بوابة الوفد:
2024-12-25@02:27:38 GMT
المأزق الأخلاقى الأمريكى فى غزة
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
المتأمل فى الموقف الأمريكى من الحرب على غزة يلحظ المأزق الأخلاقى الذى تواجهه إدارة بايدن أمام العالم وهو الأمر الذى تحاول أن تتجاوزه دون أى نجاح. فالولايات المتحدة التى ساندت تل أبيب أكبر مساندة ودعمتها بشكل مطلق تجد نفسها الآن أمام عمليات إبادة جماعية وعمليات تجويع لشعب بأكمله يتجاوز عدده 2 مليون فلسطينى فى غزة وسط مناشدات دولية بوقف المجازر هناك.
وفى محاولتها للمواءمة بين الأمرين تواصل إدارة بايدن للاسف تأييدها للعمليات العسكرية مع سعى لهدنة مؤقتة تستأنف بعدها إسرائيل القضاء على المقاومة، وفى ذات الوقت تحاول أن تظهر بوجه إنسانى، لتوفير أدنى مقومات الحياة للفلسطينيين فى غزة.
من أجل ذلك سلكت واشنطن مسالك عدة تثير الدهشة والعجب ويصعب أن يتم تناولها سوى فى إطار من السخرية. نتذكر هنا المثل الذى يقول اللى يعيش ياما يشوف وطول ما انت عايش يا ما هاتشوف، وهو مثل ربما ينطبق بكل حذافيره على ما نراه حاليا من مشاهد الإنزال الجوى الأمريكى تحديدا للمساعدات على أهالى غزة جراء تعثر توصيل قوافل المساعدات بريا عبر معبر رفح فى ضوء التعنت الإسرائيلى.
فإزاء اتساع مشاهد الجوع وتردى الوضع الإنسانى لأهالى غزة فى ضوء هدوء العمليات العسكرية والتى صاحبها مجازر ومذابح للفلسطينيين ترقى إلى حد الإبادة الجماعية، اهتز ضمير العالم لتلك المشاهد وسط عجز عن الفعل وغياب القدرة على إجبار إسرائيل على الاستجابة للمناشدات الدولية بإدخال المساعدات، فكان التفكير فى المسار الأنسب لتجاوز تلك العقبة. شملت تلك العملية جهودا عربية ودولية مكثفة شاركت فيها دول عدة بالطبع فإن أى مسعى على هذا الصعيد أمر يجب أن يلقى الشكر والتقدير، لكن هذا الشكل من المساعدات يرد عليه ملاحظات عدة، أولاها تلك الحكمة القائلة بأن الوقاية خير من العلاج، ألم يكن من الأفضل دوليا، وبخاصة من قبل الولايات المتحدة، العمل على تجنب وصول الوضع إلى هذه الحالة الإنسانية المتردية؟
واذا كانت قوى المجتمع الدولى لا تملك من الآليات ما يوقف المغامرة الإسرائيلية ولجم تشدد حكومة نتنياهو، وهذا ممكن أن يكون صحيحاً أيضاً، فماذا عن الولايات المتحدة وقد شاركت هى الأخرى فى عملية الإنزال الجوى للمساعدات؟. وبقليل من الواقعية أو كثيرها نقول إذا كانت الأردن أو بريطانيا أو فرنسا.. أو غيرهم.. إلخ.. لا يملكون توجيه القرار الإسرائيلى أو التأثير عليه فألا تملك واشنطن ذلك، وقد كانت شريكا رئيسيا فى المجهود الحربى الإسرائيلى منذ بدء العمليات العسكرية على غزة فى أكتوبر الماضي؟ هل من المقنع عقليا أن بايدن لا يملك ذلك؟ هل الأمر يمثل امتدادا لسياسة الازدواجية فى السياسة الأمريكية وغيرها من السياسات الغربية ومحاولة تبرئة الذات من الهمجية الإسرائيلية؟
من الغريب أن يردد مسئولون أمريكيون أن إسرائيل تدعم مهمة الإنزال الجوى لضمان سلامة الموجودين على الأرض، فى الوقت الذى قتل فيه ما لا يقل عن 112 فلسطينيا واصيب 760 آخرين جراء اطلاق القوات الإسرائيلية النار على حشود تجمعت للحصول على المساعدات.
وفى مواجهة الانتقادات التى وجهت للإدارة الأمريكية بسبب الخسائر التى نجمت عن الإنزال الجوى للمساعدات كان تفكير بايدن فى حل آخر وهو إنشاء ميناء بحرى تقيمه بلاده لتوصيل المساعدات، قيل إنه سيستغرق أسابيع. وهو أمر يثير التساؤل بشأن لماذا هذه الكلفة وهذا الوقت الضائع والذى يزيد من مأساة الفلسطينيين فيما معبر رفح موجود وتعلن مصر استعدادها لإدخال كل المساعدات الممكنة من خلاله؟ إذا كان لكل ذلك من دلالة فهو أن إسرائيل لا تجد من يردعها وأن الولايات المتحدة تحاول أن تضحك على عقولنا بتلك المشاهد الدرامية!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات الموقف الأمريكي الحرب على غزة إدارة بايدن
إقرأ أيضاً:
منذ شهرين ونصف.. إسرائيل تسمح بدخول 12 شاحنة مساعدات فقط إلى شمال غزة
قالت منظمة أوكسفام الإغاثية أن 12 شاحنة فقط وزعت الغذاء والماء في شمال غزة، طيلة شهرين ونصف شهر، محذّرة من تدهور الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني.
ومن جانبها، رفضت إسرائيل التقرير الصادر الأحد، مشيرة إلى أنه يتجاهل "بشكل متعمد ويفتقر إلى الدقة" جهودها في المجال الإنساني.وقالت أوكسفام في بيانها إن "تأخيرات متعمدة وعرقلة ممنهجة من الجيش الإسرائيلي أدت إلى تمكين 12 شاحنة فقط من إيصال مساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يتضورون جوعاً" حتى يوم السبت، وذلك "من بين الشاحنات القليلة الـ34 المحملة بالغذاء والماء التي سُمح لها بدخول محافظة شمال غزة في الشهرين ونصف الشهر الماضيين".
وأضافت المنظمة غير الحكومية "في 3 حالات، وبمجرد توزيع الطعام والماء على المدرسة التي لجأ إليها سكان، تم إثر ذلك إخلاؤها وقصفها بعد ساعات قليلة".
وتفرض إسرائيل رقابة صارمة على وصول المساعدات إلى القطاع منذ اندلاع الحرب، وتلوم عادة منظمات الإغاثة على التعامل مع الكميات الكبيرة من المساعدات وتوزيعها.
ونددت هيئة وزارة الدفاع لتنسيق الأعمال الحكومية في الأراضي الفلسطينية "كوغات" بتقرير أوكسفام.
وقالت الهيئة إن "تقرير أوكسفام يتجاهل بشكل متعمّد ويفتقر إلى الدقة الجهود الإنسانية الكبيرة لإسرائيل في شمال قطاع غزة".
وأضافت "منذ أكتوبر (تشرين الأول)، دخلت أكثر من 2100 شاحنة مساعدات إلى شمال قطاع غزة"، مشددة على أن شحنات معينة "شملت المواد الغذائية والمياه والمعدات الطبية" أُرسلت إلى بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا في شمال القطاع.
وفي تقرير ركّز على الماء تحديداً، فصّلت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الخميس ما وصفتها بمحاولات السلطات الإسرائيلية المتعمدة "ذات الطبيعة الممنهجة" حرمان أهالي غزة من المياه، وهو أمر "يرجّح أنه أسفر عن آلاف الوفيات".
الصحة العالمية: الوضع في شمال غزة "كارثي" - موقع 24حذّرت منظمة الصحة العالمية، الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني من نقص حادّ في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.