بهذه المناسبة سنويًا، وإحياء هذا التقليد السنوي.
وتبيّن «البطـطي»، أن والدها كان يستعد لذلك اليوم وكأنه يوم عيد ويُوفر كل المستلزمات ويُتممّ كل التجهيزات اللازمة ومنها سجاجيد الصلاة التي مازالت محفوظة فى منزلهم.
الدكتور أحمد سعد جريو، عضو المجلس الأعلي للثقافة، وأحد الأصدقاء المقربين للراحل صفوت البططي، يقول إن مائدة إفطار صفوت البططى كانت تمثل نسيج حال الامة المصرية.
أحمد سعد جريو وصفوت البططيوتعبير حقيقى عن الروابط الثابته والأحساس الوطنى فهى ليست مائدة إفطار الصائم بقدر ما كانت مائدة ثقافية وفكرية، تترجم العقائد السماوية السمحة والأنسان واحترام مشاعره وتأكيدًا على التواصل.
ويضيف صفوت البططى لم يكن ممثلًا غن نفسه، أو أسرته فقط؛ بل مصريًا يحب روابطه ويعزز من خلال جلساته المواطنة الحقيقية.
وكان فكره، دائما يذهب إلى ضرورة التعبير عن المشاعر والروابط بعقد الجلسات والموائد النقاشية لاسيما فى المناسبات المختلفة، ورمضان من المناسبات التى يستقبلها المصرى بفرحة لذلك كان يحرص على عقد المائدة الرمضانية.
في سنة 2015، كان صفوت البططي حريصًا؛ أشد الحرص، على إقامته مائدة الإفطار التي إعتاد إقامتها منذ 30 عامًا، وكانت أخر سنة يُقيم فيها مائدة المحبة الأشهر فى قنا، إذ توفي سنة 2016.
ضيوف البططي فى الإفطارالمصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مسلمون مائدة إفطار قبطي شهر رمضان أصدقاء الشاعر الوحدة الوطنية الشهر الفضيل الضيوف مدينة قنا مائدة إفطار
إقرأ أيضاً:
ضيوف معرض جدة للكتاب 2024 يحذرون من تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع الأدبي
المناطق_جدة
حذَّر ضيوف البرنامج الثقافي بمعرض جدة للكتاب 2024 من تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع، وذلك خلال ندوة فكرية استثنائية حملت عنوانًا مثيراً للتأمل: “الذكاء الاصطناعي ومستقبل الكتاب”، تحدث خلالها الدكتور أنس الغامدي، وأدارها الأستاذ محمد باسلامة.
أخبار قد تهمك هيئة الأدب والنشر والترجمة تطلق معرض جدة للكتاب 2024 12 ديسمبر 2024 - 4:28 مساءً
افتتح باسلامة الندوة بإثارة تساؤلات عميقة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الكتاب، بقوله: هل سيكون الذكاء الاصطناعي شريكاً يعزز الإبداع أم منافساً يهدد القيم الإنسانية للنصوص الأدبية؟ مشيراً إلى المحاور الرئيسية للندوة التي تضمنت: دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الكتابة والنشر، وتأثيره على الإبداع الأدبي والقيمة الإنسانية للكتب، فضلاً عن التحديات الأخلاقية والقانونية المتعلقة بملكية النصوص المنتجة، بجانب استخدام الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة لتعزيز الابتكار بدلاً من منافسته.
التحدي بين الإبداع الإنساني والذكاء الاصطناعي
وأكد الدكتور أنس الغامدي، أن الذكاء الاصطناعي بات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية في المجالات الفنية، والأدبية، والثقافية، محذرًا: “إن لم نستخدمه، فسيستخدمه غيرنا”. لكنه تساءل: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يبلغ مستوى الأصالة والإبداع الإنساني؟ مجيبًا بأن ذلك غير ممكن بسبب افتقار الآلة للتجارب الإنسانية التي تغذي العمل الإبداعي.
التكنولوجيا وصناعة الكتاب
تطرق الغامدي لدور الذكاء الاصطناعي في تعزيز أعمال دور النشر من خلال تحسين التسويق، والإنتاج، والبيع. لكنه شدد على أن ترجمة النصوص بواسطة الآلة لا تزال تعاني من فجوات عاطفية، قائلاً: “عندما تقرأ نصاً مترجماً بواسطة الآلة، تشعر بإحساس المترجم لا الكاتب”.
بين التكنولوجيا والإبداع
ركزت الندوة على استكشاف كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تعيد تشكيل تجربة الكتابة والنشر، مع تأكيد ضرورة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة داعمة للإبداع البشري. كما ناقشت التحديات الأخلاقية والمهنية المتعلقة بملكية النصوص المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع طرح رؤى مبتكرة لتوظيف هذه التقنية في تحقيق مستقبل مستدام يجمع بين الإبداع الإنساني والابتكار التكنولوجي.
في الختام، حملت الندوة رسالة محورية مفادها أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للإبداع الإنساني، لكنه أداة يمكنها إثراء هذا الإبداع إذا أحسن استخدامها.
يُشار إلى أن معرض جدة للكتاب 2024 يستقبل زواره يومياً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة حيث تبدأ الزيارة من الساعة 2 ظهرًا، ويستمر حتى 21 ديسمبر الجاري.