الجزيرة:
2024-07-03@22:08:39 GMT

سنوات الغطرسة.. محتوى وثائق سرية إسرائيلية عن حماس

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

سنوات الغطرسة.. محتوى وثائق سرية إسرائيلية عن حماس

لسنوات طويلة، استخفت أعلى قيادات الجيش والاستخبارات الإسرائيلية بقدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبلغ الاحتقار حد المراهنة على حلف معها ضد الجهاد الإسلامي.

ظهر ذلك في وثائق سرية حصلت عليها صحيفة هآرتس الإسرائيلية لاجتماعات مغلقة لأعلى هرم القيادات العسكرية والسياسية.

وتقول الصحيفة إن هذه الغطرسة لم تزل غشاوتها إلا في هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

في ديسمبر/كانون الأول 2021، تجوّل قائد أركان الجيش الإسرائيلي حينها أفيف كوخافي مرفوقا بوزير الدفاع وكبار القادة على طول الحدود مع غزة في زيارة أحيطت ببعض السرية، ووعد هناك بواقع جديد تماما في القطاع، قائلا "ما كان لن يكون بعد الآن".

كان كوخافي يستعد لتدشين حاجز ضخم فوق الأرض وتحتها، كلف 3.5 مليارات دولار، ليكون جزءا من منظومة الدفاع الإسرائيلية (بما فيها القبة الحديدية).

لكن المشروع يبدو اليوم أقرب إلى تذكار للسابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ونُصب لمفهوم الردع الإسرائيلي المنهار، حسب هآرتس.

ومن المفارقات أن أحد الإعلاميين القلائل الذين رافقوا كوخافي في الزيارة، وهو روي إيدان مصور يديعوت أحرونوت من سكان مستوطنة "كفار عزة"، انتهى به الأمر مقتولا هو وزجته في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

جدار الغطرسة

وتكتب هآرتس أنه مثلما استغرق بناء الجدار المنهار سنوات، استغرق تشييد مفهوم الغطرسة الإسرائيلية سنوات أيضا، كما تظهره وثائق وبروتوكولات اجتماعات مغلقة عقدت خلال السنوات التي سبقت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتبدو فيها واضحة عجرفة القيادة العسكرية ومخاوف الضباط من التعبير عن رأيهم المهني إن خالف رأي أعلى الهرم السياسي والأمني.

وتشير الوثائق بوضوح أيضا إلى مبالغة في حجم الإنجازات العسكرية في غزة، وإلى ثغرات استخبارية في قراءة مساعي حماس لتعزيز قدراتها العسكرية، وتشي قبل كل شيء باحتقار للعدو ما بعده احتقار.

أحد من عبّر عن هذه الغطرسة تامير هيمان، وهو مدير معهد دراسات الأمن القومي حاليا، والذي تقلّد سابقا مناصب رفيعة في الجيش، آخرها قيادة الاستخبارات العسكرية.

ولكن هل تجعله سيرته الذاتية هذه خبيرا في شؤون حماس؟ تتساءل الصحيفة الإسرائيلية ساخرة.

في نقاش مغلق في قاعدة وسط إسرائيل في تلك الأيام وكان حينها قائد الاستخبارات العسكرية، تحدث هيمان عن "التزام متزايد لدى حماس بفرض السيادة (على غزة) وهو ما يُحدث صراعا داخلها بين رغبتها في القتال ورغبتها في بسط سيطرتها وخشيتها على البنية التحتية".

ونقلت الصحيفة عن هيمان قوله "أغلب طرق عمل حماس التي عكفت على إعدادها لسنوات تضررت وحُيّدت.. استطعنا فك شفرة شبكة أنفاق غزة. بمجرد أن تعرف مكان أحد قادتهم تحت الأرض تستطيع مهاجمته. صُممت حماس لتحارب لستين يوما (فقط)".

هذا التقييم أدلى به هيمان بعد ما سُميت إسرائيليا بالخديعة خلال عملية "حارس الأسوار"- حين قصفت إسرائيل شبكات الأنفاق بعدما أوحى الجيش باستعداده لإطلاق عملية برية متوقعا أن يدفع ذلك مقاتلي حماس لدخول الأنفاق.

ولم تقتصر العجرفة على الاستخفاف بقدرات حماس، بل حفلت بعبارات التتفيه لموضوعات بالغة التعقيد.

ففي تقييم استخباري للوضع في غزة في يناير/كانون الثاني 2021 أمام كبار العسكريين في قيادة الجنوب وصف تامير علاقة الفصائل في غزة بهذه الكلمات: "يتشارك أعزبان مُتهتّكان ولا يتحليان بروح المسؤولية السكن في شقة واحدة ويمقتان صاحبة البيت"، في إشارة إلى علاقة حماس والجهاد بحركة التحرير الفلسطينية (فتح).

ويضيف التقييم "أكبر الأخوين (حماس) استلم مسؤولية إدارة البيت لكن الأخ الأصغر استمر في سلوكه المتهتك يفعل ما يحلو له .. (لكنه) عندما بالغ انبرت له دولة إسرائيل وأوسعته ضربا (عملية "الحزام الأسود")، واختارت حماس ألا تتدخل ليكون عبرة للشاب المتهور. هكذا نستطيع فهم غزة".

الشمال والجنوب

وتقول هآرتس إن الوثائق تظهر فرقا كبيرا بين النقاشات التي دارت في قيادة الشمال وتلك التي جرت في الجنوب.

ففي الشمال جرى التعبير عن آراء مختلفة بين كبار قادة الجيش والقادة الميدانيين في مواضيع تشمل مدى رغبة حزب الله في خوض الحرب وما إذا كان ولاؤه للبنان أم لإيران مثلا.

أما في قيادة الجنوب فلم يكن أحد لينبري لمجادلة كبار قادة الجيش وجهاز الاستخبارات الداخلية والمستوى السياسي، بل وتظهر الوثائق أن أفراد قيادة الجنوب لم يقدموا تقديرهم الاستخباري.

ولم يكن قائد الاستخبارات العسكرية وحده من اعتقد أن حماس قد ارعوتْ، فقائد أركان الجيش السابق أفيف كوخافي آمن بذلك، بل وبأن "لإسرائيل وحماس عدوا واحدا في غزة هو الجهاد، فحماس تريد كسر شوكة الجهاد لكنها لا تستطيع".

كما ذكر في 19 أكتوبر/تشرين الثاني 2019، وهو تصريح تبعته بعد شهر عملية "الحزام الأسود" التي استهدفت لأول مرة فصيلا واحدا في غزة هو الجهاد من دون بقية الفصائل.

وبعد نحو أربعة أشهر من تلك العملية، عاد كوخافي ليتبجح بـ "إنجازات" الجيش في غزة، قائلا "نستهدف حماس مرتين في الأسبوع. ضرباتنا موجعة جدا وحماس لا تردها".

وكان من الثقة أن توقع أن يَرتدِع حزب الله أيضا قائلا "لا سبب يجعل حزب الله أو حماس يبادران بشن حرب ضدنا"، ليضيف في ديسمبر 2020 "يمكن الجزم بأن كل أعدائنا يخشون خوض الحرب ضدنا".

حماس والجهاد

واعتُقد إسرائيليا حينها أن شن عملية "الحزام الأسود"، وامتناع حماس عن المشاركة في التصدي لها سرّع مسارا لدى الحركة يقوم على اختيار التسوية والتركيز على غزة، وهو ما جعل إسرائيل تسهّل وصول التمويل الخارجي إليها.

كل ذلك عدته قيادة الجيش نجاحا باهرا حتى إن قائد قيادة الجنوب حينها الفريق هيرتسي هاليفي قال في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 إن إسرائيل نجحت في إحداث توتر بين حماس والجهاد، قبل أن يضيف بنصف ابتسامة "نحن لا نطلق النار على حماس وهي لا تطلق النار علينا.. قد تطلق رشقة لكنها أقرب إلى غمزة ونحن نعرف كيف نرد بغمزة مؤلمة".

وتكتب هآرتس أنه وبالنسبة لقائد فرقة غزة الجنرال إليعازر توليدانو، كانت الضربة التي وجهت إلى الجهاد هائلة وحرمتها من قدراتها العسكرية كما ذكر في نوفمبر/تشرين الثاني حتى إنه ادّعى في يوليو/تموز من ذات العام أن الجيش الإسرائيلي جاهز أتم الجاهزية على الحدود مع القطاع، لكن بصورة غير مرئية.

ولكن "في السابع من أكتوبر، لم تكن قوات الجيش لتُرى في أي مكان "لا بالعين ولا حتى بالمناظير"، كما علقت هآرتس ساخرة.

أما قائد سلاح الجو اللواء عميكام نوركين فتفاخر بعد عملية "سيف القدس" أو كما سمتها إسرائيل "حارس الأسوار" في مايو/أيار 2021 قائلا "استطعنا تأديب حماس".

لكن قبل 24 ساعة فقط من العملية، كان كثيرون في قيادة الأركان يسخّفون تهديدات حماس بإطلاق صواريخ على القدس خلال الاحتفال ب، "يوم ييروشلايم" وهنا تبين خطأهم مرة أخرى.

ورغم أن اللواء آهارون هاليفا قائد العمليات في الجيش حينها قال إنه تفاجأ بإطلاق الصواريخ، فإنه في تقدير للوضع في قاعدة كيريا في تل أبيب أكد أن "الردع أقوى كثيرا مما تعتقدون .. يدرك (يحيي) السنوار أن خسارته ستكون أثقل إن اختار الحرب والتصعيد".

وكان ذلك خطأ آخر -تقول هآرتس- يضاف إلى أخطاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي توعد مثلا مع بداية العملية بمزيد من الضربات فـ "إن هي إلا البداية وسنوجه إليهم ضربات لم يحلموا بها أبدا".

الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي لم يخفيا تفاخرهما بنتائج عملية حارس الأسوار، حتى إنهما بعثا برسالة مشتركة إلى "منتدى قوات الدفاع" أشادا فيها بوتيرة اغتيال كبار حماس حتى إنه "سيكون من الصعب عليهم التكاثر".

السنوار منتصرا

لكن وما هو إلا أسبوع حتى ظهر يحيى السنوار في صورة نشرتها حماس، يبتسم وهو يجلس على أريكة أمام مكتبه المدمر في خان يونس، في لقطة أرادت لها حماس لها أن تكون صورةَ نصر، أصرت إسرائيل هي الأخرى على أن تنسبه لنفسها.

قال السنوار "نملك 500 كلم من الأنفاق في قطاع غزة، والضرر الذي لحق بنا لا يتجاوز 5%. الهجمات الإسرائيلية لم تؤثر على بنى الفصائل في غزة ".

لم يعد قائد الأركان الإسرائيلي كوخافي إلى بعض تواضعه إلا بعد يومين من وقف إطلاق النار في 21 مايو/أيار 2021، حين زار وحدة العمليات في فرع الاستخبارات العسكرية لقيادة الجنوب وقال "علينا نقد أنفسنا دائما، وعلينا التواضع".

لكن في ذلك الاجتماع لم يُسمَع أيضا رأي ناقد، ولم يرتفع منسوب التواضع الإسرائيلي إلى أعلى مستوياته في قاعدة كيريا في تل أبيب إلا في 6:29 من صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تختم الصحيفة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات من أکتوبر تشرین الأول الاستخبارات العسکریة السابع من أکتوبر قیادة الجنوب فی قیادة فی غزة حتى إن

إقرأ أيضاً:

كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف حرب غزة حتى لو بقيت حماس

قال كبار جنرالات إسرائيل إنهم يريدون وقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة حتى لو أدى ذلك الى بقاء سلطة حركة حماس في القطاع ، ما يؤدى الى اتساع الفجوة بين الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو .

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المسؤولين في إسرائيل قولهم إن إبقاء حماس في السلطة حاليا لاستعادة

إقرأ/ي أيضا: تفاصيل خطة إسرائيلية لإدارة قطاع غـزة

يبدو وكأنه الخيار الأقل سوءا، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يخشى من حرب أبدية تتآكل فيها طاقاته وذخائره تدريجيا.

وأضافت أن الجنرالات يعتقدون أن الهدنة ستكون أفضل طريقة لاستعادة ما يقرب من 120 إسرائيليا ما زالوا محتجزين أحياء وأمواتا في غزة رغم مرور نحو 9 أشهر على حرب متواصلة على القطاع المحاصر.

إقرأ/ي أيضا: 

كما قالت الصحيفة -نقلا عن مسؤولين- أن الجنرالات يعتقدون أن قواتهم تحتاج لوقت للتعافي في حال حرب برية ضد حزب الله اللبناني.

وأضاف المسؤولون وفقا للصحيفة "نقل بعض قواتنا للشمال ضروري لتعافي الجيش إذا اندلعت حرب أوسع مع حزب الله".

وأكد المسؤولون العسكريون الإسرائيليون للصحيفة أن عدد جنود الاحتياط الذين يحضرون لأداء الخدمة العسكرية يتراجع.

كما نقلت نيويورك تايمز عن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق أن الجيش يدعم بالكامل صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، وأن مسؤولي الجيش يعتقدون بإمكان العودة والاشتباك مع حماس مرة أخرى.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت إن المستوى السياسي منح الجيش الضوء الأخضر للانتقال تدريجيا خلال الشهر الجاري إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الحرب على غزة.

وأضافت الهيئة الإسرائيلية أن القرار اتُخذ بسبب ملف صفقة التبادل والتوتر في الجبهة الشمالية لتجنب اتساع الحرب.

وتابعت أن المرحلة الثالثة ستشمل بقاء القوات في محوري نتساريم وفيلادلفيا وأماكن أخرى بالقطاع من أجل مواصلة الضغط على حركة حماس إذا لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن الضوء الأخضر الممنوح للجيش سيتيح مواصلة العملية العسكرية لكن بشكل آخر.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال إن إسرائيل تقترب من نهاية مرحلة القضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس وإنها ستواصل تدميرها، بحسب تعبيره.

في غضون ذلك، طالب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بفرض حكم عسكري في قطاع غزة، معتبرا أن احتلال القطاع سيمنع عودة حركة حماس وترميم قدراتها العسكرية.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمني إسرائيلي سابق يحرض على استهداف قادة حماس بالخارج
  • المقاومة تقلب الموازين في غزة.. مشاهد بطولية لقصف مراكز قيادة الاحتلال واستهداف جنوده آلياته العسكرية من مسافة صفر (فيديو)
  • كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف حرب غزة حتى لو بقيت حماس
  • هآرتس: سياسة "جز العشب" ستنفذ بالمرحلة الثالثة من حرب غزة
  • بزعم مساعدة حماس.. مستوطنون يقاضون 3 دول أمام الفيدرالية الأمريكية
  • أقارب قتلى في السابع من أكتوبر يرفعون قضية على إيران وسوريا كوريا الشمالية
  • الاحتلال أعطى الأولوية لإجلاء الجنود الجرحى قبل المستوطنين في 7 أكتوبر
  • الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة خسائره في غزة.. ويكشف عن «مشكلة كبرى»
  • سحب الجنسية من لاجئ مزيف اطلع على وثائق سرية بريطانية
  • يديعوت أحرونوت: غضب من صحفية يابانية نفت ارتكاب حماس عمليات اغتصاب