لجريدة عمان:
2024-11-24@00:23:49 GMT

عن رواية فلسطين 48

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

عن رواية فلسطين 48

أفكر كثيرا في هذا الموضوع، لماذا لم نقرأ حتى الآن رواية فلسطينية في فلسطين 48، تتجاوز عبقرية "متشائل" إميل حبيبي؟ رغم كل هذا المناخ المتاح المركب الغريب وغير المنطقي؟ تبقى رواية "الوقائع الغريبة لاختفاء سعيد أبي النحس" المعروفة بـ "المتشائل" للمبدع الراحل إميل حبيبي جوهرة الكتابة الروائية الفلسطينية وحتى هذه اللحظة ما زالت الدراسات والأبحاث الجامعية والمقالات في الصحف والمجلات تكتب عنها رغم مضي سنوات طويلة على كتابتها، صحيح أن هناك روايات مميزة صدرت، كروايات علاء حليحل ورجاء بكرية ومجد كيال، وغيرهم، إلا أن الأزمة تبدو في غياب ذلك السرد الذي يعبر بعمق وفرادة عن الواقع السريالي لحياة فلسطينيي 48، ويرصد التحولات والمفارقات الدقيقة، بذكاء ووعي، وبلغة مختلفة تحاكي دمار الأشياء، التقط ايميل (بسخريته الحادة التي وظفها بطريقة عبقرية) جوهر ذلك التعقيد في الحياة الجديدة للناس بعد النكبة، يلخص سعيد بطل الرواية إحساسه تجاه الحياة ونعرف منه لماذا سمي بالمتشائل:

(خذني أنا مثلا، فإنني لا أميز التشاؤم عن التفاؤل، فأسأل نفسي: من أنا؟ أمتشائم أنا أم متفائل؟ أقوم في الصباح من نومي فأحمد الله على أنه لم يقبضني في المنام.

فإذا أصابني مكروه في يومي أحمده على أن الأكرة منه لم يقع، فأيهما أنا: أمتشائم أنا أم متفائل).

لا شك أن صدمة اقتلاع الفلسطيني من أرضه بهذه الهمجية التي نعرفها وبهذا التوحش الغريب، قد قاد إميل حبيبي إلى هذا العالم الفني الموازي، في غرابته وسريالية أحداثه وشخوصه، كانت المتشائل تجربة روائية جديدة على السرد الروائي العربي، استلهم فيها الكاتب أساليب السرد في التراث العربي، أسلوب حكايات ألف ليلة وليلة، وأسلوب بديع الزمان الهمذاني في مقاماته، استقبلت الرواية في العالم العربي بحفاوة كبيرة وعُدت من جواهر الإبداعات السردية المجددة والمغامرة والعميقة، نعود الى سؤالنا السابق، لماذا لم يتم تجاوز هذه الرواية والذهاب بعيدا بأساليب جديدة في كتابة واقع الفلسطينيين المخيف وغير المفهوم؟ سأضرب مثلا على هذا الواقع، حدثني صديق لي من قرية مهجرة في داخل الـ 48 أن جده المزارع الذي لجأ الى قرية مجاورة لقريته قد اضطر أن يشتغل في أرضه التي سرقها المحتلون، أن تمضي حياتك في أرضك حارثا وزارعا، أرضك التي ورثتها عن أجدادك، وفجأة تُسرق منك ويرمى بك جوارها في قرية أخرى، وترى نفسك مضطرا للعمل عند سارقها مقابل أجر يومي.

أليس هذا واقعا سرياليا وعجيبا يدفع الى كتابة جديدة تتحطم فيها كل الأساليب كما تحطمت كل الأخلاق والقيم في هذا السياق؟ ما ذكرته هو نموذج واحد على طبيعة الحياة هناك، ثمة العشرات من النماذج، التي توقف الشعر في الرأس، فالفلسطيني يعيش محاطا بأشخاص يعتبرونه عدوا خطيرا، أخطر من فلسطينيي الضفة وغزة، وهو يحس بهذا العداء ليس عبر الألفاظ فقط بل على جلده وسكنه ومعيشته، ودائما نسمع عن عرب تم الاعتداء عليهم على شاطئ البحر أو في السوبرماركتات، فقط لأنهم سمعوا يتكلمون العربية.

وحدها الرواية المغامرة من تستطيع بالمساحات اللغوية غير المحدودة المتاحة، وبحرية اكتشاف أساليبها و جمالياتها وتكنيكها، تصوير هذا الواقع، رغم الدور الذي تلعبه الفنون الأخرى كالقصة والسينما والتشكيل والمسرح خصوصا في ذلك، يبدو تأثير المسرح في فلسطين 48 أكبر من تأثير الرواية، هناك حركة مسرحية عبرت بذكاء عال عن محنة الهوية العربية المحاصرة ومذبحة الأقصاء والتجاهل، وقد تم مسرحة رواية المتشائل وعرضت عشرات المرات، في فلسطين والعالم العربي والغربي، كان مهما جدا أن يلتقي المسرح والفن الروائي في مقعد واحد للتعبير عن واقع عجائبي كابوسي لا شبيه له في العالم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بيان لحزب الله يفند رواية الاحتلال حول كمين قتل فيه جنود وباحث توراتي متطرف (صور)

كشف حزب الله كمين أوقع به قوة للاحتلال، في إحدى بلدات جنوب لبنان، والتي أسفرت عن مقتل 4 منهم بينهم باحث آثار توراتي متطرف، دخل برفقة الجيش إلى هناك.

وقال الحزب في بيان عسكري، إنه مقاتليه رصدوا تسلل قوة للاحتلال، إلى أحد المنازل، من الجهة الغربية لبلدة طير حرفا جنوب لبنان.

وأضاف: "فتح مجاهدونها النار على المنزل، الذي تتحصن فيه القوة بالأسلحة الرشاشة، من مسافات متوسطة ثم جرى استهداف المنزل بالأسلحة المباشرة، ما أدى إلى تدمير أجزاء من المنزل على القوة".

وتابع: "حاولت قوة للاحتلال، مدعومة بآلية مدرعة، التقدم لإخلاء الإصابات من المكان، ليجري استهدافها بالأسلحة المباشرة، ما أدى إلى تدميرها وعاود المجاهدون تمشيط المكان بواسطة الأسلحة الرشاشة".

ولفت إلى أن الاحتلال اعترف بعد ساعات، بسقوط 4 قتلى، وعدد من الجرحى، مشيرا إلى أن وسائل إعلام الاحتلال تحدثت عن 6 قتلى في الكمين.



وأشار الحزب إلى أن من بين القتلى، ضابط وجندي في الكتيبة 13 غولاني، وجندي من وحدة ماغلان، باحث الآثار التوراتي المتطرف زئيف إرليك، والذي كان يرافق القوة تحت مسؤولية قائد اللواء للتعرف على المنطقة.

ويفند بيان حزب الله، الرواية التي ساقها الاحتلال أمس، والذي زعم فيه الاحتلال، أن الواقعة حدثت في بلدة شمع وتحديدا في مقام النبي شمعون.

وزعم الاحتلال، أن مقاتلين لحزب الله، نصبا كمينا داخل المقام، وفور دخول القوة إلى المكان، فتحا النار عليها، ما أدى إلى مقتل الباحث إرليك وجندي آخر وإصابة عدد آخر بين ضباط كبار بجيش الاحتلال.

لكن وفق بيان حزب الله تبين أن الكمين نصب في منزل، بقرية أخرى بعيدة عن شمع، وقتل فيها 4 من الجنود، جرى الإعلان عنهم في أوقات متفاوتة ليبدو وكأنهم قتلوا في مناطق متفرقة بمعارك جنوب لبنان.

העם כולו כואב את נפילתם של הלוחמים , רס״ל איתן בן עמי, סמל גור קהתי, רס״ל רואי ששון, רס״ל עמר גלאדור,
ורס״ן במיל׳ זאב ז׳אבו ארליך,
השם יקום דמם.
אשר נפלו בהגנה ובשמירה על ארצינו.
אני משתתפת בצערם של בני המשפחות, המכרים והחברים. יהי זכרם ברוך. pic.twitter.com/jdoMSP4xYh — ח״כ אתי חוה עטיה - MK Etty Hava Atia (@ettyatia) November 21, 2024

مقالات مشابهة

  • صالون جامعة المنصورة يناقش رواية «مشاهد تنبض في ذاكرة مثقوبة».. صور
  • كمين عيترون: الرواية الكاملة للكمين على لسان جندي صهيوني مشارك
  • “الصفحة الرسمية للجنة” رواية للكاتب حسن المرتضى
  • حين يتكلم الأسد عن المقاومة
  • هل من الضروري الكشف عن الماضي؟.. ننشر فصلا من رواية "الرغبة الأخيرة"
  • قوى 8 آذار: الواقع العربي جيد
  • نقد الواقع  وتعديله
  • ثلاث فتيات وامرأة غامضة.. ننشر الفصل الأول من رواية «البوشّيه»
  • بيان لحزب الله يفند رواية الاحتلال حول كمين قتل فيه جنود وباحث توراتي متطرف (صور)
  • مخيلة الخندريس . . رواية غير