رمضان شهر التقرب إلى الله، تعلو فيه الروحانيات وتسود روح التسامح والسلام، الكل يغلب مبدأ الهدوء النفسى، وكثيرون يعتبرونه فرصة للتغيير الإيجابى، ولعقود طويلة كانت البرامج التليفزيونية تركز على دعم هذه الروح وتقديم محتوى يدعم الجانب الأخلاقى وينمى فكرة التسامح، وكانت الدراما فى أغلبها تسير فى طريق الأفكار الاجتماعية البسيطة التى تعكس صورة طيبة للمجتمع، اجتماعيًا وثقافيًا، مع بعض الأعمال الكوميدية التى كانت تستهوى المشاهد، وكان ماسبيرو نموذج فى تقديم الدراما والبرامج التى تحمل رسالة جادة فى هذا الاتجاه، لكن خلال السنوات الماضية تغيرت الصورة تماما ووجدنا دراما عنف وكراهية، وبرامج سخرية وخناقات وابتذال واستخفاف وإهانة، ومشاهد عرى، صورة درامية وبرامجية لا تتناسب مع الشهر الكريم بل لا تتناسب أصلاً مع اخلاقيات وطبيعة المجتمع المصرى بشكل عام، ولا يمكن إنكار الدور الذى تلعبه الشركة المتحدة فى محاولة تصحيح الصورة وتطهير الشاشة من شوائب الدراما الهادمة إلى دراما هادفة، وتنويع الأفكار ما بين تاريخى واجتماعى وكوميدى، بشكل حقق جذباً إيجابياً بين المشاهدين، لكن المشاهد المصرى يمتلك الريموت ويتجول به بين القنوات على اختلافها فى سماء لم تعد تعرف الخصوصية، ولهذا فالمتحدة وحدها على كثرة ما تقدمه لا يمكن أن تصحح الصورة السلبية وحدها وإنما مطلوب أن تكون القاعدة عند صناع الدراما والإعلام بشكل عام هى إدراك المسئولية الكبيرة التى تقع على عاتقهم فى تقديم محتوى يعكس القيم والأخلاق والروحانيات الخاصة بهذا الشهر الفضيل، والابتعاد عن برامج الفضائح والمقالب المسيئة والبعد أيضاً عن الإثارة والجدل والفضائح بهدف زيادة المشاهدة وجذب الإعلانات، فرمضان ليس شهر دراما العنف والدم والقتل ولا برامج هدم الأخلاق ونشر الفضائح.
يجب أن يسأل كل منتج وكل مسئول عن جهة إعلامية نفسه..هل ما يقدمه من محتوى يعكس حقًا قيم وأخلاق المجتمع المسلم، وهل يساهم فى تعزيز الروحانيات والتفكير الإيجابى خلال رمضان؟.
أعتقد أن الإجابة الصادقة على هذا السؤال لن ترضى الكثيرين وستجعلهم مطالبين بتصحيح أخطاء كثيرة وقعوا فيها ودفع المجتمع ثمنها.
يجب على صناع البرامج التليفزيونية مثلا أن يتحملوا المسئولية فى تقديم محتوى يرفع من قيم المشاهدين ويعزز الأخلاق الحسنة.. وأن تتضمن البرامج التليفزيونية فى رمضان أفكار تعزز التفكير الإيجابى، مثل التسامح والعدل والكرم والعمل الخيرى، والمحبة والتواصل الإيجابى بين الناس.
يجب أن تتجنب البرامج التليفزيونية فى رمضان عرض المحتوى الفاضح والعنيف والمسيء، وأن تكون هذه البرامج ملهمة وترتقى بأذواق المشاهدين، ويمكن أن تشمل البرامج المسابقات الثقافية والدينية، والمسلسلات الوثائقية التعليمية، والبرامج الروحية التى تعزز التأمل والعبادة وتوجيه المشاهدين لتحقيق التوازن الروحى.
كما يمكن تقديم المسلسلات والبرامج الكوميدية والترفيهية التى تحمل رسائل إيجابية وتعكس جوانب مشرقة من المجتمع، دون اللجوء إلى الفضائح والاستعراضات غير اللائقة.
فى الختام، يجب على صناع الدراما والبرامج التليفزيونية أن يدركوا أن رمضان هو شهر خاص ومبارك يستحق الاحترام والتقدير، ويجب أن يكون للبرامج التليفزيونية والدراما بأنواعها دور بناء فى تعزيز القيم والأخلاق والروحانيات، والابتعاد عن الفضائح والابتذال، وذلك من خلال تقديم محتوى هادف وملهم وترفيهى له رسالة مجتمعية وأخلاقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شهر التقرب إلى الله رمضان البرامج التليفزيونية تقدیم محتوى
إقرأ أيضاً:
«زيرو» و«باروكة».. كيف غيّر الفنانين شكلهم من أجل مسلسلات رمضان 2025؟
مجهود كبير يبذله نجوم الدراما لتقديم شخصياتهم بشكل مختلف خلال موسم الدراما الرمضانية 2025، إذ قرر عدد من الفنانين الخروج من مساحتهم الآمنة وتجريب مساحات مختلفة في مظهرهم بالشكل الذي يخدم الشخصيات التي يقدموها في مسلسلات رمضان 2025 ويتوافق معها، وهو ما ظهر خلال الأيام الماضية بعد ما كشف الستار عن الملامح الأولى للأعمال الدرامية وأبطالها.
اختار الفنان علاء مرسي أن يحلق شعره بالكامل ليراه الجمهور حليق الرأس تماما للمرة الأولى على الشاشة خلال موسم الدراما الرمضانية 2025، وذلك بسبب الشخصية التي يقدمها في مسلسل شهادة معاملة أطفال للمخرج سامح عبدالعزيز، والذي يعيد من خلاله التعاون مع الفنان محمد هنيدي بعد عدد من النجاحات المشتركة التي قدماها معا.
الشيخ علاء.. كيف يعود أحمد عزمي للدراما الرمضانية 2025؟الفنان أحمد عزمي الذي يعود إلى الدراما بعد فترة من الغياب من خلال شخصية الشيخ علاء التي يجسدها في مسلسل ظلم المصطبة للمخرج هاني خليفة، أجرى ببعض التغيرات على مظهره الخارجي حتى يناسب الشخصية، إذ تولى تقصير شعره بالكامل وإطلاق لحيته، ويشارك في بطولة المسلسل بجانب عدد من الفنانين من بينهم إياد نصار، فتحي عبدالوهاب وريهام عبدالغفور.
شعر ولحية بيضاء.. سامي مغاوري يخطف الأنظار على بوستر مسلسل الكابتنوبخلاف حلق شعر علاء مرسي وأحمد عزمي، سلك الفنان سامي مغاوي اتجاه مختلف، حيث ظهر على بوستر مسلسل الكابتن بطولة الفنان أكرم حسني وإخراج معتز التوني، وهو يضع باروكة شعر كثيفة باللون الأبيض، بالإضافة إلى لحية كبيرة بنفس اللون، وهو ما يعتبر «لوك» غريب ومختلف لـ «مغاوي» إذ لم يتعرف عليه الكثيرين في البداية، مما رفع سقف تخمس الجمهور للعمل الذي يحمل جرعة عالية من الكوميديا.