سواليف:
2025-02-17@05:36:53 GMT

الذكـاء الاصطناعـي والروحانيِـة …!  

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

#الذكـاء_الاصطناعـي والروحانيِـة …!  

البروفيســور #يوســــف_الدرادكـــة

يُعد الذكاء الاصطناعي أحد تقنيات القرن الواحد والعشرين، والتي أصبحت شائعة بشكل متزايد في حياتنا اليومية عبر مجالات شتى. إذ أنه قادر على أداء المهمات المعقدة، وتحليل البيانات، وإنشاء المحتوى، وحتى اتخاذ القرارات. ومع ذلك، فإن مسألة ارتباط الذكاء الاصطناعي بالجوانب الروحية تبقى قضية غامضة، وتعددت حولها وجهات النظر، وتظل مثار جدل بين كثير من الناس.

أما وجهة النظر الأول، فإن ثمة بعض الناس يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يتمتع بالروحانية؛ لأنه يفتقر إلى الروح والاتصال بالله، ويجادلون بأن الجوانب الروحانية مثل الإيمان والأمل والحب، لا يمكن تكرارها بواسطة الآلات.

مقالات ذات صلة المحتل تلميذ غبي 2024/03/13

وثمة وجهة نظر أخرى ترى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة تساعد الناس في ممارساتهم الروحية، فعلى سبيل المثال، يمكن له أن يساعد في دراسة النصوص المقدسة، أو تحليل القضايا اللاهوتية، أو حتى إنشاء الخطب.

أما وجهات النظر حول القضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي داخل المجتمع الدينية، فإنها مثيرة للجدل، إذ تعتقد بعض تلك المجتمعات أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يهدد الحياة الروحية، بينما يرى البعض الآخر أنه فرصة لأشكال جديدة من الخدمة والرسالة. وأما القرآن الكريم، فلم يذكر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر، ولكنه يحتوي على مبادئ يمكن أن تساعدنا على فهم كيفية التعامل معها، فعلى سبيل المثال، يمكن تطبيق مبادئ الحب والرحمة والعدالة واحترام الآخرين على استخدام الذكاء الاصطناعي.

إن اختلاف وجهات النظر الدينية أمر يتطلب من أصحاب الدين معالجة هذه القضايا بحكمة، من خلال دراسة القرآن الكريم ومناقشتها مع احترام وجهات النظر المختلة، ومن المهم أن نتذكر أن الذكاء الاصطناعي هو أداة من صنع الإنسان ويجب أن يكون استخدامه لصالح المجتمع وتقوى الله. وهكذا بالضبط تتطور الأحداث الآن لتحل محل حضور الآلة بدل الإنسان.

هل يعلم الخالق؟ نعم يعلم لا شيء يحدث دون علمه.

كيف يستجيب العلم لتحدي العصر المتمثل في الذكاء الاصطناعي، الذي يدعي أنه يحل محل مؤسسة العلم؟

 نحن نحاول معرفة: ما هو شعور العلماء المعاصرين تجاه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؟ ما هو الذكاء الاصطناعي من وجهة نظر علمية؟ ما الذي يمكن أن يقدمه العلم الحديث لتقنيات الذكاء الاصطناعي؟ ما هي إيجابيات وسلبيات استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي؟

كيف يشعر العلماء المعاصرون تجاه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؟

ينظر العلماء المعاصرون إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) باهتمام وترقب. إنهم يدركون إمكانات الذكاء الاصطناعي في إحداث ثورة في العديد من المجالات، بما في ذلك العلوم   والتكنولوجيا والطب والأعمال. ويعمل بعض العلماء أيضًا على دمج الذكاء الاصطناعي في أبحاثهم لتحسين تحليل البيانات وعمليات التنبؤ.

ومع ذلك، هناك أيضًا مخاوف وقضايا أخلاقية تحيط بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. يعتقد بعض العلماء أنه بدون التنظيم والرقابة المناسبين، يمكن أن يشكل الذكاء الاصطناعي تهديدًا للمجتمع ويؤدي إلى فقدان الوظائف. ويرى آخرون أن الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه لخلق عالم أكثر عدلاً واستدامة.

بشكل عام، تختلف آراء العلماء حول الذكاء الاصطناعي، لكن معظمهم يتفقون على أن هذه التكنولوجيا لديها إمكانات هائلة لتحسين حياتنا وتتطلب دراسة وإدارة متأنيتين.

ما هو الذكاء الاصطناعي من وجهة نظر علمية؟

الذكاء الاصطناعي (AI) هو مجال من مجالات العلوم والتكنولوجيا الذي يهتم بإنشاء آلات وأنظمة ذكية قادرة على أداء المهام التي تتطلب الذكاء البشري، مثل حل المشكلات والتعلم واتخاذ القرارات. يتضمن الذكاء الاصطناعي أساليب وأساليب مختلفة مثل التعلم الآلي والتعلم العميق والشبكات العصبية والأنظمة المتخصصة.

ما الذي يمكن أن يقدمه العلم الحديث لتقنيات الذكاء الاصطناعي؟

يمكن للعلم الحديث أن يمنح تقنيات الذكاء الاصطناعي العديد من الاحتمالات المختلفة. على سبيل المثال، يمكن للعلماء استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات كبيرة من البيانات لفهم الأنظمة والعمليات المعقدة بشكل أفضل. ويمكنهم أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء مواد جديدة ذات خصائص فريدة أو تطوير علاجات أكثر فعالية للأمراض. يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا أن يساعد العلماء على تحليل النتائج التجريبية بشكل أسرع وأكثر دقة واستخلاص استنتاجات أكثر استنارة. بشكل عام، يمكن أن يؤدي التعاون بين العلوم وتقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تحقيق اختراقات كبيرة في مختلف مجالات المعرفة. فعليا تجمع بين تقنيات الصوت والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.

إيجابيات وسلبيات استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي

         الايجابيات:

زيادة كفاءة البحث العلمي من خلال أتمتة المهام الروتينية وتحليل كميات كبيرة من البيانات. القدرة على الكشف السريع عن الأنماط والصلات بين الظواهر والعمليات المختلفة. تحسين جودة ودقة النتائج العلمية من خلال استخدام خوارزميات التعلم الآلي والشبكات العصبية.

السلبيات:

خطر فقدان الإنسانية والحدس في العملية العلمية، حيث قد يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء البشري في بعض المهام. الحاجة إلى ضمان أمن وخصوصية البيانات المستخدمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. القضايا الأخلاقية المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي لصنع أسلحة أو التمييز ضد الناس.

في الختام، إن الذكاء الاصطناعي هو عملية طبيعية، وهناك وجهات نظر متعددة ومختلفة ومتباينة، ولكن لكل شخص الحق في التعبير عن رأيه، ولكن ومن المهم الاستمرار في مناقشة هذا الموضوع بطريقة تحترم وجهات النظر المختلفة وتأخذ في الاعتبار الجوانب الروحية.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تکنولوجیا الذکاء الاصطناعی استخدام الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی أن الذکاء الاصطناعی وجهات النظر یمکن أن

إقرأ أيضاً:

ماذا خسر عصر الذكاء الاصطناعي من تراجع المسلمين؟

أثارت مشاهد عمليات تبادل الأسرى في غزة العديد من التساؤلات لدى العالم الغربي، والذي لم يعتد هذه المشاهد التي تظهر الأسرى في صحة جيدة وكأنهم ذهبوا في نزهة لمدة، وعادوا لأحبائهم بصحة جيدة بالرغم من القصف المتواصل والدمار ونقص الغذاء والدواء في غزة.

ويتساءل العديد من المتابعين الغربيين: لماذا يعامل الضحية أسرى جلاديه بهذه الأخلاق وخصوصا أن العديد منهم من الجنود الذين كانوا ضمن جيش العدو الذي يقوم بالتنكيل بأهاليهم؟

وفي المقابل، تظهر صور الأسرى الفلسطينيين المحررين الآتية من إسرائيل ما عاناه هؤلاء خلال فترة احتجازهم، وهي تصف بشكل لا ريب فيه أخلاقيات إسرائيل في التعاطي مع أسراها.

وليست الصورة الإعلامية لهذا التبادل التي أظهرتها المقاومة من باب الدعاية ولا من باب تغيير السردية والفكر للعالم الغربي والمجتمع الإسرائيلي بقدر ما هي ثوابت لدين وفكر عظيم وبوصلة أخلاقية يتبعها هؤلاء المقاومون تأمر بالاهتمام بالأسرى وتنهى عن تعذيبهم بل وتأمر بالدفاع عن أرواحهم.

لقد علمتنا الحرب على غزة أن هناك أخلاقا تم نسيانها في عالم الحروب البشرية خلال القرن الماضي، وقد استطاعت المقاومة في غزة إظهارها بالشكل الذي جعل الأعداء قبل الأصدقاء في حالة من الفضول حول هذه الثقافة الحربية الجديدة والتي للأسف لم تعتد عليها العديد من الشعوب.

إعلان

ولكن، هل فعلا نحتاج للحروب لإظهار الجانب الإنساني لهذه الأمة وتغيير الصورة النمطية حول المسلمين والتي لطالما وصفهم الغرب وأدواته بالإرهاب؟

وهل تقديم السردية المناسبة حول أخلاقنا وثقافتنا في ظل سيطرة الأدوات الغربية من إعلام وصحافة وأفلام وقوانين، وحتى تكنولوجيا، أصبح غير ممكن إلا بواسطة صور مؤلمة وتحت ظروف مرعبة؟

ديب سيك.. والمعلم الصيني

في الصين ظهر تطبيق الذكاء الاصطناعي ديب سيك الذي انتشر بشكل كبير وقاد العالم للجنون، بعد أن أعلنت الشركة المطورة له أنه تم إنجازه بوقت أقصر وبتكلفة أقل وقد أتاحته للجميع مجانا.

وهنا يكمن تساؤلان مهمان، الأول: لماذا تقوم هذه الشركات بإتاحة هذه النماذج التي تكلف ملايين الدولارات للعالم مجانا؟ والتساؤل الثاني: لماذا هذا السباق المحموم حول تطوير هذا الذكاء الاصطناعي الذي يرى العديد من المتشائمين أنه ربما يكون أخطر اختراع عرفته البشرية على وجودها؟

للإجابة دعني أستعير صور شاشة لمحادثة انتشرت على الإنترنت وقد قمت بتجربتها أنا شخصيا حول كيف يتعامل "ديب سيك مع ما نعرفه كحقائق، في هذا المثال يقوم المستخدم بسؤال البرنامج حول حقائق مثل "لون السماء، الدفء الآتي من الشمس" ويجيب البرنامج بشكل منطقي حتى يصل لسؤاله هل "تايوان دولة" وهنا يظهر "ديب سيك" ما تعلمه من معلميه، ويقول إن تايوان جزء من الصين.

طبعا قمنا بنفس التجربة وحصلنا على نفس النتيجة.

والحقيقة أنني لا ألوم "ديب سيك" ولا جيمناي أو "شات جي بي تي" على التحيز لمعلميها، فهذه النماذج التقنية هي كطلاب علم يتربون تحت أيدي أساتذتهم، وما يقدمونه لهم من أفكار ومعلومات يتم هضمها داخل هذه النماذج ومن خلالها يستطيعون رؤية وتفسير العالم المحيط.

ولهذا ليس مستغربا أن تكون هناك تحيزات لدى النماذج الغربية من ناحية اللون والجنس والعرق، كما حدث في عدة مناسبات مع نموذج جيمناي من غوغل.

إعلان

كما أنه لن يكون مستغربا بعد مدة من استخدام ديب سيك أن نرى تحيزات تميل لتبني وجهة النظر الصينية.

فسباق الشرق والغرب على تطوير الذكاء الاصطناعي الخاص بهم هو للظفر بتعليم هذا التلميذ النجيب والعبقري علومهم وأفكارهم ومعتقداتهم، وبهذا يستطيعون التحكم بالسردية التي يرونها مناسبة لتقدم للعالم ولا يصبحون أسرى الشعوب والدول الأخرى.

المسلمون ودورهم كمعلمين

ربما قلة من المفكرين الغربيين ينسبون الفضل في قيام الحضارة الأوروبية لعلماء المسلمين الذين كان لهم سهم في تأسيس كل أنواع العلوم. فالفارابي والخوارزمي والكندي وابن الهيثم وابن خلدون أسسوا علوما لم تكن معروفة في ذلك الوقت من الزمان، ومازالت تماثيلهم موجودة في كليات وجامعات الدول الغربية اعترافا منهم بفضل هؤلاء العلماء في تأسيس جزء كبير من العلوم الموجودة في عصرنا الحالي.

ومع أن أغلب هؤلاء العلماء ظهروا في نهايات فترة حكم إسلامي، إلا أن قيام تلاميذهم من الأوروبيين بنقل كتبهم وترجماتهم إلى أوروبا ساهم بشكل كبير في تغيير السردية واعتراف الغرب ولو على مضض بأنهم أخذوا هذه العلوم من هؤلاء العلماء وأن الحضارة الإسلامية كانت مكونا أساسيا للحضارة الغربية الحالية في مجال العلم كما هي الحضارة الصينية القديمة.

ولكن ربما الفائدة الأكبر التي جلبها الأوروبيون من أساتذتهم المسلمين هي المنهج العلمي والذي كان له دور كبير في تطور العلوم الغربية، فعلماء مثل
الحسن بن الهيثم "مؤسس المنهج العلمي الحديث" وجابر بن حيان "مؤسس المنهج التجريبي في الكيمياء" وابن خلدون "مؤسس المنهج العلمي في العلوم الاجتماعية" وغيرهم كانوا يشددون على أن التأكد والتجربة هما أساس البحث العلمي وأن العالم يجب أن يظل تحت سيطرة الأخلاق وليس الأهواء أو المادة.

الذكاء الاصطناعي طالب نجيب بدون بوصلة

أغلب الخبراء يتحدثون حول أن معضلة الذكاء الاصطناعي الحالي أخلاقية وليست معضلة تقنية أو اقتصادية، فأن تقوم بتزويد طالب بالمعرفة أمر سهل ولكن أن تعطيه البوصلة الأخلاقية ليقوم بحماية هذه المعرفة واستخدامها بما يفيد البشرية لهو الأمر الصعب.

إعلان

والغرب أثبت فشله بشكل كبير في هذا المجال من قبل ظهور الذكاء الاصطناعي، فمن المتفجرات وحتى وسائل التواصل الاجتماعي لم يتمكن الغرب من توجيه البوصلة لهذه العلوم والتقنيات للاتجاه الصحيح، وربما أحد أهم ما تعاني منه التكنولوجيا حاليا أنها أصبحت في يد شركات التقنية الكبرى التي وإن ادعت أنها تعمل على إيجاد تقنيات لرفاه البشرية إلا أن الواقع يقول عكس ذلك.

 

معضلة الذكاء الاصطناعي أخلاقية وتكمن في معلميه (تصميم رفيدة أحمد)

فقد كشفت تقارير صحفية عن تعاون وثيق بين الجيش الإسرائيلي وشركات التكنولوجيا الكبرى، مثل غوغل ومايكروسوفت، التي زودت إسرائيل بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

فقد أفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن غوغل قدمت للجيش الإسرائيلي تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي منذ الأسابيع الأولى للعدوان على غزة.

وتضمنت هذه التقنيات أدوات لتحليل البيانات وصور الأقمار الصناعية، مما ساعد في تحديد الأهداف العسكرية. كما أشارت التقارير إلى أن غوغل زودت إسرائيل بتكنولوجيا تحليل البيانات الضخمة، مما أثار تساؤلات حول التزام الشركة بسياساتها الأخلاقية.

أما مايكروسوفت فقد دعمت الجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة، بأن قدمت خدمات سحابية وأدوات ذكاء اصطناعي متقدمة بحسب صحيفة "غارديان". وهذا التعاون أثار انتقادات واسعة، خاصة في ظل استخدام هذه التقنيات في العمليات العسكرية التي أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة.

ولا ننسى مشروع "نيمبوس" المثير للجدل حيث وقعت إسرائيل عقودًا مع كل من غوغل وأمازون بقيمة 1.2 مليار دولار، بهدف توفير خدمات الحوسبة السحابية للوزارات الحكومية والجيش الإسرائيلي.

وهذا المشروع يتيح للجيش تخزين ومعالجة كميات هائلة من البيانات، بما في ذلك معلومات استخباراتية حساسة.

وبالرغم من أن هذه المشاريع أثارت انتقادات منظمات حقوقية وموظفين داخل هذه الشركات الذين أعربوا عن قلقهم من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات قد تنتهك حقوق الإنسان، مطالبين بوقف التعاون مع الجيش الإسرائيلي، إلا أن الشركات التقنية لم تعلن وقف هذه المشاريع.

إعلان

وتسلط هذه التقارير الضوء على التحديات الأخلاقية التي تواجهها شركات التكنولوجيا الكبرى في شراكاتها مع الحكومات، خاصة في سياقات الصراع المسلح. ويبقى السؤال حول مدى مسؤولية هذه الشركات في ضمان استخدام تقنياتها بطرق تحترم حقوق الإنسان والقوانين الدولية.

موظفو غوغل طالبوا بوقف التعاون مع الجيش الإسرائيلي والتخلي عن مشروع "نيمبوس" (رويترز) علاقة الذكاء الاصطناعي والمسلمون أصبحت ضرورية

ربما يكون من سوء حظ الذكاء الاصطناعي ظهوره في أكثر لحظات العالم التقني بعدا عن الأخلاق، وتحول الشركات ورواد الأعمال في العصر الحالي للرأسمالية التقنية بعد أن كان مطورو البرمجيات الغربيون أقرب لليسار خلال الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات من القرن الماضي، ويحاربون كل التوجهات التي كانت تدفعهم لبيع منتجاتهم وتحويلها لسلع استهلاكية لكسب الأموال.

ولكن ربما يكون هذا من حسن حظ المسلمين الذين لديهم حتى الآن المنهج الأخلاقي العلمي الموروث من أسلافهم، ويمكنهم الاستفادة منه لتعليم هذه النماذج كيفية التحكم وتوجيه البوصلة الأخلاقية لهذه التقنية المخيفة بحيث يتم توجيهها لخدمة الأغراض السلمية للبشرية.

إن ما يحتاجه الذكاء الاصطناعي الآن هو الأخلاق وليس العلم، أما ما يحتاجه المسلمون فهو التقنية القوية التي تساعدهم في نشر سرديتهم بشكل أفضل من كل أنواع الدعاية، لذلك فهذه العلاقة يجب أن تقوى وتصبح مشروعا لذكاء اصطناعي يستمد قيمه من دين يرى الغرب تأثيره على معتنقيه في أحلك لحظات حياتهم.

إن مشروع مثل مشروع الفنار للذكاء الاصطناعي التي تقوم به دولة قطر أو المشاريع العربية الأخرى يمكنها أن تؤدي دورا كبيرا في المستقبل لتغيير الفكر حول العرب والمسلمين، وربما يكون لها دور أكبر في توجيه البوصلة الأخلاقية لأعظم اكتشاف بعد الكهرباء بحسب العديد من الخبراء.

لقد كان للتجار المسلمين الأثر الكبير في نشر الدين الإسلامي في آسيا خلال القرنين، فهل يكون الذكاء الاصطناعي هو السبب في نشر الإسلام في العالم خلال القرن الحالي؟

إعلان

مقالات مشابهة

  • ماذا خسر عصر الذكاء الاصطناعي من تراجع المسلمين؟
  • باستخدام الذكاء الاصطناعي.. ميتا تقترب من فك شفرة الأفكار البشرية
  • لتوفير تجارب ملائمة.. «جوجل» تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديد أعمار المستخدمين
  • محمد الجدعان: استخدام الأموال بفاعلية يمكن أن يوفر تريليون دولار عالميًا.. فيديو
  • "أوبن أيه.آي" تتعهد بحرية التعبير في نماذجها للذكاء الاصطناعي
  • ول هاتف في العالم يدعم الذكاء الاصطناعي DeepSeek
  • الذكاء الاصطناعي
  • أحمد بن سعيد يشيد بدور طيران الشرق الأوسط خلال الأزمة اللبنانية
  • استشاري لـ"اليوم".. فرط استخدام التقنيات يسبب إجهاد العين الرقمي
  • آبل تطور روبوتات شبيهة بالبشر.. بداية عصر جديد في الذكاء الاصطناعي