التاريخ بين نجل الزعيم و«المدلك» المزعوم!
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
لم تنفجر التساؤلات فى مصر.. وكنت أظنها تنفجر.. فهذا الجمع الحاشد من وزراء سابقين، وساسة عرب، ومفكرين ومشتغلين بالتاريخ..وصحفيين وكتاب وقانونيين، مضافًا إليهم أحد أنجال وأحد أحفاد الزعيم المصرى الأهم فى التاريخ العربى كله.. جمال عبدالناصر.. فى قاعة نقابتنا العريقة.. كل هؤلاء الذين استمعوا إلى حديثى عن طبيب العلاج الطبيعى على العطفى ومحاولته لاغتيال الزعيم بتدليكه بمراهم وكريمات مسمومة، ومع هذا النفى الهادئ من «حكيم».
كيف إذن ومن أين استقى الكاتب الصحفى الكبير عادل حمودة مادة كتابه «عبدالناصر أسرار المرض والاغتيال»، وقد انفجر كبركان خامد لدى صدوره. تحدث حمودة عن كيفية وصول شخص يدعى على العطفى إلى حياة عبدالناصر، وأنه عمل مدلكا للرئيس الذى كان يعانى من آلام حاده فى رجله، نتيجة اصابته بمرض السكر. فجر حمودة ما كان جديرًا بالجميع مناقشته وتحليله، تأييدًا أو تفنيدًا، لكن حتى اليوم الحديث فى الموضوع يأتى عرضا، مثلما حدث من جانبى مؤخرًا فى نقابة الصحفيين، أثناء مناقشة- وتدشين- كتاب الدكتور عبدالحليم قنديل الجديد: عبدالناصر الأخير.. أخطر الاعترافات والتحولات فى الوثائق السرية ١٩٦٧-١٩٧٠(وبهذه المناسبة مجددًا وبعد أن غصت فى الكتاب أرى أن العنوان الذى اعتبرته للوهلة الأولى غير موفق، إنما هو عنوان من العناوين الجيدة صحفيًا والصحيحة أيضاً، لأن المقصود هو عبدالناصر فى آخر طبعة له، بعد المتغيرات العديدة التى طرأت على تفكيره وسياساته ومواقفه).
حديثى عن المدلك المزعوم ومحاولته اغتيال ناصر بالسم (مطالبًا بإخضاعها- وكذا محاولات الاغتيال السابقة التى ترد فى سياقات مختلفة- للدراسة والتحليل والتوثيق) دفع المهندس عبدالحكيم جمال عبدالناصر لاستيقافى بسرعة وهدوء وقال مقاطعًا: لم يكن هناك شخص يعمل مدلكاً للرئيس باسم على العطفى! تحدث حكيم عن نوع من الكتابات التى تحدث شو.. وقال: ليس هناك أى دليل يؤيد هذه المزاعم. ثم تحدث معى المهندس حكيم بعد الندوة لنحو خمس دقائق ركز فيها على مثل هذه الكتابات التى لا أصل لها ولا أساس وأنها مجرد شو.
ما يذهلنى هنا أنه جاء على مصر وقت كانت تتلقف فيه الكتابات الصحفية بمتابعة واهتمام وتساؤلات كثيرة ومتابعة فى الصحف ونحو ذلك. اليوم يبدو وكأن أحدا لم تعد لديه «نِفْس» وربما طاقة للتقصى والتحقق. لم تعد هذه الأسرار حاضرة فى واقعنا ولكنها غارقة فى ماضينا.. كنت أظن أن تنفجر التساؤلات، وأن يتصدى المسئولون عن هذه المعلومات بالرأى والمعلومة، لأن التاريخ يجب أن يذكر بجدية وباحترام، والنموذج أمامنا، فكتاب الدكتور عبدالحليم قنديل يستند إلى أوراق عبدالناصر الشخصية التى نشرتها وأذاعتها وعرضتها على مواقع إلكترونية بالتعاون مع جامعة الإسكندرية الدكتورة هدى عبدالناصر.
لم يحدث أن تحدث مسئولون أمنيون تولوا الأمن أو المخابرات عن قضية العطفى مدلك الرئيس. ثار الموضوع عندما تحدث هيكل عن فنجان قهوة السادات، ثم وردت رواية أحمد فؤاد نجم عن على العطفى، على غرار ما كتبه عادل حمودة، وهو ما نفاه سامى شرف جملة وتفصيلاً!
من يكتب التاريخ أيها السادة؟!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المزعوم التاريخ العربى العلاج الطبيعى على العطفى
إقرأ أيضاً:
مصطفى بكري: عبدالناصر حاول من خلال معاركه رفع راية القومية العربية
تحدث الإعلامي مصطفى بكري، عن ذكرى ميلاد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، قائلا: "عبدالناصر تصدى ووقف وقفة عز وناضل وكافح على مدى سنوات طوال".
مصطفى بكري: الشعب المصري لن ينساق وراء شائعات هدم الدولة.. بلينكن: نشكر مصر وقطر لجهودهما في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة| أخبار التوك شومصطفى بكري: الشعب المصري لن ينساق وراء شائعات هدم الدولةوأضاف بكري خلال برنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة «صدى البلد»: "استمعنا إلى خطب جمال عبدالناصر وشاهدنا معاركه التي حاول من خلالها دوما أن يرفع راية القومية العربية ويرفع راية حركات التحرر الوطني في كل أنحاء العالم".
وأشار: "جمال عبدالناصر كان زعيما بمعنى الكلمة، صحيح أن كثيرين ربما شهدوا الإنكسار في 1967 لكن عظمة مصر وجيشها وقائدها في هذا الوقت أنها انتصرت على نكسة 1967.. خسرنا جولة ولم نخسر الحرب".
واسترسل: "مشروع عبدالناصر القومي هو الذي تبناه الفقراء، وهو الذي تبناه المخلصين من أبناء الطبقات المصرية المختلفة، وهو المشروع الذي مازال يتردد وتتردد أصداءه في كل مكان".