بوابة الوفد:
2024-12-19@01:52:53 GMT

عودة إلى يوجين يونسكو

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

الكاتب الفرنسى يوجين يونسكو، أحد أهم أدباء المسرح المجددين فى شكله ومضمونه وبعد ما يقرب من عشرة أعوام من كتاباته الأولى استقر على مسرح اللامعقول؛ حتى صار سريعًا واحدا من أهم رواده إلى جانب صموئيل بيكيت وايون لوكا والفريد جارى واوكتاف ميريو.. ولد يونسكو فى رومانيا عام ١٩٠٩ وكانت للحروب المتعاقبة التى عاشها اثر كبير فى تكوينه فقد هاجر إلى فرنسا عام ١٩٣٨ ثم عاد هو وزوجته إلى رومانيا عام ١٩٤٠ وبعد أن دخلت رومانيا فى الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤١ كجزء من قوى المحور المتحالفة مع ألمانيا وإيطاليا واليابان ازداد عنده التشبث بكتاباته العبثية الرافضة لكل ما هو قابل للتفاوض مع العقل والمنطق.


كتب يوجين يونسكو سبعا وعشرين مسرحية إلى جانب قصصه ومذكراته ومقالاته النظرية.
فوق مسرح الدكتورة نهاد صليحة بالهرم شاهدت منذ أيام مسرحية مستوحاة من أربع مسرحيات ليونسكو هى (المغنية الصلعاء) و(التحيات) و(جاك والامتثال) و(الرجل ذو الحقائب) قدم المسرحية شباب (فريق ٩٠٢) المستقل.. 
كتب المسرحية سعيد سالمان وأخرجها جورج جيهام.. الجهد المسرحى الكبير الذى لمسته من العرض زاد حماسى لرؤيته أكثر من مرة، الديكور -برغم ضعف الإمكانيات المادية- كان معبرا بعمق للرؤية وساهم فى تعميق الفكرة نفذ الديكور رومانى جرجس ورضوى طارق المكياج كان حاضرًا بقوة فى المسرحية مثل كل اعمال يونيسكو؛ نفذ المكياج ميار المحمدى وعزة عرفات والإضاءة كانت موحية ومكملة لمفردات الحوار للفنان محمود الحسينى.
أبطال العرض أحد وأربعين فنانا تمكنوا من تجسيد المسرحية ببراعة وفهم وأمانة فى توصيل مفاهيم يونيسكو. ومن الصعب التوقف عند اسم دون الآخر فالجميع أدى دوره بجهد واضح؛ اذكر فنانين مثل عبدالرحمن حاتم وندى أحمد وندى حسين وأحمد هشام ومينا مدحت ورام يوسف وجورج عصام وسيلفيا طلعت ومريم باريس وحازم داغستانى.
العرض المسرحى الناجح جعلنى أشعر بتفاؤل كبير وثقة نحو المزيد من العطاء فى الفكر المسرحى. هذه الفرقة الشبابية (فريق ٩٠٢) المستقل أضاء لنا الكثير من أركان الإبداع والابتكار والتجديد فى عالم المسرح المصرى.. والذى اسعدنى اكثر هو جمهور الحاضرين وأغلبهم من الشباب، الذين أصروا على حضور مناقشة المسرحية مع الكاتب والمخرج والفنانين.. وهو وعى يبشر بكثير من الأمل فى عودة مسرحنا الجاد الاصيل بكل شروطه وقدرته على التغيير والتطوير والتثوير الفكرى. 
[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نادر ناشد كاريزما عشرة أعوام

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي / الغوطة.. عناقيد عتب

#الغوطة.. #عناقيد_عتب

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 24 / 2 / 2018

ما أبشع الموت عندما يداهم الطفولة الغافية، عندما يغتال الرسومات على “بيجاماتهم” فتموت الدببة والزرافات والعصافير فوق قلوبهم الطرية، ما أبشع الموت عندما يطوّق الدم القاني أعناقهم، ويسيل النزيف كآخر رضعات الحليب من زوايا أفواههم، ما أبشع الموت عندما يغتال الغزالة الماشية بين عشب أهدابهم، ويبعثر ريش أعمارهم، فيموتون دفعة واحدة كما كانوا ينامون دفعة واحدة أيام الشتاء الطويلة.

مقالات ذات صلة هآرتس: سلاح الجو الإسرائيلي يستعد لمهمة كبرى 2024/12/16

لمن يزهر شجر الغوطة هذا الربيع؟ لمن يرعى “براعمه”؟ لمن تزدهي كروم العنب، لمن تبوح بحصرم الألم وفي قلبها عناقيد “عتب”؟؟.. لمن وعيون الأطفال الموتى نصف مفتوحة على الحياة ونصف مفتوحة على الغضب!
ما أبشع الموت عندما يغمر الشعر الذهبي الخفيف غبار الإسمنت وطحين الجدار، والسقف الذي رسموا عليه بأصابعهم قبيل النعاس غيمة وكوخا وزهرة وقطعة حلوى، صار لحاف الموت الثقيل الذي جثى على صدورهم لحظة التفجير، ما أبشع الموت عندما يداهم من لم يحسنوا تهجئة الحياة بعد، من لم يشتمّوا رائحة زهر الليمون أول الربيع، ولم يقطفوا “نوّارة” اللوز البيضاء، ولم يفاوضوا “زهرة” الكرز بغرّة طفلة.. ما أبشع أن تعدَ الأم الصغار: “من ينام باكرا سأعطيه في الصباح التالي لوحا من الحلوى”، فيتسابقون إلى النوم لكنهم لا يستيقظون أبدا.. ما أبشع الموت لأنه موت وحسب!

هذا الربيع ستفتقد الغوطة الزائرين، ستفتقد حلقات المتنزّهين، بعدما اصطفت الجثث سطورا بيضاء في دفتر الموت الأسود، وسيفتقد الشجر أصوات العائلات وضحكات الأطفال، وثرثرات “الأرجيلة”، وغفوة العصرية، و”بلايز” المصطافين المربوطة على خصرها.. ستلوّح للريح مودّعة كل الذين اتكؤوا على سيقانها، وكل الذين افترشوا تحتها وعلقوا أحلامهم وكلامهم على أغصانها الصامتة، وستنعى أسرّة الأطفال التي اهتزت تحتها وداعبت بظل أوراقها الجفون النائمة.

هذا الربيع موجع، موحش، وغريب.. للخوخ شكل الرصاص، وللمشمش الحموي طعم الدمع المالح، وللوز رائحة “اليود”.. لا حلاوة في عروق الغوطة كلها، لقد أنهكها الحزن على “نوارها” الذي قطفته ريح السياسة وأصابع السلطة، وصرصر الصراعات الدولية..

لمن يزهر شجر الغوطة هذا الربيع؟ لمن يرعى “براعمه”؟ لمن تزدهي كروم العنب، لمن تبوح بحصرم الألم وفي قلبها عناقيد “عتب”؟؟.. لمن وعيون الأطفال الموتى نصف مفتوحة على الحياة ونصف مفتوحة على الغضب!.. لا شيء يستدعي الحياة.. فالسيقان بترت.. والأغصان كسرت.. والدراق الموسمي سقط أرضاَ.. عندما سمع أنين الأطفال.. كل الأشجار جعفر، كل الأطفال جعفر، فمن يحمل الراية من بعد “جعفر”، فزيد تحت ردم البيت، وعبد الله في ذمة الله، وخالد في “المهجر”!!! من يحمل الراية من بعد جعفر؟!

في الغوطة، التقط أحد الناجين صورة لقدم طفل قد قضى في الركام، قدمه هي الطالعة من الأرض المسوّاة، وكأنها بذرة كمثرى تطل من جديد، الجسد تحت الردم، والقدم إلى أعلى، ما أجملها من رسالة كتبت بالمقلوب، وكأن الطفل بموته يقول قدمي أعلى من رؤوسكم جميعا، ستمطر الدنيا وستكبر قدمي، وستطول وتطول لتطأكم جميعا، هي معراجي نحو الوطن وهي معراجي نحو الحرية.. أنا الغارق في الموت الصاعد برجلي إلى الحياة، هذه أولى رسائلي إليكم، فانتبه يا سامعي:
إذا ما هبت الريح وماج الجذع طويلا، تأكّد هذا تململي، فشجر الحور كعبي والأغصان أصابعي..

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

#168يوما

#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

مقالات مشابهة

  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أغصان مشتعلة
  • تحقيق أوروبي يستهدف "تيك توك" بسبب انتخابات رومانيا
  • هل انتهت المسرحية يا شام أم للقصة بقية؟!
  • الاتحاد الأوروبي يحقق..روسيا تتدخل في انتخابات رومانيا بفضل تيك توك
  • المفوضية الأوروبية تحقق مع تيك توك بسبب انتخابات رومانيا: هل يقتصر الأمر على غرامة؟
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. الوطن المعتقل
  • بشأن أموال الصندوق البلدي المستقل .. سؤال من سامي الجميل للحكومة
  • "يارب تعجبكم".. كريم عبدالعزيز يروج لأحدث أعماله المسرحية "الباشا"
  • الكاتب البريطاني سومرست موم .. لماذا أصبح جاسوسا؟
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي / الغوطة.. عناقيد عتب