«هلا رمضان» مبادرة رمضانية تبثّ روح التلاحم والتعايش بين الجاليات
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
دبي: «الخليج»
ضمن حملة «رمضان في دبي» 1445ه، التي أطلقت بتوجيهات سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، بهدف توحيد جهود القطاع الحكومي والخاص في الاحتفاء بشهر رمضان الفضيل في دبي، وبهدف إبراز المظاهر الاحتفالية التي تتزين بها الإمارة احتفالا بمقدم الشهر الفضيل، أطلقت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، الثلاثاء ثاني أيام الشهر الفضيل فعالية «هلا رمضان»، بالتعاون مع «دبي لإدارة المجمعات»، في منطقة برشا هايتس، في ساحة مسجد هامل الغيث بالتنسيق مع الشركاء «دبي لإدارة المجمعات» وبلدية دبي، وتستهدف جميع أطياف المجتمع من سكان المنطقة، لدمج الجاليات المقيمة في دبي، وبثّ روح التعايش والتلاحم وتعزيز التآخي بين أبناء الحي الواحد.
وتقام الفعالية في موقعين: «برشا هايتس» لمدة ثلاثة أيام من الثلاثاء إلى الخميس، و«رمرام» يومي السبت والأحد.
وتتضمن الفعالية عدداً من الأنشطة منها إفطار جماعي لألفي شخصا يومياً من سكان المنطقة من المسلمين وغير المسلمين، وفعاليات رياضية ولياقة بدنية، وركن للأطفال لتعليم الأعمال اليدوية والرسم مثل الرسم على الفخار. ويبدأ الجزء الثاني بعد الإفطار مباشرة ويتضمن بطولة كرة السلة للجاليات، ومحاضرات دينية باللغة الإنجليزية.
الصورة وبحضور أحمد درويش المهيري، المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، وسعيد أحمد الطاير، المدير التنفيذي لقطاع التخطيط والتطوير الاجتماعي، بهيئة تنمية المجتمع، وعبد العزيز القرقاوي، الرئيس التنفيذي لدبي لإدارة المجمعات. وتمت المشاركة في توزيع وجبات الإفطار على الجاليات والإفطار معهم في ساحة مسجد هامل الغيث.
الصورةوقال المهيري: تحرص الدائرة على تأكيد دورها المجتمعي والمسئولية المنوطة بها لتحقيق مكانة ريادية ونهج إسلامي سمح، وأن تكون الأفضل عالمياً إسلامياً وخيرياً، بالمشاركة في المبادرات المجتمعية في العمل الخيري والإنساني في الدولة، وفق سياسة وتوجهات القيادة الرشيدة. والفعالية من المبادرات المجتمعية الهادفة التي تستهدف الجاليات المقيمة خاصة في شهر رمضان الفضيل، لتعريفهم بمفاهيم الدين الإسلامي السمح، والعادات الأصيلة والموروثة لشعب دولة الإمارات من قرب. وأضاف أن الفعالية واحدة من ضمن حزمة من البرامج والفعاليات، المجتمعية والثقافية الإسلامية، والفعاليات الخيرية التي أطلقتها الدائرة خلال الشهر الفضيل. وتلك المبادرات النوعية، تهدف لجعل إمارة دبي نقطة جذب إيماني رمضاني للمقيمين وغيرهم في الشهر المبارك.
الصورةوقال عبدالعزيز القرقاوي "يعلّمنا شهر رمضان، شهر الخير والبركة، فضائل كثيرة، كالصبر والرحمة والكرم والتكافل المجتمعي. وتعكس «هلا رمضان» التي نظّمت هذا العام تلك الفضائل وقيم العطاء الراسخة في مجتمعاتنا. ونحن نؤمن بأن مثل هذه المبادرات تسهم في بناء روابط قوية بين الثقافات والجنسيات والشرائح المجتمعية المختلفة، وتعزز الشعور بالانتماء والمشاركة. والاهتمام بالأفراد والمجتمعات في مقدمة أولوياتنا.
الصورةوأعرب أحمد المنصوري، مستشار التواصل الحضاري والمنسق العام للفعاليات، عن سعادته باستمرار تعاون الدائرة مع «دبي لإدارة المجمعات». لأن الفعالية تدعم المفاهيم المرتبطة بروح القيم الإسلامية واحترام وتقبل الآخر، والتواصل الحضاري البنّاء بين معظم الجاليات المقيمة في إمارة دبي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات شهر رمضان إمارة دبي
إقرأ أيضاً:
رمضان كريم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهر رمضان له عبق خاص يميزه عن كل شهور السنة، يكفى أنه الشهر الذى أُنزِلَ فيه القرآن، والمسلمون يحتفون فى كل بقاع الدنيا بقدوم هذا الشهر احتفاءً كبيرًا، غير أن احتفاء المصريين واحتفالهم به يتخذ أشكالًا عجيبة وغريبة، سر غرابتها أنها تنطوي على تناقضات ومفارقات فجة، منها على سبيل الدلالة لا الحصر أن غالبية المصريين يتأهبون لاستقبال الشهر بتوفير ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات وبكميات كبيرة ترهق البطن والجيب معًا، رغم أن جوهر فريضة الصوم يتمثل فى العزوف عن شهوات النفس والبطن والغريزة.
يسلك المصريون المسلمون وكأنهم مقبلون على شهر «إفطار»، وليس شهر «صيام». أليس فى ذلك دلالة على أننا فى سلوكنا الدينى نغفل، بل نهمل الجوهر ونتمسك بالمظهر؟ وفقًا لما يحدث على أرض الواقع يمكننا أن نطلق على شهر رمضان «شهر المسلسلات» وليس «شهر العبادات» بسبب التفاف الناس حول التليفزيونات لمتابعة المسلسلات التليفزيونية الحافلة بالمشاهد الفاضحة والألفاظ والمصطلحات الشعبية القبيحة التي تتعارض مع أبسط القيم الأخلاقية والدينية التي يدعو إليها هذا الشهر الفضيل. هذا من ناحية، ومن ناحية أخري لو أن الملايين – بل المليارات – من الجنيهات التي أُنفقت على هذه المسلسلات؛ لو أنها أُنفقت على المستشفيات التي يلجأ القائمون عليها إلى التسول – عبر شاشات التليفزيونات - طوال شهر رمضان؛ لو أن هذه المبالغ الطائلة من المال صُرِفَت على كافة المستشفيات المصرية؛ لصارت فى وضع صحي عظيم.
اللافت للنظر، خلال نهار أي يوم من أيام رمضان، أن الواحد منا حين يصدر عنه ما ينم عن نفاد الصبر، نقول لبعضنا البعض: «معلهش.. أصله صايم!!»، وكأن الصيام يعطى رخصًة للمرء بارتكاب الأخطاء، فى حين أن الصيام يرقى بالنفس ويتسامى بها، فلا يصدر عن صاحبها إلا كل خير، أما نفاد الصبر وسرعة الغضب بحجة «أننى صائم»، فهى سلوكيات تتناقض تناقضًا تامًا مع الغاية الحقيقية لهذه الفريضة.
مشهد عجيب وغريب، ومؤسف فى الآن نفسه، نلاحظه جميعًا فى شهر رمضان خلال اللحظات التى تسبق أذان المغرب، نشاهد انطلاق السيارات فى شوارعنا بطريقة جنونية، الكل يسابق الزمن حتى لا يفوته الطعام حين يؤذن المؤذن، فى حين أن هذا المهرول قد فاته أن الهدف من الصيام هو الإحساس بألم الجوع الذي يعايشه الفقراء والمساكين طويلًا.
مشهد آخر نادرًا ما نراه في غير شهر رمضان، ونعنى به ازدحام المساجد بالمصلين حتى أن بعض الشوارع قد تُغلق بسبب كثافة عدد المصلين داخل المسجد، واضطرار عدد كبير منهم للجوء إلى الصلاة فى بحر الشارع.
هذا الإقبال المكثف لا نجده سوى فى رمضان، وكأن المعبود موجود فى هذا الشهر فحسب، وهذا فى ظنى تفكير أخرق، ينم عن عقلية سطحية، صاحبها «متدين موسمي» يتعبد موسميًا، إذا حل شهر رمضان صام وصلى، وإذا انقضى الشهر فلا صلاة ولا صيام!!
هل هكذا يكون التدين الحق؟ إنه تدين ظاهري، يتمسك صاحبه بالقشور، ويترك اللباب. إن كثيرًا مما نعانى منه مصدره التدين الظاهرى الذى يصل إلى حد الزيف.
حكى لى أحد الأشخاص أنه كان يرافق امرأة، وحدث أثناء زناه بها أن سمعت صوت الأذان فطلبت منه بحدة وصرامة أن يتوقفا حتى انتهاء الأذان ثم يكملا ما كانا يمارسانه.
انتبهت تلك السيدة لصوت الأذان، ولم تنتبه إلى كونها تمارس الفحشاء. تناقض فج فى السلوك ينبنى على تدين زائف لم يصل إلى شغاف القلب، ولم يمسس جوهر الروح!!.
أستاذ المنطق وفلسفة العلوم بآداب عين شمس