بوابة الوفد:
2025-04-29@18:04:28 GMT

إنما للصبر حدود

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

لا أقصد فى «إنما للصبر حدود» أغنية الست «أم كلثوم» فى أغنيتها الشهيرة التى تحمل ذات الاسم، رغم ما فى كلمات الأغنية من وجاهة ودلالة، إذ تقول فى مطلعها «ما تصبرنيش بوعود وكلام معسول أنا ياما صبرت على نار وعذاب وهوان» إن هذا الذى فعلته «غلطة ومش هتعود» إنما أقصد بها مراحل ما قبل الانفجار الكبير، عندما تحتدم المطالب الإصلاحية التى تُطالب بها الناس على مختلف الطبقات، ويصاب الجميع بالعجز على حلها، فهذا المناخ يخلق أزمة تستمر فى التضخم ككرة النار التى تحرق كل ما يقف أمامها وتأكل كل شىء كان موجوداً قبل أن تتدحرج تلك الأزمات ولا يوقفها أحد فى ظل استعداء الطبقة الوسطى صمام الأمان فى أى مجتمع، والناس قد تضطر إلى السرقة بسبب الجوع، وشرعاً لا إثم عليهم، يقول أهل العلم لا قطع فى المجاعة، يعنى أن المحتاج إذا سرق ما يأكله فلا قطع ليده، لأنه مضطر، وقد صدر حكم من المحكمة العليا الإيطالية بأن سرقة الطعام للجائع ليست سرقة لأنه خطأ مجتمع لم يستطيع توفير الطعام له، ما أكثر حرامية هذا الزمان الذين يسرقون لجوعهم، والبقية فى الطريق «إنما للصبر حدود».


لم نقصد أحدًا.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أم كلثوم ذات الاسم كلمات الأغنية

إقرأ أيضاً:

كريمة أبو العينين تكتب: الموت من الداخل

فى واحدة من أجمل ما كتب الأديب الأمريكي العالمي إرنست همنجواي ما قاله على لسان أحد أبطال رواياته وهو ينظر إلى المرآة ويقول : بالطبع ما أراه الآن هو ما تبقى منى ، فقد مات كلي جزءا وراء الآخر ، مت يوم إن ودعتني أمي ولم أدر كيف تركتني فى هذا الفراغ العمري، لم أشبع منها بعد ، وازداد موتي حينما لحقها أبي وصرت بلا سند ولا داعم حقيقي، ثم أخذني الموت أخذا حينما مات ابني لم أكن أدرك ولم أتذوق طعما مرا بمثل طعم فقدان فلذة كبدي، والآن أنظر إلى نفسي كي أتأكد أنني خارج القبر مع أنني دخلته منذ زمن … بهذا الوصف العبقري والمشاعر الصادقة تستطيع أن تقيس عليها بعضا من الوجوه بل أكثر من الوجوه وليس بعضا فى الشوارع ووسائل المواصلات والجيران وزملاء العمل ، وبالطبع إذا نظرت إلى نفسك ستجد ثمة عامل مشترك بينك وبين كل هؤلاء وهو أنك وأنهم وأننا كلنا بلا استثناء مات فينا جزء وربما أجزاء وكلنا أموات من الداخل وفي انتظار الموت النهائي وتوديع الحياة وبداية الحياة الأخرى والتي وصفها الخالق بالقول" يا ليتني قدمت لحياتي" فما نعيشه ليس حياة ولكنه موتا بالبطيء يبدأ بالفقد الجزئى فيموت منك عضو وشعور ومقوم من مقومات مواصلة العيش والتأقلم مع ما يسمى بهذه الدنيا.

الموت على أجزاء هو أكثر أنواع الموت ألما وجرحا فهو يفرغك من داخلك فتصبح مجرد شكل بلا قلب لأن قلبك قد مات حزنا مع كل فقد وفقدان.

الموت من الداخل من الممكن ان يحدث بالخذلان وليس بالفقد الموتى ، فالغدر والخيانة سكينا يغرس فى قلب قلبك ويجعلك تنزف من الداخل ويصبح وجهك مكسورا منكسرا وتصاب بكسرة القلب التي تنتزع منك شرايين حياتك وبقاءك متماسكا صلبا ، وحينما يغدر بك أو أن يخونك من وثقت به وسلمت  له كل صمام عمرك وسعادتك حينها تصبح قشرة باهتة صدئة بعد أن كنت ذهبا لامعا تشع سعادة وإقبال على الحياة.

الموت من الداخل ليس فقط موت أفراد ولكنه موت دول ايضا فالولايات المتحدة بدأت مرحلة الموت من الداخل منذ طوفان الاقصى وربما قبلها بقليل فرغم التقدم والهيمنة إلا أن المواطن الأمريكي متشقق من الداخل شأنه شأن كل الدول التى تجمع عرقيات كثيرة وغرور أكبر ، الأمريكي بدأ يشعر بالاستنزاف الصهيونى وبأنه مضطر أن يدفع من ضرائبه ومن صورته أمام العالم ليرضي إسرائيل وبني صهيون ، الوضع هناك أصبح يحمل علامة استفهام كبيرة تبحث عن إجابة مقنعة ومرضية لمعظم الأمريكيين والتى قد تكون مسمار فى نعش الامبراطورية الامريكية ومعولا لهدمها وتفككها ليحل محلها امبراطورية اخرى بالطبع الصين تعد نفسا لهذه المرحلة منذ فترة ومن الان فصاعدا . اسرائيل ذلك الكيان المغتصب يموت من الداخل ويحضرني هنا حوار قاله زميل دراسة فى الجامعة الأمريكية كان يهودى الديانة ويحمل جنسية امريكية اسرائيلية مزدوجة . ديفيد قال ان لايوجد من يسمح او يرضى او يوافق على اقامة الدولة الفلسطينية ، لان ذلك معناه تآكل المواطنين اليهود من انفسهم وبأنفسهم ، لان الوضع السكانى فى اسرائيل يجمع طبقات متفاوتة من اليهود ودرجات من التقدير المجتمعى وفى المقابل هناك منظومة سياسية تعمل منذ بداية المجتمع اليهودى واقامة الدولة اليهودية تعمل على مفهوم واحد وهو ان هناك عدوا يريد ان يخرجك من هذه الارض ويعود اليها هذا العدو هو الفلسطينى ، فاذا ماتم اقامة دولة لهم وعاشوا فى سلام وامن فان الاسرائيليون سيتفرغون لانفسهم وستقوم فتنة بسبب التنوع الديموجرافى فاليهود درجات منهم المميز ومنهم الخادم الشحات ولذا فحينها سيصبح الوضع مخيفا وستندلع الخلافات والمواجهات التى ستنتهى بنهاية دولتنا . كلام ديفيد اتذكره وانا اتحدث عن الموت من الداخل لان بوادره ظهرت منذ طوفان الاقصى وراينا وقرأنا مايأتى به الداخل الاسرائيلي من نزاعات وتخبط واختلافات .. الموت من الداخل ليس مجرد حالة او شعور او هرمونات ولكنه مرحلة من المراحل التى تشبه القشة التى تقطم ظهر البعير لانها تانى فى وقت وتوقيت يصعب التنبؤ بما سيخلفه هذا الموت الداخلى .. اللهم خفف عنا أقدارنا وخذنا موتة واحدة وليست على اجزاء ولا من الداخل ..

طباعة شارك فلسطين إسرائيل طوفان الأقصى

مقالات مشابهة

  • القوّات تفتح النار على عون… والسّجال يتخطّى حدود السياسة!
  • أطباء بلا حدود: مرور 50 يوماً على منع دخول الأدوية إلى غزة
  • حكاية أطفال الأنابيب (٢)
  • أطباء بلا حدود: وقف التمويل الأميركي أدى لاضطراب البرامج الصحية عالميا
  • أشرف زكي: نعمل على وضع قواعد لتصوير جنازات الفنانين.. ولا بد من وضع حدود لانتهاك حرمة الموت
  • لليلة الرابعة.. تبادل إطلاق النار بين الهند وباكستان عبر حدود كشمير
  • زلزال بقوة 4.9 ريختر في كردستان على حدود تركيا
  • كريمة أبو العينين تكتب: الموت من الداخل
  • ضجيج بلا طحين
  • حشد قوات يمنية على حدود السعودية لقتال الحوثيين.. ما حقيقة الفيديو المتداول؟