تحت الرصاص والحصار.. تفاصيل سحب جثماني شهيدين قنصهما الاحتلال بغزة
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
وثَّقت الجزيرة تفاصيل عملية القنص والقتل التي نفّذها جنود إسرائيليون لأب ونجله، في منزلهما قرب مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، خلال توغل الجيش الإسرائيلي بالمدينة بتاريخ 31 يناير/كانون الثاني الماضي.
وأظهرت مشاهد مصورة جثماني الشهيدين عامر البواب ونجله مؤمن، بعد استشهادهما على سطح منزلهما، حيث تمكّن أحد جيرانهما من سحبهما بعد يوم على تعرضهما لإطلاق نار من القناصة الإسرائيليين المتمركزين بالمنطقة.
وروى الشاب الذي شارك في عملية سحب الجثمانين حمادة عبد الهادي للجزيرة، تفاصيل استشهاد الأب وابنه، قائلا "بعد معاودة الجيش الإسرائيلي اجتياح حي تل الهوا جنوب مجمع الشفاء الطبي في أواخر يناير/كانون الثاني 2024، كنا في حالة شبه حصار داخل المستشفى، وفجأة جاءت بنت إلى المستشفى تستنجد المسعفين والأطباء حتى ينقذوا والدها وأخاها، وحينها توجهت معها للمنزل القريب من مجمع الشفاء، وجدت الشاب ووالده في مرمى قناصة الاحتلال، ولا يمكن سحبهما".
وأضاف عبد الهادي "القناص الإسرائيلي أطلق النار مرات عدة على سطح المنزل لمنع محاولة إسعاف الشهيدين، علما بأن من كانوا على سطح المنزل هم مدنيون عاديون، ولا يوجد لديهم علاقة بأي شيء يستدعي إطلاق النار عليهم، حيث كان الرجل يصلي الظهر على كرسي نظرا لوجود إصابة في قدمه، حيث أُطلق النار على رأسه وقُنص ابنه أيضا".
وتابع "في اليوم الثاني، وفي غياب خدمة الإسعاف، توجهت للمكان بالدراجة وعقدت العزم على سحب الجثمانين، وفي ظل ظروف قاسية ومخاطر شديدة زحفت حتى وصلت لهما، وكنت بمرمى قناصة الاحتلال، ولكني عزمت وتقدمت فسحبت الشهيد الأول، ثم الشهيد الثاني، وخلال سحب الجثمان الثاني تعرضت لإطلاق نار أصاب خزان المياه".
وأكد عبد الهادي أن "عامر البواب تعرض لأكثر من رصاصة في رأسه"، وأشار إلى أنه أجلى أهل الشهيدين والنازحين من البيت على دراجته، حيث دُفن الشهيدان عامر ومؤمن البواب في مقبرة مؤقتة داخل مدينة غزة.
وحصلت الجزيرة على صور أقمار صناعية أظهرت المنزل الذي وقعت فيه الجريمة، والنشاط العسكري حوله في الفترة الممتدة بين 29 يناير/كانون الثاني، و8 فبراير/شباط الماضيين، حيث ظهرت الآليات الإسرائيلية وهي تتمركز في الجهة الغربية والجنوبية من المنزل، كما تظهر آثار عمليات التجريف والقصف بالمنطقة.
وقال عبد الهادي "ما دفعني لتصوير الفيديو أن المكان كان محاصرا وكنت أتعرض لإطلاق نار، وكانت المنطقة التي وقع فيها الحدث خالية من السكان، ولذا قررت توثيق الحدث بالكاميرا تحسبا لتعرضي لإطلاق نار وقتلي، حتى يتعرف الناس إلى سبب قتلي عندما يرون الصور، ويرون أنني كنت أحاول سحب الشهيدين، ولعل أحدهما يكون على قيد الحياة".
ووصف الحادثة وبشاعتها قائلا "شعور لا يوصف حول ما يتعرض له شعبنا خاصة الشباب والمدنيين، الذين ليس لديهم علاقة بالمقاومة، نحاول إنقاذ الناس والشعور الغالب كان شعورا بالأسى والحزن والغضب".
وعمل عبد الهادي خلال أيام الحرب على سحب جثامين عشرات الشهداء من الشوارع والطرقات المختلفة ودفنها في المقابر المؤقتة، ونشر على حسابه عبر فيسبوك مقطع فيديو يوثّق عملية سحب جثامين عدد من الشهداء.
وكتب محمد عامر البواب عن استشهاد والده وأخيه قائلا "كنت أكتب لهما عبارات الحب والشوق، والآن أمسك جوالي لأكتب كلمات ترثيهم، كتبت مرات كثيرة، وفي كل مرة أحذف ما كتبته لعدم قدرتي على نشره".
كما نشرت العائلة صورا للشهيد مؤمن البواب ووالده، وفي إحدى الصور يظهر عامر البواب مع أحفاده في صورة عائلية سابقة.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، أسفرت حتى أمس الثلاثاء عن استشهاد 31 ألفا و184 فلسطينيا، وإصابة 72 ألفا و889 آخرين، معظمهم أطفال ونساء. كما تسبب العدوان في تدمير هائل للبنية التحتية، مخلّفة "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لتقارير فلسطينية ودولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات لإطلاق نار عبد الهادی
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يضع شروطا لإنهاء وجود الفلسطينيين بغزة.. هكذا ردت حماس
قالت وسائل إعلام عبرية، إن الاحتلال قدم مقترحا مضادا للمقترح القطري المصري، الذي أعلنت حركة حماس، دراسته بإيجابية والموافقة عليه، وينص مقترح الاحتلال على الإفراج عن نصف الأحياء والأموات من أسراه مقابل وقف إطلاق نار لمدة 50 يوما.
وأشارت القناة 13 العبرية، أن مقترح حكومة نتنياهو، جرى تقديمه بعد رفض مقترح الوسطاء بالإفراج عن 5 أسرى فقط، بينهم عيدان ألكسندر، وهو جندي جرى أسره من قاعدة عسكرية ويحمل الجنسية الأمريكية.
من جانبه قال نتنياهو، إنه على استعداد لمناقشة المرحلة الثانية، بشروط، خروج قادة حماس من قطاع غزة، وتسليم السلاح وفرض السيطرة على القطاع بالكامل، وتطبيق خطة ترامب للتهجير.
بدوره قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم، إنه رغم المرونة التي قدمتها الحركة، في الرد على مقترح الوسطاء، في إطار المسؤولية الوطنية، إلا أن نتنياهو يعلن وبكل صلافة أنه لا ينوي وقف الحرب ولا زالت تراوده أحلام فاشية تجاه شعبنا وفي مقدمتها مشروع التهجير والقضاء على المقاومة ونزع سلاحها.
وشدد على أن الحركة لا تزال متمسكة بالاتفاق الموقع في 19 كانون ثاني/يناير الماضي، والعرض الأخير المقدم من الوسطاء لتجاوز الأزمة.
وأكد على أن ما فشل فيه نتنياهو وحكومة على مدار شهور بكامل قوته العسكرية، مدعوما من الغرب وحكوماته، لن يتمكن من تحقيقه مهما تلاعب في ملف المفاوضات على حساب أسراه، أو بالقوة الغاشمة، لأن بقاء شعبنا في أرضه ليس خطاً أحمر بل هو مسألة حياة أو موت.
وقال إن المقاومة وسلاحها بالنسبة لنا كشعب تحت الاحتلال، مسألة وجودية، لا سيما مع عدو لا يفهم إلا هذه اللغة، وسيفشل نتنياهو وحكومته ولكنه سيقود المنطقة كلها للدمار.
وأضاف: "نتوقع من الوسطاء الضغط على العدو للالتزام بالاتفاق، وعلى الولايات المتحدة أن ترفع الغطاء عن هذا العدوان، إذا كانوا معنيين بالاستقرار والهدوء في المنطقة".