الاقتصاد العماني.. الفيل الذي في الغرفة
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
منذ تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، كان واضحا وجليا تركيز جلالته العميق على الدفع بالاقتصاد العماني نحو آفاق جديدة؛ إدراكا من جلالته -أعزه الله- بالمقومات والمقدرات والمزايا والموارد الاستثنائية التي حبا بها الله عمان على الصعيد الاقتصادي والتجاري والاستثماري والزراعي والسياحي والموقع الاستراتيجي ووطأة الوجود التاريخي لعمان ومع وجود طاقات شابة عمانية مؤهلة من أعرق الجامعات والكليات، ولهذا فلا غرو أن تكون الطموحات عالية وبما يليق بعمان، وهو ما انعكس بكل عزيمة وإرادة في ذلك الحراك الضخم من لدن جلالته لمعالجة الملف الاقتصادي وفق استحقاقات المرحلة الراهنة والمستقبلية، واضعا في الاعتبار كل ما شأنه تعزيز مكانة الاقتصاد العماني واستدامته والتخفف قدر الممكن والمتاح والواقع من الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات الوطنية.
وأستحضر هنا خطاب جلالة السلطان -حفظه الله ورعاه- في 23 فبراير 2020 حينما أكد حرصه على «تعزيز التنويع الاقتصادي، واستدامة الاقتصاد الوطني». ولا يتسع المقام لاستعراض التوجيهات السامية والمعالجات والمبادرات والمراسيم التي توالت تباعا لوضع الأطر التشريعية والتنظيمية والإجرائية للمشهد الاقتصادي، ترجمة للرؤية السامية في العهد الجديد، بل وتوج تلك التوجهات بزيارة تاريخية لكتلتين اقتصاديتين على المستوى العالمي هما الهند وسنغافورة.
وفي 18 أغسطس 2020 تم استحداث وزارة الاقتصاد وكلفت بجملة من الاختصاصات على سبيل المثال لا الحصر (اقتراح السياسات والبرامج الاقتصادية والإجراءات اللازمة لتنفيذها، وعرضها على مجلس الوزراء للاعتماد، دراسة وتقيم أداء القطاعات الاقتصادية وتطورها واتجاهاتها بالتنسيق مع الجهات المعنية وغيرها. وتعمل وزارة الاقتصاد منذ ذلك الوقت لوضع هذه السياسات في إطارها الوطني والتي يعوّل عليها الكثير من التوقعات وطنيا وشعبيا. ومن الملفت جدا أن اختصاصات الوزارة لا تتضمن حرفيا العمل على الدفع بالاقتصاد العماني لخلق فرص عمل بل واجبات عامة وبصيغ مفتوحة نسبيا.
ولعله من المناسب الإشارة إلى تجربة أخرى في سياق أدوار الجهات الاقتصادية مثل التجربة السنغافورية، سنجد أنه لا توجد وزارة مخصصة للاقتصاد مثلما هو الحال في عمان وإنما هناك كيان حكومي اسمه مجلس التنمية الاقتصادية (Economic Development Board ) يتبع وزارة التجارة والصناعة هدفه الأسمى يتعلق بالعمل على إيجاد نمو اقتصادي مستدام معزز ببيئة أعمال جاذبة وخلق فرص عمل جيدة للشعب السنغافوري. فيما يشرف المجلس على جملة من الصناعات التي تشكل أكثر من ثلث إجمالي الناتج المحلي للبلاد، وإلى جانب تسهيل الاستثمارات فإن المجلس يضطلع بمشاركة قاعدة الشركات السنغافورية الراهنة لتحويل عملياتهم وتعزيز إنتاجيتهم والدفع بالنمو والتوسع في دول الجوار من خلال تطوير وإنماء أنشطة تجارية سنغافورية جديدة خارج البلاد. كذلك يعمل المجلس مع الجهات الحكومية المعنية لتحسين بيئة الأعمال التجارية وضمان أن تلتحق بهذه الصناعات قوة عاملة قادرة على المنافسة عالميا عبر تطوير المواهب والكوادر السنغافورية. وفي ذات المسار هناك ما يسمى بمجلس الاقتصاد المستقبلي (The Future of Economy Council ) ) ويترأسه نائب رئيس الوزراء ووزير تنسيق السياسات الاقتصادية ومهمته قيادة النمو والتحول في سنغافورة نحو اقتصاديات المستقبل ويتألف من أعضاء يمثلون الحكومة والمجتمع الصناعي السنغافوري والتجاري والجمعيات والغرف التجارية والمؤسسات التعليمية والتدريبية في البلاد.
في ذات الوقت، نواجه في عُمان تحديا كبيرا يتعلق بتوفير فرص العمل لأبناء وبنات عُمان سواء في الحكومة أو في القطاع الخاص وهناك سجال لا يتوقف عن التعمين والذي يراه البعض أنه كمفهوم وقناعة عامة أصبح ضارا أكثر مما ينفع فمن غير المعقول أن يصبح توظيف العماني في القطاع الخاص هو الاستثناء! بمعنى أنه يمكن أن توظف من غير العمانيين ما شئت إذا التزمت بنسبة التعمين المحددة رسميا في النشاط التجاري وطبيعته، وهي لعمري مغالطة كبرى ينبغي أن تتوقف، بل والعكس هو الصحيح والمنطقي في ظل تخرج عشرات الآلاف من الشباب العماني سنويا من أعرق الجامعات الوطنية والأجنبية.
وهنا تحديدا وفي هذه «المساحة الرمادية» من تداول سؤال التعمين في البلاد، من المفيد التذكير بالتعبير الإنجليزي) the elephant in the room ) الذي يشير إلى «الفيل الذي في الغرفة» ولمن لا يعرف معناه فهو تعبير يشير إلى وجود مشكلة كبيرة أو موقف أو حالة تتسم بتحد كبير وإشكاليات واسعة وعميقة وخطيرة وتداعياتها أخطر ولكن يتم تجاهل وجودها أو مناقشتها؛ لأنها قضية شائكة وحساسة وغير مريحة ويصعب معالجتها، ويستخدم المصطلح في سياقات السياسة والعلاقات والتحديات المؤسسية وتتطلب معالجة الأمر الشجاعة والأمانة والانفتاح لتقبل حوار بناء وهادف وصريح بهدف التوصل إلى حلول واقعية.
والحديث عن التعمين هو أشبه بالحديث عن «الفيل الذي في الغرفة» فالمشكلة الحقيقية هي ليست في التعمين بحد ذاته بل إنها في الاقتصاد نفسه وهو في الواقع (الفيل الذي في الغرفة) ويأتي موضوع التوظيف والتعمين مجرد منتج جانبي ونتيجة مصاحبة لعدم معالجة جذر التحدي الأصلي وهو تحدي الاقتصاد.
وبالتالي فإن الجهة المعنية بالاقتصاد يؤمل منها فوق جهودها المقدرة حاليا أن تخرج من «دائرة التنظير» و«دائرة القول» إلى طرح وتبنّي وتنفيذ أفكار واقعية وملهمة ونوعية تفكر بعقلية خارج الصندوق بحيث تنطلق المقومات الاقتصادية العمانية بكل أبعادها نحو آفاق نوعية، بعيدا عن التنظير الراهن الذي لا يخدم المرحلة بشيء ولا ينسجم مع التطلعات الوطنية، بحيث نستطيع فعلا أن نتحول إلى اقتصاد مستدام مولد للوظائف بحق وفرص العمل الكريمة للشباب العماني.
ومن الملفت أن يكون لدينا أكثر من ثلاثة آلاف كلم من السواحل والشواطئ ولا يوجد لدينا نشاط تجاري/ سياحي نوعي على ضفافها ينقل هذه المقومات إلى المنافسة الإقليمية والدولية بحيث تصبح السياحة (وأنشطة تجارية أخرى) صناعة عمانية ننافس بها المنطقة رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة المعنية. على ضفة الزراعة والأسماك، مزارعونا وصيادونا يعانون أيما معاناة في تسويق منتجاتهم الزراعية والسمكية ونحن من أكبر المنتجين في المنطقة وهو القطاع الذي يمكن أن يوظف الآلاف من العمانيين ولا يستطيع المواطن تسويق منتجاته إلا بشق الأنفس، رغم كل جهود وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه (من المحزن الآن أن كثيرا من المزارع في الباطنة أصبحت تحول إلى مخططات أراض سكنية بعد أن أصبحت غير قابلة للزراعة!). وهنالك قطاعات أخرى كثيرة مثل القطاع الصناعي (الذي يعاني من تعرفة الكهرباء والغاز العالية نسبيا) الذي يمكن أن يكون أكبر قطاع مولد للوظائف، وبالتالي ما أحوجنا الآن إلى التخلص من النمطية ومحدودية الأفق والتنظير المفرط واستلهام مضامين التوجهات السامية وطموحها لعمان الحاضر والمستقبل ولا ينقصنا في ذلك سوى الإرادة والعقول والتخفف من التنظير الحالم البعيد عن الواقع والعودة إلى خانة الفعل والإنجاز والاكتفاء من التنظير والمجاز، انسجاما مع تطلعات جلالة السلطان -حفظه الله ورعاه- لعمان حول سياسات التنويع والاستدامة الاقتصادية بمفهومها الشامل وتحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040.
يحيى العوفي كاتب ومترجم عماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاقتصاد العمانی
إقرأ أيضاً:
نقلة نوعية في المشاريع المستقبلية بقطاعات النقل والاتصالات وتقنية المعلومات.. وزيادة نسب التعمين على رأس الأولويات
◄ المعولي: 2 مليار ريال مساهمة قطاعات اللوجستيات والاتصالات وتقنية المعلومات في الناتج المحلي
◄ الشماخي: مليار ريال إجمالي مشاريع إنشاء وصيانة الطرق خلال 4 سنوات
◄ الشيذاني: تأسيس أستوديو الذكاء الاصطناعي وتدشين المنصة الوطنية للبيانات المحدودة
◄ 989 مليون ريال إجمالي مصروفات المشاريع الإنمائية في 2024
◄ 21% نسبة التعمين في القطاع اللوجستي و38% بالاتصالات وتقنية المعلومات
◄ اعتماد 19 نشاطًا في قطاع تقنية المعلومات للعمل الحُر
◄ تعمين 8 مهن في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات كمرحلة أولى
◄ تدريب وتأهيل 8 آلاف خريج وباحث عن عمل ضمن "مَكين"
◄ بدء تنفيذ 30 مشروع طرق بقيمة 800 مليون ريال في 2025
◄ اعتماد استراتيجية تطوير الموانئ العُمانية خلال العام الجاري
◄ مليون ريال إيرادات الشؤون البحرية في 2024
◄ العمل على إنشاء أول محطة هيدروجين وإنشاء المنصة الموحدة للشواحن الكهربائية
◄ 60 مليون ريال إجمالي الاستثمار في الذكاء الاصطناعي
◄ إطلاق البوابة الوطنية الموحدة للخدمات الحكومية الإلكترونية في 2025
◄ إطلاق برنامج مُسرِّعات الفضاء خلال العام الجاري
◄ تدشين نظام التصديق الإلكتروني وإنشاء مركز مُراقبة صناعة الأمن السيبراني في 2025
الرؤية- فيصل السعدي
تصوير/ راشد الكندي
كشف معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، أن حجم مساهمة القطاع اللوجستي وقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الناتج المحلي، بلغ أكثر من 2 مليار ريال عُماني وبنسبة 8%، فيما بلغ حجم الاستثمار في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والقطاع اللوجستي 2.5 مليار ريال عُماني بنهاية العام 2024.
وخلال اللقاء الإعلامي الثاني عشر الذي نظمته الوزارة، الأربعاء، لاستعراض خطتها التنفيذية لعام 2025 وما تم تنفيذه في العام 2024، قال معاليه إنَّ إجمالي مصروفات المشاريع الإنمائية في السنوات الأربعة الماضية بلغ 989 مليون ريال عُماني منها 93% لشبكة الطرق، وانخفض عدد الأوامر التغييرية بنسبة 42% مقارنة بعام 2020.
وأشار المعولي إلى ارتفاع نسبة التعمين في القطاع اللوجستي إلى 21%، وارتفاع نسبة التعمين في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات إلى 38%، حيث تم إلحاق 124 عُمانيا باحثا عن عمل ببرنامج تدريب مقرون بالتشغيل في وظائف مختلفة في القطاع البحري، كما تم تعيين عدد 333 عُمانياً في وظائف تخصصية في الشركات المنفذة لمشاريع الطرق التي تشرف عليها الوزارة، إلى جانب تسجيل 52 سيارة أجرة نسائية جديدة ضمن مبادرة سيارات الأجرة النسائية، وتعيين أكثر من 2000 عُماني في مهن تقنية المعلومات، وإصدار قرار تعمين 8 مهن في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات كمرحلة أولى بنسبة تعمين تصل إلى 100%، وتدريب وتأهيل ما يزيد عن 8000 خريج وباحث عن عمل منذ انطلاق مبادرة "مكين"، منهم 2700 مستفيد في عام 2024، إضافة إلى اعتماد 19 نشاطا في قطاع تقنية المعلومات للعمل الحر (المستقلين).
مبادرات التوظيف
وبيّن معالي الوزير أن مبادرات التوظيف في القطاع اللوجستي تستهدف في عام 2025م رفع نسبة المشتغلين العُمانيين بوظائف فنية وتخصصية وقيادية من إجمالي المشتغلين بهذه الوظائف في قطاع النقل واللوجستيات إلى 10%، والعمل على مبادرة التدريب المقرون بالتشغيل، ورفع نسب التعمين في أنشطة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات إلى 41%، وزيادة نسبة المشتغلين العُمانيين في الوظائف الفنية والتخصصية والقيادية بنسبة 2%، إلى جانب تصميم وتنفيذ مبادرات لدعم توظيف العُمانيين في مهن تقنية المعلومات، وتدريب وتأهيل 1000 مستفيد جديد ضمن مبادرة "مكين"، إضافة إلى ذلك إعداد إطار لتحفيز المحتوى المحلي لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لتعزيز وتحسين التوظيف المستدام.
من جانبه، قال سعادة المهندس خميس بن محمد الشماخي وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل، إن هذا العام شهد إصدار التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- بشأن مُسميات الطرق الرئيسية والوطنية؛ إذ قضت توجيهات جلالته بإطلاق اسم السلطان ثويني بن سعيد على الطريق الرابط بين محافظات مسقط والداخلية والظاهرة والبريمي والممتد من دوار برج الصحوة بمحافظة مسقط إلى منفذ حفيت بمحافظة البريمي لمسافة تقدر بحوالي 388 كيلومترا، وإطلاق اسم السلطان تركي بن سعيد على طريق الشرقية السريع المُمتد لمسافة تُقدر بحوالي 250 كيلومترا من تقاطع ولاية بدبد بمحافظة الداخلية إلى إشارات سوق ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، وإطلاق اسم السلطان فيصل بن تركي على طريق خصب – ليما - دبا بمُحافظة مسندم الممتد لمسافة تقدر بـحوالي 72 كيلومترا وهو قيد استكمال أعمال التنفيذ، وإطلاق اسم السلطان تيمور بن فيصل على طريق الباطنة الساحلي الممتد لمسافة 244 كيلومترا من تقاطع حلبان بمحافظة جنوب الباطنة إلى تقاطع خطمة ملاحة بمحافظة شمال الباطنة وهو قيد استكمال أعمال التنفيذ، وإطلاق اسم السلطان سعيد بن تيمور على طريق نزوى صلالة المُمتد لمسافة تصل إلى 857 كيلومترا من تقاطع ولاية نزوى بمحافظة الداخلية إلى دوار السعادة بولاية صلالة في محافظة ظفار، وإطلاق مسمى السلطان قابوس على طريق مسقط – الباطنة الممتد لمسافة تقدر بـ300 كيلومتر من تقاطع منطقة القرم بمُحافظة مسقط إلى منفذ خطمة ملاحة بشمال الباطنة.
مشاريع الطرق
ولفت إلى أنَّ القيمة الإجمالية لمشاريع إنشاء وتأهيل وصيانة الطرق 2020-2024 بلغت أكثر من مليار ريال عُماني؛ إذ شهد العام 2024 افتتاح الحركة المرورية على الطريق الرئيسي الرسيل – نزوى المرحلة الأولى بدءًا من جسر الرسيل إلى تقاطع بدبد بطول 27 كيلومترا، وافتتاح الحركة المرورية لمشروع وصلات طرق مدينة خزائن الاقتصادية الرابطة مع طريق الباطنة السريع بطول حوالي 7 كيلومترات، وافتتاح الحركة المرورية في مشروع ازدواجية وصلة طريق الخابورة بمحافظة شمال الباطنة بطول 14.5 كيلومتر، وافتتاح الحركة المرورية في أجزاء من طريق السلطان تركي بن سعيد (الشرقية السريع)، كما تم افتتاح جزء من طريق وادي حيبي، وافتتاح جزء من ازدواجية طريق (الكامل والوافي-صور).
وأوضح أن عام 2024 شهد تنفيذ عدد من مشاريع الطرق الاستراتيجية أهمها: مشروع طريق السلطان فيصل بن تركي (دبا – ليما – خصب) بمحافظة مسندم البالغ طوله 72كم، وتبلغ نسبة الإنجاز فيه 33%، واستكمال مشروع طريق السلطان تيمور بن فيصل (الباطنة الساحلي) (المرحلة الأولى) بطول إجمالي 70 كم وتبلغ نسبة الإنجاز فيه 5%، إلى جانب استكمال مشروع طريق السلطان تركي بن سعيد (الشرقية السريع) (الجزء الثاني – المرحلة الثانية) بطول (52) كم وتبلغ نسبة الإنجاز فيه 25%، كما تعمل الوزارة على تنفيذ أعمال مشروع طريق "هرويب - المزيونة - ميتن" الذي يمتد إلى مسافة 210 كم وتبلغ نسبة الإنجاز فيه 33%، كما تعمل الوزارة على مشروع إنشاء شبكة الطرق الإسفلتية بولاية مقشن بطول 170 كم وتبلغ نسبة الإنجاز فيه31%، إضافة إلى إنشاء طريق وجسر المغسيل.
وأكد أن الوزارة تواصل إعادة تأهيل شبكة الطرق بالمحافظات على مستوى عالي الجودة بما يضمن استمرارية حركة المرور عليها ويحافظ على مستوى السلامة المرورية فيها؛ ففي العام 2024 بدأت الوزارة في إعادة تأهيل عدد من الطرق أهمها: طريق ازدواجية بدبد- نزوى بطول تقريبي حوالي 60 كم، وتنفيذ مشروع إنشاء طريق الأفلاج بولاية المضيبي في محافظة شمال الشرقية الذي يبدأ من تقاطع طريق سناو – المضيبي وينتهي بقرية الأفلاج بطول (22) كم، كما أنهت الوزارة إصلاح أضرار الطرق جراء الحالات المدارية "شاهين" و"مونسون" و"المطير" في عدد من المواقع بمختلف محافظات السلطنة، وجارٍ العمل على إصلاح عدد من الطرق المتبقية.
الربط اللوجستي
وذكر الشماخي أنه من المخطط خلال العام الحالي البدء في تنفيذ 30 مشروعا بقيمة إجمالية أكثر من 800 مليون ريال عُماني وبطول إجمالي أكثر من 700 كم توزعت في استكمال الطرق الاستراتيجية وإعادة تأهيل ورفع كفاءة وصيانة الطرق إلى جانب مشاريع الربط اللوجستي والسياحي أهمها: ازدواجية طريق ريسوت- المغسيل، ازدواجية طريق السلطان سعيد بن تيمور (أدم - هيماء - ثمريت) للأجزاء الثالث والرابع والخامس والذي يمتد بطول (400) كم من ولاية هيماء إلى ولاية ثمريت عبر شراكة استراتيجية مع ائتلاف عُماني سعودي، وازدواجية طريق إزكي – نزوى، وازدواجية طريق الكامل والوافي – جعلان بني بوحسن – جعلان بني بوعلي، وازدواجية طريق الربع الخالي (المرحلة الأولى).
وتابع قائلا: "من المؤمل خلال العام الجاري افتتاح عدد من المشاريع أبرزها: مشروع تصميم وتنفيذ وصلات طرق في شناص، ومشروع تصميم وتنفيذ ازدواجية وصلة طريق لوى في محافظة شمال الباطنة، وإنشاء وصلات طرق بولاية القابل من طريق الشرقية السريع، ومشروع إنشاء طريق الأفلاج بولاية المضيبي، ومشروع تثبيت الميول بطريق ارجوت – صرفيت".
المؤشرات الدولية
وتقدمت السلطنة خلال عام 2024 في عدة مؤشرات دولية خاصة بقطاعات النقل والاتصالات وتقنية المعلومات؛ ففي مؤشر تطوير الحكومة الإلكترونية حققت السلطنة المرتبة 41 عالميا، وحصلت على المركز 45 في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، أما في مؤشر الجاهزية الشبكية جاءت السلطنة في المركز 50 عالميا، وفي المؤشر العالمي للأمن السيبراني حققت السلطنة (الفئة الأولى من أصل 5 فئات)، وتحتل السلطنة حاليا في مؤشر التحقيق في وقائع وحوادث الطيران المرتبة 4 عالميا.
وقال الشماخي إن الموانئ العُمانية أبرزت خلال العام 2024م فعاليتها وكفاءتها كأحد أهم الموانئ في المنطقة؛ حيث بلغ حجم البضائع العامة والسائلة والسائبة المناولة عبر الموانئ العُمانية أكثر من 107 ملايين طن، فيما بلغ عدد الحاويات المناولة في الموانئ العُمانية أكثر من 4 ملايين حاوية نمطية، وتمت مناولة أكثر من 3 ملايين رأس من الماشية، وقد تجاوز عدد السفن القادمة إلى هذه الموانئ أكثر من 10 آلاف سفينة، واستقبلت الموانئ العُمانية أكثر من 325 ألف مسافر.
وتستهدف الوزارة خلال العام 2025 اعتماد استراتيجية تطوير الموانئ العُمانية (2025-2040)، توقيع اتفاقيات امتياز طويلة الأمد (ميناء خصب، وميناء شناص وميناء ضلكوت)، وإطلاق "منصة مجتمع الموانئ" للربط الإلكتروني لشحنات الموانئ في 2025.
الشؤون البحرية
وبلغت إيرادات الشؤون البحرية حوالي أكثر من مليون ريال عُماني خلال العام 2024، كما أصدرت الوزارة خلال نفس العام (384) تصريحا ملاحيا للسفن الأجنبية العاملة على المياه الإقليمية العُمانية، وبلغ عدد السفن والوحدات البحرية المسجلة تحت العلم العُماني (766) سفينة ووحدة بحرية، فيما بلغ عدد السفن والوحدات البحرية التي تم تجديدها (2276) سفينة ووحدة بحرية، وبلغ عدد الشهادات الصادرة للبحارة (703) شهادات، وبلغ عدد التراخيص للأنشطة البحرية (1072).
وبلغ عدد المعاملات المنجزة عبر منصة "نقل" التابعة للوزارة أكثر من 800 ألف معاملة إلكترونية، منها أكثر من 200 ألف بطاقة تشغيل، محققة إيرادات بلغت حوالي 7 ملايين ريال عُماني، وتضم منصة "نقل" حاليا 16 خدمة إلكترونية في قطاع النقل البري وتشمل عدة مجالات منها تراخيص الأجرة ونقل الركاب بالحافلات ونقل البضائع، وتعمل الوزارة خلال هذا العام على تطبيق مبادرة تحديث أسطول النقل البري، وربط جميع مخالفات اللائحة مع كل من وزارة العمل وشرطة عُمان السلطانية.
وعن جهود الوزارة فيما يتعلق بالحياد الصفري الكربوني لقطاع النقل لعام 2024، فإن الوزارة عملت على عدة مشاريع حيث تم إطلاق وتنفيذ 25 مبادرة ومشروعاً في مجالات التشريع والحوكمة والاستثمار والمشاريع التجريبية، وتمَّ تحقيق نسبة إنجاز 100% في مشاريع رئيسية أهمها: استخدام الوقود الحيوي في النقل العام، وتعزيز البنية التحتية للشواحن الكهربائية حيث تم تركيب أكثر من 150 شاحناً بنهاية 2024، وتطبيق أنظمة ذكية لتقليل الانبعاثات، إلى جانب إطلاق مركبات تجريبية تعمل بالهيدروجين النظيف، وتحويل المعدات في الموانئ للعمل بالطاقة الكهربائية، ووصول عدد المركبات الكهربائية المسجلة إلى أكثر من 1500 مركبة.
وتعمل الوزارة خلال العام الحالي على إنشاء أول محطة هيدروجين في سلطنة عُمان، وإنشاء المنصة الموحدة للشواحن الكهربائية، إضافة إلى الخطة التنفيذية لإحلال المركبات الحكومية الى مركبات كهربائية على عدة مراحل، والتوسع في البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية، وتنفيذ مشروع الممرات الخضراء للشاحنات باستخدام الهيدروجين.
الذكاء الاصطناعي
بدوره، قال سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات، إن الوزارة أطلقت في العام الماضي البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة ضمن إطار رؤية "عُمان 2040" التي تسعى لجعل تقنية المعلومات والاتصالات من بين القطاعات الأساسية والمحفزة للاقتصاد الوطني، وقد بلغ حجم الاستثمارات العامة والخاصة في الذكاء الاصطناعي حتى 2024 حوالي 60 مليون ريال عُماني، كما تم خلال العام 2024 التوقيع على اتفاقية إنشاء مركز الثورة الصناعية الرابعة بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، وتنفيذ مسابقة هندسها بالذكاء الاصطناعي والتي نتج عنها 8 تطبيقات عُمانية بالذكاء الاصطناعي التوليدي في أسواق التطبيقات الإلكترونية، إلى جانب تدشين كرسي بحثي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي التابع لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالتعاون مع الوزارة.
ولفت إلى أنَّ الوزارة تستهدف خلال العام 2025 على تنفيذ عدد من المشاريع أبرزها: تدشين المرحلة الأولى من النموذج اللغوي العُماني، وتأسيس أستوديو الذكاء الاصطناعي (المرحلة الأولى)، وتدشين المنصة الوطنية للبيانات المفتوحة، إلى جانب تشغيل مركز الثورة الصناعية الرابعة.
وأوضح الشيذاني أن الأداء العام لبرنامج التحول الرقمي الحكومي بلغ (73%)، فيما بلغت نسبة رقمنة الخدمات ذات الأولوية (67%)، وبلغت نسبة الإجادة في التحول الرقمي للمؤسسات الحكومية (77%)، وتم تبسيط إجراءات 2680 خدمة حتى الآن منها 282 عبر مختبرات منجم لتبسيط الإجراءات الحكومية بنسبة 93% من المستهدف، وارتفعت عدد المعاملات الحكومية الرقمية لتصل إلى حوالي 27 مليون معاملة حكومية رقمية، كما ارتفع تقييم الوزارة في إجادة للتحول الرقمي إلى 85% بنهاية 2024.
وأشار إلى أن من أبرز مستهدفات برنامج التحول الرقمي الحكومي للعام 2025: إطلاق البوابة الوطنية الموحدة للخدمات الحكومية الإلكترونية، 80% من الخدمات الحكومية الأساسية ذات الأولوية يتم إتاحتها عبر شبكة الإنترنت، 80% مستوى نضج التحول الرقمي في القطاع الحكومي.
تطبيقات الفضاء
وضمن خطط الوزارة ومبادراتها الاستراتيجية بأن تكون عُمان البوابة الإقليمية لتطبيقات الفضاء الداعمة للتنوع الاقتصادي، فقد تم إطلاق الصاروخ الفضائي العُماني للشركة الوطنية للخدمات الفضائية (ناسكوم)، وانضمت سلطنة عُمان لعضوية الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية، وارتفعت نسبة النمو في الشركات العاملة في الفضاء لتصل إلى 90%، كما ارتفعت نسبة النمو في عدد الوظائف لتصل إلى 100%، وبلغت نسبة النمو في حجم الاستثمار في القطاع حوالي 30%.
وتعمل الوزارة خلال العام الحالي على عدد من المشاريع والمبادرات أهمها: إطلاق برنامج مسرعات الفضاء، والعمل على تنفيذ المرحلة الثانية لمشروع مختبر هندسة الفضاء بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس، وتنفيذ الحزمة الثانية لبرنامج بناء القدرات الوطنية في قطاع الفضاء، ومواصلة العمل على توصيف مؤسسات القطاع الحكومي ومؤسسات التعليم الأكاديمي ذات الصلة بقطاع الفضاء.
ودشنت الوزارة خلال العام 2024 ممثلة في المركز الوطني للسلامة المعلوماتية مركز حداثة في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، وجائزة حداثة لصناعة الأمن السيبراني، والهاكاثون الخليجي لصناعة الأمن السيبراني، كما تم طرح 3 فرص استثمارية في التأمين السيبراني، ومصنع الجدار الناري والأمن السيبراني، ومعمل استعادة البيانات والأجهزة الإلكترونية والتخلص الآمن منها.
وعن أبرز مستهدفات الأمن السيبراني، سيتم تدشين نظام التصديق الإلكتروني الجديد، وإنشاء مركز مراقبة صناعة الأمن السيبراني، وتنفيذ برنامج نضج شركات الأمن السيبراني بالتعاون مع منظمة كريست البريطانية CREST.
وخلال العام 2024 تم إصدار اللائحة التنفيذية لقانون حماية البيانات الشخصية، إطلاق إطار حوكمة البيانات الوطنية، والانتهاء من مراجعة قانون المعاملات الإلكترونية وقانون تنظيم الاتصالات وتقنية المعلومات. وستعمل الوزارة خلال العام الجاري على تحديث عدد من القوانين منها: قانون المعاملات الإلكترونية، قانون تنظيم الاتصالات وتقنية المعلومات، قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات؛ وذلك إلى جانب العمل على لائحة تنظيم التحول الرقمي الحكومي.
وفي تصريحات صحفية، قال سعادة علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات: "شهدت كل مؤشرات الاقتصاد الرقمي تطورا كبيرا، إذ تقدمت سلطنة عمان 9 مراكز لتحتل الترتيب 41 عالميا في مؤشر الحكومة الإلكترونية، وتقدمت 5 مراكز لتحتل رقم 45 عالميا في مؤشر الذكاء الاصطناعي، وتقدمت 4 مراكز لتحتل ترتيب 50 عالميا في مؤشر الجاهزية الشبكية، وصنفت من ضمن الدول في الفئة الأولى في مؤشر جاهزية الأمن السيبراني".
وأضاف: "هناك عدد من المشاريع التي إن شاء الله سيتم الإعلان عنها هذا العام، ومنها ترقية وتطوير نظام التصديق الإلكتروني، وتدشين البوابة الوطنية الموحدة للخدمات الحكومية، وإطلاق منصة الوطنية للبيانات المفتوحة، وتشغيل مركز الثورة الصناعية الرابعة بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي وبدعم من وزارة الاقتصاد، وإسناد مشروع أستوديو الذكاء الاصطناعي، إلى جانب مشاريع أخرى".