اختيار المخرج إدوارد معلم شخصية العام الثقافية في فلسطين
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
أعلن وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عاطف أبو سيف، اليوم الأربعاء، الفنان والمخرج المسرحي إدوار معلم، شخصية العام الثقافية.
وقال أبو سيف، خلال مؤتمر صحفي في مقر الوزارة، إنه تم اختيار معلم وفقًا لمعاييرِ شخصيةِ العامِ الثقافية ومحدداتِها ولمسيرته الفنية، من خلال عمله مدربًا للمسرح، وممثلًا ومخرجًا للعشرات من المسرحيات، ودوره في جعل المسرح محطة كفاحية فنية، إذ سعى من خلالها لتأصيل الرواية والسردية والحكاية الفلسطينية وجعلها حاضرة أصيلة بين الأجيال، ومن خلال دوره في تعزيز أهمية المسرح المدرسي مع طلبة المدارس ومعلمي الدراما في مئات المدارس الحكومية والأهلية ومدارس الوكالة، إضافة إلى النوادي المجتمعية الشبابية في فلسطين.
وعرضت الوزارة فيلما وثائقيا عن معلم، المولود في قرية معليا الجليلية 1958، والذي يعتبر أحد أبرز مؤسسي فرقة الحكواتي المسرحية 1977، ومسرح النزهة الحكواتي 1984.
وقال أبو سيف: «يجيء يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية، وكالعادة تظل صورة شعبنا حيّة باقية صامدة ماثلة بشواهدها وشهدائها تكتب حكايتها وترسم خريطة الوطن رغم ما يفعله غول الاحتلال الإسرائيلي بمخالبه المسمومة من تمزيق وتقتيل وتدمير، ويظل شعبنا الحيّ ينسج شال الأمل للحياة الباقية على أرضنا».
وأضاف: «يأتي يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية، وغزة، وبيت لاهيا، وخان يونس، ورفح ودير البلح وجباليا وكل مخيم وبلدة وقرية ومزرعة في جنوب البلاد تنزف وتزفّ جموع الشهداء، الشهداء زرع الأرض الذي اقتلعه جوع فاشية ونازية احتلال لا يعرف غير لون الدم ورائحة الموت، يأتي هذا اليوم وجنوب البلاد بكامل ناسه وبحره وبرّه ورمله يجالد المحتل من أجل البقاء والصمود رغم البطش الذي لا يوصف منذ أن صار القتل والتدمير سمة الضعفاء على وجه البسيطة، لأن الفرح والأمل والحياة سِمة الأقوياء الأطهار الأنقياء، سمة الشعوب الحُرّة التي تعرف قيمة الإنسان وروحه وحياته، وتفهم معنى المكان الذي يروي حكاية العمر الذي يقصفه المحتل ويقضي على ذاكرته وذكراه وذكرياته».
استمرار العدوان على غزةوأكد أبو سيف، أن يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية يأتي ولا زال العدوان يستمر بوحشيته على أرضنا من الجنوب النازف حتى الضفة الفلسطينية الجريحة، التي تتعرض للتّمزيع والتّرويع وتقطيع الأوصال وحرمان الإنسان الفلسطيني من الحياة والحرّية ولا زال غول الاستيطان ومستوطنيه يعيثون في أرضنا فسادًا وتدميرًا وتقتيلًا وتخريبًا وترويعًا، فلم ينجُ شارع ولا حيّ ولا طرقات إلا يحفّها الخوف وغول فاشية حكومة الاستيطان التي تستقوي ببطشِها على شعبِنا وعلى مرأى ومسمع العالم الأعور، وميزانه المبتور المُختل بمكيالهِ وكيلَتِهِ عندما يكون الأمر فلسطينيًّا ويستقيم عندما يكون الأمر مع الجلاد.
وتابع: «يأتي يوم الثقافة، والصوت الفلسطيني الواحد والمُوَّحد يعلو برخامة جبال البلاد، وبزخم موج بحرها المحمول بعطر برتقال يافا، وبهدير الكرمل وعكا وحيفا، وتشتد وحدته وتتماسك عُرى الحق والحقيقة في كل أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني، في أَصقاع الأرض، وفي أزقة مخيمات اللجوء والشتات التي لا زالت تتمسك بثوابت العودة وحق الحياة على أرض ميلاد الأجداد وجدّ الجَدّ، منذ أن زخّ صوت المطر على زيتونِ الجليل والناصرة وتَعمّد بشهدِ عنبِ الخليل، وحلاوة بلح نيسان ورفح، وستظل البلاد قِبلة وقُبلة الحُلم وتحقيق أملنا وآمالنا».
واختتم أبو سيف: «ستظل هذه الأرض بمن عليها، بإنسانها المسكون بالمحبة والعدل والسلام الحق، وبترابها الأسمر المجبول بعرق الفلاحين وبحجارتها الموسومة بزنود عُمّالها، وبجبالها الرّاسخة كملائكةٍ تحرسها، وببحرها الأزرق الجميل الذي ينعف على وجه العالم نسائم الحياة النظيفة الخالية من الحقد والبطش والدماء، ستظل كل هذه فلسطيننا الشاهدة والشهيدة والحقيقة الحقّة بقدسها وقدسيتها وزيتونها ونخيلها وقمحها لنا ولنا حتى يَنْكَنِس هذا الظلم وظلامه عن صدورنا وعن أرضنا».
إدوارد معلم يشكر وزارة الثقافةوشكر معلم وزارة الثقافة ممثلة بالوزير عاطف أبو سيف على هذا التكريم، قائلاً إن هذه الجائزة هي من حق جميع العاملين في المسرح الفلسطيني وبالأخص الزملاء في غزة، الذين يعملون دون توقف وتحت القصف وفي أصعب الظروف فقط لإيمانهم أن المسرح هو وسيلة للتحرر وتطوير المجتمع، فالمسرح قادر على بناء مستقبلنا، بدلاً من انتظاره.
وشكر معلم جميع الفنانين والفنانات والفنيين الذين عملوا معه خلال مسيرته المهنية الطويلة، التي لم تخلو من التحديات أما على خشبة المسرح أو خلف الكواليس، وأضاف:"هذا التكريم رفع معنوياتي في هذه الظروف السياسية الصعبة، ويجعلني ملتزماً في الاستمرار بالسير قدماً في هذا الطريق المليء بالألغام من أجل تحقيق الحرية والاستقلال.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الثقافة فلسطين الثقافة الفلسطينية وزارة الثقافة الفلسطينية یوم الثقافة أبو سیف
إقرأ أيضاً:
المجلس الوطني الفلسطيني: استهداف مستشفى المعمداني يشكل فصلا جديدا في سياسة القتل الممنهج التي تنتهجها إسرائيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن استهداف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى المعمداني في مدينة غزة، يشكل فصلا جديدا في سياسة القتل الممنهج التي تنتهجها إسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة المحاصر.
وأضاف في بيان صادر عن المجلس الوطني، اليوم الأحد، أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن القتل اليومي وقصف مستشفيات الأطفال، وتجويع المرضى وتركهم فريسة للمرض دون دواء أو مأوى كلها مشاهد تنتمي إلى عصور الانحطاط الإنساني، ترتكب اليوم أمام كاميرات العالم وفي ظل صمت دولي مخز بل ومتواطئ.
وتابع فتوح: إن ما نشهده اليوم من عدوان همجي طال المؤسسات الطبية والإنسانية، وتحديدا تدمير ما يزيد على 35 مستشفى ومرفقا صحيا منذ بداية العدوان، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الاحتلال قد تجاوز كل الخطوط الحمراء، ولم يكتف بقتل الفلسطينيين في بيوتهم وفي طرق نزوحهم، بل يلاحقهم حتى في المستشفيات، حيث تختنق الحياة وينطفئ الأمل.
وأشار إلى أن صور إخلاء مستشفى المعمداني تحت القصف، وسقوط المرضى والجرحى تحت الأنقاض، ستبقى شاهدا دامغا على أن الاحتلال ينفذ سياسة تطهير عرقي ممنهجة، وسط تواطؤ دولي ومشاركة ودعم الإدارة الأميركية التي تدعم الاحتلال بأدوات القتل وخطط التطهير العرقي.
وتابع فتوح: لقد تحول قطاع غزة إلى مختبر مفتوح لانهيار القيم، حيث تمارس الإبادة أمام أنظار من ادعوا يوما الدفاع عن حقوق الإنسان، والصمت بمثابة ضوء أخضر لاستمرار المجازر، وتقويض كامل لما تبقى من منظومة العدالة الدولية.
ولفت إلى أن ما يجري في غزة لم يعد مجرد نزاع أو عملية عسكرية كما يعلن، بل هو مشروع ممنهج لتفريغ الأرض من أهلها، ومحو الشعب الفلسطيني من الجغرافيا والذاكرة معا، حيث إن استهداف المستشفيات لا يُمكن فهمه إلا ضمن سياق إبادة جماعية تهدف إلى محو الحياة، والصوت، والوجود الفلسطيني.
وطالب فتوح، المجلس المجتمع الدولي، وفي مقدمته مجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية بالتحرك الفوري والفعال لوقف العدوان على قطاع غزة، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم المتواصلة.