أصدر القطب الجزائي الوطني لمكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الاعلام و الاتصال اليوم الأربعاء عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا. وغرامة مالية قدرها 200 الف دج، في حق المتهم الفار ” أمير بوخرص ” المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي ب ” أمير ديزاد”.

وجاء منطوق الحكم لمتابعة المتهم بجنحة عرض منشورات كاذبة من شأنها المساس بالأمن.

والنظام العام وهي القضية التي راح ضحيتها شرطيين اثنين من النعامة.

كما تأسس في ذات القضية الوكيل القضائي للخزينة العمومية طرفا مدنيا.

وتم محاكمة المتهم غيابيا، في أعقاب شكوى تقدم بها الضحيتين الشرطيين أمام الجهات القضائية لتعرضهما للقذف. والتشهير عبر مواقع التواصل الإجتماعي، مما ألحق اضرارا بهما.

والجدير بالذكر أن المتهم أصدرت ذات الهيئة القضائية أحكاما غيابية في ملفات أخرى، تتعلق بعدة تهم. نسبت إليه في إطار تحقيقات تم فتحها بعد تسليم المتهمين الفارين كل من ” محمد عبد الله ” و” محمد عزوز بن حليمة ” الى السلطات الجزائرية.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

وسائل التواصل الاجتماعي بين فضاءات الحرية وهدم الأوطان

تواصل الثورة التقنية والاتصالات تحديها لكثير من مفاهيمنا التقليدية ومنظومات القيم والأخلاق والأعراف المرتبطة بمفاهيم الحرية التي نشأت عليها مختلف الأجيال البشرية قبل انبثاق هذه المنصات والتطبيقات والتي فرضت نفسها واقعا جديدا لا عودة عنه. وليس من قبيل المبالغة أن القادم سيكون أكثر تعقيدا وغموضا في التعامل معه بأدواتنا الإنسانية الحالية لاسيما مع دخول حقبة الذكاء الاصطناعي لتشكل هي الأخرى انعطافة بشرية هائلة نحو تسليم التفاصيل الإنسانية إلى الآلة.

ورغم ذلك يلاحقنا السؤال، إلى أين تأخذنا هذه التحولات الغرائبية في المسير البشري نحو المستقبل وماذا تفعل بنا هذه التطبيقات وكيف تشكل (وتضيع) وقتنا ووعينا وعلاقاتنا مع الذات والآخر سلبا وإيجابا. لقد كتب الكثير حول هذا الوضع ولم يكن مفاجئا أن يوجه الروائي البرازيلي الشهير امبرتو ايكو نقدا قاسيا لهذه الحالة (1932 – 2016) معتبرا أن «أدوات مثل تويتر وفيسبوك تمنح حق الكلام لفيالقٍ من الحمقى، ممّن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسبّبوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً، أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل. إنه غزو البُلهاء».

على ذات الخط ، يرى الفيلسوف والأكاديمي الكندي «الان دونو» في كتابه «نظام التفاهة» (The Banality System) وفقا لترجمة الدكتورة مشاعل عبد العزيز الهاجري أن الأمر «قد تطور حتى صار يكتسح جميع المجالات، وصارت التفاهة نظاما يحتفى به، واستطاع التافهون أن يبنوا عالما جديدا يقتل الإبداع والتميز، ويشرع التفاهة والتخلف».

وفي العبور نحو فضاءات الحرية والتعبير عن الرأي في تلك المنصات يدوي السؤال حول الحدود التي يمكن أن ننطلق منها أو نقف عندها. الشاهد في راهن الوضع العام أن هناك جانبا مشرقا وواسعا بإمكانية الاستفادة الهائلة من محتوى هذه المنصات والتطبيقات رغم الجدل المستمر حول محتواها. بيد أن تلك المنصات أصبحت سلاحا كذلك لدى البعض ومعول هدم لآخرين ومنطلقا خطيرا لبث الكراهية والعنف والتحريض والتشهير وضرب استقرار الأوطان.

والمتابع للقضايا العالمية لربما يلاحظ الاستغلال البشع لهذه الوسائل في إرهاب الآخرين من جانب كافة الأطياف الأيديولوجية وراياتها البغيضة سواء من التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط أو حركات اليمين المتطرف وخطاباتهم العنصرية ضد الآخر المختلف في الغرب أو ما يحدث من تطرف سياسي عنصري ضد الأقليات في بعض الدول الآسيوية وغيرها، وتشترك جميعها في أن خطاباتها التي تنضح حقدا وكراهية واستخفافا بالقيم والحياة الإنسانية وكرامتها، نجدها تستغل ذات المنصات في توسعة جبهات أنشطتها ومد نفوذها وإيصال خطاباتها العنيفة وبكل السبل للمغرر بهم.

وحينما يصل الانحدار الفكري والعقائدي لهذا الدرك من الخطورة بحجة حرية التعبير والرأي، فلا يمكن أن نتوقع من الدولة المسؤولة أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا المد من الفكر العنيف الذي يضرب استقرار الأوطان ويهدم مكونات السلم الأهلي ويعبث بقدسية الأمن والأمان والذي من دونهما لا يمكن أن تستقيم دولة أو أن يكون لها وجود حقيقي على مؤشرات التنمية والعمران والتمدن والحضارة، ولا غرو أن نجد نحو تسع دول عربية قد تصدرت مؤشر الدول الفاشلة لعام 2024 (https://fragilestatesindex.org/) من بين 179 دولة، بعد أن نجحت خطابات الكراهية والفرقة والمذهبية والتناحر والعنف في مختلف منابرها الإعلامية التقليدية والإلكترونية في تفتيت وضرب استقرارها ونسف سنوات البناء والتنمية وتضحيات الشعوب التي استغرقت عقودا من الزمن جراء شيوع ثقافة المحاصصة الطائفية والمناطقية والإقصائية والوقوع فريسة سهلة لمخططات التفتيت وسماسرة الحروب ووكلاء الخراب.

وفي الغرب نفسه بكل مؤسساته الديموقراطية والبرلمانية وما يتشدق به صباح مساء حول الحريات، نلاحظ أن دولة بعراقة المملكة المتحدة لم تتردد في اتخاذ إجراءات استثنائية مباشرة لاحتواء تحركات وخطابات اليمين المتطرف في بريطانيا لإثارة الشارع البريطاني ضد المسلمين بعد مقتل طفلتين، والترويج بأن القاتل كان مسلما، بل والشروع الفوري في عقد محاكمات مباشرة (لا تتجاوز أربعة وعشرين ساعة) وصدور أحكام قاسية ضد من تسول له نفسه الخروج عن القانون بحجج حرية التعبير والرأي حينما يؤدي هذا المسلك إلى إزهاق الأرواح وإتلاف الممتلكات وتخريبها. وطالبت بعض الأصوات مثل الكاتب البريطاني جوناثان فريدلاند في صحيفة الجارديان بتاريخ 9 أغسطس 2024 بأن تسعى الحكومة البريطانية لمقاضاة «إيلون ماسك» نفسه الذي يراه الكاتب طرفا في التحريض على ضرب الاستقرار في البلاد حيث أخذ يروج أن «الحرب الأهلية قادمة إلى بريطانيا لا محالة» في منصة أكس.

تعكس مثل هذه المنصات ومالكيها والكثير من الجهات المغرضة والأفراد المغرر بهم، وجود إمكانيات كبيرة لضرب استقرار المجتمعات ومن أماكن بعيدة وهو أمر يفرض تحديات أمنية لا يمكن تجاهلها وبالتالي تقتضي المسؤولية أن تكون الأوطان محصنة قدر المستطاع من هذا المد المعقد، والعمل على تنظيم قطاع وسائل التواصل الاجتماعي خاصة ما يتعلق بالخطابات الداعية إلى الفتنة وضرب الاستقرار، وتعزيز الاستفادة الإيجابية منه وإثراء المحتوى المحلي بما يعكس حضارية هذا البلد وثراءه وتراثه وإبداعات شبابه وتقديم قدوات جديرة بالظهور والتقدير والدعم.

يحيى العوفي كاتب ومترجم عماني

مقالات مشابهة

  • شاهد بالصورة والفيديو.. في مشهد مؤثر.. مذيعة سودانية تتفاجأ بوالدتها “تقبلها” أثناء تقديمها فقرة على الهواء ومتابعون: (الأم جنة)
  • إيليزي 10 سنوات حبسا لمورجي المؤثرات العقلية
  • شاهد بالفيديو.. الكوميديان محمد جلواك يسخر من الحسناء “لوشي”: (أنا الحمدلله بي أولادي انتي شوفي ليك “شوكلاتة” أزرعيها) وساخرون: (ضربو يا حكم)
  • صور- وزارة السياحة تنظم زيارة لعدد من مدوني السفر على مواقع التواصل الاجتماعي بالهند
  • عاصفة من الفرح في وسائل التواصل الاجتماعي:اليمنيون يحتفلون بالمولد النبوي الشريف، وإطلاق صاروخ فرط صوتي يضرب عمق الكيان الصهيوني
  • وسائل التواصل الاجتماعي بين فضاءات الحرية وهدم الأوطان
  • قضية تزوير 70 سيارة.. التماس 7 سنوات حبسا لموظفين ببلدية باب الوادي وآخرين
  • شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان جمال فرفور يتفاعل مع “راقصة” استعراضية ويخطف منها “شبال” بطريقة مثيرة وساخرون: (دي فوضى والله والحرب شالت عقول الفنانين قبل أي زول)
  • أردوغان يشارك أغنية داعمة لفلسطين تشعل مواقع التواصل الاجتماعي
  • حبس فتاة هددت أخرى بنشر صورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي