الجزيرة:
2024-07-06@12:51:56 GMT

لماذا تغيب المصارف في شمال غربي سوريا؟

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT

لماذا تغيب المصارف في شمال غربي سوريا؟

 شمال سوريا- أدت الظروف السياسية والعسكرية في مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غربي البلاد إلى غياب نظام مصرفي واضح المعالم، لتقتصر التعاملات المالية على شركات ومكاتب الصرافة وتحويل الأموال، فضلا عن الخدمات التي تقدمها مكاتب مؤسسة البريد والشحن التركية.

وتمثل حالة انقسام السيطرة على البلاد بين القوى المتصارعة، واستمرار الأعمال العسكرية وإن كانت بوتيرة أخف عما كانت عليه، أبرز عوامل غياب نظام مصرفي وإنشاء مصارف حكومية أو خاصة تضطلع بمهام اقتصادية متعلقة بالسياسة النقدية ونظام القروض والإيداع وسعر الصرف.

على الجانب السياسي، يشكل عدم الاعتراف القانوني بمؤسسات الحكومة السورية المؤقتة -التي تسيطر على أجزاء من شمال سوريا– عقبة رئيسية في وجه إحداث المصارف وحركة الاستثمار في مناطق سيطرة المعارضة، رغم ما تحظى به من دعم دولي وإقليمي.

"ورغم الاعتراف السياسي بالحكومة السورية المؤقتة بوصفها ممثلا شرعيا للشعب السوري، فإن إحداث أي مصرف في شمال غربي سوريا يحتاج إلى اعتراف قانوني بمؤسساتها"، وفق وزير الاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة عبد الحكيم المصري.

مراكز البريد التركية تقدم خدمات مالية محدودة للأهالي شمالي سوريا (الجزيرة)

وقال المصري -في حديث للجزيرة نت- إن الجانب التركي غير قادر أيضا على افتتاح أي بنك أو فرع لبنوك تركية في شمال غربي سوريا، لأن القانون الدولي يمنعها من ذلك، كون الأمر يحتاج إلى ربط البنك المحدث بنظام سويفت، وبالتالي الحصول على موافقة النظام السوري.

بدوره، أكد المستشار الاقتصادي أسامة قاضي أنه من المستحيل بناء أي منظومة بنكية من دون وجود حكومة رشيدة وبنك مركزي ناظم لها، فضلا عن تشريع قانون مصرفي حقيقي قابل للتنفيذ، وأن تكون للحكومة سلطة تنفيذية للقوانين.

وأوضح قاضي -في حديث للجزيرة نت- أن الحكومة السورية المؤقتة لم تعتمد قضاء مستقلا واضحا ومحددا، وليست لديها موازنات أو مصرف مركزي، فضلا عن تنظيم عمل المصارف ووجود حالة من الاستقرار والهدوء والأمن.

خدمات محدودة

وعلى وقع انهيار الليرة السورية، اعتمدت مناطق سيطرة المعارضة السورية منتصف 2020 قرارا بتداول الليرة التركية لتكون بديلا عنها، بهدف تحقيق استقرار الاقتصادي، مدفوعة بالعلاقات الاقتصادية والسياسية مع تركيا ودعم الأخيرة لمناطق سيطرة المعارضة.

واعتماد الليرة التركية في شمالي سوريا دفع أنقرة لإحداث فروع لمؤسسة البريد والشحن التركية، تنتشر في ريفي حلب والحسكة، وتقدم عدة خدمات مالية للسكان بنطاق محدود.

ومن أهم الخدمات المالية التي تعمل عليها تلك الفروع تسليم الأجور الشهرية للموظفين التابعين للحكومة السورية المؤقتة، وإمكانية فتح حسابات شخصية بنكية تتيح للعميل إيداع أمواله فيها أو سحب المبالغ المودعة، إضافة لتحويل مبالغ مالية بسقف محدد من تركيا وإليها، وإرسال الطرود البريدية.

ويرى وزير الاقتصاد بالحكومة السورية المؤقتة أن ما تقدمه مراكز البريد التركية المنتشرة في شمال غربي سوريا هي خدمات بالحد الأدنى وبشكل بسيط ولا يمكن عدها بنوكا أو أن تكون بديلا عنها.

ومِثل المصري، يرى المحلل الاقتصادي السوري يونس الكريم أن مراكز البريد التركية تقدم خدمة نقل أموال مضمونة من الجانب التركي وإليه، من دون خدمات مصرفية معروفة مثل القروض والسحب والإيداع بحرية.

وأشار الكريم -في حديث للجزيرة نت- إلى مخاوف أممية من أن إنشاء البنوك في شمال غربي سوريا هو تحول إلى الانفصال في سوريا، موضحا أن جميع الأطراف الدولية تنأى بنفسها عن تشجيع ذلك الإجراء، رغم أهميته الكبيرة.

شركات الصرافة وتحويل العملة شمال سوريا تضطلع بدور مهم في غياب البنوك (الجزيرة) توحيد شركات الصرافة

ويعتمد معظم سكان مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري على مكاتب وشركات الصرافة الصغيرة والمتوسطة، إذ توفر هذه المكاتب خدمات إرسال وتسليم الحوالات المالية سواء في سوريا أو دول العالم، إضافة إلى تصريف العملة وإتمام المعاملات التجارية.

وبالمجمل، تضطلع كل من الحكومة السورية المؤقتة في ريف حلب، وحكومة الإنقاذ في منطقة إدلب بمسؤولية إصدار التراخيص لمكاتب وشركات الصرافة وتحويل العملة العاملة في الشمال السوري، وسط اتهامات بغياب الرقابة المتشددة.

ويؤكد الوزير عبد الحكيم المصري أن شركات الصرافة بشكل عام فعالة وتعمل بشكل كبير، رغم ما يرافق عملها من خطورة، لأنها لا تمتلك بيانات عن التحويلات لجهات قد تكون إرهابية، لذلك يمكن في أي لحظة التحويل لجهة متهمة بالإرهاب، من دون علم شركات الصرافة.

ويرى المحلل الاقتصادي يونس الكريم، أن الحلول تكمن في:

إيجاد جهة قانونية تضع تشريعات مبدئية. تشجيع تركيا على إقامة فروع بنوك لها. توحيد شركات الصرافة وتقويتها في شمال غربي سوريا، بحيث تستطيع المكاتب جذب البنوك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات

إقرأ أيضاً:

صحفي: اردوغان أمر بضرب عناصر الجيش السوري الحر في سوريا

أنقرة (زمان التركية) – زعم الصحفي التركي، عبد القادر سيلفي، الكاتب في صحيفة “حرييت” التركية، أنه صدرت الأوامر بضرب عناصر الجيش السوري الحر في شمال سوريا.

وأبدى الجيش السوري الحر، الذي تدفع له تركيا الرواتب وتوفر له السلاح من انزعاجه من التقارب بين أنقرة ودمشق.

ومؤخرا اعتدى عناصر الجيش السوري الحر على الأعلام التركية بمبنى هيئة الأركان العامة وعلى الشاحنات القادمة من تركيا.

وفي مقال بصحيفة “حرييت” اليومية الموالية للحكومة، قال عبد القادر سيلفي إنه تم إعطاء أمر “إطلاق النار” على من يكرر استهداف العلم التركي في المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا.

وقال سيلفي: “لقد صدرت الأوامر لجميع وحداتنا العسكرية في سوريا بـ “إطلاق النار على كل من يلمس العلم، سيتم كسر يد كل من يلمس العلم. ومن يحاول إنزال علمنا سيتم إطلاق النار عليه”.

قال سيلفي إن الجنود الأتراك سيطلقون النار على أعضاء الجيش السوري الحر في حال وقوع هجوم محتمل.

وتابع سيلفي: “أؤكدها مرة أخرى، بعد الهجوم على علمنا، صدرت الأوامر لجميع وحداتنا العسكرية في سوريا بـإطلاق النار على كل من يلمس العلم”. ستُكسر يد كل من يلمس العلم. ومن يحاول إنزال علمنا سيتم إطلاق النار عليه”.

 

Tags: أنقرةاسطنبولالعلم التركيتركيادمشقسوريا

مقالات مشابهة

  • المخابرات التركية توقف عددا من المحرضين شمالي سوريا
  • أردوغان يلمح لاحتمال دعوة الأسد مع بوتين إلى تركيا
  • سوريا.. رئاسة الجمهورية تعلن موت المستشارة الخاصة لونا الشبل
  • المئات ينتفضون ضد هيئة تحرير الشام شمال غربي سوريا
  • الرئيس التركي: زيارة بوتين المحتملة إلى أنقرة قد تفتح فصلًا جديدًا في العلاقات التركية-السورية
  • مصرع وإصابة 10 أشخاص إثر انفجار قنبلة شمال غربي باكستان
  • صحفي: اردوغان أمر بضرب عناصر الجيش السوري الحر في سوريا
  • داود أوغلو منتقدا أردوغان بشأن سوريا: ليست لقاء عائليا بل حربا قتلت مليون شخص
  • لماذا تخاف أوروبا من عودة ترامب إلى البيت الأبيض؟!
  • ما مصير الوجود المضطرب للاجئين السوريين في تركيا؟