«سُفر إفطار الصائمين».. مشهد إيماني يجسّد معاني البذل والخير في رحاب المسجد النبوي
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
تزدحم حشود الصائمين في شهر رمضان على امتداد سفر الإفطار في المسجد النبوي وساحاته الخارجية قبيل رفع أذان المغرب في أجواء إيمانية وروحانية تجمع أفئدة المسلمين على اختلاف جنسياتهم وأعراقهم.
وتجسّد سفر الإفطار في المسجد النبوي خلال شهر رمضان واحداً من أعظم مشاهد البر وبذل الخير التي تشرف عليها الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد النبوي، والجهات ذات العلاقة، من خلال الإدارات واللجان العاملة في الميدان، لخدمة المصلين والزائرين، وتنفيذ الخطط التشغيلية الموسمية للشهر الفضيل.
ورصدت "واس" اليوم , المشهد في الساحات الشمالية والغربية للمسجد النبوي , حيث انتظم عشرات الآلاف من الصائمين من مختلف الجنسيات والأعمار حول سفر الإفطار , التي تعدّ في الساعة الأخيرة من وقت الصيام في الأماكن المخصصة لها، بدأت بعدها مرحلة توزيع الأغذية والمشروبات، والوجبات المغلّفة التي يتم إعدادها ضمن مشروع "خير المدينة" السنوي، حيث تولى كوادر من المتطوعين والعاملين توزيع الوجبات على الصائمين والزائرين في مختلف أرجاء الساحات قبل أن يأخذوا أماكنهم في سفر الإفطار.
وتتعدّد أعمال المشاركين في تقديم خدمات إفطار الصائمين في المسجد النبوي لتشمل عدة جوانب، تضمنت مدّ سفر الإفطار في المسجد والساحات والسطح، وتقديم الوجبات التي تشمل التمر، وعبوة ماء زمزم، والزبادي، والخبز، وتوفير حافظات مياه زمزم وكاسات الشرب في عدة نقاط لسقيا الصائمين، إضافة إلى أعمال الإرشاد والتوجيه، والإشراف على آلية دخول الأطعمة المرخصة إلى المسجد النبوي.
وقبيل رفع أذان المغرب، ينفّذ العاملون خطة لرفع أطنان من السفر خلال بضع دقائق، ونقلها مباشرة إلى صناديق وحاويات مخصصة يتم توزيعها في الممرات داخل المسجد وفي الساحات الخارجية، لتجمع فيها السفر والمواد البلاستيكية، كما يتم جمع المتبقي من الأطعمة من المخبوزات والألبان وعبوات المياه وحفظها في أكياس للاستفادة منها.
ويتوقّع أن يصل عدد وجبات الإفطار التي سيتم توزيعها على الصائمين في المواقع المخصصة للإفطار في المسجد النبوي أكثر من 8.5 ملايين وجبة على مدى أيام الشهر الفضيل، إضافةً إلى أكثر من 45 مليون مستفيد من خدمات سقيا مياه زمزم التي تشمل توزيع 2.5 مليون عبوة ماء زمزم معبأة ضمن مشروع السقيا في الحرمين الشريفين، وكذلك 18 ألف حافظة مياه زمزم يتم توزيعها في قسمي الرجال والنساء يومياً خلال شهر رمضان، وتهيئة 1205 نوافير مياه للسقيا في الساحات الخارجية.
وتتوسع مشاهد البر والخير في كل أرجاء المنطقة المركزية قبل وصول جموع الصائمين حيث تقدّم بعض أصناف الأطعمة للصائمين أثناء سيرهم باتجاه المسجد النبوي مثل المخبوزات، والألبان، والتمر، كما تُمد بعض السفر أمام المحال التجارية والفنادق القريبة من المسجد النبوي لإفطار الصائمين، في تنافس محمود لكسب الأجر والمثوبة.
وتستمر جهود العناية بالمصلين بعد انقضاء الصلاة، حيث يتم تنظيم خروج المصلين عبر الممرات وعند الأبواب، حيث ينتقل آلاف الصائمين مباشرة عبر الساحة الشمالية والجنوبية لاستكمال تناول الإفطار حيث تنتشر سلسلة من المطاعم أو إلى أماكن سكنهم قبل العودة مجدداً لأداء صلاة القيام في المسجد النبوي.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: فی المسجد النبوی
إقرأ أيضاً:
«ذاكرة الوطن».. رحلة في رحاب الماضي
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
منصة «ذاكرة الوطن» رحلة في رحاب الماضي، وسفر في فكر ورؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وفي حاضر ومستقبل الإمارات المشرق. تصطحب زوار «مهرجان الشيخ زايد» في دورته الحالية في جولة معرفية غنية تحتفي بالموروث وتنقله بفخر للزوار من مختلف الجنسيات، وتلقي الضوء على الإنجازات التي أسهمت في صناعة حضارة الإمارات.
يستعرض «مهرجان الشيخ زايد»، الذي يقام تحت شعار «حياكم» برؤية وهوية جديدتين، ويستمر حتى 28 فبراير 2025، في منطقة الوثبة بأبوظبي، تاريخ وثقافة الإمارات أمام الزوار عبر منصة «ذاكرة الوطن» ضمن المشاركة المميزة للأرشيف والمكتبة الوطنية.
ويحفل الجناح بالمواد الوثائقية التي تؤرخ لسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والقيادة الحكيمة، ويبرز الإنجازات التي تحقّقت على مرِّ العقود الماضية.
وبالإضافة إلى المعروضات التاريخية تحرص المنصة على المشاركة بباقة من البرامج التعليمية التي تمنح الزوار جرعة ثقافية ثرية.
تجربة تفاعلية
تسرد منصة «ذاكرة الوطن» قصة نجاح ورؤية الإمارات، عبر مؤثرات ووسائط ذكية لتروي بالصوت والصورة جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والقيادة الرشيدة في تأسيس الدولة وترسيخ قواعد النهضة والعمران، عبر العديد من الأقسام الثرية بالمعلومات، والتي تربط الماضي بالحاضر، وتستشرف المستقبل.
كما تستقبل بأقسامها المختلفة الكبار والصغار، وتوفر لهم تجربة تثقيفية وتعليمية واستكشافية تفاعلية تقربهم من الموروث الثقافي والحضاري لأرض الإمارات في قالب إبداعي وبتقنيات ذكية، من خلال تجارب الواقع الافتراضي والواقع المعزز، مع فرصة التعرف إلى معالم تاريخية في مدينة العين بطريقة تفاعلية وممتعة.
بوابة المعرفة
وتحدث حمد الزعابي، مشرف الفعاليات في الأرشيف والمكتبة الوطنية، مدير مشروع منصة «ذاكرة الوطن» في «مهرجان الشيخ زايد» عن مشاركة هذه السنة، والتي تُعد من المشاركات المتميزة لما تحتويه المنصة من تنوّع كبير في المعلومات.
وذكر أن الأرشيف والمكتبة الوطنية من خلال منصة «ذاكرة الوطن» يهدف إلى تعزيز الانتماء والولاء وترسيخ الهوية الوطنية وغرس القيم ومبادئ المواطنة الصالحة في نفوس الأجيال، وتقديم صورة مثالية تليق بالتقدم والازدهار الذي تحظى به دولة الإمارات في ظل قيادتنا الرشيدة. كما يبرز الدور الوطني المتمثل في حفظ الرصيد الوثائقي للدولة لاجتياز مختلف التحديات عن طريق تطوير العمل الأرشيفي، ومواكبة المستجدات التقنية والممارسات العالمية المتطورة.
الذكاء الاصطناعي
وأشار الزعابي إلى أن الأرشيف والمكتبة الوطنية يواكب أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته التي تتجلى آثارها الكبيرة في شؤون الترجمة وفي الأرشفة والتوثيق، وسواه من المجالات التعليمية والثقافية.
وأوضح أن المنصة في المهرجان، تكشف عن الكثير من المبادرات والمشاريع الكبرى، وفي مقدمتها موسوعة تاريخ الإمارات العربية المتحدة التي تُعد إنجازاً كبيراً يوثّق الذاكرة الوطنية والرصيد الوثائقي، والمنجز الحضاري للدولة.
وأورد الزعابي أن المنصة تحفل بأكثر من 12 قسماً، إذ تسرد مسيرة الأرشيف والمكتبة الوطنية منذ تأسيسه عام 1968 والدور الذي يؤديه في حفظ ذاكرة الوطن، والمراحل التي مر بها، حتى أصبح إلى جانب حفظه للوثائق التاريخية بأنواعها، مركز إشعاع ثقافي وصانعاً للمحتوى. وهناك قسم خاص يستعرض رحلة «آل بوفلاح» حكام إمارة أبوظبي من واحة ليوا معقل بني ياس إلى أبوظبي، وذلك بعد اكتشاف الماء فيها، وكيف عمّ النمو في أبوظبي التي بلغت أوج ازدهارها في ظل القيادة الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.
قسم الاتحاد
تحدث حمد الزعابي عن قسم الاتحاد ضمن منصة «ذاكرة الوطن»، حيث يطلع الزائر على قصة اتحاد الإمارات السبع، ويوثق ذلك بالصور التاريخية وبالوثائق الأصلية للاتفاقيات. كما تظهر المنصة جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورؤية سموه القيادية، وما شهدته الدولة من تطور وازدهار في مختلف مجالات الحياة في ظل قيادته. وتوثق الأفلام الوثائقية والصور التي يستمدها الأرشيف والمكتبة الوطنية من أرشيفاته، محطات مهمة وإنجازات وطنية لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، ولسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، كما توثّق المنصة إنجازات خالدة في مرحلة التمكين التي قادها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه.
رحلة تفاعلية
أوضح حمد الزعابي أن المنصة، ولأول مرة، تضم قسم الواقع الافتراضي VR المعزَّز بالذكاء الاصطناعي، بحيث يتمكن الزوار من زيارة «قصر المويجعي»، أو «قصر الجاهلي»، واستكشافهما في إطار تقريب الأماكن التاريخية للزوار، بحيث تعرض تعريفاً بالقلعتين كشاهدين على تاريخ الدولة وتطورها.
وقال: نعرض عن طريق «سينما 360 درجة» ضمن قسم من «الصحراء إلى الفضاء» إنجازات الدولة في هذه المجالات ورحلة البناء، إلى جانب قسم «الاستدامة» الذي يبرز رؤية القيادة الرشيدة للاستدامة، واتخاذها شعاراً لعامي 2023 و2024 لأهميتها. ونعرض لأول مرة مقتنيات نادرة عن مشاركة الإمارات في «إكسبو» اليابان عام 1970، كما تسلط المنصة الضوء لأول مرة على منطقة الظفرة عبر معرض صور غني.