كشفت نسخة الذكرى السنوية العشرين "للتقرير العالمي للخدمات المصرفية للتجزئة" الصادر عن معهد كابجيميني للأبحاث أن نسبة 80٪ من المديرين التنفيذيين لبنوك التجزئة يعتبرون تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدية طفرةً كبيرة في رحلة تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؛ ولكن على الصعيد الآخر كشف التقرير أن نسبة بنوك التجزئة المستعدة للتحول القائم على الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسة يقتصر على 6٪ فحسب.

 
نتيجة لعدم وضوح المشهد الاقتصادي الكلي، تضطر العديد من بنوك التجزئة إلى اتخاذ قرارات استراتيجية للتغلب على التحديات التي تواجه نماذج أعمالها الحالية. وفي هذا الإطار، أفاد التقرير تصّدر الإنتاجية والكفاءة قائمة أولويات قادة القطاع المصرفي الذين شملهم الاستطلاع. أما بخصوص التكنولوجيا، فيخطط 70٪ من مسئولي تقييم الخبرة في البنوك زيادة الاستثمار في التحول الرقمي بنسبة تصل إلى 10٪ في عام 2024؛ في حين أن أغلب البنوك ليست مستعدة بعد لتبني وتوسيع نطاق التحول الذكي، والذي يتضمن التطبيق الاستراتيجي للتقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز الابتكار والكفاءة.

يجب على البنوك التحرك بسرعة لتجنب "الفشل الصامت للذكاء الاصطناعي التوليدي"
في هذا التقرير، قامت كابجيميني بتقييم 250 بنكًا للتجزئة عبر معايير تجارية وتكنولوجية متنوعة لفهم مدى تطور بيانات البنية التحتية لديهم والتزامها بالذكاء الاصطناعي. ووجدت الشركة أن معظم البنوك ليست مستعدة بعد للنجاح في مستقبل مصرفي ذكي، فعلى الصعيد العالمي، حققت نسبة 4٪ فحسب من بنوك التجزئة درجة عالية في الالتزام التجاري والقدرات التكنولوجية؛ في حين سجل 41٪ منها درجات متوسطة، مما يشير إلى فجوة واضحة فيما يتعلق باستعداد البنوك لتبني التحول الذكي وتنفيذه بفعالية. بالإضافة إلى ذلك، أكدت الفوارق الإقليمية هذه المسألة، ففي أمريكا الشمالية، أظهرت 27٪ من البنوك استعداداً منخفضًا، تليها أوروبا بنسبة 31٪، بينما تبين تأخر كبير في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيثما سجلت 48٪ من البنوك درجات منخفضة.
من خلال التركيز على الحلول الذكية، المدموجة بالذكاء الاصطناعي، ستتمكن البنوك من التغلب على التحديات الهيكلية المستمرة وتحقيق النمو المستدام، ولكن يجب أن يكون هذا النجاح ملموسًا وقابلًا للقياس. وعليه، أوضح التقرير أن 6% فقط من البنوك وضعت مؤشرات أداء رئيسية لقياس تأثير الذكاء الاصطناعي والمراقبة المستمرة، بينما ما يزال أكثر من 60٪ من البنوك بصدد تطوير مؤشرات الأداء الرئيسية، علاوةً على ذلك قام 26٪ بالفعل بإعداد بعض مؤشرات الأداء الرئيسية ولكنهم لا يقومون بقياسها. 
ووفقاً للتقرير، قد يتسبب تأخر البنوك في تحديد نتائج تجاربهم مع تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي بالوقوع في خطر "الفشل الصامت"، حيث لا توجد علامات واضحة أو مؤشرات دقيقة لنجاح أو فشل تلك التقنيات حتى الآن. على سبيل المثال، صرح 2٪ فقط من المديرين التنفيذيين أنهم يتتبعون بانتظام مؤشرات الأداء الرئيسية للذكاء الاصطناعي التوليدي وأدائه. بالإضافة إلى ذلك، أعرب 39٪ من المديرين التنفيذيين عن عدم رضاهم بنتائج استخدام الذكاء الاصطناعي، مما يعزز أكثر من "الفشل الصامت". ولمواجهة هذا التحدي، تقترح الدراسة إنشاء البنوك لمركز رصد خاص بالذكاء الاصطناعي، لتتبع ومراقبة أداؤه وتأثيره الحقيقي، عند تنفيذه على نطاق واسع. 
 قال نيلش فايديا، رئيس القطاع العالمي للخدمات المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في كابجيميني: "بعد مرور عام على كون الذكاء الاصطناعي التوليدي أحد محاور الحديث الرئيسية في اجتماعات مجلس الإدارة، نرى كيف تخاطر البنوك بالتأخر عن هذه التكنولوجيا في حالة عدم تبنيها لتلك الحلول بالسرعة الكافية والاستعداد للاستفادة من قدراتها."
وأضاف فايديا أنه يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي ترك أثر مستدام وواسع النطاق عند استخدامه بمسؤولية وحكمة عبر مختلف العمليات، كما صرح أن هناك حاجة ماسة لزيادة الجهود الهادفة إلى رفع الوعي تجاه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتبسيط مفاهيمها لتصبح أكثر وضوحاً؛ مؤكدًا أنه حان وقت العمل لزيادة الثقة وبناء علاقات وطيدة، لاسيما مع العملاء، حيث سيتوقف النجاح على تطوير خارطة طريق من شأنها أن توازن بين الزخم الذي اكتسبته التكنولوجيا والنهج العملي القابل للتتبع والقياس.

موظفو البنوك يرحبون بروبوتات الذكاء الاصطناعي التوليدي المساعدة
تمتلك تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدية إمكانات هائلة لرفع الكفاءة وتحسين تجربة العملاء عبر سلسلة القيمة المصرفية للأفراد. ولذلك، يركز أكثر من (70٪) من موظفي البنك على الأنشطة التشغيلية، وترتفع هذه النسبة إلى 91٪ بين الموظفين في فرق تأهيل العملاء، مما يترك القليل من الوقت للتفاعل مع العملاء. وأفاد الاستطلاع أيضًا أن 80% من موظفي البنك أعطوا تصنيفًا "معتدلا" لفعالية الأتمتة عبر وظائفهم (التأهيل، والإقراض، والتسويق، ومركز الاتصال)، مما يشير إلى وجود فجوة كبيرة بين تطلعات البنك والواقع. 
وأفاد موظفو البنوك أيضًا بأن أحد أهم المحاور التي يهتمون بها، هي الإمكانات الواعدة لروبوتات الذكاء الاصطناعي التوليدي المساعدة فيما يتعلق بأتمتة الكشف عن الاحتيال وتصور البيانات وأتمتة التحليلات، فضلا عن صياغة وإرسال محتوى مخصص للعملاء. إذ يحدد التقرير أن البنوك يمكنها تحسين ما يصل إلى 66٪ من الوقت الذي تقضيه في العمليات، والتوثيق، والامتثال، والأنشطة الأخرى المتعلقة بالتأهيل، من خلال التحول الذكي المدعوم الذكاء الاصطناعي وروبوتات المساعدة.

الذكاء الاصطناعي التحاوري ودوره في الحد من مشكلة التخلي عن مكالمات العملاء
بعد الجائحة، تحولت أغلب قنوات خدمة العملاء التقليدية إلى قنوات الرقمية، وأصبحت أدوات الخدمة الذاتية مثل روبوتات المحادثة أكثر شيوعًا من أي وقت مضى. وعلى الرغم من هذا التغيير، عبر أغلب العملاء عن عدم رضاهم بالخدمة حيثما اتصل (61٪) من عملاء البنوك بموظفي خدمة العملاء لأنهم غير راضين عن خدمات الروبوتات التحاورية، في حين أن 17٪ منهم ببساطة لا يثقون في روبوتات المحادثة ويفضلون الموظفين. 
تفتقر روبوتات المحادثة التقليدية القائمة على القواعد إلى المرونة والقدرة على التكيف مقارنةً بالأنظمة المتقدمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وذلك لعدم قدرتها على التعامل مع الاستعلامات المعقدة أو غير المتوقعة. وفي هذا الصدد، صنف أكثر من 60٪ من العملاء تجربتهم مع روبوتات المحادثة على أنها متوسطة. ومع ذلك، تؤثر هذه المؤشرات بشكل واضح على معدل التخلي عن المكالمات، والذي وصل إلى 12٪ لدى بنوك المستوى الأول وما يقرب من 18٪ لبنوك المستوى الثاني على مستوى العالم. وعليه، يفيد التقرير أنه يجب على البنوك إنشاء مراكز اتصال ذكية تستفيد من روبوتات المحادثة المدمج بها قدرات الذكاء الاصطناعي التحاوري وروبوتات المساعدة الذكية لمساعدة موظفي خدمة العملاء في مهامهم اليومية. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تکنولوجیا الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی التولیدی للذکاء الاصطناعی روبوتات المحادثة التقریر أن من البنوک أکثر من

إقرأ أيضاً:

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في التأمين على السفن الذكية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال اتحاد التأمين المصري، إن التأمين البحرى أحد أقدم أنواع التأمين التي عرفها العالم وهو أحد أنواع التأمين الأساسية التي تؤثر على مشهد الاقتصاد العالمي؛ حيث يعد أحد الركائز الأساسية لتطوير وتنظيم التجارة الدولية، وضمان استمرارية النشاط التجاري البحري بأعلى درجات الأمان خاصة وأن التجارة البحرية تمثل جزءً كبيراً من حركة التجارة الدولية.

وأوضح في تقرير حديث اليوم أن الاتحاد المصري للتأمين سعى منذ نشأته على دعم وتعزيز هذا النوع من التأمين ولهذا فقد كان الاتحاد المصري من أوائل اتحادات التأمين التي انضمت إلى الاتحاد الدولي للتأمين البحري IUMI، وذلك لمواكبة التطورات والاطلاع على أحدث المستجدات التي تطرأ على هذا الفرع الحيوي من أفرع التأمين وذلك من خلال القيام بما يلى:
1. ترشيح عدد من مكتتبي التأمين البحرى بالسوق المصري لعضوية عدد من اللجان الفنية بالاتحاد الدولي للتأمين البحري.
2. قيام لجنة التأمين البحري بالاتحاد بإعداد دليل إكتتاب في التأمين البحري بحيث يكون مرجعاً أساسياً للمكتتبين المبتدئين في هذا الفرع التأميني.
3. إعداد أكثر من نشرة من النشرات الأسبوعية للاتحاد حول التأمين البحرى وأحد التطورات التي طرأت عليه.

وتابع:" شهدت السفن الذكية والمستقلة تطوراً تاريخياً كبيراً بدءً من الاعتماد على الميكنة البسيطة في القرن العشرين، مروراً بظهور أنظمة التحكم الآلي في الثمانينيات، ووصولاً إلى التكامل مع الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في القرن الحادي والعشرين".

هذا التطور أدى إلى تغييرات جذرية في صناعة التأمين البحري، حيث تراجعت الأخطار التقليدية مثل أخطاء الطاقم البشري، ولكنه تسبب في ظهور أخطار جديدة مثل الأعطال الفنية والقرصنة الإلكترونية وأخطاء البرمجيات.

وقد أصبحت البيانات التي تجمعها السفن الذكية عنصراً أساسياً في تقييم الأخطار وإدارة الوثائق التأمينية، مما يتطلب تطوير منتجات تأمينية مبتكرة تلبي احتياجات هذه التكنولوجيا المتقدمة.

وأوضح التقرير أن دخول الذكاء الاصطناعي إلى صناعة التأمين  يُعد تحولاً جذرياً، حيث يقدم فرصاً كبيرة لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف، ولكنه يأتي أيضاً بتحديات جديدة.

وفي مجال التأمين على السفن الذكية والمستقلة، يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات متقدمة لتحليل البيانات الضخمة التي تجمعها السفن، مما يساعد في تقييم الأخطار بدقة أكبر وتقديم أسعار تأمين أكثر تنافسية. ومع ذلك، فإن الاعتماد على الأنظمة التكنولوجية المعقدة يزيد من أخطار الأعطال الفنية والاختراقات الإلكترونية، مما يتطلب تطوير وثائق تأمينية جديدة تغطي هذه التهديدات. بالإضافة إلى ذلك، فإن غياب الطاقم البشري يطرح تساؤلات حول تحديد المسؤولية في حالة الحوادث، مما قد يجعل عملية المطالبات التأمينية تتسم ببعض التعقيد. 

وبالتالي فإن التعاون الوثيق بين شركات التأمين والمطورين التكنولوجيين والجهات التنظيمية يساهم في مواجهة التحديات الخاصة بالتأمين على للسفن الذكية. وبينما تشكل الأخطار التكنولوجية تحدياً كبيراً لبعض الشركات، فإنها تفتح طريق أمام البعض الأخر لتحقيق الريادة في سوق يتزايد حجمه يوماً بعد يوم.

وأضاف أنه مع تزايد الاعتماد على السفن الذكية والمستقلة ظهرت الحاجة إلى حلول تأمينية مبتكرة تتكيف مع التحديات الجديدة التي تفرضها هذه التكنولوجيا.

 تشمل هذه الحلول تطوير وثائق تأمينية تتسم بالمرونة فيما يتعلق بالتغطية التأمينية بحيث تقوم بتغطية أخطار مثل القرصنة الإلكترونية وأعطال البرمجيات وفقدان البيانات، بالإضافة إلى تحسين تقييم الأخطار باستخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي.

كما تم إدخال منتجات تأمينية جديدة مثل "التأمين على المسؤولية الالكترونية" و"التأمين على أخطاء الأنظمة الآلية"، والتي توفر حماية شاملة للشركات العاملة في هذا المجال. 

هذه الابتكارات تسهم في تعزيز الثقة في السفن الذكية وتدعم انتشارها في صناعة النقل البحري.

 

مقالات مشابهة

  • علي بابا تستثمر 52 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
  • علي بابا تعتزم استثمار 52 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
  • يتناول ملفات مهمة للتوافق على خارطة طريق لمسارات المستقبل .. الحوار الوطني ينطلق بآمال السوريين في التغيير والإصلاح
  • كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في التأمين على السفن الذكية؟
  • قطر توقع اتفاق شراكة مع شركة للذكاء الاصطناعي
  • إلى وزير الطاقة: انقَلِب على هؤلاء.. وبيضون يقدّم خارطة طريق للكهرباء
  • خالد عليش يلجأ للذكاء الاصطناعي لاحتضان ابنته الكبرى مؤقتًا .. شاهد
  • شركات صينية تحتفي بروبوت ديب سيك للذكاء الاصطناعي
  • رئيس الاتحاد البرلماني العربي: إعداد خارطة طريق لدعم صمود الشعب الفلسطيني
  • التحول الرقمي يعزز مستقبل بنك التعمير والإسكان.. وحسن غانم : ريادة المصرفية الرقمية