ضم ملف إحدى الشركات.. ننشر طلبات الدفاع الأول في رشوة مصلحة الجمارك
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
استمعت محكمة جنايات القاهرة، المنُعقدة بُمجمع محاكم القاهرة الجديدة في التجمع الخامس، إلى طلبات دفاع المتهم الأول في القضية المعروفة إعلاميًا برشوة مصلحة الجمارك.
وطلب المحامي طه عوض، دفاع المتهم بضم الملف الخاص بشركة فور ام وشركة اللؤلؤة وبيان سبب وقوفها عن العمل لمدة عام كاملا بقرار من وزير التجارة بناءا على بلاغ وتقرير المتهم الأول.
كما طلب بضم الملف الوظيفي لشاهد الاثبات الثالث وليد سمير محمود لبيان سبب تحولين إلى المحكمة التأديبية وهل تم تكليفه من قبل المتهم الأول للعمل مديرا للجمارك من عدمه.
وطالب محامي أحد المتهمين باخلاء سبيل موكله في قضية رشوة مصلحة الجمارك والمتهم فيها محمد.ر مدير عام الإيداعات والشئون الجمركية بمصلحة الجمارك المصرية، علي.ع مُدير إدارة الكسب غير المشروع بوزارة العدل، محمود.م مالك مكتب للاستيراد والتصدير.
وتُعقد الجلسة برئاسة المستشار مدبولي حلمي كساب، وعضوية المستشارين عبد العظيم محمد العشري وأحمد ماهر الجندي وأمير عادل رمزي، وأمانة سر محمد جبر.
وأسندت النيابة العامة للمُتهمين أنهم في غضون الفترة من بداية مايو 2018 وحتى 17 أكتوبر 2023 بائرتي محافظتي الشرقية والقاهرة أولًا المُتهم الأول: بصفته موظفًا عموميًا – مدير عام الشئون الجمركية والإيداعات والملاحق الخارجية بمصلحة الجمارك المصرية – طلب وأخذ عطايا لاستعمال نفوذه الحقيقي للحصول من سلطة عامة على مزية بأن طلب وأخذ من المتهم الثالث محمود.م – مالك شركة للتصدير والاستيراد والتوكيلات التجارية – مليون وخمسمائة وعشرة آلاف جنيه على سبيل الرشوة، وذلك لاستعمال نفوذه الحقيقي لدى موظفي جمرك ميناء بدر الذهبية لإنهاء إجراءات تصدير الرسائل الجمركية الخاصة به، ولإنهاء إجراءات استلام البضائع محل الرسائل الجمركية أرقام 1932، 2278، 2249، 2246 بالموافقة على طلبات العدول عن تصديرها على النحو المبين بالتحقيقات.
كما أسندت إليه بصفته سالفة البيان طلب وأخذ عطايا لاستعمال نفوذه الحقيقي للحصول من سلطة عامة على مزية بأن طلب من المُتهم الرابع صفوت.ع – مستخلص جمركي بجمرك ميناء العاشر من رمضان بوساطة المتهمين الخامس شادي.ح والسادس محمد.ج ثلاثمائة وثمانية وثلاثين ألف جنيه على سبيل الرشوة، أخذ منها ثلاثمائة وستة وثلاثين ألف جنيه مقابل استعمال نفوذه الحقيقي لدى موظفي جمرك ميناء العاشر من رمضان لإنهاء إجراءات تصدير الرسائل الجمركية الخاصة بشركتي سوتير للصناعات والاستثمارات الصناعية للمنظفات على النحو المبين بالتحقيقات.
وأسندت إليه بصفته موظفًا عموميًا- مدير تعريفة بجمرك بدر الذهبية – طلب وأخذ عطايا لأداء عملٍ من أعمال وظيفته للإخلال بواجباتها، بأن طلب وأخذ من المتهم الثالث محمود.م خمسة وأربعين ألف جنيه على سبيل الرشوة، وذلك مقابل إنهاء إجراءات تصدير الرسائل الجمركية الخاصة به عبر ميناء بدر الذهبية والتغاضي عن استيفاء المستندات اللازمة لها على النحو المبين بالتحقيقات.
واسندت النيابة له أيضًا أنه قدم رشوة لموظف عمومي للإخلال واجبات وظيفته، بأن قدم للمتهم الثاني علي.ع – رئيس قسم المراجعة بإدارة الكسب غير المشروعة – بوساطة السابع سيد.غ مائة ألف جنيه عل سبيل الرشوة مقابل الإفشاء عن معلومات وأسرار عن تحقيقات جرت معه لدى إدارة الكسب غير المشروع على النحو المبين بالتحقيقات.
وأسندت النيابة العامة للمتهم الثاني أنه بصفته موظفًا عموميًا – رئيس قسم المراجعة بإدارة الكسب غير المشروع- طلب وأخذ عطية للإخلال بواجبات وظيفته، بأن طلب من المُتهم الأول محمد.ر بواسطة المتهم السابع سيد.غ مائتي ألف جنيه أخذ منها ألف جنيه على سبيل الرشوة مقابل إفشاء معلومات وأسرار عن التحقيقات المجراة بالقضية الخاصة بالأولى لدى إدارة الكسب غير المشروع محل عمله على النحو المبين بالتحقيقات.
وأسندت للمتهم الثالث أنه قدم رشوة لموظف عمومي لأداء عملٍ من أعمال وظيفته وللإخلال بواجباتها ولاستعمال نفوذه الحقيقي للحصول من سلطة عامة على مزية بأن قدم عطية الرشوة محل الاتهامين أولًا/1، 3 على النحو المبين بالتحقيقات.
وأسندت النيابة للمتهم الرابع بأنه قدم رشوة لموظف عمومي لاستعمال نفوذه الحقيقي للحصول من سلطة عامة على مزية بأن قدم عطية الرشوة محل الاتهام أولًا/ 2 على النحو المبين بالتحقيقات.
وأسندت النيابة العامة للمتهمين الخامس والسادس أنهما توسطا في تقديم عطية لموظفٍ عموميٍ لاستعمال نفوذه الحقيقي للحصول من سلطة عامة على مزية، بأن توسطا في عطية الرشوة محل الاتهام أولًا/ 2 على النحو المبين بالتحقيقات.
وأسندت النيابة العامة للمتهم السابع أنه توسط في رشوة موظف عمومي للإخلال بواجبات وظيفته بأن توسط في عطية الرشوة محل الاتهام الوارد بالبند ثانيًا على النحو المبين بالتحقيقات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الكسب غير المشروع محكمة جنايات القاهرة وزارة العدل النيابة العامة مصلحة الجمارك طلبات الدفاع قضية رشوة رشوة مصلحة الجمارك مصلحة الجمارك المصرية وأسندت النیابة العامة الکسب غیر المشروع عطیة الرشوة محل موظف عمومی طلب وأخذ ألف جنیه بأن طلب
إقرأ أيضاً:
محمد بن يزيد المبرّد
ولد الشاعر واللغوي والنحوي الكبير "محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي" في البصرة عام 210 للهجرة، ويعود محمد بن يزيد في جدوره إلى (مُقاعس) إحدى قرى الباطنة، سافر أهله إلى البصرة التي كانت في تلك الفترة عاصمة الفكر والثقافة والاقتصاد، حيث كانت البصرة تضم بين أروقة مساجدها عددا كبيرا من حلقات العلم، وكان علماء وأدباء البصرة قد تصدروا العلماء والأدباء، وصارت لهم رئاسة العلم في العالم الإسلامي، وكانت العديد من العائلات في شبه الجزيرة وبلاد فارس تهاجر للبصرة للاشتغال في التجارة، وتحصيل العلم ومجالسة العلماء.
كان محمد بن يزيد الأزدي حافظًا لأشعار العرب، ونبغ في علم النحو، وامتلك مهارة في المناظرة والحِجَاج، وكان لا يناظر أحد إلا غلبه، فلقبه أستاذه المازني بالمُبَرِّد أي المثبت للحق، وسبب في هذا اللقب أن المازني حين كتب كتاب "الألف واللام"، أخذ يناقش تلميذه محمد بن يزيد في كثير مما جاء في الكتاب، وكان المبرد يجيبه على كل ما يسأله، فلقبه بالمبرد. أي أن جوابه يُبَرد القلب، ويبعث فيه الطمأنينة. ويقدم السيوطي سببًا آخر لتسمية محمد بن يزيد بالمُبَرِّد، فيقول" لأنه كان يسكت مخالفيه بالحجة الدامغة، فكأن الحيرة والجهل نار تشتعل في صاحبها، فإذا جاءه برد اليقين والعلم تبرد به". أما المُصْحَفِّيُّ فيقول:" إن المبرَّد بفتح الراء، لحسن وجهه، ويقال رجل مُبَرَّد ومُقَسَّم ومُحَسَّن إذا كان حَسُنَ الوجهِ".
تعلم محمد بن يزيد الأزدي في طفولته القرآن والحساب وعلوم اللغة على يد معلمي الكتاتيب في البصرة، ووجدت أسرته فيه ذكاء متقد ولديه رغبة شديدة لتحصيل العلم، فجعلته يتفرغ للدراسة والقراءة على يد مجموعة من علماء البصرة من أمثال: بكر بن محمد بن عثمان البصري المازني، وصالح بن إسحاق البصري، وأبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان الجشمي وأبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، وإبراهيم بن سفيان الزيادي، والعباس بن الفرج الرياشي. وقرأ على يديهم مجموعة من كتب النحو مثل كتاب سيبويه، وكتب الخليل بن أحمد الفراهيدي.
اشتهر المبرد أبو العباس محمد بن يزيد الأزدي ببلاغته وحسن جوابه، ونجابة تصرفه في المواقف وكان المبرد يحب أن يستعرض مهاراته في الجدال وتقديم الحجج والأدلة على صحة رأيه، فيدخل في نقاشات نحوية كثيرة مع شيخ علماء الكوفة النحوي أبي العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني المعروف بلقب ثعلب، ويكنى بأبي العباس، وهو إمام المدرسة الكوفية في النحو، والمبرد إمام المدرسة النحوية البصرية، وكان ثعلب يتحاشى المبرد، ويتجنب الدخول معه في أي حوارات؛ لأن المبرد يمتلك مهارة الجدال ولديه سرعة بديهة في الرد، وكثيرا ما كان ينتصر عليه مما يسبب لثعلب الإحراج بين طلابه. وحكى أبو بكر بن السراج عن محمد بن خلف، قال: كان بين أبي العباس المبرد وأبي العباس ثعلب من المنافرة ما لا خفاء به؛ ولكن أهل التحصيل يفضلون المبرد على ثعلب، وفي ذلك يقول أحمد بن عبد السلام:
رأيت محمد بن يزيد يسمو... إلى الخيرات في جاه وقدر
جليس خلائف وغذيّ ملكٍ... وأعلم من رأيت بكل أمر
وكان الشعر قد أودى فأحيا... أبو العباس دارس كل شعر
وقالوا ثعلب رجلٌ عليم... وأين النجم من شمس وبدر!
وقالوا ثعلبٌ يفتي ويملي... وأين الثعلبان من الهزبر!
وبالإضافة إلى ما تميز به المُبرِّد من فصاحه وبيان، عرف عنه أنه صاحب خط جميل، قال عنه القَفْطِّي:" كان أبو العباس محمد بن يزيد من العلم، وغزارة الأدب، وكثرة الحفظ، وحسن الإشارة، وفصاحة اللسان، وبراعة البيان، وملوكية المجالسة، وكرم العشرة، وبلاغة المكاتبة، وحلاوة المخاطبة، وجودة الخط، وصحة القريحة، وقرب الإفهام، ووضوح الشرح، وعذوبة المنطق، على ما ليس عليه أحد ممن تقدمه أو تأخر عنه".
يعد كتاب المبرد الكامل في اللغة والأدب، أحد ركائز علوم اللغة العربية وأحد أسباب تطور علومها، قال عنه عبد الرحمن بن محمد بن خلدون:" وقد سمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين: وهي أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي، وما سوى ذلك فتبع لها وفروع عنها". وكان طلاب العلم يحرصون على دراسته ومناقشة ما جاء فيه من معلومات ودارستها، قال عن ذلك القاضي الفاضل: " طالعته سبعين مرة، وكل مرة ازداد منه فوائد". ولا يتخرج طالب العلم إلا بعد أن قرأ كتاب الكامل ووعى ما فيه من علوم ومعارف.
يكشف الكتاب الكثير من جوانب المبرد الثقافية، فالكتاب يعكس موسوعية المبرد وثقافته الواسعة، وذخيرته الفكرية، ليخلد هذا الكتاب وغيره من مؤلفات المبرد في التاريخ الإنساني، وتجعل من المبرد علامة فارقة في علوم اللغة العربية.
قرر المبرد التفرغ لتدريس طلاب العلم، فتعلم على يديه مجموعة كبيرة من محبي النحو والأدب العربي، وكانت الرحال تُشَقُ إليه، والنفوس المحبة للمعرفة تهفو إليه، وتخرج على يدي المبرد مجموعة كبيرة من العلماء ممن لهم إسهامات جليلة في الحقل المعرفي، من أبرزهم إبراهيم الزَجَّاج البغدادي النحوي، الذي يُعَد أحد أبرز علماء اللغة وصاحب وزير المعتضد بالله، عبيدالله بن سليمان بن وهب، وله مؤلفات أهمها كتاب الأنواء، وكتاب العروض، ووكتاب القوافي، وكتاب خلق الإنسان. وممن تعلم على يد المبرد محمد بن السَّري بن سهل ويعرف بابن السرَّاج، الذي تولى رئاسة العلم بعد المبرد، وكتب كتاب الأصول في النحو. ومحمد بن أحمد بن كِيسان أبو الحسن النحوي، أحد أبرز علماء النحو في بغداد جمع بين آراء المدرستين البصرية والكوفية، كتب كتاب المسائل على مذهب النحويين مما اختلف فيه البصريون والكوفيون، قال عنه أبو حيان التوحيدي: "ما رأيت مجلسا أكثر فائدة وأجمع لأصناف العلوم وخاصة ما يتعلق بالتحف والطرف والنتف من مجلس ابن كِيسان". وقال أبو بكر مجاهد عن أبي الحسن كيسان" أبو الحسن بن كيسان أنحى من الشيخين يقصد المبرد وثعلب". وممن نال شهرة واسعة من تلامذة المبرد أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل العسكري، شرح مؤلفات سيبويه والأخفش وكتب كتاب النحو المجموع على العلل وكتاب شرح الكتاب الأوسطي. ومن تلامذة المبرد النجباء إبراهيم بن محمد الكلابزي، الذي لمع نجمه في العلم والأدب وتولى قضاء الشام.
ترك المبرد أكثر من أربعين مصنفا بعضها لا زال موجودا طبع أكثر من مرة مثل كتاب المقتضب وكتاب المقصور والممدود وكتاب المذكر والمؤنث وكتاب طبقات النحويين البصريين وأخبارهم وكتاب شرح لامية العرب وكتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد. أما الكثير من كتب المبرد فلا تزال مفقودة.
توفي المبرد بعد حياة حافلة غنية بالعلم والمعرفة في عام 285 هـ ودفن في مقابر باب الكوفة ببغداد. قال عنه البحتري:
ما نالَ ما نالَ الأَميرُ مُحَمَّدٌ إِلّا بِيُمنِ مُحَمَّدِ بنِ يَزيدِ
وَبَنو ثُمالَةَ أَنجُمٌ مَسعودَة فَعَلَيكَ ضَوءُ الكَوكَبِ المَسعودِ
شَفَعَت خُراسانُ العِراقِ بِزَورَةٍ مِن زائِرٍ طَرِفِ اللِقاءِ جَديدِ
ذاكَ المُبارَكُ خِلَّةٌ وَلَرُبَّما مُنِيَ الجَليلُ بِأَشأَمٍ مَنكودِ
أما العالم الكبير ثعلب فلقد قال حين بلغه موت المبرد:
ذهب المبرد وانقضت أيامه... وليذهبن مع المبرد ثعلبا
بيتٌ من الآداب أضحى نصفه... خربًا وباقي النصف منه سيخرب
فتزدوا من ثعلب فبكأس ما... شرب المبرد عن قريب يثرب
أوصيكمو أن تكتبوا أنفاسه... إن كانت الأنفاس مما يكتب