لجريدة عمان:
2024-12-25@16:43:46 GMT

عن رواية فلسطين 48

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

عن رواية فلسطين 48

أفكر كثيرا في هذا الموضوع، لماذا لم نقرأ حتى الآن رواية فلسطينية في فلسطين 48، تتجاوز عبقرية "متشائل" إميل حبيبي؟ رغم كل هذا المناخ المتاح المركب الغريب وغير المنطقي؟ تبقى رواية "الوقائع الغريبة لاختفاء سعيد أبي النحس" المعروفة بـ "المتشائل" للمبدع الراحل إميل حبيبي جوهرة الكتابة الروائية الفلسطينية وحتى هذه اللحظة ما زالت الدراسات والأبحاث الجامعية والمقالات في الصحف والمجلات تكتب عنها رغم مضي سنوات طويلة على كتابتها، صحيح أن هناك روايات مميزة صدرت، كروايات علاء حليحل ورجاء بكرية ومجد كيال، وغيرهم، إلا أن الأزمة تبدو في غياب ذلك السرد الذي يعبر بعمق وفرادة عن الواقع السريالي لحياة فلسطينيي 48، ويرصد التحولات والمفارقات الدقيقة، بذكاء ووعي، وبلغة مختلفة تحاكي دمار الأشياء، التقط ايميل (بسخريته الحادة التي وظفها بطريقة عبقرية) جوهر ذلك التعقيد في الحياة الجديدة للناس بعد النكبة، يلخص سعيد بطل الرواية إحساسه تجاه الحياة ونعرف منه لماذا سمي بالمتشائل:

(خذني أنا مثلا، فإنني لا أميز التشاؤم عن التفاؤل، فأسأل نفسي: من أنا؟ أمتشائم أنا أم متفائل؟ أقوم في الصباح من نومي فأحمد الله على أنه لم يقبضني في المنام.

فإذا أصابني مكروه في يومي أحمده على أن الأكرة منه لم يقع، فأيهما أنا: أمتشائم أنا أم متفائل).

لا شك أن صدمة اقتلاع الفلسطيني من أرضه بهذه الهمجية التي نعرفها وبهذا التوحش الغريب، قد قاد إميل حبيبي إلى هذا العالم الفني الموازي، في غرابته وسريالية أحداثه وشخوصه، كانت المتشائل تجربة روائية جديدة على السرد الروائي العربي، استلهم فيها الكاتب أساليب السرد في التراث العربي، أسلوب حكايات ألف ليلة وليلة، وأسلوب بديع الزمان الهمذاني في مقاماته، استقبلت الرواية في العالم العربي بحفاوة كبيرة وعُدت من جواهر الإبداعات السردية المجددة والمغامرة والعميقة، نعود الى سؤالنا السابق، لماذا لم يتم تجاوز هذه الرواية والذهاب بعيدا بأساليب جديدة في كتابة واقع الفلسطينيين المخيف وغير المفهوم؟ سأضرب مثلا على هذا الواقع، حدثني صديق لي من قرية مهجرة في داخل الـ 48 أن جده المزارع الذي لجأ الى قرية مجاورة لقريته قد اضطر أن يشتغل في أرضه التي سرقها المحتلون، أن تمضي حياتك في أرضك حارثا وزارعا، أرضك التي ورثتها عن أجدادك، وفجأة تُسرق منك ويرمى بك جوارها في قرية أخرى، وترى نفسك مضطرا للعمل عند سارقها مقابل أجر يومي.

أليس هذا واقعا سرياليا وعجيبا يدفع الى كتابة جديدة تتحطم فيها كل الأساليب كما تحطمت كل الأخلاق والقيم في هذا السياق؟ ما ذكرته هو نموذج واحد على طبيعة الحياة هناك، ثمة العشرات من النماذج، التي توقف الشعر في الرأس، فالفلسطيني يعيش محاطا بأشخاص يعتبرونه عدوا خطيرا، أخطر من فلسطينيي الضفة وغزة، وهو يحس بهذا العداء ليس عبر الألفاظ فقط بل على جلده وسكنه ومعيشته، ودائما نسمع عن عرب تم الاعتداء عليهم على شاطئ البحر أو في السوبرماركتات، فقط لأنهم سمعوا يتكلمون العربية.

وحدها الرواية المغامرة من تستطيع بالمساحات اللغوية غير المحدودة المتاحة، وبحرية اكتشاف أساليبها و جمالياتها وتكنيكها، تصوير هذا الواقع، رغم الدور الذي تلعبه الفنون الأخرى كالقصة والسينما والتشكيل والمسرح خصوصا في ذلك، يبدو تأثير المسرح في فلسطين 48 أكبر من تأثير الرواية، هناك حركة مسرحية عبرت بذكاء عال عن محنة الهوية العربية المحاصرة ومذبحة الأقصاء والتجاهل، وقد تم مسرحة رواية المتشائل وعرضت عشرات المرات، في فلسطين والعالم العربي والغربي، كان مهما جدا أن يلتقي المسرح والفن الروائي في مقعد واحد للتعبير عن واقع عجائبي كابوسي لا شبيه له في العالم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

500 ألف جنيه تعويض.. فيلم تؤام روحي مقتبس من رواية عابر بحكم نهائي

قضت محكمة الدائرة الخامسة الكلية بمحكمة القاهرة الاقتصادية بأن المؤلفة "أماني التونسي" قد اقتبست فكرة فيلم (توأم روحي) من رواية (عابر) المحمية قانونيا لمؤلفها "محمد السيد رحمة"  

وقد صدر الحكم النهائي للمحكمة برئاسة القاضي "محمد جودة محمد أبو زيد" بعد انتداب المحكمة لأحد خبراء الملكية الفكرية الذي أقر في تقريره بأن المدعى عليها قد اقتبست فكرة فيلم تؤام روحي من رواية عابر، وكذلك اقتبست من الرواية اسم شخصية "ريم" التي قدمتها الفنانة "أمينة خليل" خلال أحداث الفيلم، وقد ألزمت المحكمة "أماني التونسي" بأن تؤدي لمؤلف الرواية الأصلي مبلغ خمسمائة ألف جنيه كتعويض مادي وأدبي، وألزمتها بالمصاريف.

 

 

 

وكانت "أماني التونسي" قد تقدمت إلى المحكمة بالتماس، على الحكم قالت فيه أن جميع إجراءات التداعي قد تمت على عنوان لا تقيم فيه، وأن الحكم قد صدر بسبب غش صاحب الدعوى بتلفيق محل إقامة غير حقيقي لها، وقد قضت المحكمة بعد مطالعة سائر الأوراق بعدم قبول الالتماس وتغريم "أماني التونسي" مبلغ أربعمائة جنيه والزامها بالمصاريف، حيث أن عنوان "أماني التونسي" الذي تمت عليه جميع إجراءات التداعي ثابت لدى المحكمة، وقد اختارته هي بنفسها محلا لها، في الدعوى التي أقامتها على المؤلف "محمد السيد رحمة" والتي اتهمته فيها بالتشهير، وطالبته بالتعويض، وقد قضت المحكمة برفضها أيضا.


وبناء عليه تم تأييد الحكم النهائي البات بأن السيدة "أماني التونسي" قد قامت بالتعدي على رواية (عابر) وتحويلها إلى سيناريو فيلم باسم (توأم روحي) دون إذن من كاتبها.

يذكر أن فيلم (توأم روحي) قد تم طرحه في دور العرض في 19 أغسطس عام 2020، بطوله "حسن الرداد" و"أمينه خليل" و"عائشة بن أحمد" والفنانة الراحلة "رجاء الجداوي" ومن إخراج "عثمان أبو لبن"

مقالات مشابهة

  • بشرى خلفان: كان لا بد أن أخلص لصوت الشخصيات ولرؤيتي، لأكتب الرواية التي أريد
  • تشريح النسيان .. قراءة في رواية «البيرق - هبوب الريح» لشريفة التوبي
  • الإعلامي أحمد يونس: يوسف الشريف وافق على تجسد رواية «نادر فودة» في عمل فني
  • رواية "بثينة".. جديد تيسير النجار عن سلسلة إبداعات قصور الثقافة
  • انطلاق مؤتمر الرواية والدراما البصرية بالمجلس الأعلى للثقافة غدا
  • تغريم مؤلفته.. فيلم توأم روحي مقتبس من رواية عابر بحكم نهائي
  • 500 ألف جنيه تعويض.. فيلم تؤام روحي مقتبس من رواية عابر بحكم نهائي
  • رواية محيرة تستحق القراءة
  • الأحد عشر رواية جديدة لـ أحمد القرملاوى عن ديوان للنشر
  • وزير الثقافة يفتتح مؤتمر الرواية والدراما الأربعاء المقبل