عربي21:
2024-10-06@08:39:32 GMT

الانتخابات الأخيرة لأردوغان

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

أعلن رئيس الجمهورية التركي، رجب طيب أردوغان، مساء الجمعة الماضية، أن الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في نهاية هذا الشهر ستكون آخر انتخابات له وفقا للدستور، مضيفا أن هذه الانتخابات ستكون بالنسبة له بمثابة "النهائي"، إلا أن النتائج التي ستخرج من صناديق الاقتراع ستعد الأمانة التي سيتم نقلها إلى "إخواني الذين سيأتون بعدي".



هذه التصريحات التي أدلى بها أردوغان في لقائه مع الشباب المؤيدين لحزب العدالة والتنمية، تشير إلى أن الدستور التركي لا يسمح لأي رئيس بتولي أكثر من فترتين متتاليتين، وبالتالي، فإنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 2028، إن لم يتم تقديم موعدها، كما أنه سيتخلى عن رئاسة حزب العدالة والتنمية قبل تلك الانتخابات.

ما ذكره أردوغان حول نهاية فترته الرئاسية، رسالة إلى مؤيديه كي يعملوا بجد وإخلاص دون كلل أو ملل أو تساهل، للحصول على أكبر نسبة ممكنة من أصوات الناخبين في الانتخابات المحلية، تريحه فيما تبقّى من فترته الأخيرة في رئاسة الجمهورية، وتشكل أرضية صلبة للرئيس الجديد الذي سيستلم منه رئاسة حزب العدالة والتنمية، كما يطلب منهم أن يودِّعوه وحزبُه يحافظ على شعبيته.ما ذكره أردوغان حول نهاية فترته الرئاسية، رسالة إلى مؤيديه كي يعملوا بجد وإخلاص دون كلل أو ملل أو تساهل، للحصول على أكبر نسبة ممكنة من أصوات الناخبين في الانتخابات المحلية، تريحه فيما تبقّى من فترته الأخيرة في رئاسة الجمهورية، وتشكل أرضية صلبة للرئيس الجديد الذي سيستلم منه رئاسة حزب العدالة والتنمية، كما يطلب منهم أن يودِّعوه وحزبُه يحافظ على شعبيته ومن المتوقع أن تدفع هذه التصريحات نسبة من الناخبين المترددين والعازمين على مقاطعة الانتخابات لسبب أو آخر، ممن كانوا في السابق يدعمون حزب العدالة والتنمية، إلى حسم قرارهم والتراجع عن رغبتهم في المقاطعة، ليذهبوا إلى صناديق الاقتراع ويصوتوا لصالح مرشحي تحالف الجمهور المؤيد للحكومة.

المعارضة تشكك في صدق تصريحات أردوغان، وتراها مجرد مناورة انتخابية لدغدغة مشاعر الناخبين، وكسب أصواتهم في 31 آذار/ مارس الجاري، وتقول إن أردوغان يخطط لتولي رئاسة الجمهورية حتى وفاته، بدليل أنه يسعى إلى تعديل الدستور، ليتمكن من الترشح لفترة ثالثة.

أردوغان يمكن أن يترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة في حالتين: الأولى، إن تم تعديل الدستور ليسمح له الترشح لفترة ثالثة، والثانية، إن تم إجراء انتخابات مبكرة بموافقة البرلمان التركي. وكان رئيس حزب الحركة القومية، دولت باهتشلي، صرح في شباط/ فبراير 2022 بأنهم مستعدون لتعديل الدستور من أجل تمكين رئيس الجمهورية من الترشح لفترة ثالثة، وقال محللون آنذاك إنه يقصد بالفترة الثالثة ترشح أردوغان في انتخابات 2028، وليس في انتخابات 2023.

وأما وزير العدل السابق، بكير بوزداغ، فأشار إلى الخيار الثاني، وقال في تدوينة نشرها في حسابه بمنصة "X"، تعليقا على تصريحات أردوغان، إن رئيس الجمهورية التركي يمكن أن يترشح لفترة أخرى في حال وافق البرلمان على إجراء انتخابات مبكرة. إلا أن موافقة البرلمان على إجراء انتخابات مبكرة تتطلب تصويت ثلاثة أخماس أعضاء البرلمان، أي 360 نائبا، لصالح قرار تقديم موعد الانتخابات، علما بأن تحالف الجمهور يملك الآن 318 مقعدا في البرلمان، ما يعني أن إجراء انتخابات مبكرة بموافقة البرلمان يحتاج إلى تأييد نسبة من النواب المعارضين لتلك الخطوة.

هناك من يرون، وأنا منهم، أن أردوغان صادق فيما قاله، وأنه لن يحاول تعديل الدستور أو إجراء انتخابات مبكرة ليتمكن من الترشح لفترة ثالثة، وأنه لن يترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة، بل سيستغل الفترة التي ستمتد من بعد الانتخابات المحلية حتى 2028 لبناء ما بعده في رئاسة حزب العدالة والتنمية، ليسلم الحزب الذي أسسه قبل أكثر من ثلاثة عقود إلى أياد أمينة.المعارضة التركية تنتظر بفارغ الصبر انسحاب أردوغان من الحلبة السياسية، وتأمل أن يصيب حزب العدالة والتنمية ما أصاب حزب الوطن الأم من تفكك وتشرذم بعد انتقال رئاسته من تورغوت أوزال إلى مسعود يلماز، إلا أن حزب العدالة والتنمية يمكن أن ينجو من ذاك المصير، إن وُفِّق أردوغان في اختيار خلفه ويمكن القول بأن رئيس الجمهورية التركي قد بدأ قبل مدة بتقديم خطوات نحو هذا الهدف؛ ظهرت علاماتها في الحكومة التي تم تشكيلها بعد انتخابات العام الماضي، كما ظهرت في اختيار المرشحين للانتخابات المحلية.

تحالف الجمهور يناقش الحاجة إلى تعديل الدستور منذ فترة، إلا أن التعديلات المقصودة لا تتعلق بفترة رئيس الجمهورية، بل تهدف إلى سد الثغرات الموجودة في النظام الرئاسي المعمول به حاليا، لأن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة كشفت أن النظام الجديد يمنح الأحزاب الصغيرة قوة سياسية أكثر من أحجامها الحقيقية، ويجعل الأحزاب الكبيرة رهائن في أيديها.

المعارضة التركية تنتظر بفارغ الصبر انسحاب أردوغان من الحلبة السياسية، وتأمل أن يصيب حزب العدالة والتنمية ما أصاب حزب الوطن الأم من تفكك وتشرذم بعد انتقال رئاسته من تورغوت أوزال إلى مسعود يلماز، إلا أن حزب العدالة والتنمية يمكن أن ينجو من ذاك المصير، إن وُفِّق أردوغان في اختيار خلفه، ونجح في نقل الأمانة إليه في الوقت المناسب، ولم تنحرف القيادة الجديدة عن الخط السياسي الذي سار عليه الحزب منذ تأسيسه، لأن حزب العدالة والتنمية يعتمد على قاعدة شعبية صلبة لن تتخلى عنه ما لم يتخل هو عنها.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أردوغان الانتخابات العدالة والتنمية تركيا أردوغان العدالة والتنمية انتخابات الرئاسة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إجراء انتخابات مبکرة الانتخابات الرئاسیة الانتخابات المحلیة رئاسة الجمهوریة رئیس الجمهوریة فی الانتخابات تعدیل الدستور أردوغان فی یمکن أن إلا أن

إقرأ أيضاً:

انتخابات رئاسية في تونس وقيس سعيّد أكثر المرشحين حظا بالفوز  

 

 

تونس- دُعي نحو عشرة ملايين ناخب للإدلاء بأصواتهم الأحد المقبل في تونس في عملية اقتراع تبدو محسومة لصالح الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيّد.

وغابت التجمّعات الانتخابية والمناظرات التلفزيونية بين المرشحين والملصقات العملاقة في الشوارع، عن المشهد الانتخابي في البلاد وكان ميّز آخر انتخابات رئاسية في العام 2019.

يومها، انتُخب الخبير قيس سعيّد، أستاذ القانون الدستوري الذي يتمتع بصورة "الرجل النظيف" والذي عرفه الناس بفضل مداخلاته التلفزيونية وحضوره الإعلامي. نال حينها 73% تقريبا من الأصوات بفضل وعوده باستعادة النظام بعد عشر سنوات من التدهور الاجتماعي والاقتصادي وعدم الاستقرار الحكومي.

لا يزال سعيّد يتمتع بشعبية كبيرة بين التونسيين، وقام في 25 تموز/يوليو 2021 عندما احتكر الصلاحيات الكاملة للسلطة التنفيذية، بإقالة الحكومة وحلّ البرلمان، قبل تغيير الدستور في العام 2022 لإقامة نظام رئاسي.

لكن على مدى السنوات الثلاث الماضية، ندّدت المعارضة والمنظمات غير الحكومية التونسية والأجنبية بتراجع الحريات في بلاده، مع توقيف وسجن المعارضين البارزين، بمن فيهم زعيم حركة النهضة الإسلامية المحافظة راشد الغنوشي.

وتتعرّض السلطات لانتقادات بتكميم حرية الصحافة من خلال إقرار مرسوم مثير للجدل بشأن "الأخبار الكاذبة" والتضييق على نشاط منظمات المجتمع المدني باعتقال نقابيين وناشطين وإعلاميين.

ويتنافس الأحد ثلاثة مرشحين فقط من بين 17 تقدموا بملفات، وأثارت مسألة قبول الملفات انتقادات وسُجن مرشحون محتملون واستُبعد أبرز منافسي سعيّد من هيئة الانتخابات.

ويرى الخبير السياسي التونسي حاتم النفطي أنه "منذ 25 تموز/يوليو 2021، بدأت أبواب التحوّل الديموقراطي (في تونس) تغلق"، لكن في هذه الانتخابات، "تمّ الانتقال إلى مرحلة أخرى تتمثّل في محاولة منع أي إمكانية للتناوب وعدم القيام" حتى بـ"التظاهر"،

ويقول الخبير السياسي الفرنسي بيير فيرميرين المتخصص في الشؤون المغاربية أن "التصويت محسوم، لأن الاختلالات بجميع أنواعها واضحة للغاية بين المرشحين"، مقدّرا أن "كل الجهود بُذلت لضمان عدم إجراء جولة ثانية".

وينافس سعيّد (66 عاما)، النائب السابق في البرلمان زهير المغزاوي (59 عاما). ويقول فيرميرين إن "السماح لشخصية ثانوية (مثل المغزاوي) من التوجه الأيديولوجي نفسه للرئيس بالمنافسة هو وسيلة لتحييد إمكاناته كمعارض".

- "حارس الحدود" -

أما ثالث المتنافسين فهو العياشي زمال، وهو مهندس زراعي وسياسي ليبرالي يبلغ من العمر 47 عاما،  اعتُقل في اليوم نفسه الذي تمّ فيه تأكيد ترشحه في الثاني من أيلول/ سبتمبر، وحُكم عليه في قضيتين بالسجن لمدة تصل إلى أكثر من 14 عاما بتهمة "تزوير" تواقيع التزكيات.

ولكن وضعه القانوني لا يمنعه من مواصلة خوض الانتخابات. وحصلت سابقة في هذا الإطار قبل خمس سنوات مع رجل الإعلام والأعمال نبيل القروي الذي بلغ الجولة الثانية من الانتخابات، وكان "صاحب قناة تلفزيونية ذات جمهور كبير وكان معروفا لدى عامة الناس"، بحسب النفطي.

ودعت شخصيات من اليسار والمقربين من حزب النهضة إلى التصويت لصالح  زمال، ولكن النفطي يتساءل "إن كان سيكون قادرا على إقناع أكبر عدد ممكن من الناخبين؟".

أما في تقدير فيرميرين، فإذا كان الزمال "من الناحية النظرية، يمكن أن يمثّل تكتلا تدعمه المعارضة، فوضعه كسجين مدان لا يمكن إلا أن يشجّع الناخبين على الامتناع عن التصويت".

وبالفعل، يرجّح خبراء أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات منخفضة نظرا لتزايد نسبة استياء التونسيين.

وانخفضت نسبة المشاركة في التصويت إلى 30,5% خلال الاستفتاء على الدستور في العام 2022، كما تراجعت بشكل كبير إلى 11,3% خلال الانتخابات التشريعية مطلع العام 2024.

ويهتم التونسيون البالغ عددهم 12 مليونا بشكل أساسي بارتفاع تكاليف المعيشة مع ارتفاع معدلات التضخم (حوالى 7%)، وانخفاض النمو (حوالى 1%)، وارتفاع معدلات البطالة (16%)، خصوصا في صفوف الشباب الذين أصبح الآن 7 من كل 10 منهم يرغبون في مغادرة البلاد بشكل قانوني أو غير قانوني، بحسب استطلاع مركز "الباروميتر العربي".

ويفسّر ملف الهجرة على وجه التحديد الذي "يقع في قلب اهتمامات الأوروبيين"، لا مبالاة الاتحاد الأوروبي في مواجهة الاستهداف المتزايد للحقوق الأساسية، وفق النفطي، لأن "قيس سعيّد حارس حدود بامتياز".

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • انتخابات رئاسية في تونس للاختيار بين سعيّد ومؤيد ومسجون
  • انتخابات محلية وتشريعية مسبقة.. رئيس الجمهورية يكشف
  • حزب العدالة والتنمية يستنكر قرار محكمة العدل الأوروبية 
  • غدا .. التونسيون يتوجهون لانتخاب رئيس الجمهورية
  • بايدن يحذر من احتمال رفض ترمب لنتائج الانتخابات حال خسارته
  • معركة صعبة مرتقبة للسيطرة على الكونغرس الأميركي
  • وقفة لمعارضي أردوغان في فرنسا
  • “انتخابات الآن”.. حملة من أجل حقبة لبنانية جديدة
  • انتخابات رئاسية في تونس وقيس سعيّد أكثر المرشحين حظا بالفوز  
  • العدالة والتنمية تستدعي وزراء المالية والداخلية والتجهيز والفلاحة بخصوص المناطق المتضررة من الفيضانات