أكدت رئيسة المجلس القومي للمرأة ورئيسة المجلس الوزاري لمنظمة تنمية المرأة للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي الدكتورة مايا مرسي أن للمرأة دورا مهما في ضمان وحدة الأسرة والحفاظ على قيمها وحماية الأجيال الجديدة والمستقبل.


وأشار المجلس - في بيان أصدره، اليوم /الأربعاء/ - إلى أن ذلك جاء في كلمتها خلال الحدث الذي نظمته مصر بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي احتفالاً بالذكرى السنوية الـ30 للسنة الدولية للأسرة في عام 2024، تحت عنوان "تمكين الأسرة من أجل التنمية المستدامة: أفضل الممارسات في دعم حقوق الإنسان للنساء والفتيات"، وذلك على هامش فعاليات الدورة الـ68 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة المنعقدة حاليا بنيويورك.

 


وأعربت عن حزنها العميق للمعاناة التي تعيشها حالياً المرأة والأسر الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي غير الإنساني على قطاع غزة، مناشدة المجتمع الدولي التضامن مع الشعب الفلسطيني الآبي وإيجاد حلول لوقف الحرب على القطاع وإنهاء المعاناة.


وقالت: "أقف أمامكم اليوم لمناقشة ركيزة أساسية للتنمية الشاملة، وهي سياسات التنمية الأسرية، والتي تعتبر مكوناً أساسيا لنموذج التنمية الشاملة في بلداننا، وهي أحد السياسات التنموية الأساسية التي تحارب الفقر.. وعندما نتحدث عن تنمية الأسرة، فإننا نتحدث عن دعم الوصول إلى رعاية جيدة للأطفال، ورعاية صحية ممكنة بأسعار وتكاليف يمكن تحملها، فضلاً عن توفر الفرص التعليمية، وبيئة العمل المرنة، وبرامج إجازة الأمومة والأبوة المناسبة، والاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة وفترة المراهقة، إلى جانب توفير الرعاية الصحية لجميع الأعمار، ورعاية المسنين".


وأضافت: "عندما نتحدث عن تنمية الأسرة، فإننا نتحدث عن تعزيز الخصائص السكانية لسكاننا، وتمكن هذه السياسات الأسر من كسر دائرة الفقر والاستثمار في مستقبل أكثر إشراقا لأطفالهم"، معربة عن عميق الامتنان للرئيس عبد الفتاح السيسي، للإرادة السياسية غير المسبوقة لتعزيز حقوق المرأة في مصر، مشيرة إلى أنه في السنوات العشر الماضية، تُرجمت حقوق المرأة الدستورية إلى سياسات وقوانين وإستراتيجيات وبرامج.


وأوضحت أن مصر قامت أيضا ببناء إطار استراتيجي قوي للمرأة، وكانت أول دولة تطلق استراتيجية وطنية لتمكين المرأة 2030 في مارس 2017 تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، كما تم مؤخرًا إطلاق أول استراتيجية في مجال حقوق الإنسان، والتي جاءت متسقة مع محاور استراتيجية تمكين المرأة 2030.


ونوهت بأن مصر قادت إصدار قرار لمجلس حقوق الإنسان في جنيف خلال السنة الدولية للأسرة، مما يؤكد من جديد التزام مصر بتحسين هذه الأجندة على المستويين الوطني والدولي، لافتة إلى أنه في ضوء الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة، قامت مصر بتمديد فترة إجازة الأمومة، وتوفير بيئة عمل مرنة للنساء في قطاعات محددة، ودعمت إنشاء حضانات لرعاية الأطفال، إلى جانب دعمها لبرنامج التأمين الصحي الوطني. 


كما لفتت إلى قيام مصر بإطلاق برنامجين تنمويين كبيرين، البرنامج الأول هو المشروع القومى للتنمية الأسرة المصرية مخصصة للنساء يهدف الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري ومعالجة مسألة زيادة معدلات السكان، وهذا هو النهج الذي تتبناه مصر والذي يركز على الأسرة لتمكين النساء والفتيات وتعزيز تكافؤ الفرص داخل الأسرة، أما البرنامج الثاني فهو برنامج "حياة كريمة" الذي يهدف تطوير البنية التحتية في 4000 قرية في جميع أنحاء مصر، مشيرة إلى أن كلا البرنامجين يضعان التمكين الاقتصادي للمرأة كأولوية أساسية في تنفيذه.


وبينت الدكتورة مايا مرسي أنه بالنسبة للأجيال القادمة، فقد أطلقت مصر "الإطار الوطنى للاستثمار في الفتيات" تحت رعاية السيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية، وهما كل من برنامج "نورة" ومبادرة "دوى"، واللذان صمما من أجل مراعاة احتياجات الفتيات وتعليمهن كيفية التعبير عن أنفسهن، وتزويدهن بالتدريب اللازم حول كيفية تعزيز صحتهن، خاصة خلال هذه المرحلة المهمة في حياتهن، وتركز البرامج أيضًا على التعليم والقيادة والحماية من أي شكل من أشكال العنف ضدهم.


وأكدت أن الواقع الجديد في هذا المجتمع المتغير والتهديدات التي تواجه وحدة الأسرة التقليدية تؤثر على المجتمع ككل، قائلة: "علينا أن نبدأ السنة الدولية للأسرة في عام 2024، ونحن ندرك الدور المحوري الذي تلعبه الأسرة في تشكيل أسس مجتمعاتنا".


وشددت على أن الأسرة هي نواة مجتمعاتنا، ورفاهها يرتبط ارتباطا وثيقا بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مضيفة: "اليوم، نؤكد التزامنا العالمي بتعزيز الأسرة باعتبارها ركيزة أساسية للتنمية المستدامة".


وحول حقوق الطفل ورفاهية الأسرة، شددت الدكتورة مايا مرسي على أن التزامنا يمتد إلى ضمان رفاهية الأطفال داخل وحدة الأسرة التقليدية، واحترام وحماية حقوقهم على النحو المنصوص عليه في اتفاقية حقوق الطفل، ويشمل ذلك إعطاء الأولوية للحصول على التعليم والرعاية الصحية والحماية من العنف داخل الأسرة.


وأشارت إلى أنه تأكيدا على أهمية الشراكات بين الحكومات والمجتمع المدني والمنظمات الدولية، فإننا نلتزم بدعم حقوق الإنسان داخل الأسرة، بما يتماشى مع مبادئ العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. ولتعزيز الأسر، نتعهد باستكشاف وتنفيذ سياسات مبتكرة تعزز رفاهية الأسرة، ويشمل ذلك توفير فرص الحصول على التعليم الجيد والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية، فضلا عن خلق بيئات داعمة تمكن الأسر من الازدهار اقتصاديا وعاطفيا.


واختتمت قائلة: "دعونا نؤكد من جديد التزامنا ببناء أسر قادرة على الصمود.. ومن خلال القيام بذلك، فإننا نضع الأساس لمستقبل مستدام حيث تتاح لكل فرد الفرصة للازدهار، ويمكن لمجتمعاتنا أن تزدهر في وئام، ونطمح إلى خلق عالم تزدهر فيه الأسر، وتحترم وتحمي وتفي بالحقوق الأصيلة لكل فرد، وتساهم في التنمية المستدامة للأجيال القادمة".


ومن جهته، وجه السفير حميد أوبيليرو المراقب الدائم لمنظمة التعاون الإسلامي الشكر إلى مصر على التعاون مع منظمة التعاون الإسلامي في تنظيم هذا الحدث.. كما وجهت شارون سلاتر رئيسة منظمة مراقبة الأسرة الدولية بالولايات المتحدة الأمريكية الشكر لمصر على جهودها في تنمية الأسرة والقرار الذي قادت مصر صدوره بمجلس حقوق الإنسان في جنيف خلال السنة الدولية للأسرة.


وقد شارك في الفعالية الدكتورة أمينة الهاجري المدير العام للشؤون الثقافية والاجتماعية والأسرية باﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ لمنظمة التعاون الإسلامي، والتي ألقت كلمة نيابة عن حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والسفير حميد أوبيليرو المراقب الدائم لمنظمة التعاون الإسلامي، وزهراء زمرد سلجوق المدير العام لمركز البحوث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لمنظمة التعاون الإسلامی التنمیة المستدامة الدولیة للأسرة حقوق الإنسان تنمیة الأسرة وحدة الأسرة مایا مرسی نتحدث عن إلى أن

إقرأ أيضاً:

انتهاء 95% من أعمال مشروع وحدة طب الأسرة في عزبة «بيرم» بالمنيا

وجه اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، بالمتابعة الميدانية المستمرة لنسب تنفيذ  مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، بهدف تطوير الخدمات الأساسية لأهالي القرى وتحسين مستوى معيشتهم، خاصة في قطاعي الصحة ومياه الشرب والصرف الصحي.

متابعة أعمال إنشاء وحدة طب الأسرة في ديرمواس

وفي هذا الإطار، قامت الوحدة المحلية لمركز ومدينة ديرمواس بمتابعة أعمال إنشاء وحدة طب الأسرة بنظام التأمين الصحى الشامل في عزبة «بيرم» التابعة لقرية بني سالم، حيث بلغت نسبة تنفيذ الأعمال  بالوحدة حوالي 95%، والتي تقدم خدمات طبية لعدد 7 نجوع وقرى بما يزيد عن 20 ألف مواطن.

وفي سياق متصل، تابعت الوحدة المحلية أعمال إنشاء محطة رفع الصرف الصحي بقرية «العمارية الغربية»، ومدى الالتزام بالمواصفات الفنية المحددة والتوقيت المحدد، وأعمال إنشاء وحدة طب الأسرة بنظام التأمين الصحى الشامل بقرية نزلة البدرمان.

تجديد محطة مياه قرية نواي

كما قامت الوحدة المحلية لمركز ملوي بمتابعة الموقف التنفيذي ميدانياً لعدد من المشروعات الجارى تنفيذها بمجلس قروى نواي، منها تفقد أعمال إحلال وتجديد محطة مياه قرية نواي، والمجمع الطبي بالقرية.

مقالات مشابهة

  • «القومي للمرأة»: تشكيل 42 وحدة لمناهضة العنف ضد النساء في الجامعات
  • منال بنت محمد: منتدى المرأة العالمي فرصة لاستنهاض الجهود الدولية نحو تمكين حقيقي للمرأة
  • مايا مرسي: عودة الرائدات الموقوفات مع اتخاذ إجراءات مشددة حال وجود شبهة فساد
  • انتهاء 95% من أعمال مشروع وحدة طب الأسرة في عزبة «بيرم» بالمنيا
  • "الصحة" تستعرض جهودها لمناهضة العنف ضد المرأة وتعزيز مشاركتها في التنمية
  • "التعاون الإسلامي" تحتفي باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
  • الهيئة الدائمة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي تناقش “الحق في الصحة : المنظور الإسلامي ومنظور حقوق الإنسان” في دورتها الـ 24
  • منظمة التعاون الإسلامي تحتفل باليوم الدولي للقضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة 2024
  • وزيرا الإسكان والتعليم العالي يستعرضان موقف تنفيذ وتشغيل جامعتي العلمين الدولية والمنصورة الجديدة ويبحثان التعاون المشترك
  • حق المرأة العُمانية محفوظ