لجريدة عمان:
2025-03-12@09:43:02 GMT

مأزق مؤسسات التعليم العالي

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

مأزق مؤسسات التعليم العالي

يأتي التعليم والتعلم والبحث العلمي في رؤية عمان 2040 أولوية أولى من بين عدة أولويات تقوم عليها الرؤية التي هي بمثابة خارطة طريق لسلطنة عمان نحو المستقبل، ومن بين ما تهدف هذه الأولوية إليه «بناء منظومة وطنية فاعلة للبحث العلمي والإبداع والابتكار تسهم في بناء اقتصاد المعرفة ومجتمعها». ووضع هذه الأولوية في مقدمة أولويات الرؤية له دلالة لا تخفى على أحد في كون التعليم: المدرسي أو العالي، هو العماد الذي يقوم عليه أي مجتمع يطمح لبناء الإنسان بناء حقيقيا يجعله قادرا على تجاوز التحديات والصعوبات التي تواجهه بأساليب علمية.

ووفق هذا المعنى فإن سلطنة عمان بحاجة ماسة اليوم إلى تسليط الضوء أكثر على واقع مؤسسات التعليم العالي التي باتت تعاني الكثير من التحديات الناتجة عن أسباب مختلفة بعضها يتعلق بهياكل هذه المؤسسات والرؤية التي تنطلق منها ورسالتها السامية. وفهم واقع التحديات التي تعيشه الكثير من هذه المؤسسات من شأنه أن يحولها إلى مؤسسات مستقرة ماليا وجاذبة للطلبة من سلطنة عمان ومن دول الخليج العربي على أقل تقدير، وكذلك جاذبة للنخب من الأساتذة من مختلف دول العالم، لا أن تتحول إلى مكان للشكوى والخوف من المستقبل بل إن دورها زراعة الأمل وتبديد الخوف من كل شيء بما في ذلك المستقبل.

على أن الكثير من مؤسسات التعليم العالي تعاني من فجوة كبيرة بين هذا الطموح وبين الواقع الذي تعيشه، وأغلب ذلك ناتج عن تأخر بعض هذه الجامعات عن التحول إلى جامعات حقيقية هدفها الأساسي التعليم والبحث العلمي وبناء المعرفة والوعي. فلا يمكن أن نتصور جامعة في أي مكان في العالم لا تضع البحث العلمي في مقدمة أولوياتها، ولا يمكن تصور وجود جامعة في أي مكان في العالم دون مكتبة يُحيل لها أساتذة المقررات الدراسية طلابهم للاطلاع على مراجع المقررات الدراسة وكتابة البحوث العلمية مما تحويه من مخزون علمي ومعرفي، أو حتى وجود اشتراكات في مجموعات مكتبية وبحثية عالمية تكون متاحة للطلبة في حالة غياب المكتبات الورقية رغم عدم منطقية غياب المكتبات الورقية العامرة بالكتب بأي حال من الأحوال.

إن الواقع الذي تعيشه بعض الجامعات مخيف جدا فهي أبعد ما تكون عن إنشاء جيل من الخريجين قادر على التفكير العلمي والنقدي، بل المعضلة الأكبر أن بعض أساتذة هذه الجامعات يحترفون الخطابات الشعبوية التي تشجع الخرافة وترسخها وتغيب بشكل واضح مناهج التفكير العلمي وتترسخ تلك الخطابات في أذهان بعض الطلبة الذين جاؤوا إلى الجامعات لتجاوزها في الأساس دون أن تكون هناك قيود سلوكية على مثل هذه الممارسات.

إن أي تقدم في مؤشر الابتكار العالمي لا يمكن أن يتحقق بدون مؤسسات تعليم عال متطورة ومتقدمة تتبنى أحدث أساليب التدريس وترسخ قيم التفكير النقدي، بل وتبتكر مناهج للتفكير النقدي من الواقع المحلي الأمر الذي يمكن معه مع الوقت اختفاء كل أساليب الخرافة أو التضليل العلمي من أي مجتمع من المجتمعات يتبنى العلم معيارا وأسلوبا للحياة والمسير نحو المستقبل.

ولذلك تحتاج الكليات الجامعية والجامعات في سلطنة عمان وخصوصًا بعض الجامعات الخاصة، مثلها مثل الكثير من الجامعات في العالم العربي إلى إعادة هيكلة وفرض اشتراطات صارمة قبل منحها الاعتماد الأكاديمي، وإلى إعادة بناء أهدافها الحقيقية، فدور الجامعات لم يكن في أي وقت من الأوقات منصة لجمع المال ولكن لبناء أجيال متنورة، أمّا المال فهو وسيلة لبقائها واستمرارها وليس غاية أساسية لها، رغم أن مثل هذه الغاية يمكن أن تكون مفهومة فيما لو كانت الغايات الأخرى متحققة بشكل كامل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

التعليم العالي تحدث درجة دكتوراه تأهيل وتخصص في إدارة ‏الأعمال ‏بالمعهد الوطني ‏للإدارة العامة‏ ‏

دمشق-سانا‏

أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قراراً يقضي بإحداث ‏درجة ‏دكتوراه تأهيل وتخصص في إدارة الأعمال “‏DBA‏” في المعهد ‏الوطني للإدارة ‏العامة “إينا”.‏

وأوضح المعهد في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أنه لأول مرة ‏في سوريا يتم إحداث درجة دكتوراه تأهيل وتخصص في إدارة الأعمال “”DBA‏ في المعهد الوطني للإدارة العامة، ويحق لمن يحمل شهادة عليا في ‏الإدارة العامة أو ماجستير في إدارة الأعمال “بحثي أو تأهيل وتخصص ‏MBA‏” التقدم إلى الدرجة، وفق شروط ومعايير واختبارات يتم إعلانها لاحقاً.‏

ولفت المعهد إلى أن إحداث هذه الدرجة يهدف إلى تمكين الكوادر الإدارية من ‏ذوي الخبرة في سوريا من امتلاك المعرفة الإدارية المتخصصة، والمنهجية ‏العلمية السليمة لمعالجة المشكلات الإدارية، أو تطوير حلول إبداعية ‏للمؤسسات السورية وخاصة في القطاع العام، ولا تخول حاملها التعيين في ‏عضوية الهيئة التدريسية.‏

يذكر أن المعهد الوطني للإدارة العامة أحدث عام 2002، بهدف إعداد ‏وتأهيل أطر إدارية لدعم خطط تطوير ‏وتحديث الإدارات العامة في الدولة.‏

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي تحدث درجة دكتوراه تأهيل وتخصص في إدارة ‏الأعمال ‏بالمعهد الوطني ‏للإدارة العامة‏ ‏
  • اعتماد عمان الأهلية مركزًا للأمن السيبراني لاتحاد الجامعات العربية
  • المجال المهاري في برامج التعليم العالي
  • طالبة دكتوراة تكشف تحديات الابتكار في مؤسسات التعليم العالي
  • نقاشات في الشورى حول الاقتصاد الرقمي وأثر البحث العلمي في التنمية
  • رغم ظروف الحرب مؤسسات التعليم العالي ترفد سوق العمل بأكثر من 58 ألف خريج وخريجة
  • وزير التعليم العالي يبحث تعزيز التعاون مع السفير الفرنسي في مصر
  • أيمن عاشور يبحث التحضير للمؤتمر المصري الفرنسي للتعليم العالي والبحث العلمي
  • التعليم العالي تؤجل امتحان الكيمياء لطلاب السنة التحضيرية ‏المقرر السبت القادم إلى موعد يحدد لاحقاً ‏
  • «التعليم العالي» توضح شروط الاعتراف بشهادات الانتساب والتعليم المفتوح والإلكتروني